مراجعات في المشهد العام (3 من 5) .. منازلة الإنقاذ انتخابيا

السر سيد أحمد
في أواخر الشهر الماضي عقدت قوى المعارضة مؤتمرا صحافيا أكدت فيه على توحدها وأنها سوف تستمر في اتباع الوسائل السلمية المناوئة من المظاهرات إلى الاضراب إلى العصيان المدني وصولا إلى اسقاط النظام.
هذا حق مشروع للمعارضين، لكن أرجو أن تضع المعارضة في حساباتها وبرامجها العمل على اسقاط النظام من خلال صندوق الانتخابات. فالذي يرى ان لديه القدرة على حشد الجماهير في أعمال مناوئة تستصحب قدرا يقل أو يكثر من المخاطر والعنف من التعرض للغاز المسيل للدموع إلى الضرب بالهروات إلى الاعتقال وربما التعرض إلى إطلاق الرصاص والفوز في النهاية يفترض أن تكون لديه ثقة أكبر في قدراته وفي الناس الذين يتوجه إليهم للقيام بعمل سلمي وأقل خطورة يتمثل في العمل الدؤوب وسط الناخبين وتسجيلهم والتأكد من إدلائهم بأصواتهم مهما سعى النظام للحفاظ على الاوضاع الحالية من خلال تزوير الانتخابات أو التضييق على المرشحين والسيطرة على الاعلام.
أحد مجالات مثل هذا التحرك الذي يمكن أن يقفل ثغرة كبيرة في مجال التزوير العمل على تفعيل بعض القواعد الاجرائية الخاصة بالانتخابات التي تسمح لكل مرشح أو ممثله أن يكون حاضرا منذ لحظة بدء التصويت حتى نهايته والتأكد من سير العملية الانتخابية وعد الاصوات بعد قفل الصندوق واعتماد النتيجة من قبل كل المرشحين أو مندوبيهم.
لكن يبدو ان هناك عدة اعتراضات على مثل هذا التوجه من بينها ان الوضع وصل إلى درجة من التدهور الاقتصادي والسياسي حتى انه لا يحتمل الانتظار لمدة عامين وهو الموعد المقرر للانتخابات. وإذا تركنا جانبا الطرفة التي قيلت في بدايات عهد الإنقاذ ان النظام الجديد مثل لوح الثلج الذي سيذوب وحده، ومرور 29 عاما ولوح الثلج لا يزال في مكانه. وبغض النظر عن هذا النقطة، فان للأمر جانبا أخر يتعلق بالنظرة إلى العملية الديمقراطية نفسها التي تتطلب المثابرة والصبر عليها والبناء طوبة طوبة حتى يستوي بنيانها عبر التجارب والانتصارات والنكسات في مختلف المجالات الدستورية والسياسية، وهو ما لم توله الحركة السياسية الاعتبار الكافي رغم شكاويها المستمرة ان الديمقراطية لم تعط فرصة للتطوير الذاتي، لكن السجل الذي أمامنا يوضح انه حتى عندما أتيحت الفرصة لم يغتنمها أحد.
فانتخابات 2010 تمت مقاطعتها في أخر لحظة بدعوى التزوير رغم انه كان من الافضل المشاركة لإثبات ذلك التزوير من واقع الممارسة الفعلية وأهم من ذلك وضع لبنة في عمليات التواصل مع القواعد وطرح البرامج واختبار البدائل والمرشحين حتى يمكن تحقيق الفوز.
وتمثل حالة الرئيس السنغالي الاسبق عبدالله واد نموذج على حالة الاصرار هذه اذ قرر منذ العام 1978 تحدي الحزب الاشتراكي الحاكم بقيادة ليولولد سنغور وأسس حزبا مناوئا خاض به الانتخابات الرئاسية التي خسرها، وكرر التجربة في أعوام 83 و 88 و 93 وفي الدورة الاولى في انتخابات 1999 ليفوز في الدورة الثانية ويصبح أول رئيس للسنغال من خارج منظومة الحزب الاشتراكي.
