رِفقاً بالقوارير!

يوافق يومُ الأحد القادم الخامس والعشرون من شهرِ نوفمبر اليوم الدُولي للقضاء على العُنفِ ضدَ المرأةِ، هوَ دعوةُ للتحرُرِ من الخلاخِل التى تُقيد خطواتِ المرأة الحُرة، مُتنفسُ لرفضِ كُلُ أنواعِ الظُلمِ
والتحرُشِ، نبذاً للعُنفِ بكُلِ أنواعه الجسدي واللفظى وحتى المُُجتمعي الذى يتجلى فى شكلِ وصماتٍ جائرة لا تمتُ للإحترامِ بصِلة كأن يصفوها بالعانِسِ أو المُطلقةِ أو حتى المُسترجلة.
عانت المرأة فى الجاهلية من الرِق فكانت تُباعُ وتُشترى، بل إن حقها فى الحياة يُصادر حين توئدُ حيةً، وتزوج دون مشورتها كقطعةِ أثاثِ يزيدُ سِعرُها أو ينقُصُ حسب العرضِ والطلب، وحتى تلك الحُرة التى يُحالفها الحظُ بالحياة فإن حقها فى الميراث يُسلب ويؤخذ دون وجهِ عدل، وجاء الإسلامُ فجراً أزاحَ أستار الظُلمِ عنها، فكرمها وحرّرها وأعاد لها حقها فى الحياة وفى الإختيار فلا تُزوجُ إلا برضاها بل وتُستأمر فى بعض الحالات، ولها من ميراثها نصيباً لا يُخلُ بوجوب إنفاق وليِها عليها، وفوق كُل هذا أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بِهِنَ خيراً.
أثبتت المراةُ على مرِ العُصور أنها ذاتُ رأىٍ سديد ومشورةِ صائبةِ ولم يمنعها نقصُ عقلِها و دِينِها أن تُدوّنَ سطوراً بمِدادِ الخلودُ فى صفحاتِ التاريخ، فها هي أُمُ المؤمنين أُم سلمى رضى اللهُ عنها تخرُجُ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم ? فى رِحلتهِ إلى مكةِ حيثُ تمّ صُلحِ الحُديبيةُ، وكانَ لها دورُ لنْ ينساهُ التاريخ إذ كانت أُنموذجاً للرأىِ الصائبِ في حِفظِ كيانِس الجماعة من التصدع والموقف يُثبت أن المرأة عنصر فعال وحيوى، فشاركت فى الدعوةِ وشاركت فى الهجرةِ وشاركت فى لحظاتِ الابتلاءِ والغزوِ ولها دورُها في العلمِ والروايةِ والاجتهادِ والتأمينِ من الأعداءِ.
تطفو الكثيرُ من السلوكيات من جانبِ الرجلِ ومن جانب المرأةِ أيضاً ظُلماً لنفسها و لإختها المرأة، وللأسف فهي تُمارس بإسم الإسلام والإسلامُ مِنها براء، كالعُنف والإضطهاد الفِكري بأن يؤخذ رأى المرأة كقولٍ مجروحٍ فيه لا يُعتدُ به، أوليست هذه المرأة نفسها التى أخذُ رسولُنا- صلى الله عليه وسلم- برأيِها عند صُلحِ الحُديبية؟ عندما أشارت عليه أُم سلمى رضى اللهُ عنها برأى كفى الأمة شرّ الشُقاق والفِتنة؟
نحنُ بِحاجةٍ حقيقية لِقراءةٍ مُتمعنةِ فى واقِعِنا المُعاصِر قياساً بوضع المرأة ومكانتها فى الإسلام، وسنكتشِف بكُل بساطة أننا نتمسك بالهوامِش وتتفلت قبتضتنا عن الأساسيات، فنظلُ نجهرُ بالدعوةِ إلى تحريرها من قبضةِ الرجل ونغفلُ أن هذا الرجلُ هو سِترُها و سندها التى تتوكأُ عليه حتى تصعدَ لأعلى مراتِبِ النجاحِ والإنجازِ وكأننا نُريدها دولةً قائمةً بذاتها تطلبُ حق تقرير المصير!
أما آنَ لنا أن نقتنعَ بأنَّ المرأةَ والرجل مُكملانِ للعُنصرِ البشري سوياً ؟ وأن لا صِراع ولا نِزاع بينهما؟ بل على العكس إن فى إنصهارهما إمتداداً للسُلالةِ البشرية وإعماراً لهذه الأرض وفى تكاثُرهما فخراً وإعزازاً لبنى البشر.
همسات – عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والرجل أيضا عانى من الرق والعبودية في أيام الجاهلية ..
    وأنا أعتبر رأي المرأة هو رأي إنسان له عقل وهذا الرأي يحتمل الصواب والخطأ .
    عموما يجب أن يتوقف العنف بمختلف ضحاياه , العنف ضد الطلاب ,العنف ضد الأطفال ,والعنف ضد النساء وإلخ..
    وملاحظة
    وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بأن يتعلموا من (الحميراء ) السيدة عائشة رضي الله عنها .بالتأكيد هي مثالا طيبا .
    فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض؛ قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة. قال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.

    وقال عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

  2. الاخت الاستاذه عبير, يسلم قلمك, ولا فضّ فوك , فبحق تناول جميل لموضوع يستحق التناول, خاصةً أنه يوافق اليوم الدُّلي للقضاء على العنف ضد المرأة ,,(ومن غير جندره) ضد الانسان, ومالفتني هو النقطة المهمة في الفقرة الأخيرة (من المرأة أيضاً,ظلماً لنفسها ولأختها المرأة …. الخ)), والتي يذكِّر بها المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله : (( .. وماظلمناهم ولكن أنفسَهم يظلمون)),,, فالظلم نمارسه ضد بعضنا , ضد انفسنا وضد جنسنا !! ونشكو من عدم قدرتنا على احتماله ونرفع راية الحرب ضده !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفبرافو يااستاذه ,, ودائماً تعودنا تناولك الجاد لمواضيع الساعه ـــــــــــــــــــــــــــــ

  3. التحية لكل مثقفات بلادي و لك خاصة يا عبير زين. نتمنى لك مزيداً من التألق. في الموضوع لن يستطيع الرجل معرفة قدر المرأة إلا إذا عرف قدر نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..