أخبار السودان

أبو القاسم برطم رئيس كتلة التغيير في البرلمان: موقفنا لا للتمديد ولا لترشيح البشير، وهذه الاحزاب خذلتنا وحضرت خطاب الميزانية،

عبدالوهاب همت

ظلت كتلة التغيير في برلمان حزب المؤتمر الوطني هي الاعلى صوتاً ، على الرغم من وجود تمثيل لأحزاب وحركات مسلحه مستنسخه وهي بقايا حوار (الوثبه) وهو الحوار الذي لازال يراوح مكانه رغم رهان الكثيرين عليه.
أرتفعت داخل البرلمان خلال الفترة الماضية أصوات تطالب بالتمديد لعمر البشير ، لكن كان لنواب كتلة التغير رأي واضح اذ رفضوا الفكرة نهائياً .
رئيس هذه الكتلة الاستاذ ابوالقاسم برطم سألته الراكوبة حول أحداث كثيرة تدور هذه الايام ومن يقف وراءها ويقوم بتسريبها للاعلام فكانت إجاباته:

يتردد بأن هناك مواجهات ساخنة حدثت بين النواب كتلة المستقلين وأوردت بعض الصحف بأن هناك إتجاهاً لإقالتكم من رئاسة الكتلة ما مدى صحة المعلومة؟
المعلومة غير صحيحة وهي صدرت في الوسائط الإعلامية المختلفة والذين سربوا هذه المعلومة الغرض منها هز الثقة بين الكتلة ورئيسها وقد إتصلت بكل عضوية الكتلة مستفسراً وطبعاً في حالة إنك تريد تغيير رئيس الكتلة هناك أجراء محدداً لابد من إتباعه خاصة وان رئيس الكتلة منتخب وبالأغلبية وليس معين وإذا أرادت المجموعة أن تنحيه تسلك درب الخيار الديمقراطي وللأسف لم يحدث داخل الكتلة والكلام الذي حدث أن المؤتمر الوطني لديه اليد الطولى وراء هذه الشائعة لأن المؤتمر الوطني إعتاد شق التنظيمات بالطريقة التي يريد ولديه تجارب طويلة لخلق الفتن بين أعضاء الجسم الواحد ،ومن المحزن أن هناك جهات ذات مصداقية إنطلى عليها الأمر (وأظن فهمت) وإضطررنا قبل يومين بأن صرح النائب عجبين معلناً بانه لا يوجد إتجاه لإقالة رئيس الكتلة وما حدث مجرد شائعات وبالنسبة لنا في الكتلة أن المكتب التنفيذي ونائب الرئيس والمسئول المالي أو المقرر تكون دورتهم لمدة عام فقط ولا يتم التجديد لهم مهما كانوا والغرض من ذلك خلق نوع من التداول بين العضوية ونحن جسم فيه نوع من الإختلافات كأحزاب ومستقلين وغيرهم وللعلم هذه الدورة سوف تنتهي بعد اربعة شهور والدورة القادمة ستختار رئيسها بعد أن تعقد الجمعية العمومية.

