كمان جابت ليها مراكيب!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
كمان جابت ليها مراكيب!!!!
بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
العنف أنواع ودرجات. فهنالك عنف جسدى وعنف معنوى. عنف عن طريق الضرب بالأيدى وغيره بالعصا وثالث بالسلاح الأبيض ورابع بالأسلحة النارية..الخ. لكل نوع ودرجة آثار سيئة، وليس لأى منها آثار حميدة.
من يلجأ الى العنف بالتأكيد (فشل) فى تحقيق أهدافه عن طريق العقل والحكمة والحوار.. قال صلى الله عليه وسلم: ليس القوى بالصرعة، لكن القوى من تملك نفسه عند الغضب. نعلم أن الغضب يؤدى فى كثير من الأحيان الى استخدام أحد أنواع العنف المذكورة أعلاه. كما نعلم أن (الشيطان) يسيطر على الانسان عندما يكون فى حالة غضب.
النفس البشرية (كالبلورة) ان خدشتها يصعب أعادتها الى شكلها الطبيعى مرة أخرى. أكثر ما يجرح ويخدش ويشوه جمال هذه البلورة (الاساءة وفحش الكلام). وقال صلى الله عليه وسلم ليس المسلم بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ. كما قال: ايكب الناس على وجوههم يوم القيامة الا نتيجة (جريرة السنتهم). ويقول المثل: لسانك حصانك ، ان صنته صانك. وان هنته هانك.
قادة الأمة، خاصة وان كانت تدعى تبنيها لمبادئ الاسلام والشريعة!!، يجب أن يكونوا مثالا وقدوة لكل فرد من أفراد الأمة كبارا وصغارا، رجالا ونساءا. رسولنا الكريم جاء ليتمم مكارم الأخلاق. وخوطبنا بأن لنا فى رسول الله أسوة حسنة.
لحس الكوع، شذاذ آفاق، عوجة رقبتهم، ما فى ود مرة بيملا عينا، الما عاجبو يلاقينا فى الشارع، وأن جميع الموقعين (على اتفاق كمبالا) تحت مركوبنا، الاغتسال بالبحر الأحمر، حشرات، لا يأتون الا بالعصا..الخ من التعبيرات التى نسمعها داخل غرف نومنا غصبا عنا عبر قنوات التلفاز السودانية والأجنبية، وتأتي فى أكبر مينشيتات كل الصحف التى ندفع ثمنها من قوت أسرنا، بل يسمعها اطفالنا يوميا، وصادرة من من؟ للأسف من قادة البلاد والمتحكمين فى كل مفاصلها. وأخاف أن يعتبرالأطفال والسياسيين الجدد تعبيرات عادية ومقبولة وتضيع مجهوداتنا فى تربيتهم سدى، ويختلط عليهم الأمور الدنيوية والدينية، ويؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة، ولا توجد وسيلة مرفوضة، والما عاجبو يشرب من البحر (نحن طبعا)، وأنا حر افعل ما يروقنى دون واعز دينى أو أخلاقى.
اغلب هذه التعبيرات الشاذة تأتى من الرجل الرابع فى الدولة بروتوكوليا والحزب الحاكم، وهو ليس بشخص جاهل، بل قام الشعب السودانى بالصرف عليه منذ التحاقه بالمرحلة الابتدائية حتى حصوله على درجة الدكتوراه من أكبر جامعات أميريكا (ريفرسايد ? كاليفورنيا)، وتم تعيينه استاذا مساعدا بكلية الزراعة بالجامعة الأم ليعلم أبناء هذا الوطن ويرتقى بعلمهم وأخلاقياتهم، ويعكس لهم ما تعلمه من حضارة فى أكبر وأقوى دول العالم!!!
يبدو أن سيادته أصلا لم يكن جادا فى أن يمتهن العلم والتعليم والبحث العلمى، وطموحاته هى أن يحكم هذا البلد عبر انقلاب خطط له بواسطة كبارهم منذ عشر سنوات عندما كان سيادته لا زال ينهل من العلم ويهنأ بالحياة الأميريكية الرغدة والرخيصة والممتعة والسهلة والبسيطة. ليته تعلم ذلك ليطبقه على من فاموا بتوفير كل شئ له حتى حصل على درجة الدكتوراه، وبعد أن أصبح يتحكم فى مصائرهم ومعيشتهم..الخ.
