أطول شهر في تاريخ غرب كردفــــــان (1) !!

أطول شهر في تاريخ غرب كردفــــــان (1) !!
* الأحداث الأخيرة بمدينة الفولة تبدو للوهلة الأولى ? وحسب قراءات المراقبين – أنها تقود لتعطيل إعلان عودة ولاية غرب كردفان ، ولكن الأحداث وعلى طريقة العرض المسرحي الذي يظهر فيه الممثل الذي يؤدي دور (اللص) أمام الجمهور في المنصة الرئيسية وهو يحيك مع مجموعة من الممثلين (الكومبارس) سيناريو عملية السرقة التي يؤديها ، كانت تتيح للمثل الرئيسي (البطل) خلف الكواليس وقتاً لوضع اللمسات النهائية والبودرة لملامح الشخصية التي يؤديها ، ذلك بالضبط ما كانت الأحداث الأخيرة تفعله ، وملامح عودة الولاية وفي ظل هذه التقاطعات كان رجل وقور يحمل شلوخاً على خديه في مكتب صغير في ركن قصي داخل القصر يكمل ترسيمها في هدوء ، وتكتمل !!
* وفي اواخر العام 2004م ولما كانت القراءات السياسية كلها تقود لأن اتفاقاً للسلام مع الحركة الشعبية في طريقه كانت الخرطوم تعد لذلك الاتفاق وتتحسب لمخرجاته التي كان ابرزها بعد قسمة السلطة والثروة تذويب ولاية غرب كردفان ، وكان كل قيادات غرب كردفان كذلك يتحسبون ويعدون العدة لذلك ، والعمل يجري حينها (من بعض القيادات) نحو تعبئة القواعد لرفض فكرة تذويب الولاية ، والأمر بالنسبة لهم كان كلعبة الشطرنج والتي يقوم الوزير فيها بالتضحية بكل الجنود من أجل الملك حتى اذا بقي هو والملك قام الملك بالتضحية به للبقاء ، وذلك ما كان يجري الاعداد له وقتها ،فالقضية لم تكن التذويب بل القضية الكراسي التي ستذهب بعد التذويب ، وكانت المعركة في الدفع بكل قواعد غرب كردفان من أجل الملك حتى يظل يمتطي حصانه ؟!
* وحين كان الرئيس المشيرعمر البشير يؤكد أكثر من مرة في زياراته للقطاع الغربي عودة ولاية غرب كردفان بعد انتفاء مسببات تذويبها كان الصراع خلف الكواليس مشتعلاً حول كيفية عودتها ، فهي إن عادت لم يتبقى سبب واحد لبقاء الصندوق أو الهيئة ، وكان الحل الوحيد خياران اولهما هو ضمان بقائهما (الصندوق والهيئة) بعد عودة الولاية كأجسام داعمة للولاية في المركز ، أو ضمان العودة لقيادة الولاية تنفيذياً ، وهذا ماكانت الإجتماعات المتواصلة تعمل على الترتيب له ، ولكن لا اجتماعات الدجاج الفريزيان ولا ضأن الواحة الشهير للأسف يقودان لتحقيق ذلك ، وكان كل ذلك الحراك منذ العام 2004م وحتى هذا اليوم والذي يدخل عامه الثامن لم يكن مشتعلاً بقدر ماكان في هذا الشهر الجاري الذي ينتهي بإعلان عودة الولاية !!
* وبعيداً عن مركز القرار وفي اقصى الخرطوم وخلف المقبرة القديمة مكتب صغير بين طيات السحاب يرقب الأحداث من فوق ، وقيادي بارز الملامح ينطلق مسرعاً لتلبية نداء الهاتف صوب ذاك المكتب ويدفع الباب فيجد خلفه شيخاً نحيل الجسم تبدو على محياه ملامح الوقار بيده مسبحة يرحب به ترحيباً يشعره أنه من كان ينتظره منذ الصباح ، والشيخ لايجلس إلا بعد أن يصل عامل الضيافة ليطلب منه ماذا يشرب ثم يغادر سريعاً لتلبية طلبه ، وحينما لايستطيع الرجل أن يرتشف كوب القهوة قبل أن يسأل عن سبب الإستدعاء المهم يسأل القيادي الشيخ الوقور عن الموضوع المهم ، وحينها تبدأ الحكاية التي نروي تفاصيلها !!
* وحين كان قرار إنشاء صندوق تنمية القطاع الغربي على طاولة والي الولاية آنذاك الشيخ عمر سليمان بعد توقيعه ، كانت أيادي عديدة تجوس خلف الكواليس وتحتها لوضع بودرة من نوع ثاني تؤجل تنفيذه ، وتنجح في ذلك ويتعطل التنفيذ حتى يأتي والي جنوب كردفان الحالي مولانا احمد هارون ويوقع قرار انشاء الصندوق ، وهارون حين يجول وسط وجوه المقربين منه يجد أن معضلة تكليف واحد منهم بمهام الصندوق تصطدم بتقاطعات السياسة والمصالح بغرب كردفان ، ومقترح أن يأتي بهذا يقود لفقدانه ولاء أولئك ، ومقترح أن يأتي بذاك يفقده هؤلاء ، وهارون حين لا يجد مخرجاً يشيح بنظره صوب النافذة ليلمح من خارج الغرفة مستشاره للقطاع الغربي د.حسين حمدي قادماً ويقول في نفسه هذا هو المطلوب ، ويدفع به للمركز ويأتي رئيساً لمجلس إدارة الصندوق.
* وحينما نقرأ قرار الرئيس بحل لجنة تسيير أبيي نقول أن الموضوع غير مهم فهو ليس إلا ترتيب لتشكيل إدارية أبيي التي تبقى اعلان توقيتها فقط ، وهنا نقول أنه كان الأجدى الإنتظار لحين حل لجنة التسيير تلقائياً بصدور قرار تشكيل الإدارية ، ولكن حينما نظل نواصل في قراءة القرار نجد أن القرار ينص كذلك وفي نهاية فقراته بصورة هادئة ومقصودة على تحويل كافة أصول صندوق تنمية القطاع الغربي إلى الآلية المشتركة للإشراف على منطقة أبيي والتي يرأسها الأستاذ الخير الفهيم ، وهنا نقول هذا هو القرار وليس حل لجنة التسيير !!
* وشهر طويل ملئ بالأحداث المتلاحقة تقترب أيامه من النفاذ نحكي تفاصيله ، وسؤال برئ من صديق يسأل حول من ذاك القيادي الذي لم يستطع شرب قهوته قبل معرفة اسباب استدعاءه ، ونجيب :
_ ذلك والي غرب كردفان !!
ونواصل.