الذي تسرب انه بعد تفاقم المشاكل إنعقد إجتماع طارئ لمدة اربعة ساعات لإقالتكم شخصياً ما مدى صحة المعلومة؟
عقدنا أول الأمس إجتماعاً لكنه غير طارئ وكان بغرض مناقشة اللائحة الداخلية للكتلة والإتفاق على خط واضح للوضع السياسي الراهن لأن هناك مجموعة من الخطوط والتفلتات داخل البرلمان، نحن في هذه الكتلة لسنا حزباً سياسياً ولدينا شخصيات مستقلة وحزبية وقبل يومين في واحد من المستقلين وآخر من الحركات المسلحة تبنوا خطاً قالوا اننا لنحافظ على هذا الحوار نطالب بتمديد فترة البرلمان وبالتالي تمديد فترة الجهاز التنفيذي كله وبالتالي التمديد لعمر البشير. وهم لم يتحدثوا كنواب عن الكتلة إنما تحدثوا باسمالاحزاب التي آتوا منها، ونحن قلنا لا يمكن أن يرتدي الشخص قبعتين ،أنت عضو في كتلة ولديك حزبك الذي تنتمي إليه، لكن لا يمكن أن تأخذ موقفك كحزب، ونحن كتلة عبرت عن موقفها بالآتي:- لا للتمديد ولا لترشيح البشير، وأنا رئيس الكتلة والناطق الرسمي بها وعندما واحد ويطلق مبادرة ويقول نحن كأحزاب حوار أو حركة مسلحة نطالب بالتمديد، وكان النقاش في الإجتماع اننا بهذه الطريقة سيتحدث اي منا بخط مختلف عن الآخر ولا بد لنا من توحيد خطنا ورؤانا، والذين هم أعضاء في احزاب أو حركات مسلحة وأعضاء معنا في الكتلة لديهم راي في التمديد أو خلافه عليهم أن يتبعوا طرق غير طريق الكتلة وهنا كان الخلاف لذلك إستمر الإجتماع لفترة طويلة أما بقية الترهات فهذه مصنوعة من عقلية المؤتمر الوطني وعلينا أن نسير على خط واضح حتى لو كان هذا الخط يتناقض مع أهداف حزبك هذا كان النقاش الرئيسي للإتفاق حول آلية توحيد الخطاب السياسي وانا أعتبر هذه مرحلة متطورة جداً خاصة وعندنا أكثر من سبعة حركات مسلحة داخل الكتلة إضافة إلى أكثر من عشرة احزاب من أحزاب الحوار وشخصيات قومية وكوننا نصل لنقطة إتفاق حول توحيد الخطاب السياسي فهذا إنجاز كبير، لا أخفي عليك أن هناك إتصالات مع بعض الناس وهذه هي التي خلقت الفتنة بإيعاز من المؤتمر الوطني وهذا ما خلق البلبلة ويدفعوا بعض الناس لقيادة مبادرات وهناك مئة عضو بينهم أحزاب حوار ومستقلين وهم حتى لو تحركوا في هذا الاتجاه فإنهم تحركوا بقناعاتهم الشخصية وهم ليسوا أعضاء تنفيذيين في الكتلة إنما مجرد أعضاء عاديين وعند حدوث النقاش قالوا أنهم تحركوا من منطلقات شخصية وأوضحنا لهم انه لا يوجد شئ اسمه شخصي وعام ولا يمكن أن تكون عضو مستقل وفي الكتلة وتقول في الإعلام رأياً عكس ما اتفقنا عليه وهذا أخذ من زمن الإجتماع.

بالنسبة لكم هل رفضتم بالإجماع موضوع التمديد واتفقتم عليه؟
كلامي واضح جداً أن حزب المؤتمر الوطني تاريخياً لا يؤتمن وهو نجح طوال هذه الفترة الممكنة في إستخدام سياسة العصا والجذرة، وليست لدينا مصالح نسعى لتحقيقها كذلك لسنا حريصين بأن نكون جزء من إقتسام الكيكة وعند تكوين هذه الكتلة كنا قد إتفقنا على شئ اساسي وهو انه إذا الكتلة هدفها إستراتيجي للمستقبل عشرين عشرين وما فوق فانا عضو معكم ولو كان الهدف تكتيكي ومرحلي فأنا خارج هذه المجموعة، هدفنا الإستراتيجي كبير ويستحق أن يضحي الناس من اجله ولا نتحمل إي لكلكة أو إنسلاخات أو مصلحة شخصية وإذا كان هناك من لهم نظرة مختلفة يجب عليهم ان يبحثوا عنها بعيداً عن هذه الكتلة لأن خطها واضح كما أقول دوماً حتى لو أصبحت لوحدي في هذه الكتلة فانني سأظل صوت المواطن القوي الصادق والمناصر لكل القضايا في السودان.

قبل إجتماعكم الأخير هل إتفقتم لتوحيد خطابكم؟
نحن متفقين حول الخط العام ونحن كتلة الهدف منها خلق مشروع سياسي جديد واختلافاتنا الكثيرة هذه هل هي مشروع سياسي جديد بمعنى حزب.

هل الكتلة مشروع سياسي جديد بمعنى حزب؟
لا ليس حزباً يمكن أن تسميها تيار حركة ..الخ لكن هذه المتناقضات إذا اسميناها متناقضات لأنها أحزاب وحركات، يتم الإتفاق على رؤيا موحدة في الاساسيات والآن في السودان هناك 130 حزب وإذا رجعت لأصلها نجد المنفستو واحد وإذا جمعتها يمكن أن تطلع بحزب او حزبين وشخصياً ادعو الناس للإتفاق حول نقاط أساسية نعتبرها ميثاق أو دستور، لكن في النهاية نتفق على اسس وأساسيات وعلينا كلنا في النهاية أن تكون متفق عليها وأن لا تبقى السلطة هي الهدف من التكوين السياسي بالحزب.

