نافع والعبر من سقوط الطغاة

اشتهرنافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية بمبارزاته الكلامية وشتائمه التي ظل يطلقها في وجه المعارضة الرسمية “تحالف قوى الاجماع الوطني” في كل المناسبات بل واحيانا بلا مناسبات وفي مناسبات عديدة تحدى نافع ذلك الجزء من المعارضة “تحالف قوى الاجماع الوطني” بل وكل القوى السياسية المعارضة في الخروج الى الشارع او امكانية تحريك الجماهير في وجه السلطة واطلاق شتائم على شاكلة “الحسوا كوعكم” و “المعارضة تحت كرعيني” وعلى الرغم من الردود الخجولة من قبل تلك القوى على تصريحات نافع المعلنة الا ان الحكومة فيما يبدو بعيدا عن دروس التاريخ او حتى الاطلاع على ما يحدث في المحيط العربي القريب وما انتجته من هبات ثورية فزين العابدين بن علي كان مدرعا ومحصنا بالحماية الامريكية والعلاقات المتميزة دوليا واقليميا على مستوى العالم العربي ولكن علاقته تلك لم تحول دون ان يقتلعه الشعب التونسي حتى صار لا يملك من الدنيا غير لقب رئيس سابق وعلى ذات المستوى كان محمد حسني مبارك غير ان لا علاقات مبارك الخارجية ولا مكانة مصر العربية منعتا الاجل المحتوم بأمر الشارع والملاحظ ان جميع من اودى بهم “الربيع العربي” كانوا يكررون ذات العبارات وفي وقت سابق قالت الاخبار ان مساعد رئيس الجمهورية، الدكتور نافع علي نافع، قد أكد على أن السودان بنى علاقات خارجية على المستوى العربي والإقليمي والدولي بسياسات خارجية حكيمة، برهنت على وعي القيادة في السودان بكل ما يحيط بالبلاد من متغيرات على كل المستويات، مشيراً إلى أن هذه العلاقات يستثمرها السودان حالياً في برنامج نهضوي شامل في الزراعة والصناعة والتعدين وقبل ان تمر بضع ايام على تلك التصريحات جاءت الطامة الكبرى ووصل الاقتصاد السوداني لحد اتخاذ القرار برفع الدعم عن المحروقات الامر وارتفاع كبير في سعر الدولار مقابل العملة المحلية وتردي كبير في الاوضاع الاقتصادية مما يحدث الان تحفزا في الشارع السوداني واصبح السودان عرضة لربيع او خريف “افريقي” يمكن ان يرتد على ذات النظام الذي يمثله د نافع علي نافع رغم علاقات دولته “الامنية” بالولايات المتحدة والمحيط العربي فالربيع العربي انفجر في اقوى حلقات تلك الدول “مصر” التي كانت في عهد مبارك ذات علاقات قوية ومميزة بالغرب والولايات المتحدة بل كانت صاحبة العلاقة الابرز في المنطقة العربية حتى صارت مصر مركز الدول العربية وصار نظامها هو المسيطر عربيا واقليميا غير ان كل ذلك لم يمنع “قيامة” ذلك النظام . كثير من المراقبين قالوا ماذا اراد نافع بهذا مثلا. وهل سيكون السودان الذي ليس بافضل حال من انظمة ظلت تمارس هيمنتها مسنودة بالنظام العالمي الجديد وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ويقول الاستاذ احمد ابراهيم المحلل السياسي ان ما يدعو للغرابة ان تلك الانظمة التي تهاوت كان قادتها يبيعون ذات البضاعة اللفظية التي تنطلق من لسان اركان النظام مثل د. نافع للناس الا ان ذلك لم يحول دون ان تتحرر شعوب تلك الدول وتنتفض