28 يوليو 1889 ذكرى واقعة توشكي

من وسط ارض معركة توشكي الصحراوية القاحلة جنوب مصر، وفي طريقي متوجها الي الخرطوم بتاريخ 05 يناير 2015 عبر طريق “اشكيت قسطل” البري الذي افتتح عام 2014 بين مصر والسودان، اكتب لكم هذه الخاطرة الموجعة من تاريخ وطني السودان. فلي اهل من شمال البلاد هجرهم خليفة المهدي عبدالله التعايشي، عنوة ليموتوا او يتوهوا في هذا الموقع الموحش الذي اقف فيه. وكأني اسمع عويل النساء وبكاء الأطفال، وتكبير المحاربين العطشى والجوعى، القابضين على بطونهم بالحجارة، وحرابهم بأيديهم. ينتظرون من الله النصر. وقائدهم عبدالرحمن النجومي الشاب في مقدمتهم. علمه محمد احمد المهدي ألا مستحيل بعد جردة هكسي في شيكان وفتح الخرطوم.

نص: في الستينات تعرف والدي المرحوم بالصدفة بشاب جاء من جنوب مصر ، عرف منه ان جدته تسمى زينب بت الأسد. زينب عمة والدي كانت المفقودة من قائمة عائلة الأسد منذ اشتراكها مع والدها في “جردة ود النجومي” لمصر كما يسميها اهل الشمال. بعد الهزيمة وموت والدها، أسرت مع غيرها. تزوجت بأحد المصريين وخلفت منه بنت هي والدة الشاب. قبل موتها أوصته بالرجوع للسودان والتعرف علي اهله “شاعالديناب” في منطقة المسياب الواقعة غرب الدامر. هذا القصة هي جزء من ملحمة التطهير العرقي وتشتيت وتصفية اهل الشمال عن قصد بواسطة الخليفة عبدالله التعايشي وعمه يونس ود الدكيم.

لم يصل جهل الخليفة عبدالله التعايشي، إلى عدم الدراية بمعركة توشكي الخاسرة. التي أرسل لها الزعيم القائد عبد الرحمن النجومي مع جنده من أبناء الشمال ومعهم العوائل والأطفال إلا بقصد هلاكهم والتخلص من النجومي منافسه الذي انتصرت رايته المهدوية في كل المعارك التي خاضها من شيكان 1883 التي كبد فيها العدو 13000 جندي مقابل 200 جندي من صفوفه. تلك المعركة التي قامت قواعد المهدية علي أسنتها. وحتي فتح الخرطوم الذي كان مهندسه بدون منافس.

صدرت تعليمات المهدي إلى النجومي الذي كان يقاتل المرتديين عن المهدية في جبل الداير بجنوب كردفان، بالتحرك فوراً إلي الخرطوم وتولي القيادة العامة لضعف القوات التي كانت تحاصرها. وكان في إمرته 1500 من المجاهدين و 5000 من أبناء الشمال المزودين بالأسلحة النارية. وصل النجومي إلي منطقة الخرطوم بعد أن سمّاه المهدي أميراَ للأمراء في أول سبتمبر 1884 قادماً من الرهد، وأختار مقر قيادته العامة في المنطقة الواقعة، شمال شجرة ماحي بك (ضاحية الشجرة الحالية) فبعث برسائل إلى غوردون وأخرى إلى أهالي الخرطوم متيحاً لهم فرصة الاستسلام لضمان سلامة أرواحهم وأموالهم، وجاء خطابه إلى غوردون مختصراً وصارماً على النحو التالي:

– «اعلم انا ود النجومي أمير امراء المهدية وفاتح كردفان والداير وجئتك بجيوش لا طاقة لك بها ومدافع لا قدرة لك باحتمالها فسلم تسلم، ولا تسفك دماء العساكر والأهالي بعنادك. والسلام»

وكان رد غوردون باشا على هذا الخطاب جافاً بقوله:

– «لقد اطلعنا على خطابك، وأنا لست مبالياً بك ولا بسيدك المهدي وسوف يحل بك ما حل بابي قرجة والشيخ العبيد ود بدر، وخلي عنك شقشقة اللسان وكسر الهريات وجرب نفسك. والسلام»

