أين المسدس (1)؟ا

زمان مثل هذا

أين المسدس (1)؟؟

الصادق المهدي الشريف

? تعالت في الإسبوعين السابقين دعوات المسؤولين الحكوميين لجمع السلاح من المواطنين… فقد وجه الرئيس البشير قوات الشرطة لجمع السلاح من ايدي المواطنين… وذات المفردات وردت على لسان والى ولاية الخرطوم. ? ومن قبل فقد سبقت منظمات الأمم المتحدة الجميع بصورة متفاوتة الى الحديث عن جمع السلاح (غير المشروع)… وهي عبارة (غميسة) تشير تحديداً الى جمعه من ايدي المواطنين. ? هذا غير دعواتها الى (نزع السلاح والتأهيل وإعادة الدمج) والمعروف إختصاراً ب(DDR) والذي يعتبر برنامجاً خاصاً بالمليشيات المسلحة بعد توقيعها لإتفاقيات سلام… وهو ليس محل نقاش الآن. ? في إعتقادي أن جمع السلاح من المواطنين هو أمرٌ ضارٌ بالمواطنين… مثلما هو ضارٌ بالحكومة، خاصة في وضع كالذي نعيشه في السودان. ? فالسلاح هو خط المواطنين الأخير للدفاع عن أنفسهم في حال التفلتات الأمنية والتي يسال فيا المواطن نفسه (اين مسدسي الذي اشتريته قبل سنين؟؟؟)… هذا السؤال نفسه يؤكد عدم الجنوح الفطري عند السودانيين لإستخدام السلاح إلا في حالة (الشديد القوي). ? كما أنّه لم يثبت حتى هذه اللحظة أيِّ نوعٍ من أنواع الإستخدام الخاطئ من قبل المواطنين… إلا في ظروف تستدعي مثل هذا التصرف. ? وما يشاعُ عن استخدام السلاح في الاعراس والافراح هو من باب الإثارة فقط لا غير… وعلى رأي أحد الحانقين (هو وينها الافراح ذاتها ال بيضربوا فيها نار)… في إشارة الى قلة الافراح نتاجاً لإزدياد المعاناة المعيشية. ? وحتى الأحداث التي يعترض فيها شخصٌ ما الى إصابة بعيار طائش في (لمة) عرس هي أحداث متباعدة… وإحصائياً يمكن أن نقول أنها (تمثل إحتمال إحصائي يمكن تجاهله). ? لكن ? مثلاً – حين توفي العقيد جون قرنق دي مبيور وتسارعت وتيرة الأحداث في يوم الإثنين والذي اصبح يسمي في الذاكرة الصحفية (الإثنين الاسود). ? حين توفي الرجل لم تتسارع الجهود الحكومية لإعادة إستقرار الأمن بذات الوتيرة التي تسارعت بها الأحداث. ? ووجد المواطنون أنفسهم أمام تحدي كبير وقاتل (وغير منظم)، وأنّه ليس هناك من يحميهم… فالحكومة ولم تقم بواجبها الحمائي المنصوص عليه في دستورها. ? وحين أصبحت حياتهم وحياة من يعولون على المحك لم يجدوا بُداً من حماية أنفسهم… ولم يكن من مناصٍ سوى استخدام السلاح… مقابل السلاح. ? تلك هي الحادثة الوحيدة المثبتة في الدفاتر الرسمية لإستخدام المواطنين للسلاح… وحتى تلك الحادثة لم يكن إستخدام السلاح فيها سوى للدفاع عن النفس وهو أمر تكلفه حتى الشرائع السماوية. ? هذا عن تجربة ولايات الشمال… أمّا دارفور فالقصة هناك جدُّ مختلفة، بل وتكاد حالة دارفور أن تدفع الحكومة الى حث مواطني الإقليم على امتلاك السلاح. ? فوجود السلاح في ايدي الدارفوريين حماهم من الإبادة الجماعية التي نتجت عن عوامل التقسيم العرقي (عروبي وزنجي). ? وهي عوامل جاءت من تدخل السياسة بصورة سافرة في عناصر الهوية… وهو أمرٌ لا تتسعُ هذه المساحة لنقاشه. ? لهذا ولغير هذا فان جمع السلاح من المواطنين في ظروف امنية تتسم بالتوتر هو أمرٌ في غاية الخطورة… فعلى اقل تقدير إن لم تستطع الدولة حماية المواطنين… فلتترك لهم الفرصة لحماية انفسهم.

التيار

تعليق واحد

  1. هسـتريا جمـع السـلاح مـن أيدي المـواطنين لم تاتي مـن فـراغ .. أنهـم يـدركون تمـاما إن الحـالة التي أوصـلوا لهـا البلاد والعـباد لـم يعـد أمامهـا إلا الانفجـار ، وأن الانفجـار قـادم ، كتسنامي جـارف ، كـزلزال مـدمـر ، كبركان تحـرق حممـه كل دجـال أفاك ، لـذا يجمعـون السـلاح تحسـبا ، ليسـت نبوءات نوسترا داموس ، هـذه اكتوبر شاخصه شـامخه أمـام ابصـار العـالم وتوأمها ثورة أبريل ، تحـدث شعـوب العـالم بعـظمة شعـب السـودان ، ملهم ومعـلم الشعـوب أدب الثورات ، والشـموخ والتحـدي والتصـدي ، لـن يقـبل أي مـواطـن سـوداني بتشـظية وتفتيت أرض ابائه وأجـداده ، سـفها وإسـتهتارا ، هـذا الشعـب الشامخ صبور ، ولكن لـن يسـجل التاريـخ عليه الجـبن والخـنوع والتراخي أمـام هـذا الامـر الجلل .. قريبا سيشـاهد العـالم قـوة وجـبروت وبطـش الغبش ، وسـيدرك بقايا قـوم لـوط أي منقلب ينقلبون .

  2. جمع السلاح من غير الموالين للتنظيم الحاكم اما المنظمين ففي يدهم كل انواع الاسلحة حتي طلاب الجامعات و بصورة – رسمية- اذ ان كل اعضاء التنظيم ينتمون لجهاز امن التظيم اقصد الامن الوطني!
    في النهاية و بعد حمع السلاح يصبح الكل تحت رحمة التنظيم و مليشياته المسلحة!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..