بالنسبة للكثيرين فإن المؤتمر الوطني يتخاطر مع نفسه أكثر من كونه يحاور الآخرين.. ثم إلى متى؟ ?مونولوج الوطني?

الخرطوم ? الزين عثمان
حين هبط بطائرته في مصر، كان إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، شديد التمسك بعبارته: ?حوار القاعة مات وشبع موتاً?، وفي ذات اللحظة كان منسوبو حزب المؤتمر الشعبي يمضون سراعاً في سبيل تفصيل ما أسموه (قميص الحريات)، الذي لن يجعل الوطن يضيق بأحد من أبنائه.. يؤكد الأمين السياسي للحزب كمال عمر أن إنجاز مشروع (الحوار الوطني) سيكون الممحاة التي تزيل كل أوجاع الماضي السودانية، وتمهد الطريق إلى نهوض بلاد تملك كل العوامل التي تجعلها في القمة.
رغم رؤية البعض السلبية في عملية (الحوار الوطني)، إلا أن القائمين على الأمر وصلوا بالعملية حتى (المخرجات) التي أجازتها الجمعية العمومية في أكتوبر الماضي.. هذا ما كان في الماضي الحاضر، الآن تتحول مخرجات الحوار من جدال في قاعة الصداقة إلى جدال في قبة البرلمان، مثل البدايات تماماً، يجعل حزب المؤتمر الشعبي من الحوار غايته الوجودية في المشهد السياسي، وهو المشهد الذي لا يمكن أن يخلو من معركته الجديدة، وهي تلك التي يخوضها الشعبيون ضد القانونية بدرية سليمان، التي تحاول تعديل التوصيات التي خرج بها (الحوار الوطني).. يخرج كمال عمر غاضباً من الاجتماع قبل أن يلحقه رئيس لجنة إسناد الحوار عمار السجاد ببيان احتجاج على رفض دخول بثينة دهب، القيادية بالشعبي للاجتماع في البرلمان.. اعتراضات كمال عمر وبيانات السجاد تؤكد أن ثمة جهات تعمل على الوقوف في إجازة مخرجات الحوار، وبالتالي، إلى خلق حالة من التحولات الإيجابية في البلاد.. النزاع حول بعض التعديلات المتعلقة بالزواج وخلق حالة من الضجيج حولها.. مشهد الاختلاف حول زواج التراضي، وهو ما جعل الكثيرين يرون أن الأمر يتجاوز الاختلاف حول الزواج إلى التأثير على مخرجات الحوار نفسها.
ما يجري الآن يعيد السؤال حول مستقبل عملية (الحوار الوطني) برمتها، وهل تنصل المؤتمر الوطني عن تعهداته أثناء الحوار؟ بالنسبة للمحلل السياسي والكاتب الصحفي عبد الله رزق، فإن الوطني حنّ إلى واقعه القديم، وأنه بدأ مسيرة التراجع عن تعهداته السابقة. ويقول إن غياب الدكتور حسن الترابي عن الساحة السياسية هو الحدث ذو المغزى في هذا السياق، فوفاة الترابي نتجت عنها خفة موازين حزب المؤتمر الشعبي السياسية والجماهيرية، ما شجع المؤتمر الوطني على التنصل من تعهداته مع الترابي قبيل وفاته، التي شارك بمقتضاها في (الحوار الوطني)، وفي صياغة بعض توصياته، خاصة ما تعلق منها بالحريات. وفي مناورة جديدة، على طريق التحلل من تلك التعهدات، عمد الوطني لتحريك بعض أذرعه، والتحرك تحت أقنعة مختلفة، لإثارة خلاف حول المخرجات، خارج المنبر المختص ومن الجهة ذات الاختصاص، فالمخرجات قد تمت إجازتها، من قبل مؤتمر عام، ربما لم يخل من ممثلين، للجهات التي تتصدر معارضتها الآن وإلى يوم الدين، وانفض سامر المؤتمرين، ولم يبق غير أن يجيزها المجلس الوطني، كإجراء شكلي بتقنينها، دون أي تغيير. يصف عبد الله رزق المؤتمر الشعبي بأنه نصف معارض ونصف موالٍ إلى شقه السابق المؤتمر الوطني، مؤكداً على أن المعركة في أصلها هي محاولة للتنصل من تعهدات الحوار وإنجاز ملف الحريات.. بعض منسوبي المؤتمر الشعبي يوجهون سهام اتهاماتهم في مواجهة سلطات ليس من مصلحتها أن تكون الحريات هي وسيط التعاطي في المشهد السياسي السوداني.
