صيف كنانة الساخن جداً … خبايا إلقاء القبض على مدير مصنع كنانة عبدالرؤوف ميرغني

محمد أحمد
تناقلت الأخبار في الأسبوع الماضي خبر إلقاء القبض على مدير مصنع كنانة عبدالرؤوف ميرغني و انتشر هذا الخبر ضمن أخبار محاربة الفساد، لكن حقيقة فإن بالأمر خبايا وزوايا لا تُرى لمن هم خارج الدائرة الضيقة. فالقصة في أولها بدأت بتحقيقات حول معلومات عن تهريب مليون جوال سكر، و اتضح انها مباعة لشركة إماراتية بالعملة الأجنبيه و الذي حول الشكوك لتأخذ شبهة تجارة العملة و لكن كنانة أوضحت عبر حساباتها أن المبالغ تم دفعها لتغطية ديون قديمة و للبدء في الاستعدادات للموسم من شراء لآليات وقطع غيار و هي مبالغ كانت الشركة تحتاج لتغطية العجز فيها عبر بنك السودان الذي لم يلتزم بذلك، ما دفع الشركة لبيع جزء من السكر لتغطية ذلك العجز.
يمكن أن يكون في الأمر خطأ إداري و لكنه خارج دائرة الفساد المعروفة و الواضحة و البينة كقرص الشمس في صيف هذه الأيام والذي تقف عنده حد بصر و بصيرة من يتنادون بملف الفساد.
ولنقرأ النقاط التالية لكي نحصل علي صورة أوضح عن ما يجري في هذه القضية
1. مدير كنانة عبدالرؤوف ميرغني لم يأتِ للوظيفة بتعيين سياسي إنما بمنافسة مفتوحة لأول مرة في تاريخ الشركة
2. النقطة أعلاه جعلت الكثيرين من أصحاب المصالح و الطامحين يَرَوْن في الرجل عدواً لأغراضهم المختلفة.
3. تعامل الرجل بمهنية عالية في إدارة الشركه فأطاح بكل المتنفذين عبر علاقات القربى و على رأسهم مدير الشركة الهندسية ملهم محمد الحسن الذي تربع علي رأسها لأكثر من عشر سنوات قضى نصفها في مقاعد الطائرات بالدرجة الأولى في رحلات وهمية و الذي انتهى به المطاف للإقامة في دبي تقريباً علي حساب الشركة.
4. تمت الإطاحة بهذا المدير بعد ان تقدم باستقالة للضغط علي مدير كنانة عبدالرؤوف الذي قبلها فوراً.
5. نفس هذا الشخص هو الذي كتبت عنه الصحف قبل عدة سنوات و عن امتلاكه مع ابن خالته لشركة كمبيوتر تم تحويل أغلب أعمال الكمبيوتر الخاصة بالشركة الهندسية و بعض أعمال كنانة و النيل الأبيض لمصلحتيهما.
6. ابن خالة مدير الشركة الهندسية هذا هو أحد أكبر المتنفذين في كنانة خلال العشرين سنة الأخيرة وهو من أحضره و رفعه بسرعة الصاروخ و الذي كانت نتائجه فشل ذريع للشركة الهندسية
7. الاثنان مدعومان من صديقهم محمد المرضي المدير العام السابق لكنانة و الذي تم تقريباً طرده بواسطة الحكومة بعد أن تكالب عليه أصدقاء الأمس أعداء اليوم ( طه و المتعافي ) و الذي أصبح يناطحهم جهاراً نهاراً معتمداً على دعوماته لمنظمه سند و محاولاته الكثيرة لخلق علاقة خاصة بعمر البشير و عمل استراحات كنانة في النيل الأبيض كمنتجع خاص على مدار العام لراحة الرئيس مع تمديد علاقات مع علي عثمان و بكري لاحقاً
8. قدرة طه و المتعافي التنظيمية غلبت العلاقات الخاصة و تم توصيل المعلومة الحقيقية لعمر البشير وكان أهمها أن كنانة تخسر و تتم تغطية الأرقام بسكر الوارد وأن مشروع النيل الأبيض الذي تديرة كنانة يفشل وأن التحالف بين الثلاثة ( مدير كنانة و مدير النيل الابيض حسن ساتي و إبن خالته مدير الشركه الهندسية ملهم) و الذي أنتج ما يعرف بخطة السكر الكبرى و التي تم عرضها و إجازتها في اجتماع مجلس وزراء بمصنع سكر كنانة. وقد تم قطع وعد للدولة بانتاج ٦ مليون طن سكر في عام ٢٠٣٠ وهذا لا يعدو أن يكون بالونة تم إطلاقها بمعلومات لا تتعدى أمزجة صانعيها حتى لا ترفع الدولة أعينها لتتابع تواصل الفشل على الارض.
9. قاصمه ظهر الثالوث كانت خيبة الأمل الكبرى في إلغاء افتتاح سكر النيل الأبيض في ٢٠١٢ و الذي كان خبراً عالمياً فهناك ٥١ وزير مالية و محافظ بنك مركزي إسلامي كانوا مجتمعين في الخرطوم في اجتماعاتهم كدول عالم إسلامي و كانت الخرطوم تتبختر بإنجازها و الذي تحطم باستقاله وزير الصناعه وقتها عبدالوهاب محمد عثمان و التي رفضها الرئيس و أعلن تكوين لجنة برئاسة ابراهيم احمد عمر و التي وصل تقريرها لمكاتب كنانة قبل أن يخرج منها و تم التأكد من أن ما تم كشفه لهم لم يوصلهم إلا إلى حلقة مفرغة فخرج التقرير هزيلاً.
10. بعدها بعام حزمت حكومة السودان أمرها و قررت الإطاحة بمدير الشركة بعد معركة قوية بينها وبين الشركاء العرب الذين كان يعتبرهم مدير كنانة السابق درعه القوي و لكن الدوله تعنتت و طردته شر طردة
11. في مارس الماضي تم إعفاء آخر ضلع للثالوث من منصبه كمدير للنيل الأبيض والذي تشارك به بنسبة كبيرة كنانة و كانت تديره عبر هذا المدير
نعود للمعتقل وعلاقته بهذه القصة
1. كثير من الأذرع الفاسدة داخل كنانة المرتبطة بعلاقات قربى مباشرة بهذا الثالوث تم فصلها أو إجبارها على الاستقالة أو عدم التجديد لها بعد وصولها سن المعاش
2. هناك علاقة تاريخية بين مدير كنانة المطرود وصلاح قوش وخدمات شخصية متبادلة أهمها تعيين شقيق مدير إداري لكنانة متخطين كل الأكفاء و الخبرات و حملة الشهادات العليا
3. و الذي حوّل كنانة و مكاتبها الإدارية إلى ضيعة صغيرة لكل ما له علاقة بقوش مثل العربات المخزنة من أفضل الماركات لصالح قوش، والتغيّب عن الحضور كما يشاء، مع تفريغه لعربات خاصة للمنزل و للأولاد و لشخصه و هو ما حاربته إدارة كنانة الجديدة
4. بعد طردهم الاثنين كانت دبي قبلتهما للبزنس مدير كنانة و مدير الشركة الهندسية.
