الحق في التمتع بـ”الجنسية” للمواطنين من أم سودانية وأب تنحدر أصوله من جنوب السودان

الخرطوم- بهرام عبد المنعم
حسم مجلس الوزراء الجدل، وأجاز مؤخرًا قانونًا يمنح المواطنين من أم سودانية وأب تنحدر أصوله من دولة جنوب السودان الحق في التمتع بالجنسية السودانية.
وتقطعت السبل بالعديد من السودانيين بعد انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011، إذ أفرز ميلاد الدولة الوليدة أجيالا من ?البدون? في البلاد، خاصة المواطنين المنحدرين من أصول جنوبية من جهة الأب.
ومن بين هؤلاء أسرة حفيد عبد الفضيل ألماظ، أحد مؤسسي الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، إذ ظلت أسرته تعيش في الخرطوم بلا هويات بعد إسقاط الجنسية السودانية عن الأسرة عقب انفصال جنوب السودان، لكن التعديل القانوني الأخير يمنح الأسرة الحق بالتمتع بالجنسية السودانية.
(1)
طبقًا للمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح فإن وزير الداخلية الفريق حامد منان، قدم (أول أمس الأحد)، مشروع قانون الجنسية السودانية تعديل لسنة 2018، لإزالة تعارض قانوني بين القانون والدستور، وبموجبه أصبح من حق المواطنين من أم سودانية وأب جنوب سوداني التمتع بالجنسية السودانية أسوة بأبناء السودانيات من أجانب من الدول الأخرى.
ونص قانون الجنسية لعام 1994 المعدل 2011 في الباب الثاني المادة (4/3) على أنه ?يكون الشخص المولود من أم سودانية بالميلاد مستحقًا للجنسية السودانية بالميلاد متى ما تقدم بطلب لذلك?.
وعمل ناشطون سودانيون على إنهاء معاناة حالات ?البدون? التي خلفها انفصال جنوب السودان بنزع الجنسية من أبناء الأمهات السودانيات من آباء تعود جذورهم إلى جنوب السودان.
وتسبب فقدان الهوية في ضياع المستقبل الدراسي لأبناء عادل برعي، حفيد عبد الفضيل ألماظ، بعد حرمان بعضهم من الجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية لعدم حيازتهم رقما وطنيا.
ويعتبر الضابط عبد الفضيل ألماظ من الشخصيات التاريخية في السودان لدوره في جمعية اللواء الأبيض التي تأسست لمقاومة الإدارة الاستعمارية البريطانية للسودان في عام 1924.
(2)
(عادل برعي) من القصص التي تروى في هذا الصدد، فقد كان يعيش في مدينة أم درمان القديمة (حي الموردة)، حياة مطمئنة وسط أسرته، لكن قبل سنوات بعد انفصال جنوب السودان، وجد نفسه وأبناءه بلا (هوية) في بلاده، وأصبح شأن فلذات أكباده، وعشرات اليفع الذين أنجبتهم سودانيات متزوجات من جنوب سودانيين.
وسرد برعي، خلال فعالية حملة (أنا سوداني)، التي أقيمت في نوفمبر الماضي بمنبر (طيبة برس)، معاناته من نزع الجنسية، لكون أحد أجداده لأبيه اسمه (دينق)، وهو الاسم المرتبط بقبيلة الدينكا في جنوب السودان.
ويواصل برعي في الحديث والدموع تبلل عينيه: ?جدي البطل السوداني عبد الفضيل ألماظ، أحد رموز ثورة اللواء الأبيض في العام 1924، ورغم ذلك فأنا وأسرتي بدون هوية، ونعيش على إعانات الأصدقاء، لعدم وجود عمل يوفر لأسرته العيش الكريم?.
(3)
ويعتقد البعض أن أزمة (الهوية) كانت هي المحرك الرئيس للحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، لكنها لم تنته حتى بعد انفصال البلدين في 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005.
