حفريات في الكبريت! ..

د. مرتضى الغالي
لو سأل (مواطن ياباني) حكومته عن التقصير والفشل أو عن الفساد والغلاء هل يمكن أن يرد عليه الناطق بإسم الحكومة القائمة ويقول له: وماذا في ذلك؟ لقد كانت هناك (أزمة في البصل) في عهد الإمبراطور هيروهيتو! هذه ليست نكتة إنما هي من صميم يوميات السياسة السودانية الماثلة الآن والمتمثلة في طبيعة (المداراة) عند الجماعة؛ فقد قال أحد كبرائهم في معرض الدفاع عن (الطاحونة الحالية) ما معناه ألا تعرفون أن (عود الكبريت) كان معدوماً في عهد الفريق عبود!
هذه (المداراة) بسم الله ما شاء الله طبيعة متسلسلة لديهم وكأنها من مكنون (الجينات) يكتسبها القوم كابراً عن كابر: تنزيه الذات وإغماض العين عن (العوج) والهروب إلى الأمام والخلف وإطلاق الدخان لتعمية الحقائق وتغبيش الواقع للتنصل من أي مسؤولية ومحاسبة، وإحالة كل مصيبة إلى العهود السابقة التي يتنّزه عن خطاياها عهدهم الميمون! ولا أدري ما علاقة عبود و(أعواد الكبريت) بالأزمات الراهنة! وكأن ثلاثين عاماً لم يكن فيها الكفاية لمحاسبة النفس على التقصير والتدمير؛ ويذكر الناس كيف رجمتم الديمقراطية الأخيرة بشواظ من نار وحملتموها أوزار الازل والأبد وهي لم تكمل ثلاثة أعوام! فكم بقيت وكم بقى عبود في السلطة؟ ثم لم نعرف أن السودانيين اشتكوا من (قدْح النار) في عهده؛ فكيف كنتم إذن أو كان آباؤكم يشربون الشاي كل صباح؟
هذا هو الهزل بعينه.. وهو ما يصم الحياة الآن كل يوم، وحتى بالأمس القريب تاهت الحقائق في مأساة (وادي الصنقير) وتملص المتملصون والتفوا حول عدم التنسيق بين المركز والأطراف وبين مسؤولي الأراضي والاستثمار، ومستويات الحكم المحلي والولائي والمركزي.. وأنه -إن شاء الله- سيتم التنسيق! ولكن لماذا احتاج التنسيق إلى ثلاثين عاما؟ كل مرة يُقال سنبدأ تقويم الحكم الاتحادي، وسنعيد تعمير مشروع الجزيرة، وسنوفر المياه لبورتسودان، وستعيد للسكة حديد (سيرتها الأولى)؟ وسوف وسوف وسوف، وعلينا ألا ننزعج لارتفاع اسعار الرغيف أو هبوط الجنيه لأننا سنعمل على زيادة الانتاج، وسنعمل على دعم الزراعة الآلية ويجب على الشعب ألا ينزعج ويتذكّر أن الكبريت كان معدوماً أيام الفريق عبود!
? كم استغرقت النهضة من الركام إلى التنمية الشاملة والازدهار الاقتصادي القياسي في الدول التي تُعرف بـ(نمور آسيا)؟
? كم استغرقت نهضة ماليزيا من السنوات؟
? دعك من آسيا وماليزيا ولننظر إلى (رواندا) التي كانت شهرتها (الابادة الجماعية 1994) التي حمل النهر فيها مليون جثة؟ كيف أصبحت خلال عشر سنوات فقط؟ هي اليوم انظف عاصمة في افريقيا، وأكثر الدول الافريقية استقطابا للمستثمرين والسياح، وارتفع ناتجها المحلي الى 7% وتفوّقت بذلك على نسبة نمو الصين! وحازت على لقب (سنغافورة افريقيا) وتضاهي شوارع العاصمة كيغالي في النظافة والأمن وكفاءة مراكز التسوّق العواصم الأوربية، واستطاعت تحويل احيائها العشوائية إلى مبان راقية ومناطق متكاملة الخدمات، وأغلبية مجلسها التشريعي من النساء!
