أخبار السودان

الميرغني والمهدي وعلي الحاج .. غياب في زمن الحضور

تواجد رؤساء أحزاب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني، والأمة القومي الإمام الصادق المهدي،  والأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج  خارج البلاد،  خلق فراغاً كبيراً  داخل أحزابهم،  وعلى الرغم من أنهم برروا  غيابهم لاسباب اوردناها في ثنايا التقرير،  إلا أن ثمة  قضايا هامة  حدثت بالساحة السياسية، وبأحزابهم تطلبت  وجودهم، غير  أن أنباء  ظلت تتوارد بالصحف اليومية عن قرب عودتهم إلى البلاد وتمر الأيام ولايعودون، دون   أن  يُعرف سر الغياب الحقيقي  للزعماء الثلاثة .
 بين الصحة والغموض:
مولانا  الميرغني  يعد الأكثر غياباً بينهم، إذ أنه غادر البلاد في  سبتمبر 2013، إلى  العاصمة البريطانية  لندن، مستشفياً  ليعود بعدها ويستقر به المقام في القاهرة  قبل نحو عام تقريباً، غياب زعيم الحزب أحدث خللاً واضحاً، واضطراباً بيناً، في دوائر  الحزب العتيق، الذي يعتبر رائداً للحركة الوطنية، والذي كان ينبغي أن تكون له إسهاماته في معالجة القضايا الاقتصادية، ووضع الحلول للأزمات السياسية، غير أن الحزب شهد أعنف أنواع الخلافات بين نجله الحسن رئيس قطاع التنظيم، وعدد من القيادات التاريخية، أدت إلى فصلهم من الحزب، فغيابه الذي امتد لخمس سنوات جعل بعض قيادات حزبه تطالب بعزله، الغريب في الأمر عدم إلمام قيادات الحزب بتفاصيل حياة مولانا، وأسباب وجوده  خارج البلاد  لهذه الفترة الطويلة، لاسيما وأن الرجل قصر لقاءاته بشخصيات محددة، كما  رفض مقابلة  آخرين، بالرغم من أنهم حضروا إلى القاهرة من أجله،  القيادي بالحزب الزين  العوض أرجع غياب الميرغني لعدم إتاحة  الحريات  للحركة السياسية، في ظل وجود  نظام شمولي، إلى جانب عدم تأثير الأحزاب على الواقع السياسي الراهن، واستشهد بعدم قدرة رؤساء الأحزاب الموجودين من تفعيل القواعد في الأحداث الأخيرة، بالرغم من اعتقال قيادات كبيرة من الأحزاب، وقال الزين لـ(آخرلحظة) إن النظام الشمولي جعل  الزعماء  يفضلون البقاء بالخارج، وأشار إلى أن وجود الميرغني  بالقاهرة لتحريك علاقاته  لصالح  الوطن، وعن ميقات  عودته،  قال  (هذا أمر  يحدده هو).
ترتيب الأوراق والمهام الوطنية:
 أما زعيم الأنصار الذي غادر إلى العاصمة المصرية القاهرة بعد لقائه بالآلية الأفريقية بأديس أبابا، دون أن  يوضح  أسباب  الزيارة أو  ميقات  العودة، ما جعل البعض يذهب إلى أن المهدي  بصدد تكرار سيناريو (المنفى الاختياري)، الذي اتخذه عندما بقي بذات المدينة لعامين ونصف، وعاد منها بداية العام الماضي،  وذلك في أعقاب غضبه من اعتقاله على خلفية تصريحات أساء فيها للدعم السريع في العام 2014،  وعلى الرغم من نفي مكتب الإمام ذهابه  للمنفى مجدداً، إلا  أن عودة الرجل تظل  في باب المجهول، ويرى  مراقبون  أن الإمام ربما تخوف من الاعتقال الذي طال  كبار  قيادات  حزبه،  أو للمزيد من  توجيه الأضواء عليه، بالرغم من أنه ملأ صفحات الصحف بالحوارات في الآونة الأخيرة،  بينما  يذهب آخرون إلى غير ذلك، مشيرين إلى أن المهدي بصدد ترتيب أوراق حزبه بعيداً عن الضوضاء، خصوصاً وأنه أعلن عن تركه  لرئاسة  الحزب في أول مؤتمر عام، وهناك من يذهب إلى أنه بصدد وضع ترتيبات مبكرة لخليفته الجديد..  ويشير نائب رئيس حزب الأمة القومي  اللواء فضل الله  برمة ناصر، إلى أن الحزب لا يتأثر بغياب الإمام،  لجهة أنه لايتأثر بالأفراد، وقال إن  مهام  وطنية حتمت بقاءه بالقاهرة، في وقت قطع بأنه سيعود حال الفراغ منها،  واستبعد  برمة لـ(آخرلحظة)  أن  يكون  الرؤساء الثلاثة  تخلوا عن قضايا الوطن،  وقال  المؤسف  أن السياسات   الطاردة  جعلتهم ينفرون، وأضاف الأمر لا يقبل أبيض أو أسود،  وطالب النظام بإعادة النظر في تلك السياسات، وأبان أن الظروف التي تمر بها البلاد كانت  كفيلة بوجودهم  لحل   الإشكاليات، ولكن  السياسات غير العادلة صدمتهم،  ولفت إلى أن الوطن طرد الملايين إلى بلاد المهجر،  وليس رؤساء الأحزاب وحدهم .
مبادرة  السلام  والحالة  الصحية:
علي الحاج الذي غاب لأكثر  من ثلاثة أشهر  برر  الحزب  مغادرته للبلاد بانها في سبيل تسويق أطروحة الشعبي المتعلقة بمبادرة السلام، للتشاور مع الحركات المسلحة في أوربا، وأجرى الرجل عدداً من اللقاءات والمباحثات مع بعض الحركات، وما أن راجت بعض الأحاديث حول خروجه مغاضباً، وأنه لن يعود، أصدر الحزب بياناً أكد فيه أن الحاج سيتأخر  بعض الشيء لظروفه الصحية، بعدها ضربت قيادات حزبه موعداً لعودته أكثر من مرة، ولكن  لم  يعد الرجل حتى  اليوم، في  وقت يشهد حزبه خلافات  حول فض الشراكة مع الحزب  الحاكم، بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة،  غير أن الحاج تغيب عن حدث  كبير متمثل في الذكرى الثانية للراحل الترابي .. ويخشى آخرون أن يكون  تواجده بالخارج  لأجل غير  مسمى، خاصة بعد أن طالبه بعض منسوبي الشعبي بتكليف شخص يقوم بمهامه لحين عودته،  واعتبر عضو  المؤتمر الشعبي د. عمار  السجاد،  غياب الزعماء  الثلاثة  أحد المسلسلات  السودانية،  وأكد أن  غياب ثلاثة أعمدة  أساسية في  الساحة السياسية مؤثر،  باعتبار أن المجتمع  السوداني مجتمع أبوي،  وغياب (أب  الحزب) يؤثر  مباشرة عليه،  وحول علي الحاج  قال إن   الرجل خلص من  مهامه التي غادر البلاد  من أجلها، وتحرك  من مقر إقامته بألمانيا  وسوف يعود  خلال الأيام القادمة.
تحليل الغياب:
ويرى المحلل السياسي الطيب زين العابدين إن غياب الزعماء الثلاثة لأسباب متعددة، واعتبر  غياب رئيس الحزب يؤثر كثيراً على نشاط  الحزب، وقال  من المفترض أن  يعودوا إلى البلاد في أقرب  وقت لممارسة نشاطهم، خاصة وأن الفترة المقبلة من المراحل المهمة، بيد أنها تشهد الانتخابات . وأشار الطيب إلى أن غياب الميرغني  ربما يكون  لأسباب  صحية،  ومن  المفترض أن يكون هناك تفويض رسمي لجهة  تمارس العمل  في غيابه،  وأوضح  أن الحزب ليس به مؤسسات تدير العمل بصورة واضحة، وشدد على ضرورة عقد المؤتمر  العام للحزب  في أسرع وقت، بيد أن  الحزب أصبح مجزءًا وبه انقسامات وتيارات مختلفة .
وحول المهدي قال  إن الزيارة  في الغالب تكون خفيفة، وأن  الرجل اعتاد الإقامة في القاهرة لممارسة نشاطه  السياسي وإجراء ترتيباته من هناك،   وقال  الطيب لـ(آخر لحظة) إن المهدي لديه  من الإمكانات ما يستطيع  قيادت أعماله من الخارج، في وقت توقع عودته في  القريب العاجل .وبشأن علي الحاج  قال  زين  العابدين إن  الشعبي لديه قدر من التنظيم والمؤسسية ما يجعله يستطيع أن يمارس نشاطه بكل حيوية، لكنه عاد  وقال إن عودته  أمر مستحق، ولا بد أن  يعود في أسرع وقت، خاصة بعد ظهور تيارات متباينة في حزب الإسلاميين .