هل لديكم اتجاه إذا سارت الامور أن تدخلوا إلى الأحزاب الموجودة وتعملوا من داخلها لتطويرها؟
أبداً نحن عندنا قناعة مع كامل إحترامنا للأحزاب الموجودة وهذه الأحزاب لو كانت فاعلة ولديها إتصال بقواعدها وجماهير الشعب السوداني لما حكمنا المؤتمر الوطني ثلاثين عاماً، وهذا لا يعني عدم طرح رؤيتنا على كل الأحزاب الموجودة إلى أن تتبلور الفكرة وتصبح شئ واضح وتطرح على كل الناس وأنا أفترض إذا كانت هناك أحزاب سياسية متجردة مفترض توافق على هذا الكلام.

قبل إجازة الميزانية هل جلستم إلى التنسيق حتى خارج كتلتكم لرفض الميزانية؟
نعم جلسنا مع بعض الجهات والأحزاب وبكل أسف جزء كبير منها خذلنا كالعادة واتضح أن هناك بعض الأحزاب لديها إتفاقيات أو أشياء تحت الطاولة مع الحزب الحاكم وكان الموقف مفصلي بالنسبة للناس.

حزب كالمؤتمر الشعبي هل جلستم معه؟
نعم جلسنا مع المؤتمر الشعبي والإصلاح الآن ومجموعة من الأحزاب وكان الإتفاق أن نقوم جميعاً بمقاطعة هذه الميزانية وحضور مناقشات الميزانية بوجودنا داخل القاعة ولو قلنا لا فإن رأي الأغلبية هو الذي سوف يمضي، ولم يكن لنا من خيار سوى أن نقول لا بشكل مختلف وأنا كان عندي اقتراح والحمد لله مشى نحن نقوم بإدخال شخصين من مجموعتنا يحضروا الجلسة وعند التصويت يقولون لا حتى لا يصدر القرار بالإجماع لأنه في حالة عدم وجود صوت معارض ستكون النتيجة الموافقة بالإجماع وكان إتفاقنا مع هذه الأحزاب أن يقاطعوا معنا وهم لم يلتزموا بما تم الإتفاق عليه.

هل تعني مجموعة الإصلاح الآن والمؤتمر الشعبي؟
لم يقاطع من اتفقوا معانا الجلسة سوى كتلتنا رغم ان الإتفاق كان واضحاً وهو الجلوس خارج القاعة حتى لا نسجل كغياب ونجلس خارج القاعة ونعقد مؤتمراً صحفياً نؤكد موقفنا ونعلنه للراي العام، والذي حدث أن أدخلنا عضوين وقالوا لا وقد مثلنا نائب رئيس الكتلة وشخصين أخرين وسلمناهم كلمتنا مكتوبة معلنين رفضنا القاطع لهذه الميزانية الكارثية وظللنا منذ التاسعة وخمسة واربعين دقيقة موجودين امام القاعة في إنتظار إنتهاء الجلسة وكل الأحزاب التي إتفقنا معها ذهبت وحضرت الجلسة.

المؤتمر الشعبي والإصلاح الآن هل أخطروكم بأنهم سيدخلون الجلسة؟
هم ليسوا الشعبي والإصلاح لوحدهم هي مجموعة من الأحزاب ثلاثة اربعة، نحن قدنا حراك مع مجموعة من القيادات السياسية ونحن نعلم باننا لن نشكل غالبية لهزيمة هذه الميزانية، والأحزاب التي جلسنا إليها في اللحظة الحاسمة دخلت وأصبحت كتلة التغيير هي الوحيدة المقاطعة وعندما شعروا بصحة موقفنا أرادوا ركوب الموجة طبعاً الأحزاب وبدون أن نسميها قالوا انهم يرفضون الميزانية وهذا كلام للإستهلاك السياسي لكن كموقف عملي لم تنفذ إي جهة موقفها سوى كتلة التغيير.

هل هناك من اتخذ مواقفاً ولو بشكل شخصي ضد الميزانية؟
لا لم يأخذ إي كيان سياسي موقف ضد الميزانية.

كأفراد هل هناك من انسلخوا من مواقف أحزابهم ورفضوا الميزانية؟
أنا شخصيا أرى إن إي شخص لم يقاطع بصورة واضحة أعتبره يلعب سياسة يعني يقول لك شيئاً وينفذ شئ آخر، شخصياً قلت لهم مستقبلاً يجب أن نوضح الاشياء، وإذا كانت المقاطعة أتت كرد فعل إيجابي يمكن أن نطور ذلك إلى موقف أكبر

ما هي أبرز العراقيل التي تواجهكم ككتلة برلمانية؟
أبرزها الإختلافات المكونة لها ولنصل إلى تجانس نحتاج إلى زمن لأننا عندما دخلنا البرلمان لم تكن بيننا سابق معرفة وتعرفنا على بعضنا خلال السنوات الماضية وحصل نوع من التجانس وكنا حريصين على التوافق والإستمرارية، وحسب عمر تكوين الكتلة اعتقد نجحنا بنسبة كبيرة في تجاوز الإختلافات.

