موت الجنيه ومجموعة الإسناد الإنقاذية

موت الجنيه ومجموعة الإسناد الإنقاذية

عباس خضر
[email][email protected][/email]

إستضاف الأستاذ البوني والصحفية سمية حسن مجموعة بارعة في الفهم والتحليل الإقتصادي في قناة البلو نايل التلفزيونية يوم السبت 9/2/2013م لفلفلة حلاوة فلفلية الوضع الإقتصادي التحرري الإنقاذي ومحاولة فهم ما يدورفي عجلته الدائرة للخلف دوماً وأسباب تصاعد وإرتفاع سعر الدولار الجنوني وغلاء المعيشة الرهيب وإحتيار وألم المواطن الغلبان الفظيع.
فدار نقاش صفري مهم جداً يلف ويدور ويعود لنقطة الأساس والإلتباس وتشعب الحديث والنقاش وكأنه حقيقي وجاد والمداخلات التلفونية زادته ثراءاً وحيوية وتلهف وإشتياق لذلك الإقتصاد والثبات وصمود الخزينة وكأنه الحنين الباطني والتراث الإنساني السوداني النبيل الباقي عندما كان الدولار يساوي 3ج ثم وصل إلى 12ج أي قبل أن يطير ويقفز ويبدأ كارثته الألفية والتي لم تتوقف حتى تاريخه ، ذلك الحنين الدافيء المترع النديان الريان لإقتصاد السمسم والصمغ والدرة والقطن والدخن إقتصاد السودان الأصيل.

وكأن المتحاورين في سباحتهم المالية الإقتصادية لمعرفة كنهه يخرجون أنوفهم من بحرمحيط ويفجون بين طيات هلام تراكم وتلوث الفساد الإقتصادي الإنقاذي البائن عواره فيظهر منهم فقط رأس جبل الجليد لتبريد الواقع الساخن الملتهب في جوف المواطن المسكين المحتار.

ولكنهم في حقيقة الأمركانوا كمن يغطون في أعماق ذلك الحلم البعيد المنال سراً وهم يسخطون ويسبون ويلعنون من أوصلهم لهذا الدرك الأسفل من الإقتصاد المنهوب المختلس والخزينة المفقوعة المرارة، وهذا الإقتصاد المضبلن العاري، إقتصاد الفساد السافرالمرزوء المأزوم ذو الإتجاه الواحد السائر نحو الهلاك والهاوية السحيقة.

وعلى الرغم من محاوري البوني وسمية الأذكياء المخضرمة وتحليلاتهم الذكية لم يسبروا غور الخلل ولم يضعوا يدهم على الجروح الدامية في جسد الجنيه وأسباب الكارثة البائنة للعيان وخاصة بعد سؤال سمية هل هناك إقتصاد ودولار تحت الأرض أو لعبة جهنمية دولارية ونضيف إليها إستثمارية.

فعندما كان الدولار 3ج ووصل 12ج ــ في ذلك العهد الرخي المشبع بالأخلاق النبيلة والشهامة والتضامن والفزع وإغاثة الفقير والمسكين وابناء السبيل والملهوف ــ وقعت الكارثة والطامة الكبرى، وقال الجٌناة تبريراً متكبراً فجاً متعالياً كاذباً شوفونياً قبل شوفتهم ومعرفتهم وأنكروا أنهم من طائفة السيخ الجبهجية الكيزانية بل مسلمين كجميع المسلمين والسودانيين ومنهم من كان متورطاً و مازال في السجن حبيساً تمويهاً وكذبا بواحا مع الأحرار الأبرار الوطنيين حتى ذلك الوقت ومازالوا يضحكون على ذقون الشعب المنكوب الفضل.

قالوا مبررين ذلك الهجوم المتوحش على الديموقراطية والحرية إذا لم نأتي بهذه الطريقة والسرعة الجنونية لوصل الدولار إلى 20ج فبكى ذلك المساء الوردي ومعه الدولار واليورو والريال وإرتعشت كل الدراهم عشية السبت حزناً على بداية هلاك ودمار الجنيه والمواطن وكل ما هو سوداني ،وأعلنت الحكومة أن أمريكا قد دنا عذابها وعلي إن لاقيتها ضرابها مما زاد في هلاك الجنيه والمواطن.