رغم اصوات العذاب التي تنطلق من لسان القيادات ويقول ابراهيم ان الثورات الشعبية في ظل التردي الاقتصادي من المسائل الحتمية ويضرب مثلا بثورة الشعب السوداني في اكتوبر وانتفاضته في ابريل ويبدو ان تصريحات نافع وشتائمه التي سبقت والتي لحقت تريد ان تظهر السودان وكأنه بمنأى عن رياح التغيير عربيا أو افريقيا غير ان تلك التصريحات لنافع يناقضها حتى مسئولين “مشفقين” داخل حزبه ففي وقت سابق من العام الماضي تناولت صحف الخرطوم تصريحات لنائب في المجلس التشريعي يتحدث عن ان السودان ليس بعيدا عن الربيع العربي وقال الدرديرى باب الله خلال التداول فى تقرير المجلس أن السودان ليس بعيدا عن ثورات الربيع العربى باعتبار ان أغلب مواطنى السودان والولاية من الشباب وتابع “يجب على وزارة الشباب والرياضة سد الثغرات باعتبار ان الشباب ثورة ومتى ما وجد الشباب تفجرت الثورات” ويبدو ان الرجل يقراء جيدا مايحدث في المحيط العربي ، تصريحات نافع اثارت الدهشة لدى عدد من المحللين وقال احمد الحاج المحلل السياسي ان نافع ينسى ان نظامه يعاني الكثير من الاشكالات ويمضي الحاج جازما ان السودان يسير على ذات طريق الشعوب العربية بطريقته الخاصة مشيرا الى الوضاع المعيشية ولدت احتجاجات صغيرة في مدن الخرطوم ومن قبل الطلاب يمكن ان تحدث تراكما يؤدي الى إنفجار كبير يساعدها في ذلك ممارسات النظام نفسه اضافة الى الاوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد حيث انخفض سعر الجنيه السوداني نحو 70 في المئة دون السعر الرسمي وبلغ معدل التضخم السنوي 18 في المئة بعد ارتفاع اسعار الأغذية المستوردة، كما تستنزف المعارك ضد الحركات الثورية في أجزاء عدة من البلاد الشاسعة أموال الحكومة ويقول الحاج ان سيناريو قريب مما يحدث الان كان قد حدث إبان عهد الرئيس الاسبق جعفر محمد نميري حيث كان للتضخم وارتفاع الاسعار خاصة في الاغذية الاساسية العامل الحاسم في انتفاضة الشعب في صيف 1985 ويقول الحاج ربما يكون السودان موعودا بصيف “سوداني” ساخن ويقول الحاج ان النظام ذاته يعاني اشكالات داخلية عبرت عنها مذكرات الاسلاميين الشهيرة والمحاولة الانقلابية الاخيرة والتي اقر بها الحزب الحاكم وادت الى اعتقال اركان في النظام مثل صلاح قوش وقائد المحاولة الفريق ود ابراهيم وماذهب اليه احمد الحاج يبدو قريبا من حديث محمد علي جادين الكاتب السياسي المعروف والذي يقول إن السودان مهيأ لربيع عربي ويبرر جادين ذلك بأن للسودان تجارب ضد الانظمة العسكرية الاستبدادية هناك تجربتان في 1964م و1985م ومازال هنالك عدد من الاجيال شارك في تلك التجارب ويمتلك الخبرة الكاملة ، كذلك فان نفس الظروف التي ادت الى اندلاع الثورات في تلك البلدان العربية ضد الاستبداد متوفرة في السودان من الحزب الواحد والنظام الاستبدادي والازمة الاقتصادية بالتالي السودان مهيأ لانتاج ثورة شبيهة بثورات الربيع العربي ولكن لها خصوصيتها السودانية . ويبدو أن “الخصوصية” هي كلمة السر في أي تغيير قادم حيث ان لكل شعب تفرده خصوصيته بل ومواقيته الثورية