سلام السودان… مضي نصف الزمن !!

حالة التوتر التي تفرض نفسها علي طول الحدود بين السودان وجنوب السودان والحشود العسكرية هنا وهناك نتاج طبيعي لثوب الفشل الذي ظل ملازماً لكل جولات التفاوض، وتناقلت وسائل الإعلام خبر تعزيز الجيش السوداني إنتشاره بحقل هجليج و تفقد وزير النفط عوض الجاز القوات المسلحة التي تعمل على تأمين حقول النفط بهجليج برفقة قائد عمليات هجليج اللواء كمال عبدالمعروف، وكانت تقارير تحدثت عن حشود لجيش جنوب السودان قرب الحقل النفطي ، وبالمقابل قال جيش جنوب السودان إنه لم تصدر له أي أوامر للانسحاب من الحدود مع السودان لإقامة منطقة عازلة بحلول الموعد المحدد له يوم الاثنين.
وفي أكثر من مناسبة كانت تصريحات ومواقف قادة السودان وجنوب السودان تؤشر بوضوح للتدهور المتواصل في العلاقات مع فشل الوساطة الأفريقية حتي الآن في الوصول لحلول نهائية وشاملة ولذلك تدخلت الدول الكبري ومارست ضغوط مكثفة علي الطرفيين مع تحديد سقوفات زمنية لحل القضايا العالقة مثل الصراع في النيل الأزرق وجبال النوبة وأبيي . و وكان السودان يشترط إقامة منطقة عازلة للسماح باستئناف صادرات النفط الحيوية لاقتصاد البلدين غير أن القرار الأخير لمجلس الأمن والسلم الأفريقي نسف موقف السودان عندما طالب السودان بالحوار مع قطاع الشمال بلا أي شروط مسبقة.
وتمتد الخلافات بين السودان وجنوب السودان لتغطي علي كثير من نقاط التلاقي بين الشعبيين ولاتزال حالة عدم الثقة ماثلة بين الجانبين وكانت حكومة جنوب السودان قد إتهمت الحكومة السودانية بأنها باعت شحنة نفط متنازع على ملكيتها من حقول جنوب السودان ،وقال وزير الإعلام في جنوب السودان :( تلك الأموال تخص جنوب السودان، وإن هذا النفط مخزن منذ الأزمة، وإذا تم بيعه فيجب أن يتم ذلك بمعرفة وزيري النفط في الدولتين). ومع فشل كل جولة من جولات التفاوض مع دولة جنوب السودان تجد الحكومة السودانية نفسها مواجهة بضغوط تتكاثر بمتوالية هندسية وفي كل المواقف هي مطالبة بفعل كذا وكذا والأهم من كل ذلك أنها تساق بوعي أو عدم وعي نحو الأماكن التي كانت ترفض مجرد ذكرها وتجلس في طاولة واحدة مع من كانت تصنفهم في خانة شياطين الأنس ، كلما فشلت جولة ظهرت معادلة جديدة في الأزمة وبالأمس القريب عادت البارونة كوكس وظهرت علي سطح الأحداث مرة أخري وظهورها مزعج و مربك للحكومة وذكرت وسائل الإعلام أن القائم بأعمال السفارة السودانية فى بريطانيا غازي غانم الأفندي قدم إحتجاجاً مكتوباً لوزارة الخارجية البريطانية، حول خرق البارونة كوكس للقوانين السودانية والبريطانية والدولية، بالحصول على تأشيرات الدخول المعروفة وقيامها بالتسلل إلى منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتحدثت لراديو الفاتيكان عن هذه الزيارة يوم 24 يناير 2013م.
وفي الوقت الذي تدخل الحكومة السودانية في صراع متصل المجتمع الدولي وتشتكي لطوب الأرض من حشر القريب والبعيد لأنفه في الشأن السوداني وتلك قضية أخري ? تواجه في الدخل حالة من الرفض والمقاومة الناعمة حيناً والخشنة من الأطراف وكانت النقلة المفروضة في أروقة الحكم والهيئات التابعة لها تلاقي المعارضة السلمية مع المعارضة المسلحة وهنا أشهرت الحكومة (كرت التكفير) في وجه خصومها ، وأفتت هيئة علماء السودان بخروج كل من وقع على وثيقة “الفجر الجديد” بكمبالا من الملة والدين .
وتأتي فتوى الهيئة في أعقاب توقيع رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة بالعاصمة اليوغندية على وثيقة كمبالا التى اعتمدت فيهاالمعارضة السودانية خيار اسقاط النظام ” باستخدام “كافة الوسائل”.
وقال الأمين العام لهيئة علماء السودان بروفيسور محمد عثمان صالح لوكالة السودان للأنباء،أن كل من زعم أنه لا يجب الحكم بما أنزل الله أو سعى لترويج مسألة فصل الدين عن الحياة العامة، مشيراً لوثيقة كمبالا، فهو بالتالي يكون وقع في المحظور لأن هذا الوجوب والاعتراف والتطبيق لحكم الله واجب على الجميع وأوجب ما يكون على الحاكم وعلى الرعية السمع والطاعة.. واستشهد الأمين العام لهيئة علماءالسودان ببعض الآيات القرآنية كقوله تعالى( ومن لم يحكم بما أنزل الله أؤلئك هم الكافرون) ثم عاد الأمين العام للهيئة ونفي كل مانسب إليه وقال: أن الهيئة ستحاسب الكودة علي السفر إلي كمبالا بدون إذن مسبق من الهيئة.!
وكان الكودة ذو الخلفية السلفية قد وقع على وثيقة “الفجر الجديد” مع رئيس الجبهة الثورية ورئيس الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال مالك عقار بحضور نائبه مني أركو مناوي ومستشاره التوم هجو، بجانب مبارك الفاضل، ووجه عقب مراسم التوقيع انتقادات قاسية للمؤتمر الوطني الحاكم واتهمه بتخريب الدين والدنيا.
وهكذا تظل الأوضاع في السودان مرشحة لمزيد من التدهور خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع دولة جنوب السودان ولعل الأوضاع الملتهبة علي الحدود خير مثال لواقع الحال ومنها ،تراجع جيش جنوب السودان عن انسحابه من مناطق حدودية مع السودان، مؤكداً أن أي خطوة من هذا النوع لن تجرى إلا في إطار انسحاب متزامن مع الجيش السوداني من تلك المناطق التي ظلت محل نزاع بين الطرفين منذ انفصال الجنوب العام قبل الماضي.
وتصريحات الناطق الرسمي باسم جيش الجنوب العقيد فيليب أغوير إن “التقارير التي تتحدث عن انسحاب الجيش من المناطق الحدودية مضللة وكاذبة ولا تستند إلى حقائق”.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..