مجــــرد ســـؤال !

شهدت أحداثاً متعددة مرت على البعض مرور الكرام ولكنها إستوقفت بعض الباحثين الذى عملوا على تحليلها وصولاً لأسبابها وما ترتب عليها من نتائج.
? أما أشهر حادثتين فى الأيام السابقة فكانتا أزمة كابتن الهلال هيثم مصطفى مع ناديه ومن ثم إنتقاله للند المنافس نادى المريخ وما تبع هاتين الواقعتين من أصداء وأفعال وأقوال، وثانى الأزمات المشاهد التى تلت وفاة المغنى السودانى محمود عبد العزيز (عليه شآبيب الرحمة).
? قبل تلك الحادثتين كثرت الأقاويل والكتابات عن ظاهرة التنصير والتى كانت قد إبتدأت بصورة منظمة قبل ما يقارب العشر سنوات .هذه الحادثة بالتحديد ? لأول مرة ? تناولتها الأقلام بمنحى موضوعى، بل أن جزء غير يسير من الكتاب إستعاض عن القلم بمشرط الجراحين للوصول إلى مواطن الخلل ومن ثم العمل على إستئصاله أن فقد فيه الأمل أو إيجاد معالجة جزرية له فى حالة إرتفاع النسبة المئوية للإستجابة للعلاج! .
? قبل الأحداث الثلاثة المشار إليها مرت بالسودان عدة عوامل وسيناريوهات كانت كفيلة بإسقاط النظام السياسى الحاكم، رغم أن التظاهرات قد إندلعت مرات متعددة فى مدن مختلفة فى السودان إلا أنها سرعان ما خمد لهيبها ، والحق يقال فى هذه النقطة أن الجهاز الأمنى للسلطة الحاكمة قد إستخدم درجة وسطى من العنف لإخمادها ، لسبب بسيط وهو أنه لم يكن بحوجة إلى إستخدام كل العنف!
? فى العام 2010 وحينما إقتربت الإنتخابات الرئاسية بجمهورية السودان أجمع معظم من أعرفهم أن فئة الشباب سيصوتون لياسر عرمان !!!! لماذا؟.
? جمعتنى الظروف مرات كثيرة بشباب وشابات ولدوا فى الفترة ما بين 1989و 1992، ولعلم الكثيرين أن الفئة العمرية التى أتكلم عنها تشغل الآن مناصب وظيفية سواء فى القطاع الخاص أو العام، فالجامعة ياسادتى الأفاضل يتم الدخول إليها حالياً فى سن السادسة عشر أو السابعة عشر على أسوأ تقدير !! تلك الفئة ليس لديها أى إلمام بتاريخ السودان السياسى والفنى والأدبى.. بل هم لايعرفون متى حكمت الجبهة الإسلامية السودان !
? الفئة المشار إليها هى الغالب الأعظم من ناحية التعداد ليس فى السودان فحسب بل أحسبها فى الدنيا بأسرها، ولعل العامل المشترك الذى يجمع أصحاب تلك الفئة العمرية بنظائرهم فى كل العالم يتمثل فى شيئين : الأول الجهل بكل ما هو قديم والثانى: القدرة الفائقة على إستخدام الوسائل التقنية . وبالتالى فإن العملية صارت محسومة فشباب العالم بأسره لديه ما يربطه ببعضه البعض أكثر من وجود ما يفرقه، فلا عادت لحضارات مقياساً ولا للفوراق الإجتماعية إعتباراً ولم يعد للغة حاجز نفسى مع الشباب ولا باتت الحدود مقياساً لبعض الشقة بين الشعوب، فالإنترنت على سبيل المثال حول العالم الشاسع لقرية أقل من أن تكون صغيرة .
? عندما أنظر للأمر من هذه الزاوية والتى قد يحسبها البعض أنها ضيقة أجد أن الزعماء الذين نادوا بالأممية والقومية والأفكار الدينية على إعتبار أنها أفكاراً موحدة للشعوب قد أفنوا أعمارهم هباء والدليل على هذا أن أفكار القومية والأممية والفكر الدينى لم تعد بضاعة رائجة وليس لها فى السوق من مشتر!