وبسبب مقاطعة المعارضة لانتخابات 2010 تم أهدار فرصة وضع طوبة في البناء الديمقراطي. ففي تلك الانتخابات فاز مالك عقار مرشح الحركة الشعبية بولاية النيل الازرق. وقبيل انتخابات جنوب كردفان التي كانت مؤجلة اجتمع كل من والي الولاية وقتها أحمد هارون ونائبه عبد العزيز الحلو في بورتسودان حيث عرض هارون على الحلو فكرة استمرار تجربة الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وقتها في الولاية، وهي أنجح تجربة شراكة بين الطرفين. ولتحقيق ذلك اقترح هارون أما ان يخوض الجانبان الانتخابات بقائمة موحدة ويتقاسمان تشكيل الحكومة، أو يخوضاها بقائمتين مختلفتين والذي يحقق أعلى الاصوات يتولى منصب الوالي والثاني نائبه وأن تتوزع المقاعد الوزارية وفق الثقل الانتخابي، أو أن يخوضا الانتخابات بقائمتين منفصلتين والذي يأتي في المقدمة يشكل الحكومة والثاني يشكل معارضة برلمانية. الحلو لم يقبل أي من الخيارات وجرت الانتخابات وانتهت إلى ما انتهت اليه من تجديد للحرب رغم نصيحة برنستون ليمان المبعوث الامريكي وقتها للحركة بعدم اللجوء إلى السلاح والاستعاضة عنه بالقنوات السياسية والقانونية. التعامل الايجابي مع ذلك الوضع كان يمكن أن يؤسس لولايتين يمكن لقوى المعارضة أن تبدأ رحلة البناء وتشكيل البديل للمؤتمر الوطني.
أهم من ذلك ان دعاة الانتفاضة ومواجهة النظام في الشارع يتحدثون دائما عن امكانية تراكم المحاولات الثورية حتى يمكن الاطاحة بالنظام في نهاية الامر. والسؤال لماذا لا يتم الاتفاق على تكرار المحاولات عبر صندوق الانتخابات وذلك تعزيزا للخيار الديمقراطي عبر مراكمة التجارب.
أحد الاعتراضات على الخيار الانتخابي انه يمكن ان يعطي النظام شرعية، وهو اعتراض لا يستحق النقاش الجدي وضعا في الاعتبار شرعية الامر الواقع التي قاربت ثلاثة عقود من عمر النظام ودفعت الجميع اقليميا ودوليا إلى الاعتراف به والتعامل معه، بل وحتى داخل البلاد من مختلف القوى السياسية المعارضة وبصور مختلفة من خلال العديد من الاتفاقيات التي وقعتها وتشتكي من تملص المؤتمر الوطني منها أكثر من اثارة الاسئلة عن شرعية النظام.
للسودان تاريخ قديم مع الانتخابات التعددية منها وانتخابات الحزب الواحد أو الاستفتاءات. فالسجل المتاح يوضح ان البلاد شهدت خمسة انتخابات تعددية ابتداء بالأولى التي جرت في العام 1953 ووضعت الاساس لاستقلال السودان عبر البرلمان، وكذلك في العام 1958، ثم شهدت فترة ما بعد انتفاضة أكتوبر عمليتين انتخابيتين في 1965 و1968 ثم الاخيرة عقب سقوط النميري في العام 1986 ثم عقب اتفاقية السلام حيث جرت انتخابات العام 2010 التي قاطعتها قوى المعارضة.
وفي الرصد الذي أعده جستن ويليس وعطا البطحاني وبيتر وودوارد عن الانتخابات في السودان اشارات إلى انه حتى الانتخابات التعددية عانت من نقاط ضعف تتمثل في ضيق الوقت وقلة الموارد بل ومن الانقسام والتنازع بين أعضاء لجنة الانتخابات مثلما حدث في اللجنة التي ترأسها الهندي سوكومارسن إلى جانب ممثلين لدولتي الحكم الثنائي وامتداداته في القوى السياسية السودانية بين تياري الوحدة مع مصر والاستقلال، ناهيك مما برز بعد ذلك من عمليات شراء للأصوات وتعديل في الدوائر إلى غير ذلك من الاساليب الفاسدة.
ان الانتخابات في حد ذاتها ليست ضمانة للاستقرار والتطور، واللامبالاة التي واجه بها السودانيون الانقضاض على التجارب البرلمانية رغم المواثيق القاضية بالتصدي للانقلابات توضح ذلك. وبنفس القدر فان نصوص القوانين ووجود المؤسسات الدستورية ليست هي الحضن النهائي وبوليصة التأمين المنشودة. وفي تجربة كينيا القريبة ما يؤكد على هذا اذ حكم القضاء المستقل بضرورة اعادة انتخابات رئاسة الجمهورية التي فاز فيها كينياتا على أودينجا، لكن اعادة الانتخابات لم تضمن لآودينجا تسلم الرئاسة التي فاز بها كينياتا، مما يؤكد على ان العمل وسط الناس هو السبيل الوحيد لتحقيق الفوز.