وكما أهين الشعب منذ تلك الليلة اليونيوية أٌهينت عملته ووصل الدولار ل2000ج(الفين ج بالتمام والكمال) وإنحدر الجنية لعملة باهتة صفرية فتم تغييروتلميع وتبديل إسمه لدينار والواحد يساوي عشرة من المغفور له طيب الذكر الجنيه.

وتوالى الإنحدار نحو القاع مع الحرب الجهادية الدائرة في الجنوب وتكاليفها الباهظة فزاد الموت جنوبا وشمالا للشعب وأصبحت دمائه مدلوقة كخربشات ماء عكرة على جدار الصمت الحزين لايؤبه بها ومن ثم إنحدار الإنسان السوداني لمجرد رقم يكتب في سجلات التهميش.

لهذا صاح صوت المناضل الجسورجون قرنق مدوياً إنه سيحرر كل الشعب المهمش من نمولي حتى حلفا وسيدعمه ليرفع راية الإقتصاد المنهك ويعيد عزة الجنيه الميت المنهار والمواطن الكحيان الغلبان فإستقبله الشعب بعد سنين إستقبال الأبطال الفاتحين في الساحة الخضراء وأٌعيد للجنيه إسمه وإندثر في خبايا المتاهة الإقتصادية الإنقاذية سيء الذكرالدينار.

لكن لم تدم فرحة الشعب كثيراً مع إستقرار الجنيه فتاه هائماً وسط معمعة المضاربات الكلامية والدولارية الفاسدة بين الضرتين الحاكمين وإتهامات بالفساد على أعلا المستويات غير المسبوقة دولياً بعد مقتل المناضل جون بإنفجار وسقوط طائرته وسقطت معه غلالة الحياء وبداية نهاية وحدة السودان وزيادة غسيل الأموال النتنة وتكديس الدولاروالعملات وإنسحاب وإنزواء سلفاكير جنوباً لدرجة الإنفصال.

فبدأ إنزواء الجنيه وانحداره المريع لأسفل القاع المظلم وقبع هناك في خنقته وكتمته وإرتعاشه السيخي المهزوز وإرتفاع الدولار للسما السابعة وأوشك أن يصل لسماءٍ ما شابهتها سماء للعاشرة.

وبدأ واضحاً للعيان شجاعة المحاورين للوصف العام للحالة المزرية للشعب وبعض أسباب طيران الدولاروطرق الأسباب وتدهور الزراعة والحيوان فقط وكأنها مجموعة إستاد إنقاذي ولفت بكل جدارة وتمحيص عن/في كل الأسباب التحتية من القوة الإنفجارية الأساسية أي فوق سطح الأرض وأسفل المستوى الأفقي الرئيسي للمسؤلية الأعلى الجنائية الخطيرة وتجنبت ما خلف الكواليس وتحت الأرض ولم تجب عن سؤال سمية والسبب المباشر الأفقي الرئيسي والتي تسببت بعنادها الشوفوني في كل أسس وأركان الكارثة بل كل الكوارث الإقتصادية والإجتماعية والبيئية والدينية وهجرة الكفاءات والتعليمية والدولارية واليورية والإسترلينية والينية وتجنت على الصحية وصحة المواطن والضرائب الدرهمية والريالية وتدهور الخدمة العامة والخاصة في السودان.

فهل عرفتم أسباب موت الجنيه وإرتفاع الدولار المزمن أنتم والمجموعة السندية الإسنادية!؟

تعليق واحد

  1. فهمنا بس ارهقتنا الي حد التضخم انت كاتب رائع بس لو كان المقال مباشر وبي لغة سهلة كان سيتباري المعلقون في الادلاء بالاراء

  2. الأستاذ عباس.. مقال قوي فضح عصابة بني كوز الذين هم في الأصل (مفضوحين).. ولن أضيف كلمة إلى تعليقي.

