المياه في شمال كردفان.. الحكومة تبشر والمواطن يتساءل!؟! .. مهندس: مواقع غير صالحة للآبار وبنى تحتية غير كافية!

مواطنون: (المويه بالغِب) ونملا الصهاريج يومياً والغسيل يوم الضخ!
مواطن من حي (الصفاء:) انقطاع لشهر كامل وعودة الإمداد يوم زيارة الرئيس!
خبير: المصادر غير كافية وبعضها تشوبها الملوحة!
شعار (نفرة شمال كردفان) الذي قدمت فيه حكومة الولاية مياه الشرب بأول ثلاثية التنمية وجد رواجاً واسعاً داخل قرى ومدن الولاية وظلت الحكومة تطمئن المواطنين على توفر المياه غير أن كثيرين منهم يشتكون عدم الاستقرار في الإمداد وآخرين يعانون انقطاعه لشهر أو يزيد وهؤلاء واولئك يشتكون من الرسوم المفروضة على الخدمات، في وقت انتقد فيه خبير بهندسة مياه الشرب مواقع بعض مصادر المياه الجوفية ونادى في ذات الوقت بتطوير البنى التحتية لمواجهة الزحف على المدن، كما طالب الحكومة بالتواضع في تحديد حجم الانجاز عند طرح الشعارات.. (أخبار الوطن) كانت هناك
الأبيض: منصور أحمد عثمان/ إبراهيم عبد الرازق
اعتبر المهندس والمسئول السابق بهيئة مياه المدن سليمان عثمان أحمد الشعارات التي تطلقها حكومة الولاية للترويج لتوفير المياه غير معبرة عن الواقع.. ومضى في حديثه: هذه الشعارات تعيدنا إلى العام ١٩٨٩ مثل (ح نشيد نحن بلادنا وح نفوق العالم أجمع).. هذه شعارات للاستهلاك السياسي فقط، والتشييد لا يتم اعتباطاً وملف المياه يحتاج للدراسات الدقيقة مثل كم المطلوب توفيره من الأمتار المكعبة من المياه وما حجم استهلاك الفرد اليومي منها.. في العالم الثالث لا يقل استهلاك الفرد لليوم عن ٤٠ لترًا لساكني المدن الذين يستخدمون المرحاض المائي ويغسلون الأواني والثياب، بينما يستهلك قاطن الريف حوالي ٢٠ لتراً، اليوم في مناطق مثل (سودري) و(دار حامد) لا يحصل المواطن على أكثر من ١١ لتراً فقط وبعد معاناة، فكيف تتحدث حكومة الولاية بشعار مثل (زيرو عطش)؟، هذا استهلاك وكلام فارغ لا يقبله عقل، ويجب على حكومة الولاية أن تتواضع وتقول مثلاً حققنا ٣٠ أو ٦٠ بالمائة من محاربة العطش وتبقى كذا لكن (زيرو عطش) هذه مبالغة واضحة إذا كانت ولاية الخرطوم نفسها تعاني بعض مناطقها من العطش ولم تتوصل بعد لشعار الزيرو، أنا أسكن حي (أمير) وهو أفضل حالاً من الأحياء والأطراف التي تعاني من قطع الإمداد ويرتفع فيها سعر برميل المياه.
المصادر والمواصفات!
وحول مصادر المياه وشكاوى المواطنين من ملوحة بعضها قال م سليمان: بالنسبة للآبار الجوفية حفير (الجلابية) موقعه لا يصلح لأن انحداره عالٍ ويعتمد على الجريان فقط وله حوالي٣ سنوات لم يمتلئ بالكامل وهناك حفير آخر بالقرب منه نفذته شركة صينية وهناك مصدر شمالي (حوض بارا) مياهه بها ملوحة خفيفة، أما (خور بقرة) بود البغا فيعتمد على مياه الأمطار، شبكة المياه موجودة لكن هذه المصادر غير كافية للاستهلاك للزيادة المستمرة بسبب الزحف على المدينة لذلك هناك برمجة للإمداد وبالتالي تحدث قطوعات متناوبة بين القطاعين الشرقي والغربي لكن مواعيد القطع والإمداد غير منتظمة.
حلول واقعية!
قطع م. سليمان بأنه لا حل لمشكلة المياه إلا بتوفير البنيات التحتية.. وأضاف: الزحف نحو المدن في تزايد وهناك مقولة جون قرنق (حضر الريف لا ترييف المدن) المطلوب بنيات تحتية تستوعب المستجدات (أم روابة) الوضع المائي بها مستقر إلى حد ما و(سودري) بها آبار جوفية و(الرهد) ترقد على بحيرة بها أكثر من ٦٥٠ مليون متر مكعب من المياه ومع ذلك بها اصابات (بلهارسيا) بسبب المياه المستخدمة، كما انتقد سليمان الرسوم المفروضة على خدمات المياه وقال: الخدمات على المواطن وتستقطع من رسوم على الدمغة والبنزين والبطاقة الشخصية ومع ذلك زادت تعرفة المياه لتصل إلى من ٧٠ إلى ١٠٥ إلى ٣٤٠ جنيهاً بدون علم المواطن الذي يدفع الرسوم أصلاً على الخدمات الأخرى التي أشرنا إليها.
شكاوى القطوعات!
الإمداد توقف بحي الصفاء لمدة شهر كامل، بينما شهد يوم زيارة الرئيس الأخيرة للأبيض ضحاً وافرًا للمياه أثار دهشة السكان، بهذه العبارات بدأ المواطن بحي الصفاء بالأبيض الهادي أحمد حديثه بقوله: المويه تتوفر في مناطق حتى تسيل في الشوارع وتتأزم في أخرى. نحن نعيش أزمة إمداد حقيقية في حي الصفا منذ شهرين، شهر قطعت فيه بالكامل والآخر تأتي متقطعة، سألنا في الإدارة قالوا لنا هناك مشاكل هندسية، ظللنا نسأل لكن موظفو الإدارة ضاقوا ذرعًا بأسئلتنا وتعاملوا معنا بأسلوب جاف وكثيرًا ما تسمع هذه العبارة من موظفي إدارة مياه المدن (دي ما شغلتي) وبتنا في حيرة من نسأل عن أزمة المياه وهي (شغلة منو؟) وتابع الهادي: باقة المويه نشتريها بثلاثة جنيهات قابلة للزيادة مع غلاء الأسعار والبرميل قد يصل إلى٠ ٢ جنيهًا والمياه بها ملوحة بينما هناك مياه حلوة (بود البغا) بالقرب منا لكن لا تصلنا عبر الشبكة وحالنا كما قال المثل: (عطشان والبحر جنبك).
الكارو اختفت ولكن!
في أحياء (الشارقة) و(البترول) أكد المواطنون توفر المياه بالحيين وقال محمد علي من حي البترول: لم تعد الكارو تجوب الحي المياه الآن أفضل بكثير لكن البرمجة مستمرة مثلاً هذا اليوم المويه متوفرة منذ قبل صلاة الفجر وحتى صلاة الجمعة ثم تنقطع لتعود في اليوم التالي.. وأضاف محمد علي: قد يستمر التوقف للإمداد يومًا كاملاً، وأفاد مواطنون من حي الشارقة بأنهم يعيشون ذات الأوضاع.. وقال مواطنون إنهم يبرمجون غسيل الملابس على (يوم المويه) كما يتعين عليهم ملء الصهاريج يومياً لتخزين المياه لساعات وأيام توقف الإمداد.
أخبار الوطن