ورغم الحديث المتكاثر عن عدم ملائمة البيئة الحالية لانتخابات تعددية حقيقية مثل القوانين المقيدة للحريات وسيطرة المؤتمر الوطني على مفاصل الدولة إلى غير ذلك من شكاوى ونقد صادق، الا ان عمليات التحول إلى برلمانية تعددية حقيقية من خلال الانتخابات واقع أثبته ما حدث من تجارب في كينيا وغانا وقامبيا والسنغال والفلبين وغيرها من دول كانت ترزح تحت نظام الحزب الواحد أو نظام عسكري تطاول به العهد، وهو ما لم يتم تجريبه في السودان إلى الان. لكن النجاح في التجربة يتطلب ثلاثة أشياء لا تزال غائبة في المشهد السوداني: الاتفاق على برنامج للمعارضين يتجاوز خانة العداء للنظام فقط والتفصيل في البدائل، وأهم من ذلك الاتفاق على مرشح واحد تلتف حوله قوى المعارضة في مواجهة مرشح المؤتمر الوطني والاستعداد لتكرار التجربة مرة أثر أخرى واعتماد القنوات القانونية للاعتراض والاحتجاج والاستعداد لجولة أو جولات أخرى مثلما حدث في البلدان التي تمكنت من أنجاز التحول.
العملية قطعا لن تكون سهلة وربما زادت صعوبة أثر التحولات في الاتجاه المعاكس للتطور الديمقراطي كما يلاحظ في تعديل الدستور في يوغندا ورواندا القريبتين للسماح لكل من يوري موسيفيني وبول كاقامي الترشيح للرئاسة مجددا رغم استنفاذهما حقهما الدستوري وفي الصين البعيدة التي تعيد فتح باب الرئاسة مدى الحياة لزعيمها شي جين بين. على ان تاريخ البناء الديمقراطي انه يقوم على هذه المدافعة. فعندما دخل أوباما البيت الابيض كأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية كان وراءه تاريخ طويل من هذه المدافعة في مختلف المجالات وعبر السنين الطوال ومن هذه ما وثقه فيلم (شخصيات مخفية) عن ثلاث سيدات من أصول أفريقية عانين من الممارسة اليومية للفصل العنصري رغم انهن كن يعملن في برنامج ناسا للفضاء ولعبن دورا أساسيا في انجاحه.
___
(يتبع)
رابط المقالين (1و2)
: [url]https://www.alrakoba.net/articles-ac…w-id-87166.htm[/url] [url]https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-87196.htm[/url]
الله يديك العافية.. الله يديك العافية.
مقال رصين وصوت يستحق السماع.
لقد دفع الشعب ثمنا غاليا من قتال الأفيال.. وكما يقول المثل الانجليزي حين تتقاتل الأفيال فإن الحشائش هي من يعاني وهذا ما حدث للشعب السوداني.
يأستاذ السر إننا اللأسف لا نزال متوقفين خارج التاريخ وغير معترفين بما حدث لنا من تحولات أو حدث في العالم حولنا.. وعلى سبيل المثال ما زلنا متوقفين في انتظار عودة 21 أكتوبر 64 للاستمتاع بصحو الشعب الجبار ولهب الثورة العملاقة، وكان الأجدى أن نطور وسائل أكتوبر وندمجها مع تجارب وتطور العالم حولنا خلال الخمسين وستين سنة الماضية ونوقف هذا القتل والتشريد وإراقة دماء الشعب سواء باسم الله عند الحكومة أو باسم الشعب عند المعارضة! نحن يجب أن نمسك بزمام المبادرة ونعمل وسط الناس وليس ضدهم.. فالمعارضة تعلم علما تاما انها أضحت مكروهة لأنها تشهر السلاح في وجه الناس والحكومة باتت مكروهة لأنها أفسدت وظلمت ودمرت الحرث والنسل..
والحل هو ان يستمع الطرفان لصوت الشعب بدلا من تهميشه وتشريده وقتله والارتماء في أحضان الدول الأجنبية ذات الأجندة الخاصة والوقوف معها صفا واحدا ضد مصالح شعب السودان. أؤيدك بشدة فيما ذهبت إليه وإذا لم نعد قراءة الواقع ولم نمتثل للحكمة فسيلتهمنا الواقع لا محالة؟
هذا نظام ديكتاتوري لا مجال لكل مفترحاتك التي ذكرتها ان تؤدي الي نتيجة .. وهي ليست بغائبة عن اذهاننا ان كانت ستجدي ..