  3. الشكر الجزيل لك و للاستاذ البوني و الاستاذة سمية على ضرب النحاس لكل الامة السودانية للوقوف أما الحالة الاقتصادية التي أفقدت الامل في الحياة الهنية للشعب السوداني و ما تبقى تدارك الوضع الهزيل و إصلاح كامل للسياسات القتصادية و أعجبت فيما أعجبت بالنقاش الذي تطرق لم الدكتور / المهل( إن صح الاسم) من جامعةالسودان للعلوم و التكنولوجيا إلا أنني أحسست و أنا أستمع للدكتور التوم و الدكتور الكندي برتابة الطرح رغما عن الأفكار العلمية إلا أن البرنامج ككل لم يحضر بالصورة العلمية و خاصة ان الاستاذ البوني رجل عالم في السياسة و لابد للتحضير مثل هذا البرنامج إذ أن الصحفيين المشاركين لم احس بأن لهم التخصصية في الاقتصاد و المستمع السوداني ما اصبح بالبساطة التي يحتاج فيها لسماع المداخلات البسيطة الطرح خاصة من الصحفيين كما ان زمن البرنامج أغلبه كلام مكرر من الكندي الذي يقفز بدون توقيت فاصبحت معزوفاته توحي بالدفاع عن وضع هو نفسه يعود و يقرر ان الوضع يحتاج الى الاصلاح أما رجل الجمارك الاول لم اسمع منه غير حديث عنقالي و اشكر للاستاذ سمير الذي تكلم في كثير من الاحيان بشئ من التخصصية كما ان الكابتن ممثل رجال الاعمال في دفاع عن التجار و له الحق في كل ما ذهب اليه إذ ان التجار هم الحائط القصير و لا ينفع رمي اللوم عليهم و هم من يكتوي بسياسات بنك السودان و تمدد الضرائب و الجمارك بدون وازع و تريد الحكومة الركوب على ظهرهم بدون أن تسمح لهم بالعلوق و لو علوق الشدة … أتمنى أن تفسح النيل الازرق بتكرار حلقات عن الوضع الاقتصادي و أن تحشد للبرنامج كل الامكانيات و أن تتبنى البرامج القادمة محاور متفرقة و أن تضع الاطار العام للبرامج و منها الشفافية في الطرح.. التخصصية .. اللغة البسيطة المفهومة للمشاهد و المتخصص ..تشريح المحور المستهدف من كل جوانبه بطرح مكونات المحور و بمداخلات صحفية متخصصة و استضافة طلاب الاقتصاد الفاينلست في كل من الجامعات التي لها كليات عريقة مثل جامعة الخرطوم و جامعة السودان..
    و اتضافة الضيوف من القطاع الاقتصادي المعين مثل قطاع البنوك و قطاع الضرائب و الجمارك و قطاع القوانيين مثل النائب العام و المراجع العام و جهاز الدكتور ابو قناية و الصناعيين و التجار و وزارة المالية و المستشاريين من يقومون على الخصخصة و الاستثمار و كل من تقلد منصب اقتصادي في كل التشكيلات الوزارية السابقة … اسف للمقترح الذي يبدو كمؤتمر إلا انني اتحسس من هذه الكلمة لكن برنامج في حلقات و لو تستمر لعام أو أعوام هو النهج المطلوب !!!!

  4. لك التحية وكل الشكر استاذى عباس الخضر على طرحك لهذا الموضوع وتحليله- وقد شاهدت الحلقة كاملة الا ان المتحاورين بعد ان بينوا ان ازمة العملة الصعبة يحتاج حلها لزيادة الانتاج- ولكن للاسف لم يتطرقوا لما وراء ذلك وهو ان تكاليف الانتاج اصبحت عالية بعد تدمير البنية التحتية فى مشروع الجزيرة وقطاع النقل وهذا من غير الفساد والافساد -فلايستطيع السودان زيادة صادراته لعدم قدرته على المنافسة العالمية-ثم ان الصحفية سمية دخلت فى خطأ جوهرى اذ تنفى العلاقة بين زيادة قيمة الدولار الذى يؤدى الى زيادة اسعار الخضروات-اليس التقاوى والاسمدة والمبيدات تستورد بالدولار؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..