إلى متى !!
الصَّـالح مُحمَّـد الصَّـالح
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كم قبضوا من المبالغ عند تزويبها ؟؟ وكم يريدون الآن حتي تعود .هذة الولاية ضحية واهلها كذلك فلا طائل من عودتها ولافائده. كلهم نهابين وحرامية قاتلهم الله

  2. الصديق والزميل الأٌستاذ الصالح … أهنئك على هذا الإسترسال العميق والهادىء لقراءة مألات الأمور التى أبنت نصابها بسردك الأخاذ وإسلوبك الممتع فى الكتابه … عودة ولاية غرب كردفان أضحت من الأهميه بمكان وفى هذه الأيام بالذات نظراً لأعمال العنف التى بدأت تتصاعد وتيرتها والمسأله ملحة فى وجود سلطه مركزيه تضبط إيقاع الأحداث وتوقف شلالات الدم المسفوح على لا شيء قيام هذه الولايه يخفف الضغط على شمال وجنوب كردفان الكبرى لذلك فمن المستحسن إعلانها الأن قبل الغد بغض النظر عن من سيحكمها .

  3. موضوعك جميل يا صالح لكن لا أحب هذا الأسلوب الذي يشبه اسحق احمد فضل الله . بالله شوف اسلوب اخر وحاول وضع النقاط على الحروف وسمي الناس باسماءها. نحب فضح كل من تامر من الانتهازيين خاصة من ابناء المنطقة على تذويب الولاية وساهم في اذلال مواطنيها لكي نقتص منهم قبل اولائك الجالسين في الخرطوم

  4. ماهذه اللغة الغامضة ولماذا لاتطعن الفيل ياولد ابوك مشكلة غرب كردفان انهم انساقوا خلف الانقاذ واكاذيبها وحان وقت دفع الثمن وزيارات الرئيس الهارب من العدالة هي زيادة لمشاكل الولاية وليس لحلها وماحدث في الفولة كان متوقعا فالتسليح والمواتر التي توزعها الحكومة +التعويضات الغير منصفة للبعض ومجزية للاخريين تجعل الغبن كامن في النفوس واصبحتم كالنار ان لم تجد ما تأكله تأكل نفسها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..