ولعل هذا الأمر يدفعنى للتساؤل عما إذا كان هؤلاء الزعماء قد فكروا يوماً فى العلم والتقدم التقنى كموحد للشعوب منذ الثورة البلشفية فى العام ..1917 ترى ماذا كانت ستكون النتيجة فى يومنا هذا؟ إجابتى الشخصية أقولها لكم عبر الزعيم الشيوعى الكبير ( فلاديمير إيليتش أوليانوف) والذى عرف بإسم ( لينين) ، فقد زكر الرجل فى العام 1924 أنه لو قدر له أن يعرف (التلفاز) فى صباه لما صار إلى ما قد صار عليه! أى (سكرتيرا للحزب الشيوعى الروسى) وذلك لحجم الأثر الذى تركه هذا الجهاز فى نفس الرجل . التلفاز وليس الإنترنت أو السامسونق أو الآى فون أو الآى باد!
? فيا أيها الذين يحاولون أن يحاسبوا الشباب من جماهير الهلال على إعتصامهم وشدة التعبير عن إنفعالهم من إيقاف هيثم مصطفى أو ردة فعلهم من إنتقاله للند المنافس،وللذين إستنكروا على محمود عبد العزيز أن يكون له هذا الحضور الجماهيرى الضخم من الشباب أو الذين تفاجوا بردة الفعل عند إحضار جثمان ذلك الفتى، وإلى الذين تعجبوا من إندلاع التظاهرات فى الخرطوم قبل أن يستنكروا توقفها المفاجى، وإلى الذين لازمتهم الدهشة وهو يتناقلون خبر نية الشباب التصويت لياسرعرمان فى الإنتخابات الرئاسية السابقة أقول لهم:-
1. إختر مكانك ثم إحترق حيث إنتهيت….( طالما كان هذا خيارك).
2. من الذى كان يتوقع إندلاع ثورات فى ليبيا وتونس ومصر؟ وقبل هذا من هى الفئة التى فجرتها؟
3. ما الذى قدمه الحكام السابقون فى الوطن العربى- وفى السودان على وجه الخصوص لشعوبهم حتى يتزكرهم الجيل الجديد؟
4. ما هى الأحداث التاريخية المهمة- بما فيها الإستقلال المنقوص- التى مرت على الوطن العربى- والسودان على وجه الخصوص- حتى تطالبوا هذا الجيل بضرورة تزكرها وترديدها؟
5. لماذا حين تطلقون الأحكام جزافاً تستندون فى ذلك إلى آرائكم وعقولكم التى فقدت صلاحيتها وقدرتها على الحكم الصائب؟
6. لماذا تطلبون من الجيل الجديد أن يتمتع بذوقكم الفنى والأدبى وأن يعتنق فكركم السياسى؟
7. لماذا تطلبوا من الجيل الجديد أن يستخدم نفس وسائلكم للتعبير عن آرائكم ؟ بل لماذا تطلبون منه أن تكون إنفعالاته مطابقة تماماً لإنفعالاتكم فى حالة تعرضكم لذات الأحداث والظروف؟
8. طالما أنكم منحتم أنفسكم الحق فى كل ما ورد أعلاه فلماذا لا تتعلمون إجادة التعامل مع وسائل التقنية الحديثة؟ بل لماذا تقتنون أحدث الموبايلات فى حين أنكم لا تجيدوا منها سوى إستقبال وإرسال المكالمات وعلى العكس تتفاخرون بأنه لا حوجة لكم لتعلم المزيد؟
9. هنالك مقولة فلسفية قديمة وهى (أنك لا تستطيع أن تقطع النهر مرتين لأن النهر دائم التجديد) لماذا تستنكرون على النهر تجديده لذاته ؟
10. لماذا تريدون أن يكون هذا الجيل وقوداً لإنتفاضة شعبية تمدون رجلاً نحوها وتضعون رجلاً أخرى فى مساحة النظام الحاكم بسبب مصالحكم وذلك حتى يأتوا بأمثالكم حكاماً مرة أخرى .