5. الآن تتحدث المدينة أن قوش قام بعمل لقاء بين المطرود محمد المرضي والبشير و الإشاعات تتحدث عن حديث لعودة المرضي لكنانة، وأن التعنت في قصة المدير الجديد هو لتكون استقالته صك براءته وليكون الطريق سالكاً لعودة الثالوث القديم
6. وكما يقولون نرتقب الأحداث فبعد عودة قوش يمكن لأي أحد أن يحلم بالعودة
7. هل سوف يصمت المتعافي وأعداء المدير المطرود إذا عاد الثالوث الفاشل؟ و إذا عاد، هل ستتم الإطاحة بمدير النيل الأبيض رجل النظام؟
9. و هل سوف تعود الشركة الهندسية إلى فشلها المتتابع منذ عشر سنين؟
10. أم أن لعبة كراسي سوف تتم حتى تتغير الصورة ظاهرياً؟
هذا ما ستنبئنا به الأيام..
ملهم معتوه و مصاب بلوثه عقليه منز هروبه من الولايات المتحده بعد تورطه في قضايه لها علاقه بالتطرف الديني. لقي مسانده من الن خالته حسن ساتي و عاث فسادا بشركه كنانه الهندسيه. مدير كنانه الجديد نجح في ازاحه الطاغوط ملهم غير ما سوف عليه. قصه ملهم لم ولن تنتهي بعد و تلك هي فقط البدايه
أمحمد احمد
سكر النيل الأبيض..ومر فساد المؤلفة قلوبهم من تجار السياسية!!
عبد الغفار المهدى
[email protected]
أنشغل الجميع باستقالة وزير الصناعة التى رفضها الرئيس بسبب تأجيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض والحرج البالغ الذى وقع فيه السودان امام المساهمين من وزراء التجارة العرب،والذين أبدوا أستيائهم من هذا الأمر،خصوصا وأن سمعة المسئوليين السودانيين أصبحت فى الحضيض من قبل الكثير من المستثمرين وهم يطلبون العمولات حتى اذا كلفهم ذلك خسارة كفأءة المشروع،فالأهم عندهم هو المصلحة الشخصية قبل كل شىء خصوصا وأن معظمهم أتى الى موقعه من خلال الموالاة،أو بيع المواقف ،وما قصة سد مروى ببعيدة عن الأذهان ،وما قصص الفساد التى تتابع كالمسلسلات التركية فى ظل هذا النظام أنقطعت حلقاتها حتى الآن ..بل تتابع فى شكل أجزاء..
الأستاذ فتحى الضؤ أشار فى كتابه الرائع الخندق عن قصة الشيك أبو (250) ألف دولار الذى قبضه (السمانى الوسيلة) فى الظلام..ولكن قصة هذا الشيك هو عمولة تلقاها خصوصا أن الرجل من المؤلفة قلوبهم (لماعون الانقاذ (البالع) وليس الجامع كما يرددون) وكان ذلك ابان تولى صديقه (جلال الدقير) لوزارة الصناعة..ومعلوم أن هؤلاء الذين كانوا يتحدثون بأسم الشعب السودانى جلبتهم الانقاذ وكل بسعره..
ولمن أراد أن يتأكد من المعلومات التى سنوردها فى هذا المقال ما عليه الا الرجوع الى محاضر اجتماعات مجلس ادارة شركة سكر كنانة..
فمعلوم أن اللجنة الفنية أوصت أن مصنع النيل الأبيض لابد أن يكون صورة طبق الأصل من مصنع سكر كنانة الذى يعمل منذ العام 19978م وحتى الآن وذلك لسهولة الادارة والصيانة،وكان ذلك بفضل الرجل العظيم (الدكتور خليل عثمان) فى عهد نميرى والذى أحضر شركة (نشو أيوا) اليابانية وهى تقع ضمن منظومة أكبر سبعة شركات يابانية تعمل فى هذا المجال وسميت (بالسبعة أخوات) وكان الدكتور خليل صديقا لرئيس مجلس ادارتها..وبما أن هذه الشركة تعتبر صاحبة وجعة وهى عضو مجلس ادارة فى شركة كنانة وتمتلك من 5الى 7% من الأسهم،وقامت بالتمويل ،فكان طبعيا أن يكون لها دور فى النيل الأبيض..
لكن الشركات التى تم التعاقد معها وهى (أسجيك) و(أوتام) الهنديتيين سبق وأن فشلتا فى مشروع سكر عسلاية وشرق حلفا،وأحضروا معدات فاشلة،لكن ربما أن شيك الظلام الذى ذكره الأستاذ فتحى الضؤ فى كتابه استبان نوره الآن..
ومعلوم أن الفترة التى تم اعلان الافتتاح فيها وهى فى أول أبريل يقل العصير فى القصب وما اعلان هذا الأفتتاح الا أستعراض لوزراء التجارة العرب وربما للحصول على أكبر قدر من العمولات وحسب حديث الخبراء فان المصنع حتى نوفمبر لايمكن أن يعمل خصوصا وأن (القلايات) لازالت مبعثرة فى الخلاء وهى من اختصاص أسجيك الهندية اما الشركة الفرنسية فاختصاصها هو ما يعرف (بالعصر)،وحسب حديث بعض المصادر فان الكثير من المكن لم يركب حتى الآن،وربما تم ابعاد (تاكوما) الياباينة المتخصصة فى القلايات لعدم توصل الأخوة (المسعورين) لطريقة (كدة) معها فاتجهوا للأخوة الهنود وطلعوا الشعب هندى بقصة السوفت وير والتى كان يمكن الأستعاضة عنها بكبرىولن تكون السابق الأولى فقبل ذلك حدثت فى كنانة لكن أنذاك كان هناك رجال يسعون لجعل السودان سلة غذاء العالم بحق وحقيقية..وليس أمثال هؤلاء اللصوص الذين الفاسدين الذين حولوا السودان لدولة تبحث عن المعونات والأعانات ..ويتموا البلد بأكملها فالسودان فى هذا الشهر يستحق أن يكون نموذج لليتيم فى العالم طالى ما بقى فيه أمثال هؤلاء الذين لايضيرهم خراب مشاريعه وأحلام شعبه ما داموا يقبضون عمولاتهم نظير عمالتهم..
ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم
الفساد باسم الدين فى مصنع سكر النيل الأبيض !
عثمان ميرغنى
أمس غضب بعض القراء من تأجيل نشر هذا التحقيق.. ومعذورون في غضبهم .. فهم لا يغضبهم التأجيل بقدر خوفهم من (الأقدار) التي تقفز وتحيل بينهم وما يتمنون معرفته من معلومات.. لكن كل الحكاية أني جمعت معلوماتي من كل الأطراف.. خاصة العالمين ببواطن الأمور .. كلهم بالطبع يرفضون فكرة الإشارة إليهم بالاسم خوف العواقب الوخيمة .. لكني من باب التسهيل على القارئ الكريم.. أقول وبكل اختصار.. تصور أي اسم له علاقة بهذه القضية .. من أعلى درجة إلى أدنى درجة.. كلهم التقيتهم.. بلا استثناء.. حتى بعض عمال المصنع تكرموا وساهموا بمعلومات (شهادة عيان) كانت مهمة للغاية.. أمس الأول وحتى آخر لحظة قبل الدفع بالصحيفة للمطبعة كان التحقيق معداً وجاهزاً للنشر.. وفي اللحظات الأخيرة.. ظهرت مصادر معلومات جديدة من بعض الذي أبدوا رغبة في الإفصاح عن المعلومات التي لديهم.. رأيت أن التأجيل ليوم واحد لا يفسد للودّ? ودّ القارئ- قضية.. فالمطلوب الحقيقة.. ولو تأخرت (24) ساعة.. واضطررت أمس للسفر منذ الصباح الباكر إلى موقع مشروع سكر النيل الأبيض وأمضيت اليوم كله ثم عدت ليلاً لإضافة المعلومات التي تفضل البعض بإضافتها.. التقيت بعدد من المهندسين في كل الأقسام ثم بعض القيادات الإدارية وعلى رأسها المدير العام السيد حسن ساتي.. ومنذ نشرنا الترويج لهذه القضية وجدت نفسي داخل عاصفة هائجة يتطاير شرر برقها ودوي رعدها.. لا أعلم ما المشكلة.. فما نجمعه من معلومات ونصل إليه في تحقيقاتنا هو كله للنشر.. ليس فيه حرف واحد لـ(التخزين) .. كله في الهواء الطلق. إذن ماهي وأين المشكلة.. لماذا فتحت أبراج المدفعية لتمطر تهديدات ووعيد. طفرت للسطح قضية مصنع سكر النيل الأبيض عندما بوغت الشعب باستقالة مسببة من وزير الصناعة المهندس عبد الوهاب عثمان.. كشف في بيان صحفي أنه يرفع الحرج عن الدولة والشعب بسبب تعطل افتتتاح المصنع رغم الإعلان عنه.. بسبب الفشل في الحصول على البرمجيات (Software) اللازمة لتشغيل بعض أجزاء المصنع نتيجة المقاعة الأمريكية.. وكان من الممكن أن يصبح حدث (الاستقالة) في ذاته (أجمل) من حدث (الافتتاح) لولا أن الحكومة يعز عليها مثل هذا المسلك فسارعت لإطفائه كما يطفأ الحريق.. لم يكن أحد يذكر مشروع سكر النيل الأبيض . لا بخير ولا بشر حتى عندما طفق الإعلام الحكومي الرسمي يردد ? وقبل أسبوع كامل ? خبر الافتتاح المجيد .. لكن الأمر كله انفجر دفعة واحدة بفضل (غضبة) وزير الصناعة.. هل غضب الوزير بكل هذا العنفوان لمجرد قطعة (Software) اكشف أنها منسية .. وبسبب سيتعل الافتتاح لبضعة أيام .. كما جاء في بيان إدارة الصنع التي طالبت الضيوف بالاحتفاظ ببطاقات الدعوة.. ساذج من يظن ذلك.. أين الحقيقة إذن؟؟ الحقيقة.. وأقرؤها لكم من السطر الأخير قبل أن أغوص في التفاصيل.. الحقيقة أن المصالح الخاصة أكثر قوة ورسوخاً من المصلحة العامة.. مشروع سكر النيل الأبيض فاقت تكلفته حتى الآن (1.2) مليار دولار.. شراكة بين عدة جهات أغلبها سودانية .. من بينها أموال المعاشيين في الصندوقين.. صندوق المعاشات وصندوق الضمان الاجتماعي.. والمساهم الأكبر شركة سكر كنانة التي تملك 30%. بكل بساطة هذا المشروع هو رقم (6) منذ بدأت صناعة السكر في السودان، التي فاق عمرها الآن (55) عاماً.. لا يمكن لعاقل راشد أن يصدق بعد كل هذه الخبرة السودانية والعمر المديد في صناعة السكر. أن يبدأ هذا المشروع كما لو كان الأول.. تتخبطه المعضلات من كل جانب.. للدرجة التي يحدد يوم الافتتاح وتنصب السرادق ومنصات الاحتفال.. ويتعاقد مع موردي المطايب والفنانين.. ثم يكتشف بكل بساطة أن البرمجيات غير متوفرة وأن المعدات لن تعمل بغيرها.. يصبح السؤال المنطقي المباشر.. أين المقاول.. وأين الاستشاري.. وأين الإدارة؟ مثلث من ثلاثة أضلاع هو الذي يشرف على تنفيذ مشروع سكر النيل الأبيض.. المالك.. وهم مجموعة الشركاء و يمثلهم مجلس الادارة.. والاستشاري.. وهي شركة كنانة الهندسية.. والمقاول وهي شركة هندية اسمها اوتام Uttam. الأب الروحي الذي بدأت معه عمليات تنفيذ المشروع هو وزير الصناعة الأسبق د. جلال الدقير.. طبيعي جداً في أي مشروع مثل هذا أن يكون المالك هو الآمر الناهي صاحب القرار النهائي.. ويمثل مصالحه الاستشاري الذي عليه التيقين من مواصفات ودقة عمليات التنفيذ في كل مراحلها.. ويبقى الدور الأخير في يد المقاول الذي يظل تحت الضغط (لم أقل تحت الحذاء) إلى أن يكمل ويسلم المشروع.. لكن الوضع في مشروع النيل الأبيض كان غريباً عجيباً.. بل مقلوباً رأساً على عقب.. المقاول .. وهو الشركة الهندية اوتام.. السيد الأمر الناهي.. أقرب إلى درجة (مالك).. متخطياً بمسافة بعيدة الاستشاري.. وفارضاً شروطه بل ومتجاهلاً في كثير من الأحيان الأضلاع الأخرى من المثلث. من الذي أتى بشركة أوتام الهندية لتحتل هذا المقام الرفيع… وتتولى دور المقاول الوحيد الأوحد.. أسألوا د. جلال الدقير.. والسيد السماني الوسيلة.. من الذي أوحى لشركة اوتام الهندية أنها فوق الجميع..؟؟ هذا المقاول- وهو سبب الكارثة التي حدثت قبيل يوم الافتتاح- أول مرة في تاريخه يمارس مثل هذا العمل.. يتسلم مثل هذا المشروع العملاق.. بكل ما فيه من تعقيدات.. ويعمل بمبدأ (تعلموا الحلاقة في روؤس اليتامى).. وهل هناك أكثر يتماً من الشعب السوداني الذي في كل يوم يت… على كارثة فلا يرى إلا دخان لجان التحقيق التي تحقق.. وتحقق.. وتحقق.. ثم تأتي قضية أخرى فتبدأ تحقيق جديد.. تصوروا.. كل الذين جلست معهم.. من كبار المسؤولين (أحجب أسماءهم بناء على وعد شرف ألاّ أشير إليهم) كانوا يؤكدون أن (أوتام) صاحبة خبرة في المجال .. إلا المقاول الذي وضعنا في سلته كل بيضنا الثمين فهو يعترف و(بعضمة) لسانه أن مشروع سكر النيل الأبيض هو أول مشروع كامل ينفذه.. صحيح قد تكون له خبرة بتركيب بوابة حراسة في مشروع آخر.. أو كافتريا في مشروع ثالث.. لكن مشروع كامل كهذا!! القدر السعيد ساق لهذه الشركة رزقها في السودان.. ومن هنا بدأت الكارثة.. كل مصانع السكر السابقة بما فيها سكر كنانة نفسه نفذتها شركات ألمانية وفرنسية.. إلا سكر النيل الأبيض بكل تمويله الباهظ.. سلمناه طوعاً واختياراً لشركة عديمة الخبرة .. لأول مرة تتعاقد على مثل هذا المشروع.. لماذا .. يجب أن يجيب على السؤال رئيس مجلس الإدارة السابق. لم تنته الكارثة عند هذا.. المقاول الهندي بكل خبرته الفطيرة.. صار (المالك) للمشروع.. أقصد يعمل بسلطة (مالك) للمشروع.. بينما انزوى تماماً الاستشاري السوداني الذي وجد نفسه أقرب إلى المراقب المحايد.. ولسان حاله يقول (هي راضية وابوها راضي.. أيش دخلك يا قاضي).. الاستشاري هو شركة كنانة الهندسية المعروفة اختصار بـ(كيتس).. مديرها العام هو السيد ملهم الطيب .. وقد لا يعيب من وضعه أنه ابن خالة السيد حسن ساتي مدير مشروع سكر النيل الأبيض.. إلا من زاوية واحدة.. أن هذه القرابة قد تتسب في (قفل الحلقة) في دائرة أسرية تمنع الشفافية.. وتصبح المعلومات بينهما في خانة (عائلي). ما الذي حدث بالضبط؟؟ واحدة من أهم مراحل المصنع هو الطواحين التي تسحق قصب السكر لاستخراج عصيره.. حسب الرواية الرسمية أن الشركة الموردة لهذه الطواحين بيعت لشركة أمريكية.. فأصبحت البضاعة تحت رحمة قانون المقاطعة الاقتصادية الأمريكية للسودان.. فوصلت إلى المصنع الطواحين.. لكن البرمجيات التي تشغلها لم تصل.. بالله عليكم هل صدقتم الرواية؟؟ احترامي لعقل القارئ يفرض الإجابة بـ(لا) النافية. تفاصيل القصة كما تقول بها الرواية الرسمية التي قيلت لي أكثر من مرة من أكثر من مسؤول رفيع.. المقاول الهندي استجلب الطواحين في شهر أغسطس من العام الماضي 2011.. بعدها بشهر في سبتمبر اشترت شركة أمريكية الشركة الاسكتلندية صاحبة الطواحين.. أعلنت الشركة الأمريكية التزامها بتطبيق المقاطعة الأمريكية.. ويمر شهر أكتوبر.. ونوفمبر.. وديسمبر.. ويناير .. ثم فبراير .. ومارس.. وفجأة في أخر ثلاثة أيام من مارس.. يكشف المقاول الهندي السر.. ويخبر ادارة سكر النيل الأبيض أن المقاطعة الأمريكية ستحرم المصنع من البرمجيات اللازمة لتشغيل الطواحين (التي وصلت منذ أكثر من ثمانية أشهر كاملة). كيف لم يعلم الاستشاري السوداني بأن الأليات التي استلموها لم تكن مزودة بالبرمجيات.. كيف لم يتأكد الاستشاري السوداني من وجود البرمجيات عند لحظة شحن المعدات؟؟ لماذا لم يخبر المقاول الهندي نظيره السوداني بأن البرمجيات لم تستلم؟ وأانها وقعت في كمين المقاطعة الأمريكية؟ صدقوني كل هذه الأسئلة سألتها لكل المسوؤلين.. كلهم طأطأوا الروؤس وسكتوا.. والسكوت علامة الرضاء بأن الأمر سببه (فساد الأمكنة). فالمقاول محصن من المساؤلة.. والمقاول ليس مجرد مقاول.. هو أقرب لسلطة مالك.. هل المشكلة في الطواحين ..بعبارة أخرى.. هل إذا حلت مشكلة (Software) تحل المشكلة كلها . طبعاً لا..!! رغم أنف الشرح الذي تفضل به بعض قيادات المصع عند زيارتي أمس للمصنع.. إلا أن غيرهم الذين خافوا على أنفسهم من الحديث مباشرة معي خلالا لزيارة تفضلوا واتصلوا بي وأبلغوني ما كنت أصلاً متيقنين منه. أن الوحدة المعالجة Process House هي الأخرى ليست جاهزة.. كيف إذن كان الرئيس سيفتتح المشروع.. الإجابة سهلة.. السكر موجود جاهز. ومعباْ في جولات مكتوب عليها (سكر النيل الأبيض).. لكن للدقة ليس مكتوباً على الجوال عبارة (صنع في مصنع سكر كنانة)..!! لا الطواحين جاهزة.. ولا وحدة المعالجة جاهزة.. وحده الذي هو جاهز (صيوان الفرح) بافتتاح مصنع لم يكتمل بعد.. !! المدير العام أطاح بمدير المصنع.. والوزير قدم استقالته.. والمشكلة قائمة.. تماماً مثل السؤال الخطير المفجع.. من الذي أتى بالمقاول الهندي..!! ولماذا ؟؟ نواصل غداً .. بإذن الله..!!