هذا نظام ديكتاتوري علي رأسه رئيس موتور تطارده لعنة شعبه وينتظره مصير بائس وهو يعرف ذلك وينفق 70 فى المائة من ميزانية الدولة علي الأجهزة الامنيه التي تحميه من السقوط والوقوع فى قبضة شعبه.
اخونا السر سيد احمد من المعروف لاي شخص يري في نفسه الكفاءة والثقة في دخول اي انتخابات كانت ولديه برنامج طموح ليقدمه لشعبه وهو اقناع المقترعيين ببرنامجه كاملا ولا ياتي ذلك الا بفتح مساحه عبر الاعلام من صحف اذاعه ندوات الخ الخ الخ وانت تعلم جيدا في وجود هذا النظام الخسيس بعدم وجود مثل هذه المساحة فكيف لاي شخص ان يلج في مغامره وهو يعرف نتائجها مسبقا
اتفق معك تماما لكن السؤال اين هي الاحزاب التي يمكنها مزاولة المؤتمر الوطني معظمها انحاز الانقاذ اما بالترهيب واما بالترغيب والحوار الوطني أو ما يسمي بالخوار الوطني اكبر دليل منازلة الانقاذ بالقوة لم تأتي بنتائج طوال الفترة الماضية و كانت كلفتها عالية على الوطن لا يوجد طريق غير الصندوق وهو اكثر ما يخيف الانقاذ لكن للاسف بالمقابل لا تجد همه للمعارضة لاستغلال هذه الفرصة بحجة أن الانتخابات سوف تزور و هي لعمري شماعة لتعليق عدم همته و تنظيم صفوفهم حتي السعى لإسقاط الانقاذ بالقوة فيه ضرر كبير لذا لابدء من العمل الشاق للوصول عبر الصندوق بعد تعرية الانقاذ عبر حملات انتخابية و ندوات مخاطبة مباشرة الجماهير أي حزب يدعو للمقاطعة حزب خائن و متباطى مع الانقاذ علي الاحزاب ان تثبت وجودها و تمارس حقها في الديموقراطية حتي تعرف حجمها و هي السبيل الوحيد لتجنيب بلادنا من التمزق مهما قيل عن ضعف تجربة المواطن في الممارسة اليمووطرطية الديموقراطيات العريقة في العالم لم تصل إلى علي غاياتها بين ليلة وضحاها لاليس الشعب هو من يقرر بعد يصبح بينه و بين العالم الخارجى حجاب فقط هو ضميره و قناعاته الشخصية ان طريق شاق ولا بدء من صنعاء وان طال السفر
الأستاذ السر ذكر سابقا ان الأحزاب نفسها تعاني ماتعاني،وهي ليست أحزابا بالمعني المعروف للحزب السياسي، لذا الخطوة الاولي هي تقديم قادة الأحزاب نقد ذاتي لتجربتهم داخل الأحزاب ومن خلال العمل العام، وعلي راس هؤلاء الصادق المهدي، ثم من بعد ذلك ننتقل الي طريقة معارضة النظام القائم عن طريق الانتخابات او غيرها.
عموما نتفق مع الكاتب ان المقاطعة نوع من السلبية وان المشاركة فيها كثير من الايجابية، لكن يجب اتخاذ الخطوات التي تجعل للمشاركة قيمة
بالرغم من انني لا اعتراض لدي من التنافس الديمقراطي حتى مع قوى الاستبداد
الكيزاني لكن حينما تاتي الدعوة من شخصيات مشبوه دورها في السياسة وتغامزها
بين كل فينة واخرى مع نظام الاستبداد … لا اثق ابدا في التبريرات التي
تضعها مثل تلك الأقلام / الألغام …
فهو يخلط كثيرا في مقاله هذا “السم بالدسم” …
فهو يريد التعمية مثلا كقوله ان المشاركة في الانتخابات في الفلبين زيها وزي
المشاركة في الانتخابات مع طغمة الفساد الكيزانية .. ياخي شن بلم القمري مع
السمبر ؟ … الفلبين وبعد كل هذه التضحيات وهروب الديكتاتور ماركوس
وعائلته مرغمين وبناء دستور ديمقراطي جديد تشبهها بالمشاركة مع حكم قابض
على الأنفاس بالأمن والجيش ؟ .. انتخابات 2010 تشبهها بأنتخابات الفلبين التي
ازاح فيها الشعب الفلبيني ولمرتين رئيسين بسب الفساد وزج بهما في السجون
تريد ان تقارن بين الأثنين ؟ وثانيا الانتخابات في غانا جاءت بعد انقلابين
عسكريين لجيري رولينغس وفي الانقلابين كان الرجل ( بالرغم من ديكتاتوريته )
يعلن انه لن يستمر في الحكم ووفي بوعده كما قال .
