امنة بت العمدة: دواء لله يامحسنين…!!!

ويفتح الفقر ابوابه ليبتلع الناس افرادا وجماعات…وتقف البقيــــــة على مساقات قريبـــة طوابير وتحسبه بعيد عنها…وهو يخطونحو الجميع… فاغرا فاهه ليبتلع المزيد من خلق الله …ويتجاوز الغلاء حدود الممكن فى بلادنا… وينمو ثم يكبر.. ويتسرطن ويتطاول على الناس ليسحق ملايين الجيوب الفارغة الا من الهواء، وتحت اقدامـــــه تتكسرالانسانية…. ويضيف المزيد من الهموم… الصبر…عملة متدواولة بين الناس فى بلادنا ولكنها للاسف لا تشترى الا… الانتظار … ورغم ارتفاع سعر العملات… لم ارى انخفاضا يحققه مــؤشر الاقتصاد العالمى… بالقدر الذى حققناه نحن فى مكاسبنا السالبة وارباحنا المعكوسة من ارصدة الصبر فى بنك الخسارة… والاحتياج.
على مفترق طرق تقف ،وقد استولى عليها الحياء وهى تستجدى من المارة شراء الدواء من الصيدلية المتروسة بالعقاقيرالباهظة ، ولايمكنك ان تتخطى الى الداخل بدون ان تملاء جيبك من جنيهات قد تؤمن لك بعض ماتريد…. وقفت امنة ذات الخــــمسة عشر سنـــــة تنتظرامام باب الصيدلية، من يشترى لها الدواء… او ماقد تجود به ايادى الخيــــرين من المارة تنتظر وليس لها غير الانتظار من سبيل… والمرض قـــد تمكن من جسد ، والدها العليل… والفقرلم يترك لامنة المسكينة من خيار، الا الاستجـــداء ونظــــرات التســــوول الملح….وسكب ماء الوجـــــه امام قسوة الفقر وسياطه… وعنف الجشع واستعلاء روح الطمع…. والدها الذى صرفه العمل… مستغني عن خدماته، بعد ان اقعده المرض والزمه السرير مكرها … وكما يقال ان المرض سلطان، حينما يسيطر على القـــوة فلايـــبقى … على طاقة تحرك النفس البشرية…. فتركن مزعنة خاضعة تنتظر الــــــدواء، الذى قد يعيد اليها نعمة العافية وما اغلى العافية من نعمة ذلك التاج الذى يلبسه الاصحاء …ولا يـــراه الا المرضى… وكانت امنة تبحث عن اسباب العافية لوالدها… فى دواء اصبــــح ســـعره خرافى المنال…
امنة التى تساهر ليلها على راس ابيها المتهالك…. تسانده وتساعده … وتقف نهـــارها الطوبل عند باب الصيدلية تنتظر العواطف ان تمنحها بارقة امل فى دواء…. قـــــد يعبر بسببه والدها محنة المرض الى صحة تمكنه ….من العودة الى العمل، حتى تعود امنة الى مدرستها وتواصل مشوارها….. امنة على مفترق طريق يساعدها من دخلت الرحمة قلبه ويتصدق عليها باوراق نقدية… لم تكتمل فى يدها…. قيمة الدواء …وتدور حولها… ذئاب تتربص بها لتنقض على ….هذه الفريسة التى انهكها مشوار الفـــــــقر… واتعبها الاستجداء …وارغمتها الظروف على هذا الوقوف…. والدواء يتفــــوق فى قيمـــــــــته المادية….. سعر الذهب!!
فى بلد اصبح الجشع المحرك الفاعل، فى كثير من النفوس الخربة… لماذا يا امنة لمــاذا يهرولون نحو الثراء الفاحش، عبر هياكل المرضى … لماذا يضعون الحـواجز والعراقيل حول الاولويات ويمنعون مثلك ياامنة من العيش الكريم …. لم تنسى امنة يوم ان ساقتها اقدامها الى ديوان الزكاة فقابلها المسؤول بعجرفة المتفضل ..وعنجهية المتحكم الجاهل… فخرجت من الديوان وهى تحمل اطنان…. من الخيبة…. وكثير من الحزن….
جارهم حاج سليمان الذى تخطى الثمانين عاما … حينما طلبت منه ان يسلفها مبلغا من المال لتنفقه على علاج ابيها … لم يتردد الثمانينى لحظة … والحياة فرص…هكذا كان اعتـــــقاد حاج سليمان… وهو فى اواخـــر النشوات الخريفية العابرة …وامامه الجمال قد تجسد له فى امنة… المترعة بريعـــان الشباب ونضارة الصبا….قد جائه على طبـــق من ذهب …. فطلب يدها للزواج وهى …..فى سن حفيدته الصغيرة …
سبحان الله لكنه يمهل ولا يهمل
أخي العزيز جداً والصديق أبداً منتصر ..اتابع منذ فترة ما يختطه يراعك وأنت تغرد في شجن تبكي وطن قتلناه بايدينا ثم ذهبنا نطلب من العالم أن يواسينا في فقدنا ..آمنة بت العمدة.. شاهد من العصر يحكي بنرجسية ما صارت عليه أخلاقنا من العار.. فهل يعيد النواح ما فقدناه !!! سلمت يداك أخي ..