وعندما انقسم السودان ترتب على ذلك تلقائيًا سحب جنسية البلد الأم، من أولئك الذين انتسبوا للدولة الوليدة، لكن عشرات السودانيات المتزوجات من جنوب سودانيين لم يتوقعن أن ينسحب ذلك أيضًا على أطفالهن.
بشكل أو آخر، رفضت السلطات منح الجنسية لعشرات الأطفال، ما دفع ناشطات لإطلاق مبادرة لمناصرتهم تحت عنوان: (أنا سوداني).
وتجادل المبادرة في (منفستو) تأسيسها، بأن الدستور السوداني ينص صراحة على أن ?المولود من أم سودانية بالميلاد يكون مستحقًا للجنسية السودانية بالميلاد متى تقدم بطلب لذلك?.
ويوضح المنفستو، أن رفض إعطاء الجنسية السودانية، لهؤلاء الأطفال ?سيترتب عليه ضياع حقوق المواطنة، بما في ذلك التعليم، حيث سيتم التعامل معهم كأجانب يدفعون الرسوم بالعملة الصعبة?.
ويقول الناشطون الذين يقفون على رأس الحملة، إنهم يعملون على حملة لإنهاء معاناة حالات (البدون) في السودان، التي خلفها انفصال جنوب السودان في العام 2011، بنزع الجنسية من أبناء الأمهات السودانيات من آباء تعود جذورهم إلى جنوب السودان.
ووقف على رأس الحملة حقوقيون وإعلاميون ومحامون بعد أن تطاول أمد قضايا في المحاكم رفعها أبناء وبنات آباؤهم من جنوب السودان وأمهاتهم من السودان.
وبحسب رئيسة مبادرة (أنا سوداني)، إحسان عبد العزيز، ?فإن رصدًا لحالات الأبناء من أمهات سودانيات حدد نحو (300) حالة، وذلك وفقًا لمحامين?.
وأكدت إحسان، أن هذا العدد غير حقيقي، لأن الحالات أكثر بكثير منه، لكن ضحايا نزع الجنسية من أبناء وبنات من أمهات سودانيات وآباء من جنوب السودان يتحاشون اللجوء للقضاء، خوفًا من تعرضهم لمضايقات من السلطات، خاصة وأن أغلبهم يعملون في القطاع الخاص في مهن هامشية. وهدفت الحملة التي توجت مؤخرًا بإجازة القانون، لإعطاء أي شخص من أم سودانية بالميلاد وأب جنوب سوداني الجنسية بالميلاد بلا قيد أو شرط وفق القانون، وإعادة الجنسية السودانية لمن تم نزعها منه بعد انفصال الجنوب من أبناء الأمهات السودانيات بالميلاد.
كما هدفت الحملة لإنهاء حالة (البدون) في السودان التي خلفها انفصال جنوب السودان واستعادة حق المواطنة للأبناء من أمهات سودانيات بالميلاد، بما يتماشى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وأشارت إحسان إلى أن حملة (أنا سوداني) التي تأسست في سبتمبر 2016، رفعت قضايا لأبناء وأمهات وصلت حتى المحكمة العليا ضد وزارة الداخلية، حيث حكمت لصالح (البدون) بعد انفصال جنوب السودان، لكن الوزارة استأنفت الحكم.
وحسب إحسان عبد العزيز، فإن دستور العام 2005 تنص فيه المادة (7) باب (المواطنة والجنسية) في الفقرة من (1) إلى (4)، على هذا الحق.
وقال القائمون على الحملة، إنه ?بالرغم من هذه النصوص الواضحة لاكتساب هذا الحق، لكن السلطات المعنية باستخراج الرقم الوطني والجنسية السودانية تمتنع عن القيام بواجبها تجاه مئات الأطفال بولاية الخرطوم والولايات الأخرى منذ انفصال جنوب السودان قبل خمس سنوات?.
