الأغنيات السودانية.. التطريب بأصوات أجنبية.. من أديس لأسرائيل

الخرطوم ? منهاج حمدي
لفتت إجادة الأحباش للأغنيات السودانية بصوت موشى بالحنين والشجن مسامع الكثيرين في السنوات الماضية، غير أن تلك الظاهرة تطورت بشكل متسارع وتقاذفتها الدول لتحط الرحال عند الأجانب حيث كسر طيف ليس بالقليل منهم حاجز اللغة العربية واستطاعوا إجادة الأغنيات السودانية بأصوات عربية وبرعوا في تقديمها بشكل رائع وإبداع منقطع النظير.
اللافت للنظر أن بعض الفتيات الأجنبيات استطعن التفاعل مع مكونات الثقافة السودانية وأداء العديد من الأغنيات التي ظلت قاصرة على النطاق المحلي، ولم يعانين مشكلة (غربة اللسان)، حيث نجحت الصينية (جاو) التي تعمل في إحدى شركات البترول بالخرطوم في أداء رائعة فنان الطمبور محمد كرم الله (الطيف) وتواصلت المحاولات بدرجات متفاوتة في النجاح حيث أبدعت الإسرائيلية راشيلا في ترديد أغنية (القمر بضوي) من تراث كردفان و(الزهور والورد) بينما أجادت إحدى الصينيات أغنية (ازيكم) للراحل سيد خليفة وتبعتها فرقة يابانية بتقديم (عزة في هواك)، وأخرى تغنت برائعة حمد الريح (لوعارف عيونك).
نماذج عديدة
ولم يقتصر ترديد الأغنية السودانية على الأجانب فقط بل تعدت ذلك لتمضي تجاه الدول العربية، والتى قد لا تعاني من (غربة اللسان) بقدر صعوبة (السلم الخماسي)، ولكن رغم ذلك برزت نماذج عديدة ومن أبرزها الفنانة السورية زينة افتيموس التي قامت بأداء أغنية (ارض الخير) في دويتو مع الفنان عاصم البنا وعرجت على حقيبة الكاشف مرددة (أسمر جميل)، ومن سوريا إلى العرق حيث أبدعت شذى حسون في أداء أغنية (كدة كدة يا ترلا) على أنغام السيرة، وفي اليمن أبدت الفنانة بلقيس إعجابها بأغاني الدلوكة عبر ترديدها لأغنية (دلعك وذوقك) متمنية زيارة السودان وأداء أغان سودانية خاصة بها، وفي ذات الاتجاه قامت المصرية دينا الوديدي بالغناء على إيقاعات (الدلوكة) مرددة أغنية (يارائع جفيتني وأنا ضائع)، ومن جانب آخر رددت إحدى الماليزيات أغنية (ليل الغريب).
تفاعل كبير
ووجدت هذه الأعمال مشاركات واسعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها الجميع بصورة كثيفة، والمدهش أنه يمكن للمرء أن يسخر ويبتسم في آن واحد وهو يستمع إلى جنسيات أجنبية وهي تغني بلكنات عربية لأعمال معروفة، لكن في الواقع أن تلك الأسماء تثير الإعجاب لأنها تحاول الغناء بلغة غريبة عنها وصعبة أيضا كاللغة العربية بجانب حفظ الكلام والإحساس بالموسيقى وأداء اللحن بطريقة متناغمة.
إحساس الموسيقى
في السياق تحدث لـ (اليوم التالي) الفنان الكبيرعبد القادر سالم عن هذه الظاهرة وقال: هذا مؤشر جيد ويعنى ان الاغنية السودانية في تقدم ووصلت للعالمية، وأن اللحن السوداني جميل ولافت، وبالنسبة (لغربة اللسان) أفاد بأن الموسيقى إحساس قبل أن تكون كلمات مترجمة، وترديدها لدى الأجانب إن دل على شيء إنما يدل على تقدم الموسيقى السودانية لدرجة أنها لفتت مسامعهم خاصة وأنهم ذواقون واختيار الموسيقى لديهم يتم بدقة عالية ناهيك عن ترديدها وتسجيلها في شكل (فيديو كليب)، وهذا بكل تأكيد فخر للسودان

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. حيث أبدعت الإسرائيلية راشيلا في ترديد أغنية (القمر بضوي) من تراث كردفان و(الزهور والورد)اقتباس
    طبعا هنا اهم شيء الاسرائيليات لأنهم الجماعة اصبحوا منا وفينا ولا شنو

  2. كان الزبير ود رحمة يبيع السودانيين للمرحوم طيب الذكر محمد على باشا على حدود قريه فرص الجنوبيه. وكان المرحوم يستخدم من يشتريهم من السودانيين لتقويه جيشه بعد أن تخلى من المماليك. وعندما هداه الله لضم السودان لمصر استخدم هؤلاء السودانيين ففلح. و استفاد كتشنر طيب الله ثراه من نفس الفكره فدانا له كل السودان… وفعل مثله محمد بك الدفتردار و كتشنر رحمهم الله جميعا

  3. أنا شخصيا بحب أسمع الغناء السوداني من الأجانب.
    1-الأصوات بتكون واضحة و قوية عكس معظم الأصوات المحلية.
    2- الكلمات واضحة عكس معظم مطربي السودان إنت لو ما عارف مسبقا كلمات الأغنية أتحداك تفهم المطرب بيقول شنو.
    3-دائما الموسيقي معقولة و متناسقة عكس الجماعة عندنا صوت المطرب في وادي و إزعاج الموسيقي في وادي آخر.
    4-عدم التكرار الكثير في الكوبليه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..