أخبار السودان

وقوش هل درى أن روما بعينيها تقاتل؟

حين أطلق الفريق صلاح قوش تهديده المثير في فبراير ٢٠٠٩ ظن البعض أن تهديدات الرجل سترفعه درجات على سلالم قلب المشير عمر البشير. كان قد حذر “المؤيدين للمحكمة الجنائية الدولية” وقال: “إن كل من يحاول إدخال يديه لإنفاذ مخططاته سنقطع يده ورأسه وأوصاله، لأنها قضية لا مساومة فيها» ولم تمر أشهر كثيرة حتى فوجد الرجل نفسه من بين المغضوب عليهم.
وفي فبراير الجاري؛ يعيد التاريخ بؤسه في السودان، ويعود مدير جهاز الأمن من جديد إلى الواجهة بعد فترات إعفاء وتهميش وسجن، ويكرر قوش ذات السيرة من جديد، ويشترط للإفراج عن المعتقلين السياسيين في البلاد تحسين سلوك الأحزاب التي ينتمون إليها والتخلي عن برامجها الساعية للتظاهر والتخريب لإسقاط النظام بالقوة.
والسيرة هنا سيرة قهر واستبداد، وهي سمة الأنظمة الشمولية، التي لن تتغير، بل تتشابه في رواياتها وبداياتها ونهاياتها، وسيرة القهر سيرة قديمة لكنها متجددة.
بحثتُ في مواقع “الانترنت” عن أكثر أنظمة القهر في التاريخ تلذذاً بتعذيب المعارضين؛ فوجدت حاكماً رومانيا اسمه كاليجولا، كان نموذجاً للشر في هيئة رجل، كان يظن أنه إله على الأرض، في ذات مرة سعى في طلب القمر حتى يملكه. “ولهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه، كان يبكي عندما يرى أنه برغم كل جبروته لا يستطيع اجبار الشمس على الشروق من الغرب أو منع الكائنات من الموت” وحين رأى خلو تاريخ حكمه من المجاعات والأوبئة، أحدث بنفسه مجاعة في روما، وأغلق مخازن الغلال مستمتعاً بأنه يستطيع أن يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف أيضاً بأمر منه، فمكث يستلذ برؤية أهل روما يتعذبون بالجوع.
ونيرون، صادم أمه حتى استطاع اقصائها خارج القصر، ثم أحرق روما وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه. أما مصاص الدماء دراكولا، كان يستمتع بتناول وجباته قرب أجساد ضحاياها مستلذًا بدمائهم. وفي علم النفس يمكن اعتبار تلك النماذج شخصيات سايكوباتية تستلذ بعذابات ضحاياها، ولا تسعد إلا بعد رؤيتهم يتضورون ألماً أو يموتون.
ونظام الانقاذ؛ كفكرة؛ لا تخرج عن ذات الأنظمة؛ فهي فكرة قائمة على الاقصاء والتلذذ بعذابات الناس والفخر بتدفق الدماء، بل تأكيد ذلك في أديباتهم “ولترق منهم دماء.. أو ترق منا دماء.. أو ترق كل الدماء” وهو ما كان يعنيه قوش، في عام ٢٠٠٩ حين قال: «كنا إسلاميين متطرفين لكن اعتدلنا ونؤمن بالتعايش والسلام، لكن لن ننكسر وننخذل عن ارادتنا»، وزاد: «لكن لا محالة لعودتنا إلى التطرف لإدارة المعركة»، وتابع: «ما اقدرنا على ذلك.. نعرف كيف نديرها وكيف نصيب العدو” يعترف قوش بالتطرف، لكن ذلك لم يبقه على كرسيه فعصفت به صراعات الإخوان وموازنات القوى بعيدًا، ثم جاءت به من جديد، لكن لم يتعظ، مثلما لم يتذكر أن السجن الذي يقبع فيه عمر الدقير والخطيب ومحمد فاروق، قبع فيه نفسه بعد تهديدات تقطيع الأوصال. وأشك أنه لم يقرأ سيرة نيرون الذي مات ولم تمت روما لكنها لا زالت بعينها تقاتل. والمؤكد أن الدقير أعلن أنه لن يعود من منتصف الطريق، وأن الخطيب حين خرج للعلن كان يدرك أنه عرضة للاعتقال؛ إلا أن المؤكد أن الثورة لن تعتقل.

أخبار الوطن

تعليق واحد

  1. عندما زج به في السجن كان قوش يستجدى فقط ان يعرض على طبيه الخاص وان تدخل اليه ادويته بالسجن ولكن الطغاة لا يتعظون..

    المؤسف لما دخل قوش السجن انبرى اكثر من مائة محامي وكونوا اللجنة الوطنية للدفاع عن قوش رغم انه كان متهم بمحاولة انقلاب..

    وان عمر الدقير وصاحبه ما متهمين بأي شئ ولم تتكون لجنة ولا حتى من رؤساء الاحزاب الصديقة والشقيقة..وكان عليهم احترام رئاسته للحزب..

    المشكلة ليست في النظام في حسب بل المشكلة حتى في احزابنا ومحامينا الذين لا يعرفون دورهم ..ولا حتى فينا نحن لقد تمكن مننا الكيزان..واضعفوا كل شي فينا.

  2. انه الامل الذي يهزمنا دوما
    نقف عاجزين ونرجو ونأمل أن يحسن الجلاد سلوكه
    الجلادون مكانهم الوحيد هو القبر
    وهذا السلاح وعوائه الطافش في الاطراف سيصل العاصمة يوما ما

  3. ياأخي هل أنت تقصد روما المدينة أم رومانيا الدولة، لأن “رومانيا” نسب إلي رومانيا الدولة وليس إلي مدينة روما.

  4. عندما زج به في السجن كان قوش يستجدى فقط ان يعرض على طبيه الخاص وان تدخل اليه ادويته بالسجن ولكن الطغاة لا يتعظون..

    المؤسف لما دخل قوش السجن انبرى اكثر من مائة محامي وكونوا اللجنة الوطنية للدفاع عن قوش رغم انه كان متهم بمحاولة انقلاب..

    وان عمر الدقير وصاحبه ما متهمين بأي شئ ولم تتكون لجنة ولا حتى من رؤساء الاحزاب الصديقة والشقيقة..وكان عليهم احترام رئاسته للحزب..

    المشكلة ليست في النظام في حسب بل المشكلة حتى في احزابنا ومحامينا الذين لا يعرفون دورهم ..ولا حتى فينا نحن لقد تمكن مننا الكيزان..واضعفوا كل شي فينا.

  5. انه الامل الذي يهزمنا دوما
    نقف عاجزين ونرجو ونأمل أن يحسن الجلاد سلوكه
    الجلادون مكانهم الوحيد هو القبر
    وهذا السلاح وعوائه الطافش في الاطراف سيصل العاصمة يوما ما

  6. ياأخي هل أنت تقصد روما المدينة أم رومانيا الدولة، لأن “رومانيا” نسب إلي رومانيا الدولة وليس إلي مدينة روما.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..