ورغم جفاء غوردون واصل النجومي حثّ أعدائه على الاستسلام حقناً للدماء وعمل على تسريب خطاباته إلى المدينة المحاصرة بواسطة جواسيس المنازل واسواق المدينة في الوقت الذي كانت فيه قواته تطبق الخناق عليهم وتسد المنافذ إليهم على أمل ان يحملهم الجوع على الإستسلام.
هذا القائد الهمام، استدعاه الخليقة التعايشي بتاريخ 22 مارس 1888 الي ام درمان وقال له حسب رواية شاهد علي العصر، الشيخ بابكر بدري في مذكراته:

– “انت يا ود النجومي هوين. إخوانك المعاك كلهم استشهدوا. وأنت إلى متى تحي خائفا من الموت؟!!”

السمع والطاعة في دعوة المهدية، لا تسمح للنجومي بالرد. بل ارسل الخليفة جواسيس من خلفه يترصدون الخلافات بينه وبين مساعد قيدوم الذي عينه الخليفة ندا للنجومي وبه انقسمت الراية لابناء البحر وأبناء الغرب. لم يقف الامر عند هذا الحد. عين الخليفة يونس ود الدكيم قائدا اعلا ليرأس النجومي وقيدوم معا. وكتب الخليفة:

– “يكن النجومي ومساعد في يد يونس الدكيم كالميت في يد المغسل”

وأيضا بالسمع والطاعة وايمان النجومي الأعمى بالمهدية، سلم سيفه وحرابه وحتى سكينه من ضراعه امام الملأ في مسجد (اوردي) بدون أي احتجاج لود الدكيم. ويندر أن يقوم جعلى بالطاعة كما فعل النجومي.

بعد استلام يونس الدكيم لجيش النجومي قام بطرد قائد الأسلحة النارية حسن النجومي ابن عم عبدالرحمن. وعين احد اتباعه في مكانه. اطلق يده وعزل كل عمال النجومي وعين اتباعه في جبي الضرائب في السكوت والمحس.

يذكر الشيخ بابكر بدري من ضمن من عاقبهم الدكيم بالجلد، كان محمد نور الكتيابي عامل الخندق وامر بجلده خمسمائة سوط وكذلك ضرب الشيخ عوض الكريم ود علي وكان يؤم الناس للصلاة ويدرس لعهد قريب في المعهد العلمي. ضرب خمسمائة سوط لانه كتب مذكرة ليونس الدكيم عليها ينتقد فيها الفساد.

لم يكن ود يونس ود الدكيم القائد الاعلي، على رأس الجيش الذى ارسل لغزو مصر. بل كان عبدالرحمن النجومي بأمر خليفة المهدي عبدالله التعايشي. قام النجومي علي جيش من المحاربين جله من أبناء الشمال مع عوائلهم.

واجتمع الأمير يونس ود الدكيم بقادة سراياه ووضعوا اللمسات الأخيرة لخطة التحركات، وتم إختيار عبدالرحمن النجومي قائد السرية الأولي (سرية المقدمة)
واصل النجومي تقدمه حتى وصل إلى منطقة “معتوقة” حيث عسكر فيها.

اهتمت الحكومة المصرية بأمر قواتها المرابطة على الحدود الجنوبية وسارعت إلى إرسال تعزيزات تم توزيعها على الحاميات الحدودية وخاصة في أرقين. وكانت قوات أسوان تمثل الإحتياط لهذه الحاميات.

معركة أرقين
كانت قوات النجومي ترمي إلي بلوغ مورد المياه في أرقين بينما كان الجنرال البريطاني ودهاوس يتابع أخبار الحملة وسيرها أولاً بأول، فسبقها في الوصول الي أرقين بإثنتين من البواخر النيلية قوامهما 2500 فرد، اضافة إلي 130 جندي آخرين من جنود الهجانة (التي تمتطي ظهور الجمال) وثمانية مدافع وقوة الأورطة السودانية التاسعة عشرة والحادية عشرة. وتم تحصين المدينة في إنتظار الحملةالتي أعياها المسير عبر الصحراء وأنهكها العطش.