ربيعا كانت أو صيفا ولن تفلح في هذا الصدد محاولات إخفاء وتجاهل سوء واقع محدد بتناول واقع آخر ونقده . وفي المقابل يبدو ان المعارضة الرسمية لا تمتلك لا الامكانيات ولا الاليات ولا الرؤى الذهنية المناسبة للمجابهة سلطة تعارضها مما جعل كثير من المتابعين يراهنون في اي تغيير قادم على الحركات الشبابية خارج المنظومات الحزبية التقليدية ويرى الناشط احمد الريح ان الكثير من الشباب اصبح لا يعول كثيرا على القوى السياسية التقليدية للمعارضة لذلك لجأ الى منظومات تمثله وتشبه افكاره من كتل سياسية جديدة غير تقليدية . منعطف جديد يمر بالسودان بعد السياسات والقرارات الاقتصادية الاخيرة وتحد يتطلب استجابة من ذات النوع . ولكن من المهم هنا القول هل ستستمر مراهنة “نافع على نافع” على الغرب وعلاقته بحكومة الخرطوم خاصة بعد زيارته الاخيرة للسويد والتي وجد فيها صنوفا من الاذلال ومجابهة شعبية ورسمية عنيفة هناك ضد زيارته ناهيك عن زيارته السابقة الى لندن والتي وجد نفسه غير مرحب بها فيها ام يستمر نافع في تعريضه بالمعارضين وبذل شتائمه.
الخرطوم: علاء الدين محمود
[email][email protected][/email]
– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
علاء الدين محمود.jpg
النظام ساقط ساقط وهو اصلا ميت لا يمد فى اجله سوى تقاعس الشعب عن نصرة شبابه وطلابه اللذين سطروا فى السنتين الماضيات اروع معانى الشجاعة والجراءة والتصدى لالة النظام الفاسدة الباطشة القمعية وهم عزل تماما من كل شىء سوى عدالة مطالبهم!
مدخل خجول “
ماذا اراد نافع بهذا مثلا.؟؟؟؟؟؟
اراد لنا ان نلوك كل اقواله وننسى الاهم وهو متى يزال هذا النظام فكلما قربنا من نقطة النهاية الهانا هذا الدكتور باقوال وافعال نلزكها صحافة ومقالات واحيانا تهكما لتمضي الايام لصالح هؤلاء فكل يوم يمر لصالحهم حيث انهم يريدون الذهاب الي الاخرة وهم ممسكون دفة الحكم فليس من المعقول ان يجابهوا هول ما حدث للقذافي او حسني مبارك او الهارب بن علي يا جماعة قالها شيخنا الوقور ان اغرب ما حدث هو ان صار نافع هذا سياسيا وانا اقول بمليء في ان نافع هذا اراد لنا جميعا الجري وراء تهكماته واغظتنا وابعادنا من منطقة المناطحة فقد ظفر بنا هذا الرجل الا هل هنالك من يبارزه بالجامه واسكاته لا ادعو بالطبع السكوت الابدي فنحن شعب ارقى من ان تصل بنا التصفية لاعدائنا وان كان هذا قد اتخذ هذه الشنيعة ولكننا ندعو قوما بان يترجلوا هذا المهرتق وان كان عالم جينات
الحكومة قسمت الشعب لفئتين الاولى ترفل فى الغنى والبحبوحة والنعيم لا حاجة بها لثورة والثانية رجل يخرج من منزله بالحاج يوسف فى الخامسة صباحا ليصل السوق الشعبى مكان عمله فى السابعة ويعود الى منزله فى السادسة مساءا يحمل مبلغ 30 او 40 جنيها مصاريف البيت وعيال المدرسة ليوم بكرة لايمكنه الخروج فى مظاهرة تبقت فئة الطلاب وما دام مانحن الاباء نتفرج عليهم كانهم يؤدون مسرحية فالحكومة قادرة عليهم
الاتكاءة على بطولات أكتوبر وأبريل لم تعد تجدي فتيلا. لا بد من ابتكار أساليب ووسائل جديدة