بعد عامين من الرحيل.. صديق الترابي: خط الشعبي ما واضح وما قادر افهمه

أنا سمعت كثيراً من الشهادات من آخرين لم أسمع من شيخ حسن

?مافي إجماع? على فض المشاركة

الخرطوم: سلمى عبد الله

صادف الخامس من مارس الذكرى الثانية لرحيل مؤسس المؤتمر الشعبي الذي تأسس بعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999 وتبوأ الترابي زعامة الشعبي حتى رحيله.. على مدار العامين بعد رحيل الرجل الأول والجدل الذي تطاول بشأن اختيار خليفته، والحديث عن الخط السياسي للحزب .. حاولنا تلمُّس ما يكتب على جدار الشعبي، ومذكرات الرفض التي ترزح بداخله بعد أن قرَّرت القيادة الجديدة خوض تجربة الحكم بعد غياب دام لأكثر من 17عاماً. نجل الترابي وعضو هيئة القيادة الصديق حسن الترابي، يتحدَّث لـ?التيار? عن مواقف الحزب وبرنامجه الذي ورثه عن الترابي .. إلى التفاصيل.

هناك من يرى أن حزب المؤتمر الشعبي بعد رحيل الترابي أصبح بعيداً عن النظام الأساسي الذي وضع له؟
المؤتمر الشعبي له قيادة جماعية رأت أنها تمضي في خط معيَّن في بعض الخطوات التي قد تكون مختلفة التوجه الذي كان يسير به الشيخ، لكن الأحداث خلال الـ24 ساعة، تختلف، أنا شخصياً  ?ما قادر? أفهم الخط الجديد بصورة واضحة، لأنه غير واضح والمعلومات الشخصية التي نجدها ليست شيئاً رسمياً اعتمد عليه كرأي، أتمنى أن أجد موقفاً رسمياً من الحزب وتبريراً لمواقفه وبياناته عمل دوري راتب بصورة أكثر، وقطعاً الحزب يحتاج أن يستعيد جزءاً من العنفوان والديناميكية التي كانت موجودة في?زمن شيخ حسن?.

هل كان للشيخ رؤية حول المشاركة أم كان يرفضها؟
أنا سمعت كثيراً من الشهادات من آخرين لم أسمع من شيخ حسن، رأيه كان عدم المشاركة في الجهاز التنفيذي والاكتفاء بالمراقبة  تنفيذ مخرجات والدخول في أعمال الحوار  حتى 2020 وبالنسبة لي كمجرِّب وشهدت عهدين، عهد المصالحة الوطنية وكنت منظَّماً وعهد المشاركة الحالية أرى أنه في عهد المصالحة الوطنية دخلنا بخطة، عهد المشاركة الحالية المشاركة سبقت التخطيط وعندما تسبق المشاركة التخطيط تفرض عليك المشاركة أجندتها مثلاً إذا كنتِ وزيرة تجدين عمل الوزارة اليومي التنفيذي موجود أمامك، لكن خطة حزبك وبرامجه قد لا تكون أمامك لم تعمل بعد، وتلاحظين شيئاً من التباين بين وزراء المؤتمر الشعبي وبين بيانات الأمانات، مثلاً البيان المشهور للأمانة الاقتصادية حول الموازنة والرأي المنشور على الأقل وزيرين من وزراء المؤتمر الشعبي، مثلاً هذا شيء طبيعي، لكن الأحزاب لابد أن تتحرَّك وتعالج هذه التباينات حتى تكون أحزاب صالحة للبقاء والتنافس.

هناك حراك داخل الشعبي مذكرات  واستقالات ومطالبات بفض الشراكة  موقفكم مما يحدث؟
أنا عضو في الهيئة القيادية لم ينمُ  إلى علمي وجود مذكرات ولم تأتني بوصفي في قيادات الحزب أطلعت على بعض الآراء، لكن في وسائط التواصل الاجتماعي واعتقد أن هذه الوسائط مع احترامنا لها وأهميتها لأنها ليست الوسيلة الرسمية لنقل  الآراء بالحزب، واعتقد أن على الحزب تقوية جهاز نقل المعلومات، الإعلام الداخلي به، وهذه كانت مقترحاتي دوماً أدفع بها في أي مجلس، اعتقد أن جهة مثل الهيئة القيادية ما مفروض تكون غائبة تماماً عن الأحداث حتى تدعو لاجتماع،  من المفترض أن يكون هناك شيء من الدورية والتواصل بينها وبين الأمانة.

يعني مافي آراء مخالفة؟
لم أقل هذا.. أنا أقول لكِ كل هذه الآراء موجودة، لكنها تمثل اتجاهات ?مافي إجماع? على فض المشاركة قد لايكون من الحكمة فض المشاركة لكن يمكن تقويمها ثم تقويم ?يعني تصلح? مثلاً  تزيد فاعلية وزارتنا تستعين بمستشارين أكثر داخل المؤتمر الشعبي نفسه يزيد التنسيق بين كل المشاركين حتى يكونوا كتلة واحدة في مواجهه كتلة الوطني الكبيرة وليس بالضرورة فض المشاركة، ولم نجد المشاركة بالصورة الصحيحة حتى نقول نجحت أم لم تنجح.

أين المنظومة الخالفة هل هي معطَّلة   خاصة وأن تصريحات علي الحاج حولها غير واضحة؟
الدكتور علي الحاج، خطابه اختلف بعد عودته من النيل الأزرق، بمعنى أن مفهومه اختلف، بعد لقائه بقيادات ولاية النيل الأزرق اختلفت لغته حول الموضوع ?الزول ? يغيِّر  قناعته بالمعلومات والتفاعل مع الآخرين حتى وأن كان قائداً، المنظومة الخالفة غير موجودة بالقدر الكافي في برنامج الحزب وهذا موضوع غريب وغير مفهوم يعطِّل خاصية انتقال خاصية الحركة الإسلامية من الانتقال من شكل إلى شكل في كل عهد حسب الظروف، وهناك حديث واضح من شيخ حسن، أن المنظومة الخالفة هي التي تدخل الانتخابات وليس المؤتمر الشعبي، لا يظهر أن المنظومة أمام منضدة المؤتمر الشعبي الآن.

لماذا؟
لأنها ليست هناك.

الترابي كانت له آراء أثارت جدلاً ومازالت هل كان متقدِّماً عليهم فكرياً؟
واضح أنه كان أقرب إلى أصول الدين، رحمه الله، والآن جميعاً ذهبوا إلى رأيه، كالذي حدث في السعودية في مسألة قتل المرتد غير المسألة القديمة زواج المسلمة من الكتابي، كل الآراء الآن بدأت في الصعود إلى السطح  والاعتماد على القرءان في التشريع أكثر من أي مصدر آخر  وكان هو الأقرب بما يعني أنه كان متفوِّقاً عليهم، ولكنه لم يعادهم أو يكرههم وكانت لديه جرأة في طرح آرائه وتميَّز بها، علماء كثيرون  لديهم آراء لا يستطيعون قولها.

التيار.