حكومة المنفى ووضع النقاط على الحروف لماذا لا ؟

بعد ردود الافعال العنيفة التي احدثتها {وثيقة الفجر الجديد} وتذبذب المواقف حولها ما بين مؤيدين و رافضين لها وآخرين متوجسين بين هذاين الموقفين
يمكننا ان نلاحظ قراءات متعددة في الشارع السوداني, و في الاواسط المختلف, خاصة بعد أنضمام دكتور يوسف الكودة للوثيقة , وازدياد حملات الحكومة بصورة مفرطة ضد موقعيها, و يمكننا القول بان الوثيقة اصبحت هي القشة التي قسمت ظهر الحكومة , وكشفت زيف بعض احزاب الداخل التي يمكن تسميتها {بالمعارضة الناعمة} اذا صح التعبير نسبة لتوجساتهم في مسألة التغيير بالعمل المسلح و لمواقفهم المترددة اتجاه عملية فصل الحياة الدينية عن ممارسة السلطة

من القول الثابت ان الوثيقة جمعت بين شقي الشعب السوداني, وأعني الهامش و الوسط في قضايا مصيرية لا تقبل التهاون, من اجل نقاش هادف لتحديد مستقبل السودان في المرحلة المقبلة قبل ان تتعاظم الامور بالشكل التي تهدد الاسقرار في السودان, وربما في الشرق الافريقي عامة

و لقد اجمع الكثير من المحللين السياسين و الاستراتجيين, ان الحكومة قد انحرفت انحرافآ تامآ, افقدت الأمل في اية اصلاحات داخلها و ان التغيير هو الحل الشافي لاستعادة السيطرة, على الاوضاع المتردية بشدة ,في شتى المحاور وان عملية التغيير قد حدث فعليآ في نفوس الشعب, وترسخ ذلك في قلوبهم , وأن جميع الشرفاء من هذا الشعب قد يممو وجوههم شطره و وثيقة الفجر الجديد التي فرزت الكيمان و ابلجت ضوءها في وجه الظلام قد ازاحت الركام الكثيف علي مدي ال23 عامآ من وجود نظام المؤتمر الوطني علي السلطة استمراره في نهش جسد الامة السودانية وحولت البلاد الي أقطاعية تديرها طبقة مريضة بحب الذات و تسعى دومآ الي تدمير هذا الإرث التاريخي الذي ضحي من اجله الآباء المؤسسين لهذا الوطن

يشحزني هذا التطور و التقدم في لملمة الصف الوطني, بعد توقيع الوثيقة أن تتأمل و تفكرهذه القوى الوطنية في الاتجاه نحو الجانب العملي و المقصود به هنا {البيان بالعمل} في تكوين أو تأسيس حكومة منفى أو حكومة ظل بكافة مؤسساتها, الحيوية لمباشرة العمل السياسي و الدبلماسي مع الشعب و المجتمع الدولي, تجهيزآ لاستيعاب عملية التغيير القادمة و بعد الإستيلاء على السلطة تكون هنالك أعادة نظر فيها لتشكيل حكومة إنتقالية لفترة 4 سنوات على سبيل المثال لتهيئة الاوضاع الداخلية للبلد لاجراء انتخابات حرة و نزيهة و اقرار الدستور الذي سوف يتم عن طريق الاستفتاء الشعبي
و من أجل أحداث ديمقراطية حقيقية ايضآ تكون هنالك فترة كافية لاحداث تطور داخل الاحزاب المختلفة او تاسيس احزاب مسؤولة تكون خدمة الوطن اولوياتها القصوى للاتجاه نحو حياة سياسية ديمقراطية مستقرة و تقسم الفرص لكافة الشعب السوداني للمساهمة في عملية التنمية و التطور
للوصول الي ركب الامم المتحضرة.

عيسي الطاهر
باريس الموافق 03 فبراير 2013
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..