خلال عشر سنوات استعادت رواندا العافية وطوت صفحة المأساة الدموية، وأقامت في عاصمتها (من باب العِبرة) متحفاً تذكارياً للابادة الجماعية؟ كل هذا في عشر سنوات، وفي بلد مساحته 26 ألف كيلومتر فقط، وسكانه نحو 12 مليون نسمة! فأين هذا من جماعة (عود الكبريت)!
عود القذافي هو الرد علي جماعه عود الكبريت
فذرهم في طغيانهم يعمهون
كتب أحد الإخوة – عفوا نسيت الاسم لكن لعل لقبه أبو عاقلة – قبل شهور سلسلة من المقالات يبرر بها التخلف السوداني بتخلف سلالي موروث “في جينات الشعب السوداني” وانبريت له مشاحنا وواصفا مقاله بغير العلمي وبأنه يؤسس لما يعرف بـ ” العنصرية العلمية” التي تبرر التفاوت في درجات “التحضر” بين الشعوب بصفات هذه الشعوب الجينية. في الحقيقة انصب نقدي له حول أن كلمة “سلالة” لا تخدم مقاصده. الآن أجدني متحيراً، وأسأل نفسي، هل كان صاحبنا ذاك على صواب وكنت أنا -مدفوعا بحميتي القومية- أجادله عن خطأ. لا أدري لكنني متأكد من أن حالة التخلف السوداني تذهب ابعد من التحليل السياسي/الاجتماعي، وهي عميقة بصورة تبرر مثل مذهب أبو عاقلة ذاك. من كان يظن أن تخلفنا أسه ومربط فرسه الكيزان فقد ضل، ومن كان يظن أن تخلفنا هو عاقبة “الاستهداف” الخارجي فهو واهم، ومن كان يظن أن ذهاب الكيزان يعني “استعدال” المسار فهو حالم. إن الكيزان هم التبدي الأسطع والمنسجم تماما مع حالة تخلفنا؛ أنظر حولك، ألا تشبه المعارضة الحاكمين ألا يبدو لك تخلف الكيزان المعرفي وإسفافهم الثقافي ووضاعتهم السلوكية منسجمة مع مجمل حالتنا التخلفية المدهشة. قد يقول “مبرراتي” أن الكيزان وبحكمهم لمايقارب الثلث قرن قد خلقوا هذا التخلف، هذاوهم فلننظر قبل الكيزان ونرى ألم يكن نميري مقدمة موضوعية للكيزان وكانت الأحزاب وتكالبها على الغنائم مقدمة لنميري، وهكذا ستقودك سلسلة التخلف عبر التاريخ لتصل إلى سلطان فونجاوي “متحكرا” في قصره الطيني “متوهطا” على جلد تيتل في عنقريبه وحوله سراياه يدلكنه بدهن الزراف وهو في إتكاءته تلك يظن نفسه ملك العالم وهو يجهل حتى كتابة اسمه بأي لغة مقروءة.
الشيخ الهالك علم السفاح الجملة العريقة ( هي لله لا للسلطة ولا للجاه ) وقال ليهو تهتف بهذه الجملة وتأكل من خلفها ما طاب لك من الشحمانات من مارنجان أو استايلات موريتانيا. على هواك .
وكذلك الشيخ الهالك أوصى السفاح بالإكثار من العمرة ثم الحج. وما يشيل هم عذاب القبر. وصاحبنا صدق !!!!
ههههههههههههههههههههههههههننننااااااااااى هذا العذر هو نكته يجب توثيقها ووضعها كمدونه فى دار الوثائق حتى تعرف الأجيال المتعاقبة اى نظام كان يحكمنا.
يا ليت انعدم الكبريت فى عهدكم لكان عذرنا أننا نأكل الجاهز لانعدام ما نشعل به النار ولكن المصيبه هو انعدام ما نشعل له النار. ليس لعدمه فى السوق ولكن لعدم قدرتنا على شرائه.