وصلت قوة النجومي إلى مورد الماء بدوابها وأخذت كفايتها من الماء وفي العودة قسمت القوة إلي ثلاث أجنحة: الميمنة والميسرة والوسط، وتمكنت من إحتلال أجزاء من أرقين. دارت معركة عنيفة لطرد قوات ود النجومي من القرية وكانت خسائرها جسيمة بلغت 90 قتيلاً و500 أسير، وجرح معظم ما تبقي منها، في حين لم تتجاوز خسائر العدو 11 قتيلاً و 60 جرحياً.

انسحاب النجومي من أرقين
إنسحب ود النجومي جنوباً إلي تلال أرقين. وفي اليوم التالي لإنسحابه عقد مجلساً للقادة والأمراء للتشاور في الأمر فاقترح عبدالحليم مساعد الإنسحاب جنوباً لعدم تكافؤ القوات مع جيش العدو بالإضافة إلي عدم وصول أية تعزيزات من دنقلا ، إلا أن النجومي رفض الإقتراح وثار غاضباً وقال:

«- لن أعود محمولاً على الأعناق»

وبدأت الخلافات تدّب بين الأمراء، مما أثر سلباً على الروح المعنوية للجنود إلى جانب الآثار التي تركتها على نفوسهم الهزيمة في أرقين. بلغت الخلافات إلى حد عدم تنفيذ الأوامر، حيث رفض القائد عبدالسلام بله التحرك نحو مورد الماء بل هرب ومعه عددا من ملازميه من الجبهة نهائياً، وتداول بين الناس أن ود النجومي يقود حملته إلي نهاية مؤكدة، وتوال هروب الكثيرين من جنوده. وكتب ود النجومي إلى القائد الأعلى الأمير يونس الدكيم واصفاً له حالة الجند من تعب ومرض وجوع وعدم تعاون من قبل الأهالي معهم وإنضمامهم للأعداء وهروب الكثيرين منهم ونفاذ الذخائر وطلب منه إرسال مدد بالذخائر وبالرجال ما لا يقل عن 2000 رجل على جناح السرعة، فما كان من ود الدكيم إلا أن كتب للخليفة ناقلاً إليه وصف النجومي للحالة التي عليها الجند وجدب المنطقة ومؤكداً على عدم استطاعته إرسال أية نجدة إلى ود النجومي الذي توغل في أرض العدو.

التقدم شمالاً
رغم هذه الظروف كلها كان النجومي يصر على التقدم شمالاً في وقت كان فيه الجنرال جرانفيل يتابع أخبار الحملة. بينما عسكر ودهاوس بجنوده على ضفاف النيل ليمنعهم من الماء وعندما علم الجنرال جرانفيل بالحالة المزرية لقوات النجومي كتب إليه واصفاً الحالة الجيدة لحملته وأمره بالإستسلام قائلاً:

– «إن الخليفة أرسلكم للهلاك، فإن تقدمت تجد جيش الإنجليز متعطشاً لدمائكم وإن عدت فقوات حلفا جاهزة لإبادتكم وإن بقيت مكانك متّ من العطش، فلا أمامك إلا الإستسلام»

لكن ود النجومي استقبل هذه الرسالة بفتور شديد وكان رده نابعاً من إيمانه بمهديته والسمع والطاعة. وتصميمه على القتال من أجلها، فرد على جرانفيل قائلاً:

– «ندعوك للإسلام ولا تعتمد على قوة جيشك وعتادك فإن الله سينصر عباده المؤمنين.»

وطلب منه أن يستسلم هو، وكتب للخليفة شارحاً له ما قام به فبارك له الخليفة رده.
قبيل تحرك ود النجومي من مواقعه، هرب كاتبه حسن الحبشي إلي معسكر الجنرال ودهاوس ونقل إليه صورة حية عن معسكر ود النجومي وإحصائيات مفصلة عن الحملة على النحو التالي:

– «2821 محارب، 309 بنادق، 132 جواد،200 جمل، 4000 من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تعزيزات بقيادة على ود سعد وكمين النور التي وصلت في 25 يوليو 1889 م، وتتكون من 500 مقاتل، 3000 بندقية مع عدم حملهم لأي مؤن.»