والمقال نصو مليان بهذا ” السم وسط الدسم ” .. في الكلام عن احمد هارون
والحلو … فكأن احمد هارون لم يرتكب اي جنائية بحق شعب دارفور وهو غير
مطلوب من العدالة الدولية .. نتكلم عنه كشخص مسالم يضع خيارات سلمية .
وبالعكس تشير بأصابع الاتهام للحلو وانه السبب في تأجيج الحرب بينما كلنا
يتذكر كيف ان الحلو اصر على دخول معترك الانتخابات على علاتها وان المجرمين
من مليشيات المؤتمر الوطني قاموا بمذبحة الفيض قبل الانتخابات وذبح فيها
اهل الحلو ولكن الحلو بالرغم من ذلك صبر ودعا للتهدئة ودخل الانتخابات وطالب
بإعادة الفرز … الخ . بعد كل هذا انت تغمز لصالح المجرم هارون وتكيل
الاتهام الخفي للحلو ….
انت لست الشخص الأمين الذي نثق في رأيه حول الديمقراطية والمشاركة فيها
فأمثالك كثيرون ممن يمسكون العصا من النص وتحليلاتهم لا تثبت على رأي واحد
انما تميل في كل مرة مع إتجاه الريح ….
هذا فهم متطور للعمل المعارض وللتغيير. لكنه للأسف يفترض -بكل حسن نية- أن المعارضة المسلحة والسلمية والمتصالحة تسعى لتغيير حقيقي وتعمل على ترسيخ ثقافة الديمقراطية وتأسيس ممارستها. الواقع هو أن معظم المعارضة لا ترغب في التغيير بل ترغب في “عضة في كيكة الحكم” أو في الكيكة كلها مع بقاء الأحوال على ما هي عليه من جهل وتخلف وفشل اقتصادي فهذه الأوضاع هي ضمان استمرار من يحكم في الحكم ومن يعارض في المعارضة بصريح العبارة (العكة مش حول الديمقراطية، العكة حول الأنصبة في السلطة والثروة).
سيخرج عليك الجميع الآن أن (هذا نظام ديكتاتوري مزوراتي لا يمكن قيام انتخابات نزيهة معه) (الدعوة للانتخابات خيانة لنضالات وتضحيات الشعب وإعطاء شرعية للنظام الحاكم) وهم ينسون أن الديمقراطية ونزاهة الانتخابات تكتسب شبرا شبرا ولا تتنزل من السماء مكتملة وجاهزة للتطبيق، فهي عملية تربوية تثقيفية تدريجية طويلة.
سيعارضك المعارضون والمضلَلون لأنهم لا يريدون العمل بين الجماهير ومعها بل يريدون الإنابة عن الجماهير وتمثيلها دون تفويض، لهذا يعشق ساستنا المعارضون “المفاوضات” ويكرهون “الانتخابات” فالمفاوضات طريقة مباشرة لاقتسام الكيكة والانتخابات عمل دؤوب بين الجماهير لا يضمن عضة في الكيكة.
الله يديك العافية.. الله يديك العافية.
مقال رصين وصوت يستحق السماع.
لقد دفع الشعب ثمنا غاليا من قتال الأفيال.. وكما يقول المثل الانجليزي حين تتقاتل الأفيال فإن الحشائش هي من يعاني وهذا ما حدث للشعب السوداني.
يأستاذ السر إننا اللأسف لا نزال متوقفين خارج التاريخ وغير معترفين بما حدث لنا من تحولات أو حدث في العالم حولنا.. وعلى سبيل المثال ما زلنا متوقفين في انتظار عودة 21 أكتوبر 64 للاستمتاع بصحو الشعب الجبار ولهب الثورة العملاقة، وكان الأجدى أن نطور وسائل أكتوبر وندمجها مع تجارب وتطور العالم حولنا خلال الخمسين وستين سنة الماضية ونوقف هذا القتل والتشريد وإراقة دماء الشعب سواء باسم الله عند الحكومة أو باسم الشعب عند المعارضة! نحن يجب أن نمسك بزمام المبادرة ونعمل وسط الناس وليس ضدهم.. فالمعارضة تعلم علما تاما انها أضحت مكروهة لأنها تشهر السلاح في وجه الناس والحكومة باتت مكروهة لأنها أفسدت وظلمت ودمرت الحرث والنسل..