عود القذافي هو الرد علي جماعه عود الكبريت
فذرهم في طغيانهم يعمهون
كتب أحد الإخوة – عفوا نسيت الاسم لكن لعل لقبه أبو عاقلة – قبل شهور سلسلة من المقالات يبرر بها التخلف السوداني بتخلف سلالي موروث “في جينات الشعب السوداني” وانبريت له مشاحنا وواصفا مقاله بغير العلمي وبأنه يؤسس لما يعرف بـ ” العنصرية العلمية” التي تبرر التفاوت في درجات “التحضر” بين الشعوب بصفات هذه الشعوب الجينية. في الحقيقة انصب نقدي له حول أن كلمة “سلالة” لا تخدم مقاصده. الآن أجدني متحيراً، وأسأل نفسي، هل كان صاحبنا ذاك على صواب وكنت أنا -مدفوعا بحميتي القومية- أجادله عن خطأ. لا أدري لكنني متأكد من أن حالة التخلف السوداني تذهب ابعد من التحليل السياسي/الاجتماعي، وهي عميقة بصورة تبرر مثل مذهب أبو عاقلة ذاك. من كان يظن أن تخلفنا أسه ومربط فرسه الكيزان فقد ضل، ومن كان يظن أن تخلفنا هو عاقبة “الاستهداف” الخارجي فهو واهم، ومن كان يظن أن ذهاب الكيزان يعني “استعدال” المسار فهو حالم. إن الكيزان هم التبدي الأسطع والمنسجم تماما مع حالة تخلفنا؛ أنظر حولك، ألا تشبه المعارضة الحاكمين ألا يبدو لك تخلف الكيزان المعرفي وإسفافهم الثقافي ووضاعتهم السلوكية منسجمة مع مجمل حالتنا التخلفية المدهشة. قد يقول “مبرراتي” أن الكيزان وبحكمهم لمايقارب الثلث قرن قد خلقوا هذا التخلف، هذاوهم فلننظر قبل الكيزان ونرى ألم يكن نميري مقدمة موضوعية للكيزان وكانت الأحزاب وتكالبها على الغنائم مقدمة لنميري، وهكذا ستقودك سلسلة التخلف عبر التاريخ لتصل إلى سلطان فونجاوي “متحكرا” في قصره الطيني “متوهطا” على جلد تيتل في عنقريبه وحوله سراياه يدلكنه بدهن الزراف وهو في إتكاءته تلك يظن نفسه ملك العالم وهو يجهل حتى كتابة اسمه بأي لغة مقروءة.
الشيخ الهالك علم السفاح الجملة العريقة ( هي لله لا للسلطة ولا للجاه ) وقال ليهو تهتف بهذه الجملة وتأكل من خلفها ما طاب لك من الشحمانات من مارنجان أو استايلات موريتانيا. على هواك .
وكذلك الشيخ الهالك أوصى السفاح بالإكثار من العمرة ثم الحج. وما يشيل هم عذاب القبر. وصاحبنا صدق !!!!
ههههههههههههههههههههههههههننننااااااااااى هذا العذر هو نكته يجب توثيقها ووضعها كمدونه فى دار الوثائق حتى تعرف الأجيال المتعاقبة اى نظام كان يحكمنا.
يا ليت انعدم الكبريت فى عهدكم لكان عذرنا أننا نأكل الجاهز لانعدام ما نشعل به النار ولكن المصيبه هو انعدام ما نشعل له النار. ليس لعدمه فى السوق ولكن لعدم قدرتنا على شرائه.
نأمل من ادارة الراكوبة اضافة د. مرتضى الغالي لنخبة كتاب الراكوبة ، بعد غياب قلمه (السنِين والحُر ) بعد توقف (اجراس الحرية) وغيابه عن الوطن
والكتابة .
كذلك نأمل من الدكتور مرتضي ان لا يتوقف عن (إتحافنا) بكتاباته الرائعة والعميقة ، التي افتقدناها طوال الفترة الماضية .
نأمل من ادارة الراكوبة اضافة د. مرتضى الغالي لنخبة كتاب الراكوبة ، بعد غياب قلمه (السنِين والحُر ) بعد توقف (اجراس الحرية) وغيابه عن الوطن
والكتابة .
كذلك نأمل من الدكتور مرتضي ان لا يتوقف عن (إتحافنا) بكتاباته الرائعة والعميقة ، التي افتقدناها طوال الفترة الماضية .