أربعة أشهر على اعتقال الناشط ودقلبا

أربعة أشهر مضت على اعتقال الناشط هشام محمد علي الشهير بودقلبا، من قبل السلطات السعودية. ففي يوم 18 /11 /2017م وبناءً على طلب من المخابرات السودانية تم اعتقال “ودقلبا”، بغية ترحيله للسودان. ومؤخراً تم أخذ البصمات وتنفيذ كل الخطوات التي تتم عادة قبل الترحيل، ما يعني أن تسليمه للمخابرات السودانية أصبح مسألأة وقت.
واستغلت حكومة البشير تحسن العلاقات مع دول الخليج، وامتدت يد بشطها لتطال النشطاء في الأسافير. وبدأ الأمر بإيقاف بث راديو دبنقا من القمر الصناعي عربسات بناءً على طلب من وزارة الاعلام السودانية، وبعدها تم اعتقال المدير الفني لموقع الراكوبة وليد الحسين، والنية كانت تسليمه للمخابرات السودانية لولا تدخل دولي قادته ادارة الرئيس السابق باراك اوباما، والمسؤولة عن حقوق الأنسان ليزا شيرمان، اضافة لعدد من المنظمات الدولية والمحلية، إلى جانب القوى السياسية السودانية والمهتمين بحقوق الأنسان. وأجبر ذلك السلطات السعودية إلى إطلاق سراحه والسماح له بالمغادرة للولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد المشاركة الواسعة للسودانيين بالخارج في انجاح حملة العصيان المدني؛ طلبت الحكومة السودانية من مخابرات قطر والامارات والسعودية ترحيل عدد من السودانيين، وجاءت استجابة قطر باستدعاء الناشطين وتهديدهم بالترحيل اذا استمروا في نشاطهم السياسي، أما السلطات السعودية فقامت بتنفيذ طلب المخابرات السودانية وبموجب ذلك تم اعتقال كل من علاء الدين الدفينة، والقاسم محمد سيد أحمد، والوليد أمام، وتسليمهم للمخابرات السودانية التي رمتهم في معتقلاتها قبل أن تطلق سراحهم.

ويأتي اعتقال “ودقلبا” أمتداداً للظلم الذي تسعى الحكومة لنشره في كل مكان تصل إليه أياديها الآثمة. وقد قام عدد من النشطاء السودانيين بتبليغ العديد من المنظمات العالمية من بينها منظمة العفو الدولية، باعتقال الناشط و”دقلبا”. وكان يفترض بالقوى السياسية والمنظمات المهتمة بحقوق الأنسان أن تقود حملة للدفاع عن “ودقلبا” إلا أن التظاهرات ضد الغلاء، والعدد الكبير من المعتقلين في سجون النظام، تسببا في عدم منح هذه القضية الزخم الإعلامي اللازم، يستثنى من ذلك حركة سبعة وعشرين نوفمبر التي أصدرت بياناً حمّلت فيه الحكومتين السعودية والسودانية، مسؤولية سلامة الناشط هشام محمد علي. ويُعتقد أن السلطات السعودية سوف تضع الشروط للسلطات السودانية قبل أن تقوم بتسيلمه، لأن سلوك المخابرات السودانية الارهابي تجاه المعتقلين معروف، وأي تصرف طائش ترتكبه المخابرات السودانية سينعكس تلقائياً على موقف منظمات حقوق الأنسان الدولية تجاه الحكومة السعودية باعتبار أنه سبق وأن تم تحذيرها من السلوك الاجرامي للمخابرات السودانية، إلا أنها ضربت بتلك التحذيرات عرض الحائط.