والحل هو ان يستمع الطرفان لصوت الشعب بدلا من تهميشه وتشريده وقتله والارتماء في أحضان الدول الأجنبية ذات الأجندة الخاصة والوقوف معها صفا واحدا ضد مصالح شعب السودان. أؤيدك بشدة فيما ذهبت إليه وإذا لم نعد قراءة الواقع ولم نمتثل للحكمة فسيلتهمنا الواقع لا محالة؟
هذا نظام ديكتاتوري لا مجال لكل مفترحاتك التي ذكرتها ان تؤدي الي نتيجة .. وهي ليست بغائبة عن اذهاننا ان كانت ستجدي ..
هذا نظام ديكتاتوري علي رأسه رئيس موتور تطارده لعنة شعبه وينتظره مصير بائس وهو يعرف ذلك وينفق 70 فى المائة من ميزانية الدولة علي الأجهزة الامنيه التي تحميه من السقوط والوقوع فى قبضة شعبه.
اخونا السر سيد احمد من المعروف لاي شخص يري في نفسه الكفاءة والثقة في دخول اي انتخابات كانت ولديه برنامج طموح ليقدمه لشعبه وهو اقناع المقترعيين ببرنامجه كاملا ولا ياتي ذلك الا بفتح مساحه عبر الاعلام من صحف اذاعه ندوات الخ الخ الخ وانت تعلم جيدا في وجود هذا النظام الخسيس بعدم وجود مثل هذه المساحة فكيف لاي شخص ان يلج في مغامره وهو يعرف نتائجها مسبقا
اتفق معك تماما لكن السؤال اين هي الاحزاب التي يمكنها مزاولة المؤتمر الوطني معظمها انحاز الانقاذ اما بالترهيب واما بالترغيب والحوار الوطني أو ما يسمي بالخوار الوطني اكبر دليل منازلة الانقاذ بالقوة لم تأتي بنتائج طوال الفترة الماضية و كانت كلفتها عالية على الوطن لا يوجد طريق غير الصندوق وهو اكثر ما يخيف الانقاذ لكن للاسف بالمقابل لا تجد همه للمعارضة لاستغلال هذه الفرصة بحجة أن الانتخابات سوف تزور و هي لعمري شماعة لتعليق عدم همته و تنظيم صفوفهم حتي السعى لإسقاط الانقاذ بالقوة فيه ضرر كبير لذا لابدء من العمل الشاق للوصول عبر الصندوق بعد تعرية الانقاذ عبر حملات انتخابية و ندوات مخاطبة مباشرة الجماهير أي حزب يدعو للمقاطعة حزب خائن و متباطى مع الانقاذ علي الاحزاب ان تثبت وجودها و تمارس حقها في الديموقراطية حتي تعرف حجمها و هي السبيل الوحيد لتجنيب بلادنا من التمزق مهما قيل عن ضعف تجربة المواطن في الممارسة اليمووطرطية الديموقراطيات العريقة في العالم لم تصل إلى علي غاياتها بين ليلة وضحاها لاليس الشعب هو من يقرر بعد يصبح بينه و بين العالم الخارجى حجاب فقط هو ضميره و قناعاته الشخصية ان طريق شاق ولا بدء من صنعاء وان طال السفر
الأستاذ السر ذكر سابقا ان الأحزاب نفسها تعاني ماتعاني،وهي ليست أحزابا بالمعني المعروف للحزب السياسي، لذا الخطوة الاولي هي تقديم قادة الأحزاب نقد ذاتي لتجربتهم داخل الأحزاب ومن خلال العمل العام، وعلي راس هؤلاء الصادق المهدي، ثم من بعد ذلك ننتقل الي طريقة معارضة النظام القائم عن طريق الانتخابات او غيرها.