هل حدثت إختراقات من المؤتمر الوطني بعد قيام هذه الكتلة وهذا ما ساعد في هذا التشويش الذي يحدث أم أن هناك شخصيات رأت أنها غريبة عليكم ولا تستطيع المواصلة معكم؟
أنا أتخيل أن هناك تحركات من المؤتمر الوطني تجاه الكتلة أو تجاه بعض الأفراد فيها بحكم أن هناك مصالح مع هؤلاء الناس وعندنا جزء من مكونات هذه الكتلة أحزاب حوار أو شخصيات مستقلة ونحن لا نقول إن أحزاب الحوار أو الحركات المسلحة هي القائدة للخط السلبي لأن هذا تشكيل والمؤتمر الوطني دائماً يتحرك لشق هذه الكتلة، والحكاية لن تكون في طبق من ذهب وأكيد فيها مشاكل وسلبيات.

نتائج حوار الوثبة والأحزاب التي شاركت فيه ومن خلال تواجدكم مع المجموعات البرلمانية المختلفة التي شاركت في الحوار هل تعتقد انهم وعوا الدرس ولن يدخلوا في مهزلة كهذه مرة اخرى؟
أنا ارى أن هناك عدد كبير من هذه المجموعة لا زالت تأمل في الحوار وتضعه كمخرج مع أن كلامنا فيه واضح ونحن كمستقلين لم نشارك فيه لكننا قبلناه كحل للمشكلة السياسية الموجودة، ثانياً الحوار استمر لمدة سنتين أو ثلاثة وجاءت مخرجاته نسبياً جيدة سوى كانت في الحكم أو الإدارة سوى في الحريات او الجهاز الاقتصادي لكن السؤال المهم الحكومة والمتحاورين معها ماذا نفذ من مخرجات الحوار البالغ عددها 990، هذا هو المحك الرئيسي.
شخصياً أرى إن ما نفذ من الحوار هو محاصصة سياسية هذا وزير وذاك معتمد وباقي الحوار كمخرجات وافق عليها الناس وقبلوا بها وكان يمكن أن تكون حلاً لجزء من المشاكل للاسف حتى
الآن لا زالت حبيسة الأدراج.

ما هي إستعداداتكم لمقاومة التعديلات الدستورية إذا حدثت؟
واحدة من إعتراضاتي في السابق كانت أو حتى الأمس على بعض الأفراد أو بعض الأحزاب التي تحاول أن تتبنى قضايا المؤتمر الوطني وأعتبر ذلك نوع من المزايدات السياسية الرخيصة، والمؤتمر الوطني كحزب حاكم يمتلك الأغلبية في البرلمان وكحزب قوي لديه مشاكله الداخلية و أقول لهم ما عندها اي معنى أن يأتي حزب أو جهة تانية لتتبنى اطروحاتهم وأقول لهؤلاء هذا الموضوع لا حل له سوى إجراء الإنتخابات في 2020 وهي التي ستفرز الحزب السياسي القادر على حكم البلاد لو كانت إنتخابات حرة ونزيهة.
الحزب الحاكم الآن يمتلك موارد الدولة وإمكانياتها ويمتلك السلطة والأخرين لا يمتلكون شيئاً وهذا من البداية يطعن في أن تكون الإنتخابات مخرج للمشكلة السياسية السودانية، لكن الإتفاق حول الدستور أو تعديله هذا بالنسبة لنا ككتلة أمر مرفوض تماماً وسنقاوم ذلك بكل السبل الممكنة والمشروعة ولن نقبله وسنقاومه ولن نرضخ بإعتبارهم أصحاب الأغلبية وسنقول بصوت واضح ودون أي لبس أو خوف، لكن أرى بشكل شخصي بأن إنتخابات 2020تحدي لكل الأحزاب السياسية والحزب الحاكم الآن بدأ يستعد لهذه الإنتخابات بمؤتمرات تنشيطية وخلافه والآخرين نائمين ويعتقدون أن الموضوع ستكون فيه محاصصة.
لو جاءت إنتخابات فإن المؤتمر الوطني هو الفائز لا محالة وعندها لن يحتاج إلى اي محاصصة أو ترضيات. عشمي أن تستوعب بقية الأحزاب وتعد عدتها من الآن لإنتخابات2020.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..