فساد شركة سكر النيل الأبيض:
بقلم علي الريح السنهوري
الكثير من المعلومات و الحقائق ظلت غائبة و مخفية عن الإعلام منذ أنشاء شركة سكر النيل الأبيض، أذ بدأت العديد من الأسرار تتسرب الى الصحافة، كاشفةً العديد من التجاوزات المالية الفادحة التي أظهرت فساداً يخفي سرقات بمبالغ طائلة تقوم بها مجموعة من الطفيليين و الرأسمالية التي تنتسب الي بعضها البعض بصلات قربي و نسب. تلك المجموعة تدير شبكة من الشركات تحت عناوين مختلفة. و قد نشرت الصحف اليومية خبراً يفيد أن تأجيل إفتتاح المصنع يعود إلى فساد كبير لم تستطيع السلطات المعنية كشف تفاصيله الكاملة.
أن أنتشار خبر تفشي الفساد في مشروع سكر النيل الأبيض، هز الرأي العام السوداني و على نحو خاص سكان ولاية النيل البيض الذين كانوا ياملون الكثير من المشروع، سواء لتنمية المنطقة أو لإيجاد فرص عمل لابناء و بنات المنطقة.
تتساءل الهدف إلى ماذا ستفضي لجان تقصي الحقائق حول الفساد في مشروع سكر النيل الأبيض، و إلى متى تتكون اللجان و تغيب ذكراها الى الابد منذ اليوم الثاني لتكوينها؟
و ماذا تفيد أستقالة وزير الصناعة الهمام، الذي تقدم بأستقالته حين وجد نفسه يدير وزارة لا يستطيع حتى أن ينظر في ملفلتها الداخلية، ماذا تفيد استقالته لطالما أن اللصوص و المفسدين لن يستقيلوا و لن تطالهم ايادي العدالة؟
الجدير ذكره، أن المدير العام للشركة حسن ساتي،و السيد ملهم الطيب و طارق ساتي ، كلهم اقرباء ، يديرون شبكة من المؤسسات الإقتصادية المرتبطة بالدولة، و التي لا تخضع لأي شروط و لا محاسبة أدارية أو قانونية، و من بين المؤسسات التي تديرها تلك المجموعة الفاسدة، بجانب شركة سكر النيل الأبيض، شركة فيشن للخدمات و التي تقدم خدمات متعددة للعديد من الدوائر الحكومية ، من بينها وزارة الطاقة و ميئة الكهرباء و بنك النيلين و غيرها.
و قد حظرت السلطات الأمنية النشر في قضية تأجيل إفتتاح مصنع سكر النيل الأبيض على اعتبار أن الأمر أصبح أمام لجنة تحقيق قد يضر النشر بمسارات عملها، وكانت الصحف قد بدأت أمس في نشر تحقيق فى حلقات لكشف الغموض الذي اكتنف تأجيل الافتتاح الذي أفضى إلى تقديم وزير الصناعة لاستقالته.
ملهم معتوه و مصاب بلوثه عقليه منز هروبه من الولايات المتحده بعد تورطه في قضايه لها علاقه بالتطرف الديني. لقي مسانده من الن خالته حسن ساتي و عاث فسادا بشركه كنانه الهندسيه. مدير كنانه الجديد نجح في ازاحه الطاغوط ملهم غير ما سوف عليه. قصه ملهم لم ولن تنتهي بعد و تلك هي فقط البدايه
أمحمد احمد
سكر النيل الأبيض..ومر فساد المؤلفة قلوبهم من تجار السياسية!!
عبد الغفار المهدى
[email protected]
أنشغل الجميع باستقالة وزير الصناعة التى رفضها الرئيس بسبب تأجيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض والحرج البالغ الذى وقع فيه السودان امام المساهمين من وزراء التجارة العرب،والذين أبدوا أستيائهم من هذا الأمر،خصوصا وأن سمعة المسئوليين السودانيين أصبحت فى الحضيض من قبل الكثير من المستثمرين وهم يطلبون العمولات حتى اذا كلفهم ذلك خسارة كفأءة المشروع،فالأهم عندهم هو المصلحة الشخصية قبل كل شىء خصوصا وأن معظمهم أتى الى موقعه من خلال الموالاة،أو بيع المواقف ،وما قصة سد مروى ببعيدة عن الأذهان ،وما قصص الفساد التى تتابع كالمسلسلات التركية فى ظل هذا النظام أنقطعت حلقاتها حتى الآن ..بل تتابع فى شكل أجزاء..
الأستاذ فتحى الضؤ أشار فى كتابه الرائع الخندق عن قصة الشيك أبو (250) ألف دولار الذى قبضه (السمانى الوسيلة) فى الظلام..ولكن قصة هذا الشيك هو عمولة تلقاها خصوصا أن الرجل من المؤلفة قلوبهم (لماعون الانقاذ (البالع) وليس الجامع كما يرددون) وكان ذلك ابان تولى صديقه (جلال الدقير) لوزارة الصناعة..ومعلوم أن هؤلاء الذين كانوا يتحدثون بأسم الشعب السودانى جلبتهم الانقاذ وكل بسعره..
ولمن أراد أن يتأكد من المعلومات التى سنوردها فى هذا المقال ما عليه الا الرجوع الى محاضر اجتماعات مجلس ادارة شركة سكر كنانة..