معركة توشكي
تحرك النجومي بعد تنظيم قواته في 28 يوليو 1889 م قاصداً توشكي وترك ورائه الكثير من المرضى والجرحى الذين تعذر عليهم مواصلة السير، ووصل إلي تلال توشكي وعسكر عند سفحها الغربي في أول أغسطس 1889 م، حتى يكون بعيداً عن مرمى نيران العدو الذي كان يطاردهم إنطلاقاً من ضفاف النيل، في حين إنخفض تعداد جيش النجومي إلي 3000 مقاتل فقط، أما من الجانب الأخر فقد إنضمت قوات ود هاوس التي كانت تتابع النجومي إلي القوات المصرية بقيادة السردار جرانفيل وأصبحت قوة واحدة تحت قيادة جرانفيل وكانت على النحو التالي:

500 من الفرسان الراكبة بقيادة اللواء كتشنر باشا.
240 من الطوبجية ومعهم 8 مدافع بقيادة القائمقام ويندل بك.
لواء مشاة من قوة ود هاوس قوامها 1500 جندي.
فريق طبي يتكون من 70 فرداً.

وفي الثالث من أغسطس / واصل النجومي تقدمه شمالاً ، لكن لواء كتشنر تصدى له فبادر النجومي بإطلاق نيران كثيفة على قوات كتشنر مما اضطره إلي الإنسحاب خلف التلال على بعد نصف ميل من جهة مجرى نهرالنيل ومن هناك بدأ كتشنر في ضرب قوات النجومي. حاول النجومي تركيز هجومه على قيادة القوات المصرية الراكبة والتي كانت بقيادة جرانفيل وإجباره على التراجع والإستعانة بمدفعية الطوبجية لمواجهة هجوم النجومي. وبازدياد كثافة النيران على قواته اضطر النجومي إلى وقف الهجوم الذي لم يحقق أي اختراق في صف العدو، وغير اتجاه تقدم قواته نحو الشمال الغربي، لكن لواء كتشنر كان قد احتل مواقع ذلك الاتجاه فتصدى لقوات النجومي وتمكن من ايقاف تقدمها نحو ذلك الاتجاه وبذلك اصبحت قوات النجومي شبه محاصرة بين فكي كماشة.

مصرع النجومي
عندما أدرك النجومي خسارته اختار لمحاولته الأخيرة منطقة منبسطة الأرض صف فيها قواته ونشر حملة البنادق في الامام وخلفهم حاملي السيوف والحراب وأمر بنقل النساء والأطفال في مكان منخفض بعيداً عن النيران واستعد لمواجهة العدو.

قامت القوات المصرية بشن هجوم مركز على قوات النجومي فتصدت لها قوات النجومي وقاتلت قتالاً شرسا لكنها لم تستطع الصمود وتكبدت خسائر فادحة مما اضطرت إلى التقهقر والتفرغ بعد فقدان عدد كبير من قادتها، وبذل النجومي جهودا لإعادة تجميع قواته وتنظيمها لمواصلة القتال، فلاحظ ذلك جرانفيل ووجه نحوه قوة راجلة للقضاء عليه وسقط الأمير النجومي على الارض ليسلمّ الروح فحمله ملازميه على ظهر جمل وحاولوا الإفلات به من قوات العدو، الا إنها لحقت بهم واستولت على الجثمان وتفرقت بقية قوات النجومي بعد الهزيمة التي لحقت بها وانسحبت جنوبا لتطاردها القوات القوات البريطانية التي قضت علي جزء كبير منها وقد استشهد في المعركة غير المتكافئة حوالي 1500 مقاتل من قوات النجومي وبهزيمة توشكي بدء العد التنازلي لدولة المهدية في السودان.