عموما نتفق مع الكاتب ان المقاطعة نوع من السلبية وان المشاركة فيها كثير من الايجابية، لكن يجب اتخاذ الخطوات التي تجعل للمشاركة قيمة
بالرغم من انني لا اعتراض لدي من التنافس الديمقراطي حتى مع قوى الاستبداد
الكيزاني لكن حينما تاتي الدعوة من شخصيات مشبوه دورها في السياسة وتغامزها
بين كل فينة واخرى مع نظام الاستبداد … لا اثق ابدا في التبريرات التي
تضعها مثل تلك الأقلام / الألغام …
فهو يخلط كثيرا في مقاله هذا “السم بالدسم” …
فهو يريد التعمية مثلا كقوله ان المشاركة في الانتخابات في الفلبين زيها وزي
المشاركة في الانتخابات مع طغمة الفساد الكيزانية .. ياخي شن بلم القمري مع
السمبر ؟ … الفلبين وبعد كل هذه التضحيات وهروب الديكتاتور ماركوس
وعائلته مرغمين وبناء دستور ديمقراطي جديد تشبهها بالمشاركة مع حكم قابض
على الأنفاس بالأمن والجيش ؟ .. انتخابات 2010 تشبهها بأنتخابات الفلبين التي
ازاح فيها الشعب الفلبيني ولمرتين رئيسين بسب الفساد وزج بهما في السجون
تريد ان تقارن بين الأثنين ؟ وثانيا الانتخابات في غانا جاءت بعد انقلابين
عسكريين لجيري رولينغس وفي الانقلابين كان الرجل ( بالرغم من ديكتاتوريته )
يعلن انه لن يستمر في الحكم ووفي بوعده كما قال .
والمقال نصو مليان بهذا ” السم وسط الدسم ” .. في الكلام عن احمد هارون
والحلو … فكأن احمد هارون لم يرتكب اي جنائية بحق شعب دارفور وهو غير
مطلوب من العدالة الدولية .. نتكلم عنه كشخص مسالم يضع خيارات سلمية .
وبالعكس تشير بأصابع الاتهام للحلو وانه السبب في تأجيج الحرب بينما كلنا
يتذكر كيف ان الحلو اصر على دخول معترك الانتخابات على علاتها وان المجرمين
من مليشيات المؤتمر الوطني قاموا بمذبحة الفيض قبل الانتخابات وذبح فيها
اهل الحلو ولكن الحلو بالرغم من ذلك صبر ودعا للتهدئة ودخل الانتخابات وطالب
بإعادة الفرز … الخ . بعد كل هذا انت تغمز لصالح المجرم هارون وتكيل
الاتهام الخفي للحلو ….
انت لست الشخص الأمين الذي نثق في رأيه حول الديمقراطية والمشاركة فيها
فأمثالك كثيرون ممن يمسكون العصا من النص وتحليلاتهم لا تثبت على رأي واحد
انما تميل في كل مرة مع إتجاه الريح ….
هذا فهم متطور للعمل المعارض وللتغيير. لكنه للأسف يفترض -بكل حسن نية- أن المعارضة المسلحة والسلمية والمتصالحة تسعى لتغيير حقيقي وتعمل على ترسيخ ثقافة الديمقراطية وتأسيس ممارستها. الواقع هو أن معظم المعارضة لا ترغب في التغيير بل ترغب في “عضة في كيكة الحكم” أو في الكيكة كلها مع بقاء الأحوال على ما هي عليه من جهل وتخلف وفشل اقتصادي فهذه الأوضاع هي ضمان استمرار من يحكم في الحكم ومن يعارض في المعارضة بصريح العبارة (العكة مش حول الديمقراطية، العكة حول الأنصبة في السلطة والثروة).
سيخرج عليك الجميع الآن أن (هذا نظام ديكتاتوري مزوراتي لا يمكن قيام انتخابات نزيهة معه) (الدعوة للانتخابات خيانة لنضالات وتضحيات الشعب وإعطاء شرعية للنظام الحاكم) وهم ينسون أن الديمقراطية ونزاهة الانتخابات تكتسب شبرا شبرا ولا تتنزل من السماء مكتملة وجاهزة للتطبيق، فهي عملية تربوية تثقيفية تدريجية طويلة.
سيعارضك المعارضون والمضلَلون لأنهم لا يريدون العمل بين الجماهير ومعها بل يريدون الإنابة عن الجماهير وتمثيلها دون تفويض، لهذا يعشق ساستنا المعارضون “المفاوضات” ويكرهون “الانتخابات” فالمفاوضات طريقة مباشرة لاقتسام الكيكة والانتخابات عمل دؤوب بين الجماهير لا يضمن عضة في الكيكة.
أمس علقت على مقالك موافقا على ما جاء فيه ولم ينشر تعليقي..