فمعلوم أن اللجنة الفنية أوصت أن مصنع النيل الأبيض لابد أن يكون صورة طبق الأصل من مصنع سكر كنانة الذى يعمل منذ العام 19978م وحتى الآن وذلك لسهولة الادارة والصيانة،وكان ذلك بفضل الرجل العظيم (الدكتور خليل عثمان) فى عهد نميرى والذى أحضر شركة (نشو أيوا) اليابانية وهى تقع ضمن منظومة أكبر سبعة شركات يابانية تعمل فى هذا المجال وسميت (بالسبعة أخوات) وكان الدكتور خليل صديقا لرئيس مجلس ادارتها..وبما أن هذه الشركة تعتبر صاحبة وجعة وهى عضو مجلس ادارة فى شركة كنانة وتمتلك من 5الى 7% من الأسهم،وقامت بالتمويل ،فكان طبعيا أن يكون لها دور فى النيل الأبيض..
لكن الشركات التى تم التعاقد معها وهى (أسجيك) و(أوتام) الهنديتيين سبق وأن فشلتا فى مشروع سكر عسلاية وشرق حلفا،وأحضروا معدات فاشلة،لكن ربما أن شيك الظلام الذى ذكره الأستاذ فتحى الضؤ فى كتابه استبان نوره الآن..
ومعلوم أن الفترة التى تم اعلان الافتتاح فيها وهى فى أول أبريل يقل العصير فى القصب وما اعلان هذا الأفتتاح الا أستعراض لوزراء التجارة العرب وربما للحصول على أكبر قدر من العمولات وحسب حديث الخبراء فان المصنع حتى نوفمبر لايمكن أن يعمل خصوصا وأن (القلايات) لازالت مبعثرة فى الخلاء وهى من اختصاص أسجيك الهندية اما الشركة الفرنسية فاختصاصها هو ما يعرف (بالعصر)،وحسب حديث بعض المصادر فان الكثير من المكن لم يركب حتى الآن،وربما تم ابعاد (تاكوما) الياباينة المتخصصة فى القلايات لعدم توصل الأخوة (المسعورين) لطريقة (كدة) معها فاتجهوا للأخوة الهنود وطلعوا الشعب هندى بقصة السوفت وير والتى كان يمكن الأستعاضة عنها بكبرىولن تكون السابق الأولى فقبل ذلك حدثت فى كنانة لكن أنذاك كان هناك رجال يسعون لجعل السودان سلة غذاء العالم بحق وحقيقية..وليس أمثال هؤلاء اللصوص الذين الفاسدين الذين حولوا السودان لدولة تبحث عن المعونات والأعانات ..ويتموا البلد بأكملها فالسودان فى هذا الشهر يستحق أن يكون نموذج لليتيم فى العالم طالى ما بقى فيه أمثال هؤلاء الذين لايضيرهم خراب مشاريعه وأحلام شعبه ما داموا يقبضون عمولاتهم نظير عمالتهم..
ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم
الفساد باسم الدين فى مصنع سكر النيل الأبيض !
عثمان ميرغنى
أمس غضب بعض القراء من تأجيل نشر هذا التحقيق.. ومعذورون في غضبهم .. فهم لا يغضبهم التأجيل بقدر خوفهم من (الأقدار) التي تقفز وتحيل بينهم وما يتمنون معرفته من معلومات.. لكن كل الحكاية أني جمعت معلوماتي من كل الأطراف.. خاصة العالمين ببواطن الأمور .. كلهم بالطبع يرفضون فكرة الإشارة إليهم بالاسم خوف العواقب الوخيمة .. لكني من باب التسهيل على القارئ الكريم.. أقول وبكل اختصار.. تصور أي اسم له علاقة بهذه القضية .. من أعلى درجة إلى أدنى درجة.. كلهم التقيتهم.. بلا استثناء.. حتى بعض عمال المصنع تكرموا وساهموا بمعلومات (شهادة عيان) كانت مهمة للغاية.. أمس الأول وحتى آخر لحظة قبل الدفع بالصحيفة للمطبعة كان التحقيق معداً وجاهزاً للنشر.. وفي اللحظات الأخيرة.. ظهرت مصادر معلومات جديدة من بعض الذي أبدوا رغبة في الإفصاح عن المعلومات التي لديهم.. رأيت أن التأجيل ليوم واحد لا يفسد للودّ? ودّ القارئ- قضية.. فالمطلوب الحقيقة.. ولو تأخرت (24) ساعة.. واضطررت أمس للسفر منذ الصباح الباكر إلى موقع مشروع سكر النيل الأبيض وأمضيت اليوم كله ثم عدت ليلاً لإضافة المعلومات التي تفضل البعض بإضافتها.. التقيت بعدد من المهندسين في كل الأقسام ثم بعض القيادات الإدارية وعلى رأسها المدير العام السيد حسن ساتي.. ومنذ نشرنا الترويج لهذه القضية وجدت نفسي داخل عاصفة هائجة يتطاير شرر برقها ودوي رعدها.. لا أعلم ما المشكلة.. فما نجمعه من معلومات ونصل إليه في تحقيقاتنا هو كله للنشر.. ليس فيه حرف واحد لـ(التخزين) .. كله في الهواء الطلق. إذن ماهي وأين المشكلة.. لماذا فتحت أبراج المدفعية لتمطر تهديدات ووعيد. طفرت للسطح قضية مصنع سكر النيل الأبيض عندما بوغت الشعب باستقالة مسببة من وزير الصناعة المهندس عبد الوهاب عثمان.. كشف في بيان صحفي أنه يرفع الحرج عن الدولة والشعب بسبب تعطل افتتتاح المصنع رغم الإعلان عنه.. بسبب الفشل في الحصول على البرمجيات (Software) اللازمة لتشغيل بعض أجزاء المصنع نتيجة المقاعة الأمريكية.. وكان من الممكن أن يصبح حدث (الاستقالة) في ذاته (أجمل) من حدث (الافتتاح) لولا أن الحكومة يعز عليها مثل هذا المسلك فسارعت لإطفائه كما يطفأ الحريق.. لم يكن أحد يذكر مشروع سكر النيل الأبيض . لا بخير ولا بشر حتى عندما طفق الإعلام الحكومي الرسمي يردد ? وقبل أسبوع كامل ? خبر الافتتاح المجيد .. لكن الأمر كله انفجر دفعة واحدة بفضل (غضبة) وزير الصناعة.. هل غضب الوزير بكل هذا العنفوان لمجرد قطعة (Software) اكشف أنها منسية .. وبسبب سيتعل الافتتاح لبضعة أيام .. كما جاء في بيان إدارة الصنع التي طالبت الضيوف بالاحتفاظ ببطاقات الدعوة.. ساذج من يظن ذلك.. أين الحقيقة إذن؟؟ الحقيقة.. وأقرؤها لكم من السطر الأخير قبل أن أغوص في التفاصيل.. الحقيقة أن المصالح الخاصة أكثر قوة ورسوخاً من المصلحة العامة.. مشروع سكر النيل الأبيض فاقت تكلفته حتى الآن (1.2) مليار دولار.. شراكة بين عدة جهات أغلبها سودانية .. من بينها أموال المعاشيين في الصندوقين.. صندوق المعاشات وصندوق الضمان الاجتماعي.. والمساهم الأكبر شركة سكر كنانة التي تملك 30%. بكل بساطة هذا المشروع هو رقم (6) منذ بدأت صناعة السكر في السودان، التي فاق عمرها الآن (55) عاماً.. لا يمكن لعاقل راشد أن يصدق بعد كل هذه الخبرة السودانية والعمر المديد في صناعة السكر. أن يبدأ هذا المشروع كما لو كان الأول.. تتخبطه المعضلات من كل جانب.. للدرجة التي يحدد يوم الافتتاح وتنصب السرادق ومنصات الاحتفال.. ويتعاقد مع موردي المطايب والفنانين.. ثم يكتشف بكل بساطة أن البرمجيات غير متوفرة وأن المعدات لن تعمل بغيرها.. يصبح السؤال المنطقي المباشر.. أين المقاول.. وأين الاستشاري.. وأين الإدارة؟ مثلث من ثلاثة أضلاع هو الذي يشرف على تنفيذ مشروع سكر النيل الأبيض.. المالك.. وهم مجموعة الشركاء و يمثلهم مجلس الادارة.. والاستشاري.. وهي شركة كنانة الهندسية.. والمقاول وهي شركة هندية اسمها اوتام Uttam. الأب الروحي الذي بدأت معه عمليات تنفيذ المشروع هو وزير الصناعة الأسبق د. جلال الدقير.. طبيعي جداً في أي مشروع مثل هذا أن يكون المالك هو الآمر الناهي صاحب القرار النهائي.. ويمثل مصالحه الاستشاري الذي عليه التيقين من مواصفات ودقة عمليات التنفيذ في كل مراحلها.. ويبقى الدور الأخير في يد المقاول الذي يظل تحت الضغط (لم أقل تحت الحذاء) إلى أن يكمل ويسلم المشروع.. لكن الوضع في مشروع النيل الأبيض كان غريباً عجيباً.. بل مقلوباً رأساً على عقب.. المقاول .. وهو الشركة الهندية اوتام.. السيد الأمر الناهي.. أقرب إلى درجة (مالك).. متخطياً بمسافة بعيدة الاستشاري.. وفارضاً شروطه بل ومتجاهلاً في كثير من الأحيان الأضلاع الأخرى من المثلث. من الذي أتى بشركة أوتام الهندية لتحتل هذا المقام الرفيع… وتتولى دور المقاول الوحيد الأوحد.. أسألوا د. جلال الدقير.. والسيد السماني الوسيلة.. من الذي أوحى لشركة اوتام الهندية أنها فوق الجميع..؟؟ هذا المقاول- وهو سبب الكارثة التي حدثت قبيل يوم الافتتاح- أول مرة في تاريخه يمارس مثل هذا العمل.. يتسلم مثل هذا المشروع العملاق.. بكل ما فيه من تعقيدات.. ويعمل بمبدأ (تعلموا الحلاقة في روؤس اليتامى).. وهل هناك أكثر يتماً من الشعب السوداني الذي في كل يوم يت… على كارثة فلا يرى إلا دخان لجان التحقيق التي تحقق.. وتحقق.. وتحقق.. ثم تأتي قضية أخرى فتبدأ تحقيق جديد.. تصوروا.. كل الذين جلست معهم.. من كبار المسؤولين (أحجب أسماءهم بناء على وعد شرف ألاّ أشير إليهم) كانوا يؤكدون أن (أوتام) صاحبة خبرة في المجال .. إلا المقاول الذي وضعنا في سلته كل بيضنا الثمين فهو يعترف و(بعضمة) لسانه أن مشروع سكر النيل الأبيض هو أول مشروع كامل ينفذه.. صحيح قد تكون له خبرة بتركيب بوابة حراسة في مشروع آخر.. أو كافتريا في مشروع ثالث.. لكن مشروع كامل كهذا!! القدر السعيد ساق لهذه الشركة رزقها في السودان.. ومن هنا بدأت الكارثة.. كل مصانع السكر السابقة بما فيها سكر كنانة نفسه نفذتها شركات ألمانية وفرنسية.. إلا سكر النيل الأبيض بكل تمويله الباهظ.. سلمناه طوعاً واختياراً لشركة عديمة الخبرة .. لأول مرة تتعاقد على مثل هذا المشروع.. لماذا .. يجب أن يجيب على السؤال رئيس مجلس الإدارة السابق. لم تنته الكارثة عند هذا.. المقاول الهندي بكل خبرته الفطيرة.. صار (المالك) للمشروع.. أقصد يعمل بسلطة (مالك) للمشروع.. بينما انزوى تماماً الاستشاري السوداني الذي وجد نفسه أقرب إلى المراقب المحايد.. ولسان حاله يقول (هي راضية وابوها راضي.. أيش دخلك يا قاضي).. الاستشاري هو شركة كنانة الهندسية المعروفة اختصار بـ(كيتس).. مديرها العام هو السيد ملهم الطيب .. وقد لا يعيب من وضعه أنه ابن خالة السيد حسن ساتي مدير مشروع سكر النيل الأبيض.. إلا من زاوية واحدة.. أن هذه القرابة قد تتسب في (قفل الحلقة) في دائرة أسرية تمنع الشفافية.. وتصبح المعلومات بينهما في خانة (عائلي). ما الذي حدث بالضبط؟؟ واحدة من أهم مراحل المصنع هو الطواحين التي تسحق قصب السكر لاستخراج عصيره.. حسب الرواية الرسمية أن الشركة الموردة لهذه الطواحين بيعت لشركة أمريكية.. فأصبحت البضاعة تحت رحمة قانون المقاطعة الاقتصادية الأمريكية للسودان.. فوصلت إلى المصنع الطواحين.. لكن البرمجيات التي تشغلها لم تصل.. بالله عليكم هل صدقتم الرواية؟؟ احترامي لعقل القارئ يفرض الإجابة بـ(لا) النافية. تفاصيل القصة كما تقول بها الرواية الرسمية التي قيلت لي أكثر من مرة من أكثر من مسؤول رفيع.. المقاول الهندي استجلب الطواحين في شهر أغسطس من العام الماضي 2011.. بعدها بشهر في سبتمبر اشترت شركة أمريكية الشركة الاسكتلندية صاحبة الطواحين.. أعلنت الشركة الأمريكية التزامها بتطبيق المقاطعة الأمريكية.. ويمر شهر أكتوبر.. ونوفمبر.. وديسمبر.. ويناير .. ثم فبراير .. ومارس.. وفجأة في أخر ثلاثة أيام من مارس.. يكشف المقاول الهندي السر.. ويخبر ادارة سكر النيل الأبيض أن المقاطعة الأمريكية ستحرم المصنع من البرمجيات اللازمة لتشغيل الطواحين (التي وصلت منذ أكثر من ثمانية أشهر كاملة). كيف لم يعلم الاستشاري السوداني بأن الأليات التي استلموها لم تكن مزودة بالبرمجيات.. كيف لم يتأكد الاستشاري السوداني من وجود البرمجيات عند لحظة شحن المعدات؟؟ لماذا لم يخبر المقاول الهندي نظيره السوداني بأن البرمجيات لم تستلم؟ وأانها وقعت في كمين المقاطعة الأمريكية؟ صدقوني كل هذه الأسئلة سألتها لكل المسوؤلين.. كلهم طأطأوا الروؤس وسكتوا.. والسكوت علامة الرضاء بأن الأمر سببه (فساد الأمكنة). فالمقاول محصن من المساؤلة.. والمقاول ليس مجرد مقاول.. هو أقرب لسلطة مالك.. هل المشكلة في الطواحين ..بعبارة أخرى.. هل إذا حلت مشكلة (Software) تحل المشكلة كلها . طبعاً لا..!! رغم أنف الشرح الذي تفضل به بعض قيادات المصع عند زيارتي أمس للمصنع.. إلا أن غيرهم الذين خافوا على أنفسهم من الحديث مباشرة معي خلالا لزيارة تفضلوا واتصلوا بي وأبلغوني ما كنت أصلاً متيقنين منه. أن الوحدة المعالجة Process House هي الأخرى ليست جاهزة.. كيف إذن كان الرئيس سيفتتح المشروع.. الإجابة سهلة.. السكر موجود جاهز. ومعباْ في جولات مكتوب عليها (سكر النيل الأبيض).. لكن للدقة ليس مكتوباً على الجوال عبارة (صنع في مصنع سكر كنانة)..!! لا الطواحين جاهزة.. ولا وحدة المعالجة جاهزة.. وحده الذي هو جاهز (صيوان الفرح) بافتتاح مصنع لم يكتمل بعد.. !! المدير العام أطاح بمدير المصنع.. والوزير قدم استقالته.. والمشكلة قائمة.. تماماً مثل السؤال الخطير المفجع.. من الذي أتى بالمقاول الهندي..!! ولماذا ؟؟ نواصل غداً .. بإذن الله..!!
فساد شركة سكر النيل الأبيض:
بقلم علي الريح السنهوري
الكثير من المعلومات و الحقائق ظلت غائبة و مخفية عن الإعلام منذ أنشاء شركة سكر النيل الأبيض، أذ بدأت العديد من الأسرار تتسرب الى الصحافة، كاشفةً العديد من التجاوزات المالية الفادحة التي أظهرت فساداً يخفي سرقات بمبالغ طائلة تقوم بها مجموعة من الطفيليين و الرأسمالية التي تنتسب الي بعضها البعض بصلات قربي و نسب. تلك المجموعة تدير شبكة من الشركات تحت عناوين مختلفة. و قد نشرت الصحف اليومية خبراً يفيد أن تأجيل إفتتاح المصنع يعود إلى فساد كبير لم تستطيع السلطات المعنية كشف تفاصيله الكاملة.
أن أنتشار خبر تفشي الفساد في مشروع سكر النيل الأبيض، هز الرأي العام السوداني و على نحو خاص سكان ولاية النيل البيض الذين كانوا ياملون الكثير من المشروع، سواء لتنمية المنطقة أو لإيجاد فرص عمل لابناء و بنات المنطقة.
تتساءل الهدف إلى ماذا ستفضي لجان تقصي الحقائق حول الفساد في مشروع سكر النيل الأبيض، و إلى متى تتكون اللجان و تغيب ذكراها الى الابد منذ اليوم الثاني لتكوينها؟
و ماذا تفيد أستقالة وزير الصناعة الهمام، الذي تقدم بأستقالته حين وجد نفسه يدير وزارة لا يستطيع حتى أن ينظر في ملفلتها الداخلية، ماذا تفيد استقالته لطالما أن اللصوص و المفسدين لن يستقيلوا و لن تطالهم ايادي العدالة؟
الجدير ذكره، أن المدير العام للشركة حسن ساتي،و السيد ملهم الطيب و طارق ساتي ، كلهم اقرباء ، يديرون شبكة من المؤسسات الإقتصادية المرتبطة بالدولة، و التي لا تخضع لأي شروط و لا محاسبة أدارية أو قانونية، و من بين المؤسسات التي تديرها تلك المجموعة الفاسدة، بجانب شركة سكر النيل الأبيض، شركة فيشن للخدمات و التي تقدم خدمات متعددة للعديد من الدوائر الحكومية ، من بينها وزارة الطاقة و ميئة الكهرباء و بنك النيلين و غيرها.
و قد حظرت السلطات الأمنية النشر في قضية تأجيل إفتتاح مصنع سكر النيل الأبيض على اعتبار أن الأمر أصبح أمام لجنة تحقيق قد يضر النشر بمسارات عملها، وكانت الصحف قد بدأت أمس في نشر تحقيق فى حلقات لكشف الغموض الذي اكتنف تأجيل الافتتاح الذي أفضى إلى تقديم وزير الصناعة لاستقالته.