أسباب الهزيمة في توشكي
تتلخص اسباب الهزيمة في الأتي:
عدم تجانس عناصر حملة عبدالرحمن النجومي مما أدي إلى ظهور خلافات القادة.
لم يرسل الخليفه ولا ود الدكيم المؤن والإمدادات المطلوبة مما أثر على فعالية الأفراد وأدي إلي خفض روحهم المعنوية. اكلوا الحمير والميتة والجلود وورق الأشجار.
قلة وسائل النقل الجمال والحمير والحصين في بداية الحملة والأطرار إلى أكلها حية أو ميتة. وانعدامها تماماً عندما احتدم القتال.
زيادة العبء الإداري باصطحاب النساء والأطفال.
الافتقار للخدمات الطبية.
تعنت ود النجومي واستمراره في الحرب دون رجعة. وربما كان يسعى لحتفه بعد الزلة التي رآها من الخليفة عبدالله ويونس ود الدكيم.
تفوق العدو في القوة والتدريب.
عدم توفر المعلومات عن قوات العدو.
مركزية اتخاذ القرار من خلال الرجوع إلى الخليفه في أم درمان رغم بعدها حسب تعليمات الخليفة قبل إصدار الأوامر للجنود.

بعد ملحمة توشكي، التي كانت تمثل التطهير العرقي لقبائل شمال السودان، بدأ العد التنازلي لزوال دولة المهدية. ولو ذلك لتم تصفية أهل الشمال بأجمعهم حسب الأجندة الغير معلنة للخليفة عبدالله التعايشي وأمراءه المهيمنين على ارث المهدي في أم درمان.

تم اعتقال الألاف من المحاربين السودانيين وعوائلهم ومعظمهم من النساء. وزعوا على كل مديريات القطر المصري كسجناء يعملون في البيوتات كخدم وفي المزارع بضمانات من يعملون لديهم. قبلت بعض النساء في الاسر كزوجة رابعة لتأدية العمل المنزلي. وحسب نظام التسرى في حروب الاسلام، تسبى النساء كملك اليمين، بنفس الطريقة التى طبقتها المهدية بعد فتح الخرطوم ووزعت النساء الأوربيات والمصريات علي المحاربين المهدويين كملك اليمين.

من المؤكد ان واقعة توشكي افقدت شمال السودان نسبة هائلة من سكانه الذين ماتوا في المعركة او اضطروا للإقامة في ارض العدو كعمالة رخيصة حتى بعد سقوط دولة المهدية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاسوأ من كل ذلك عمليات الاغتصاب الواسعة التي تعرضت لها النساء والفتيات بعد نهاية
    المعركة من قبل الجنود المصريين؟هل هو عقاب مؤجل للانتهاكات التي ارتكبت بعد سقوط الخرطوم وحملات ابو عنجة في الحبشة خاصة في قندر,الدين كان غائب في حملات الدفتردار الانتقامية وعمليات الاغتصاب التي طالت حتي الرجال واليفع ,هذا ديدن الخلافة العثمانية التي يتباكي عليها الاسلاميون,,هناك صفحات مخزية في تاريخ السودان تجوهلت بتعمد ملحوظ وشكلت غباشة علي وعينا الجمعي وانتجت هذا التخبط الذي نعيش فيه حتي الان,,لا يوجد تاريخ مقدس

  2. جزاك الله خير يا باشمهندس؛ هذا هو بعض المسكوت عنه وبغض النظر عن
    مرارته فالتاريخ هو التاريخ وإخفائه هو الجريمة. لقد سمعنا من
    حبوباتنا الكثير من أفاعيل مقاتلى الأنصار فى الشمالية وهى الأخرى
    يشوبها الغموض ولا تعرف دوافعها. هذا ليس نكأً للجراح بل لأخذ العظة
    والعبرة. من سخرية الأقدار أن الإمام محمد أحمد المهدى من قلب
    الشمالية والأدهى والأمر أن الأسرة الكبيرة لا تذكر جزيرة لبب إلا
    لماماً وأشك أن أحدهم دفعه الحنين لمشاهدة مسقط رأس هذا الزعيم
    العظيم على مستوى العالم (هذا إن كان يعرف موقع الجزيرة).