11. طالما أنكم لم تقدموا لهؤلاء الشباب شيئا يزكر فلماذا لا تدعوهم يشكلون دنيتهم وفق ما شاءوا ومن ثم يتحملون عاقبة إختيارهم؟
12. و أخيرا …. إلى الذين يرغبون الناس فى الإسلام بأقوالهم ثم ينفرونهم عنه بأفعالهم …..أولئك الحفاة العراة الذين تطاولوا فى البنيان وإستدارت أجسادهم أماما وخلفا ….إلى (مستشارى السلطان) أنا أملك القدرة والشجاعة الكافية لكى أتحداكم بأن تأمروا (علمائكم) أن ينادوا بعدم وجود نص شرعى يحرم الخروج عن الإسلام- وهو كذلك فعلاً- عندها أريد ان أعرف حجم مقدرتكم الأخلاقية والدينية والعلمية فى كيفية إعادة الذين سيخرجوا عن الإسلام إلى حظيرته مرة أخرى.
مقولة لا يلازمنى اليأس من تردديها ….فى العام 2004 وفى قناة أبوظبى التى أوردت حلقات عن جعفر نميرى والشهيد/ محمود محمد طه ذكرالمعلق فى نهاية تلك الحلقات : ( حين حكم نميرى السودان كره السودانيون الدنيا…. وعندما حكمتهم الأنقاذ كرهوا الدنيا والآخرة)!!! محـــمود

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هؤلاء الاوباش المتأسلمون و ديناصورات معارضتنا المتربصة الهزيلة يريدون ان يسبحوا جميعآ ضد التيار بأخذ زمنهم و زمن غيرهم .

  2. مقال جيد
    ولكن الا تتفق معى ان التاريخ مهم كمرجع للشعوب, الا تتفق معي ان تاريخنا القديم والحديث جزء من العقيدة او الشخصية السودانية. لو اخذنا فترة الانقاذ كمثال للحالة,الا تتفق معي انها كانت فترة مهمة لصقل العقل السوداني والسياسي السوداني وكل الاطياف الاجتماعية, وانها كانت بمثابة تمرين سياسي وفكرى, بغض النظر عن المساوى الكثيرة التى حصلت فى هذه الفترة.
    من بدل دينه منكم فاقتله. والاسلام دين الله فى الارض والقران مهيمن ومسيطر على كل الكتب السماوية الاخرى, والاسلام دين قوة ودين اخلاق ومعاملة, يقول اللورد آكتم, ان اوروبا سوف تصبح فى القريب الاجل مسلمة, فكيف نخرج نحن عن الاسلام, عندها ينطبق علينا قوله تعالى فى معنى الاية الكريمة بان الله سوف يبدل الناس الذين يتخلون عن الاسلام بقوم اخرين يكونو افضل منا. اذن علينا التمسك بالدين ولا شى غير الاسلام. العيب كله فى المسلمين وليس فى الاسلام.هناك مفاهيم يجب ان تصحح من قبل الحكام وان تطبق بصورة سليمة وعلينا نحن ان ناخذ منها الايسر والاسهل حتى يتثنى لنا ان نقيم قيمة المعاملة الحسنة والاخلاق الكريمة.
    موضوع هيثم ومحمود من المواضيع الثانوية التى ينطبق عليها المثل الشعبي ناموسة فى اذن فيل.
    لماذا يصوت الشباب لعرمان. هل التصويت لعرمان يلبى مطالب الشباب ام هو القهر والقرف من سياسة الانقاذ, حتى يلجاء هولاء الشباب للتصويت المضاد. ينبغى علينا ان نفهم معنى حق التصويت على حسب البرنامج المقدم من المرشح ولا ينبغى ان يكون مبني على الشخصية.
    نعم اتفق معك ان الجيل الجديد جيل يسطتطيع ان يفعل كل شى بسهوله ويسر ولكن هل هذه الامكانيات متاحه لكل شباب السودان ام هى مقصورة على فئة معينه منه, لابد من الطفرة اولاً.
    تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..