وأكدوا تلمسهم معاناة عدد كبير من الأسر التي حرم أبناؤها من الجنسية وحق المواطنة، ما ترتب عليه معاملتهم كأجانب مطالبين بدفع الرسوم الدراسية في المدارس والجامعات بالدولار، إلى جانب حرمانهم من العلاج المجاني وتعرضهم للتمييز الذي يفرزه وضع (البدون).
(4)
العلاقة ليست على مايرام بين الخرطوم وجوبا بسبب عدم اتفاقهما بعد، على تسوية أغلب القضايا المترتبة على التقسيم، وفي صدارتها نزاعهما على 5 مناطق حدودية على الأقل، تمثل نحو 20 % من الشريط الحدودي الذي يزيد عن ألفي كيلومتر.
ولا يزال متعثراً تنفيذ تسع اتفاقيات تعاون أبرمها البلدان في سبتمبر 2012 برعاية أفريقية، لا سيما الاتفاق الأمني الذي يمنع أيا منهما من دعم المتمردين على الآخر.
ووقعت هذه الاتفاقيات تحت ضغط من مجلس الأمن الدولي بعد اشتباكات عسكرية طاحنة على الحدود، لكنها لم تتكرر منذ 2012 رغم تبادل الاتهامات بخرق الاتفاق الأمني.
اليوم التالي.
الُاستاذة احسان عبد العزيز نشكرك جزيل الشكر علي هذا المجهود الجبار ونتمني ليك التوفيق والنجاح انشاء الله ولكن عندي سؤال ما مصير الامهات الجنوبيات المتزوجات من الشماليين!
الموضوع كان مفروض يحسم من زمان. وحتي من اصل جنوبي ومولود في الشمال من حقو يتجنس بالجنسية وبالميلاد
السودان القديم موجود في واقع الشعب السوداني ولن يذهب بعيداً
يجب اعادة الوحدة السياسية فهذا أسهل كثيراً من ميلاد وبناء دولتين منفصلتين الوحدة تصب في مصلحة الجميع لقد تعلم السودان من تجربة أطول حروب أهلية في إفريقيا ويستطيع إيجاد مخرج سياسي وإيقاف الحروب
نحتاج لفكر جون قرنق فقد مات الرسول ولم تمت الرسالة
سودان واحد ديمقراطية و تساوي في حقوق الجميع
للامانة في الجنوب هناك حق للمتزوج من جنوبية ان يمنح الجنسية وانا كنت الشاهد للشخص الذي منح الحنسية وذلك منذ ثلاثة سنوات وهو عبدالله محمد ابوبكر..متزوح من جين كيجي
الُاستاذة احسان عبد العزيز نشكرك جزيل الشكر علي هذا المجهود الجبار ونتمني ليك التوفيق والنجاح انشاء الله ولكن عندي سؤال ما مصير الامهات الجنوبيات المتزوجات من الشماليين!
الموضوع كان مفروض يحسم من زمان. وحتي من اصل جنوبي ومولود في الشمال من حقو يتجنس بالجنسية وبالميلاد
السودان القديم موجود في واقع الشعب السوداني ولن يذهب بعيداً
يجب اعادة الوحدة السياسية فهذا أسهل كثيراً من ميلاد وبناء دولتين منفصلتين الوحدة تصب في مصلحة الجميع لقد تعلم السودان من تجربة أطول حروب أهلية في إفريقيا ويستطيع إيجاد مخرج سياسي وإيقاف الحروب
نحتاج لفكر جون قرنق فقد مات الرسول ولم تمت الرسالة
سودان واحد ديمقراطية و تساوي في حقوق الجميع
للامانة في الجنوب هناك حق للمتزوج من جنوبية ان يمنح الجنسية وانا كنت الشاهد للشخص الذي منح الحنسية وذلك منذ ثلاثة سنوات وهو عبدالله محمد ابوبكر..متزوح من جين كيجي