بالنسبة لعمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني وريئس تحالف نداء السودان بالداخل، فإن ما يجري الآن في الساحة يؤكد على صحة موقفهم برفض الجلوس في حوار الحكومة منذ البداية، ويؤكد في الوقت ذاته أن التعويل على تحول إيجابي يصنعه المؤتمر الوطني هو تعويل خاطئ منذ البداية، ويقول إن المعركة الدائرة الآن بين الوطني والشعبي لا تهمهم من بعيد أو قريب، غير أنها تؤكد أنه لا أمان ولا التزام لحزب المؤتمر الوطني. وفي ما يتعلق بالتأثيرات المترتبة على (الحوار الوطني)، فمن البداية لم يكن أحد يعول عليها؛ فإن يخلق حوار الوطني لنفسه تحولاً نحو الإمام؛ فالوطني كان يحاور نفسه، والآن يختلف حتى معه، وهو الأمر الذي يؤكد ضرورة السعي من أجل تغيير المشهد برمته عبر إسقاط النظام وليس عبر الحوار معه، في حوار لا يلتزم هو بما جاء فيه، ناهيك عن الآخرين.
بالنسبة لمقولة المهدي الذي شارك في الحوار استجابة لدعوة رئيسه ورئيس الجمهورية قبل أن يغادره عقب اختلافه مع المؤتمر الوطني، فإن الحوار شبع موتاً وأن الجدل الدائر الآن لا يعدو سوى كونه محاولة لإعادة الحياة إليه، وعند آخرين هو محاولة قيادة الجميع إلى حياة بعيدة عما يجري في الحياة.
اليوم التالي
قال (فوفاة الترابي نتجت عنها خفة موازين حزب المؤتمر الشعبي السياسية والجماهيرية)
قلنا:
لا علاقة لوفاة الترابي بتنصل المؤتمرالوطني فاذا كانت الطباع طباع سوء فلا ادب يفيد ولا اديب والمؤتمر الوطني دخل الحوار بنية سوء وواستخدام الحوار لمصلحته فقط والمؤسف ان الترابي شخصيا هو الذي اسس لمنهج التنصل من التعهدات والمكر والخداع واللف والدوار واصدار الفتاوى الاسلامية التي تجيز اللولوة والكذب والضلال ..
فهو من اقسم انه لا علاقة للحركة الاسلامية بهذه الحكومة وتبين كذبه وتضليله وضلاله فكيف يريد من الآخرين احترامه وتقديره وهو الذي علمهم الدجل والكذب والخداع..
باختصار لقد لعب بهم الترابي ورباهم على اللولوة فكان لا بد ان يشرب منها..وقد كان
قال (فوفاة الترابي نتجت عنها خفة موازين حزب المؤتمر الشعبي السياسية والجماهيرية)
قلنا:
لا علاقة لوفاة الترابي بتنصل المؤتمرالوطني فاذا كانت الطباع طباع سوء فلا ادب يفيد ولا اديب والمؤتمر الوطني دخل الحوار بنية سوء وواستخدام الحوار لمصلحته فقط والمؤسف ان الترابي شخصيا هو الذي اسس لمنهج التنصل من التعهدات والمكر والخداع واللف والدوار واصدار الفتاوى الاسلامية التي تجيز اللولوة والكذب والضلال ..
فهو من اقسم انه لا علاقة للحركة الاسلامية بهذه الحكومة وتبين كذبه وتضليله وضلاله فكيف يريد من الآخرين احترامه وتقديره وهو الذي علمهم الدجل والكذب والخداع..
باختصار لقد لعب بهم الترابي ورباهم على اللولوة فكان لا بد ان يشرب منها..وقد كان