اليوم قرأت خبرا عن نية تقديم ابو القاسم برطم ليكون منافسا للبشير في 2020.. مع ان البشير حتى الآن لم يثبت ترشحه ولكن حيل النظام الذي نعهده سوف يقوم بهذا المكر عاجلا او آجلا..
على جميع المعارضين سواء احزاب او غيرها مساندة برطم وتحقيق فوزه فقط في المرحلة هذه لابعاد البشير اللزج من سدة رئاسة السودان… اثبتت الايام ان اس البلاء في السودان هو البشير شخصيا وحزبه والكيزان ياتون بعده..
كل المصائب لهذا البلد تأتي من تحت صلعة هذا المريض..
طالما اتخذ معظم المعارضين السلمية شعارا لمقاومة النظام فالنقم بتأييد ترشيح برطم (وهو رجل يقود عملا معارضا جيدا من داخل النظام) لو اجتمع الجميع في هدف واحد وهو اسقاط البشير وفوز برطم سيتسنى لنا ذلك وتكون فاتحة لتخليص البلاد ووالعباد من شر البشير وحزبه وكذبه.
تفكير خارج الصندوق و رؤية وطنية متقدمة تشكل اختلافا جميلا عن النضال بالشتائم و قصائد الهجاء مما عودنا عليه مدعيي النضال من مثقفي الغفلة .
شكرا استاذ السر سيداحمد ان جعلتنا نحلم بامكانية تحول ديمقراطي سلمي في سوداننا الحبيب .
حتما سيشمتك الاقزام و السماسرة !
طالما اخطبوط عصابة ضباط الجيش موجودة في قلب الخرطوم، لا انتخابات ولا ديمقراطية ولا غيره حتنفع، مشكلة السودان هي الكلية الحربية التي تفرح كتاكيات ديكتاتوريين ينهبون اموال الشعب وهم عاطلين عن اي عمل، تحجيم دور الجيش وادارتة بواسطة حكومة مدنية هو بداية تطور السودان واي دولة في العالم محترمة تخضع جيشها للمؤسسات المدنية، ولكن عصابة ضباط الجيش في السودان سوف لن تذهب وتترك ما تنهبه من خيرات دون ان يتم اجبارها على ذلك بالقوة.
أمس علقت على مقالك موافقا على ما جاء فيه ولم ينشر تعليقي..
اليوم قرأت خبرا عن نية تقديم ابو القاسم برطم ليكون منافسا للبشير في 2020.. مع ان البشير حتى الآن لم يثبت ترشحه ولكن حيل النظام الذي نعهده سوف يقوم بهذا المكر عاجلا او آجلا..
على جميع المعارضين سواء احزاب او غيرها مساندة برطم وتحقيق فوزه فقط في المرحلة هذه لابعاد البشير اللزج من سدة رئاسة السودان… اثبتت الايام ان اس البلاء في السودان هو البشير شخصيا وحزبه والكيزان ياتون بعده..
كل المصائب لهذا البلد تأتي من تحت صلعة هذا المريض..
طالما اتخذ معظم المعارضين السلمية شعارا لمقاومة النظام فالنقم بتأييد ترشيح برطم (وهو رجل يقود عملا معارضا جيدا من داخل النظام) لو اجتمع الجميع في هدف واحد وهو اسقاط البشير وفوز برطم سيتسنى لنا ذلك وتكون فاتحة لتخليص البلاد ووالعباد من شر البشير وحزبه وكذبه.
تفكير خارج الصندوق و رؤية وطنية متقدمة تشكل اختلافا جميلا عن النضال بالشتائم و قصائد الهجاء مما عودنا عليه مدعيي النضال من مثقفي الغفلة .
شكرا استاذ السر سيداحمد ان جعلتنا نحلم بامكانية تحول ديمقراطي سلمي في سوداننا الحبيب .
حتما سيشمتك الاقزام و السماسرة !
طالما اخطبوط عصابة ضباط الجيش موجودة في قلب الخرطوم، لا انتخابات ولا ديمقراطية ولا غيره حتنفع، مشكلة السودان هي الكلية الحربية التي تفرح كتاكيات ديكتاتوريين ينهبون اموال الشعب وهم عاطلين عن اي عمل، تحجيم دور الجيش وادارتة بواسطة حكومة مدنية هو بداية تطور السودان واي دولة في العالم محترمة تخضع جيشها للمؤسسات المدنية، ولكن عصابة ضباط الجيش في السودان سوف لن تذهب وتترك ما تنهبه من خيرات دون ان يتم اجبارها على ذلك بالقوة.