هل يستطيع سيادته أن يقول للشعب السودانى (ماذا أنجز هو شخصيا) منذ قدوم الانقاذ، مقارنة بزملائه فى الحكم. هل أنشأ الطرق؟ هل اكتشف البترول؟ هل أقام السدود؟ هل ساهم بعلمه الزراعى بالارتقاء بأى من المشاريع الزراعية؟ هل تألم لوفاة المرحوم مشروع الجزيرة؟ هل جاهد بالجنوب كما فعل زملائه؟ هل ذهب ابناؤه للدفاع الشعبى كما فرض على أبناء الشعب الفضل؟
لا نجد لسيادته (انجازا واحدا يمكن أن يفخر به أمام هذا الشعب الفضل أو حتى وسط اسرته أو أصدقائه ان كان له أصدقاء.
المشكلة الأكبر أنه اصبح (مقررا يوميا) علينا بالتلفاز و الصحف (ليؤذى) مسامعنا ومشاعرنا وأحاسيسنا كشعب (معارض أو مؤيد)، سياسي أم غير ذلك. نتيجة ذلك أصبح (منحنى شعبيته) يتدحرج بسرعة الضوء، بل نستطيع أن نقول أنه اقل الناس شعبية فى هذا الوطن التعيس، وكلما أمسك بالميكرفون قلت شعبيته بمعدل اسرع. نصيحتى له أن يبعد عن وسائل الاعلام ما أمكن ذلك.
نقول لسيادته كلما أشتدت اساءاتك للمعارضة، كلما شعرت هى بقوتها. كما أن الشريعة التى تتحدث عنها لا علاقة لها بالعلمانية أو فصل الدين عن الدولة أو الدولة عن الدين. فالعلمانية أو الحكم المدنى سياسة، والشريعة عقيدة ودين.
هذا التهريج السياسي يعطي انطباعا داخليا وخارجيا على (الخوف والضعف)، وعدم الثقة فى المقدرات ، وفقدان الأعصاب. الاساءة والمهاترات لن تحل مشاكل دار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق وأبيي. المهاترات والاساءات للسودانيين (مؤيدين أو معارضين) أو حملة سلاح (عديل كدة) لن يمنع اسرائيل من ضرب اليرموك وأمثاله، وامداد المسلحين بالأسلحة وغيرها، بل قد يكونوا لجأوا للسلاح نتيجة مثل هذه التصريحات المرفوضة.كما لن يمنع أميريكا وسفارتها داخل العاصمة من التدخل فى أخص خصوصياتنا و(بعلمكم)، كأنها تقول لكم What can you do about it?، أى ما الذى تستطيع فعله تجاه هذا الأمر؟
السيد المساعد، نرجو أن( تبتعد عن السياسة) فأنت لست برجل سياسة. بقيت بالحكم 23 سنة ولم نرى لك انجازا، الا ان كنت تعتبر عملك فى البدايات بالجهاز انجازا. جولاتك السياسية دائما ما تكون خصما عليك وعلى الحزب والحكومة والسودان ككل. أذكرك أن صلى الله عليه وسلم أكمل رسالته فى 23 عاما!!!!
اتفاقكم مع عقار كان من الممكن أن يكون انجازا تختمون به حياتكم السياسية التى دلفتم اليها عن طريق الخطأ. ، لكنك لم تستطيع الدفاع عنها لسبب تعرفه أنت!! أخيرا، لو كنت مكان السيد الرئيس لاتخذت قرارا وفرمانا (كمان) يمنعك من مخاطبة الجماهير حتى قيام الساعة.
أما عن أنكم بقايا الأندلس والصحابة ، أشك فى ذلك أولا، كما أنه لا يعتبر شئ للتفاخر، فهم طردوا شر طردة من الأندلس نتيجة ضعفهم وبعدهم عن الدين وظلمهم لغيرهم فاضطروا الى اللجوء الى دول أخرى بما فيها بلادنا نحن وتقبلناهم معنا عملا بمبدأ انصر أخاك.. الذى يحق له الفخر بنسبه حقا هى (السودانى الحقيقي) والذى لم يأتى أهله كمهاجرين للسودان، حيث أن نسبه يمتد لآلاف السنين ان لم يكن منذ بدأ الخليقة، ولا يفخر بنسب آخر بخلاف النسب السودانى الأصيل ولا يحاول الانتساب لمن لا يعترفون بنسبته اليهم!!!
ذكر د/ الترابى أن نيسلون مانديلا عندما خرج من السجن بعد 27 عاما أثر دهشته (جهاز الفاكس). وقال عند خروجه هو شخصيا من السجن اندهش وفوجئ بأنك أصبحت سياسيا. أللهم نسالك اللطف (آمين).