  3. تأريخ مؤلم وما يزيد المه أن منا من يحاول طمس حقائقه بل وقلب سالبه الى موجب نتغنى به . يجب ان نعود الى رشدنا ونعيد كتابة تأريخنا بعيدا عن الاهواء و خلق بطولات زائفة من ناحية ومن ناحية اخرى انكار مواقف تستحق الثناء والتمجيد

  4. الاسوأ من كل ذلك عمليات الاغتصاب الواسعة التي تعرضت لها النساء والفتيات بعد نهاية
    المعركة من قبل الجنود المصريين؟هل هو عقاب مؤجل للانتهاكات التي ارتكبت بعد سقوط الخرطوم وحملات ابو عنجة في الحبشة خاصة في قندر,الدين كان غائب في حملات الدفتردار الانتقامية وعمليات الاغتصاب التي طالت حتي الرجال واليفع ,هذا ديدن الخلافة العثمانية التي يتباكي عليها الاسلاميون,,هناك صفحات مخزية في تاريخ السودان تجوهلت بتعمد ملحوظ وشكلت غباشة علي وعينا الجمعي وانتجت هذا التخبط الذي نعيش فيه حتي الان,,لا يوجد تاريخ مقدس

  5. جزاك الله خير يا باشمهندس؛ هذا هو بعض المسكوت عنه وبغض النظر عن
    مرارته فالتاريخ هو التاريخ وإخفائه هو الجريمة. لقد سمعنا من
    حبوباتنا الكثير من أفاعيل مقاتلى الأنصار فى الشمالية وهى الأخرى
    يشوبها الغموض ولا تعرف دوافعها. هذا ليس نكأً للجراح بل لأخذ العظة
    والعبرة. من سخرية الأقدار أن الإمام محمد أحمد المهدى من قلب
    الشمالية والأدهى والأمر أن الأسرة الكبيرة لا تذكر جزيرة لبب إلا
    لماماً وأشك أن أحدهم دفعه الحنين لمشاهدة مسقط رأس هذا الزعيم
    العظيم على مستوى العالم (هذا إن كان يعرف موقع الجزيرة).

  6. تأريخ مؤلم وما يزيد المه أن منا من يحاول طمس حقائقه بل وقلب سالبه الى موجب نتغنى به . يجب ان نعود الى رشدنا ونعيد كتابة تأريخنا بعيدا عن الاهواء و خلق بطولات زائفة من ناحية ومن ناحية اخرى انكار مواقف تستحق الثناء والتمجيد

  7. تأريخ مؤلم وما يزيد المه أن منا من يحاول طمس حقائقه بل وقلب سالبه الى موجب نتغنى به . يجب ان نعود الى رشدنا ونعيد كتابة تأريخنا بعيدا عن الاهواء و خلق بطولات زائفة من ناحية ومن ناحية اخرى انكار مواقف تستحق الثناء والتمجيد

  8. عشنا وشفنا تاريخنا يكتبه المهندسون. السودانيون صاروا يفتو في كل شيئ. المقال مغرق في العنصرية ولا يزيد في معرفتنا بتاريخنا.