تعليق واحد

  1. هؤلاء هم المعارضة! ‎ … ‎هل إبتلعت المعارضة السودانية البريئة طعم زعيم و دار وحزب (الأمة)؟ الذي كان و لايزال غواصة ‏برمائية محترفة و مقبولة لدى النظام و المعارضة ! تغطس في ديكتاتورية النظام أثناء الإنتفاضة و تغطس ‏في بحر الكيزان أثناء الديمقراطية فهي مثل النبات الطفيلي المتسلق ضار جدا تتسلق الديمقراطية و تغطيها ‏بضجيجها فتمنع عنها أشعة الشمس والهواء و الغذاء فتخنقها حتى الموت و تغرس جذورها في تربة ‏الديكتاتورية العسكرية وتتبادل معها المنافع و الغذاء الذي يمنحهما معا طول الحياة‎ !!!‎

  2. هؤلاء هم المعارضة! ‎ … ‎هل إبتلعت المعارضة السودانية البريئة طعم زعيم و دار وحزب (الأمة)؟ الذي كان و لايزال غواصة ‏برمائية محترفة و مقبولة لدى النظام و المعارضة ! تغطس في ديكتاتورية النظام أثناء الإنتفاضة و تغطس ‏في بحر الكيزان أثناء الديمقراطية فهي مثل النبات الطفيلي المتسلق ضار جدا تتسلق الديمقراطية و تغطيها ‏بضجيجها فتمنع عنها أشعة الشمس والهواء و الغذاء فتخنقها حتى الموت و تغرس جذورها في تربة ‏الديكتاتورية العسكرية وتتبادل معها المنافع و الغذاء الذي يمنحهما معا طول الحياة‎ !!!‎

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..