  9. شكرا للمهندس عبد الله الأسد لتذكيرنا بمعركة توشكى والتى صادمنا الانجليز والمصريين فيها في عمق أراضيهم. ثورة المهدى كانت تعتبر ثورة تحررية فى أواخر القرن التاسع عشر وقت كانت كل الدول المجاورة للسودان تخضع تحت نير الإستعمار. ثورة المهدى كان لها اكبر الأثر في العالم الإسلامي وفيه انتفضت الحاميات العسكرية المسلمة في الهند وافغانستان ضد المستعمر لبلادها. الخليفة عبد الله لم يكن يوما عنصريا ولم يسع يوما لتهميش احد.كان اهل الشمال والغرب والشرق عنده سواسية ولم يسع يوما لكي يجعلها جهوية أو خاصة بقبيلة أو أفراد. عندما عين الخليفة عبد الله “يونس الدكيم” التعايشي واليا على دنقلا كان “محمد صالح زقل” الدنقلاوي حاكما على عموم دارفور. بعض كلامك فيه بعضا من العنصرية والجهوية وخلط الأوراق. ما ذكرته من ان الخليفة أمر عبد الرحمن النجومي ان يكون تحت إمرة يونس الدكيم وأن يكون “كالميت بين يدى غاسله…” هذه العبارة لم تكن من جانب الخليفة بل أوردها أمير الأمراء عبد الرحمن النجومي في خطابه للخليفة عندما كلفه بفتح مصر موضحا له أنه طوع أمره (أنظر د. محمد ابو سليم منشورات المهدية ص 65). قوات الامير النجومي كانت تضم بين دفتيها مقاتلين من قبائل الجعليين والبطاحيين بقيادة إبن أخيه أحمد البشير الآمين.والقسم الثاني منها ويضم مقاتلي قبائل الدناقلة وعرب العبابدة والبشاريين بقيادة الأمير عثمان أزرق. والقسم الثالث ويشمل قبائل البقارة من حمر، وهبانية، وأولاد حميد ومسيرية، بقيادة إسماعيل عبدالمجيد المنتمي إلى أولاد حميد.يعنى السودان بكافة الوان الطيف. الخليفة عبد الله كان يريد تنفيذ وصية المهدي بعد فتح الخرطوم في ان تكون الخطوة التالية مصر وليس للتخلص من الأمير النجومي كما ورد في كتابات رجل المخابرات الانجليزية “ريجالند ونجت” والجاسوس سلاطين والاب القسيس أوهلدر والذين لا يمكن في يوم ما ان ينصفو الثورة المهدية. أنا أوافقك ان الحملة لم تكن جاهزة للفتح لكن لا أوفقك ان الخليفة عرض نساء جيش النجومي للاغتصاب في مصر. الشيخ بابكر بدري كان مرافقا للحملة من خروجها من بربر وحتى معركة توشكي. لم يعرض بابكر بدرى لاية حالات اغتصاب بل اورد بعض حالات تحرش من بعض الضباط المصريين حسمتها القيادة الانجليزية في اسوان من فورها ونال الضباط المصريين اشد أنواع التقريع والعقوبة. يمكن ان تكون هنالك بعض الحالات الفردية لان المصريون كانوا يريدون الانتقام لرجالهم ونساءهم الذين أسروعند فتح الخرطوم على يد قوات ود النجومي في العام 1885م.
    التاريخ لا يكتب بهذه السطحية ونقلا عن اعداء الثورة المهدية بل يجب ان تقرأ للمؤرخين السودانيين للدكتور محمد سعيد القدال والدكتورة ميمونة ميرغنى حمزة والدكتور حسن أبو شوك وحتى المؤرخين الانجليز المنصفين مثل بروفسير بي أم هولت استاذ التاريخ بجامعة درم أو يكفيك قراءة كتاب المؤرخ الانجليزى فيرقس نيكولاس والصادر في عام 2010م بعنوان “المهدى ومقتل الجنرال غردون” والذى انصف المهدية كثيرا وعد ما كتبه سلاطين وغيره – والذبن اعتمدت عليهم – مجرد دعاية مضادة لمحاربة الثورة المهدية واعادة احتلال السودان.

  10. تأريخ مؤلم وما يزيد المه أن منا من يحاول طمس حقائقه بل وقلب سالبه الى موجب نتغنى به . يجب ان نعود الى رشدنا ونعيد كتابة تأريخنا بعيدا عن الاهواء و خلق بطولات زائفة من ناحية ومن ناحية اخرى انكار مواقف تستحق الثناء والتمجيد

  11. عشنا وشفنا تاريخنا يكتبه المهندسون. السودانيون صاروا يفتو في كل شيئ. المقال مغرق في العنصرية ولا يزيد في معرفتنا بتاريخنا.

  12. شكرا للمهندس عبد الله الأسد لتذكيرنا بمعركة توشكى والتى صادمنا الانجليز والمصريين فيها في عمق أراضيهم. ثورة المهدى كانت تعتبر ثورة تحررية فى أواخر القرن التاسع عشر وقت كانت كل الدول المجاورة للسودان تخضع تحت نير الإستعمار. ثورة المهدى كان لها اكبر الأثر في العالم الإسلامي وفيه انتفضت الحاميات العسكرية المسلمة في الهند وافغانستان ضد المستعمر لبلادها. الخليفة عبد الله لم يكن يوما عنصريا ولم يسع يوما لتهميش احد.كان اهل الشمال والغرب والشرق عنده سواسية ولم يسع يوما لكي يجعلها جهوية أو خاصة بقبيلة أو أفراد. عندما عين الخليفة عبد الله “يونس الدكيم” التعايشي واليا على دنقلا كان “محمد صالح زقل” الدنقلاوي حاكما على عموم دارفور. بعض كلامك فيه بعضا من العنصرية والجهوية وخلط الأوراق. ما ذكرته من ان الخليفة أمر عبد الرحمن النجومي ان يكون تحت إمرة يونس الدكيم وأن يكون “كالميت بين يدى غاسله…” هذه العبارة لم تكن من جانب الخليفة بل أوردها أمير الأمراء عبد الرحمن النجومي في خطابه للخليفة عندما كلفه بفتح مصر موضحا له أنه طوع أمره (أنظر د. محمد ابو سليم منشورات المهدية ص 65). قوات الامير النجومي كانت تضم بين دفتيها مقاتلين من قبائل الجعليين والبطاحيين بقيادة إبن أخيه أحمد البشير الآمين.والقسم الثاني منها ويضم مقاتلي قبائل الدناقلة وعرب العبابدة والبشاريين بقيادة الأمير عثمان أزرق. والقسم الثالث ويشمل قبائل البقارة من حمر، وهبانية، وأولاد حميد ومسيرية، بقيادة إسماعيل عبدالمجيد المنتمي إلى أولاد حميد.يعنى السودان بكافة الوان الطيف. الخليفة عبد الله كان يريد تنفيذ وصية المهدي بعد فتح الخرطوم في ان تكون الخطوة التالية مصر وليس للتخلص من الأمير النجومي كما ورد في كتابات رجل المخابرات الانجليزية “ريجالند ونجت” والجاسوس سلاطين والاب القسيس أوهلدر والذين لا يمكن في يوم ما ان ينصفو الثورة المهدية. أنا أوافقك ان الحملة لم تكن جاهزة للفتح لكن لا أوفقك ان الخليفة عرض نساء جيش النجومي للاغتصاب في مصر. الشيخ بابكر بدري كان مرافقا للحملة من خروجها من بربر وحتى معركة توشكي. لم يعرض بابكر بدرى لاية حالات اغتصاب بل اورد بعض حالات تحرش من بعض الضباط المصريين حسمتها القيادة الانجليزية في اسوان من فورها ونال الضباط المصريين اشد أنواع التقريع والعقوبة. يمكن ان تكون هنالك بعض الحالات الفردية لان المصريون كانوا يريدون الانتقام لرجالهم ونساءهم الذين أسروعند فتح الخرطوم على يد قوات ود النجومي في العام 1885م.
    التاريخ لا يكتب بهذه السطحية ونقلا عن اعداء الثورة المهدية بل يجب ان تقرأ للمؤرخين السودانيين للدكتور محمد سعيد القدال والدكتورة ميمونة ميرغنى حمزة والدكتور حسن أبو شوك وحتى المؤرخين الانجليز المنصفين مثل بروفسير بي أم هولت استاذ التاريخ بجامعة درم أو يكفيك قراءة كتاب المؤرخ الانجليزى فيرقس نيكولاس والصادر في عام 2010م بعنوان “المهدى ومقتل الجنرال غردون” والذى انصف المهدية كثيرا وعد ما كتبه سلاطين وغيره – والذبن اعتمدت عليهم – مجرد دعاية مضادة لمحاربة الثورة المهدية واعادة احتلال السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..