في كاتدرائية جميع القديسين وفاء وعرفان في وداع الجنرال (اندرو ماكور طو)

جوبا: ملوال دينق

لادو قوري : اندرو ماكور قائد وطني، ويمتلك الكفاءة اللازمة لتولى اي منصب في الحكومة
جون لوك : لقد ساهم الفقيد اندرو ماكور بصورة كبيرة في التوقيع على إتفاقية السلام باديس ابابا في عام 2015
المطران إنوك تومبي : اندرو ماكور كان رجلا قوميا، ويساعد الطلاب والتلاميذ، ونصحني بالتركيز على التعليم
(1)
اقام المصلين بكاتدرائية جميع القديسين بجوبا “موبيل”، امس الأثنين، الصلوات الاخيرة على روح الجنرال والسياسي المخضرم، الراحل اندرو ماكور طو، قاده روحيا نيافة المطران المتقاعد للكنيسة الاسقفية إنوك تومبي، بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية، تعبان دينق قاي، وعدد من كبار المسؤولين بالحكومة، وأسرة وزملاء الفقيد، وجمع غفير من المؤمنين.
(2)
ووصل جثمان الفقيد إلى باحة الكنيسة في الساعة العاشرة صباحا، وحمل النعش عدد من جنرالات الجيش برتبة اللواء في كامل الزي العسكري، عقب الانتهاء من مراسم طابور الشرف بمطار جوبا الدولي، ومن ثم بدأت مراسم القداس الالهي بالكاتدرائية وقاده كلا من المطران المتقاعد إنوك تومبي، والمطران ايزكيل دينق، والمطران ديفيد كاو، والمطران الفايا منيانق، والقس جيمس مكوي وعدد من القساوسة والاباء.
وفي كلمته أمام المصلين، قال نيافة المطران المتقاعد للكنيسة الاسقفية إنوك تومبي، انه التقى الراحل اندرو ماكور لاول مرة عندما كان طالبا في مدرسة رومبيك الثانوية، مشيرا إلى انه رجل حسن السيرة وقدوة بالنسبة للكثيرين، ولفت إلى ان ماكور كان يقدم المساعدات للطلاب وطالبهم في احدى العطلات لتناول وجبة إفطار مع زملائه عندما كان يعمل قائدا عسكريا برومبيك.
واضاف المطران تومبي، بانه التقى مجددا مع اندرو ماكور في عام 1976 بواو عندما كان يستعد للجلوس للامتحانات :”كنا نستعد في تلك الفترة للجلوس للامتحانات، وكان بعض زملائي يخططون للتمرد والانضمام للثوار في الادغال، وعندما علم مدير المدرسة بذلك قام بتبليغ الجنرال اندرو ماكور لكي يأتي ليجتمع بالطلاب، وبالفعل حضر ماكور، واذكر انه قال لنا باننا ما زلنا طلاب صغار وينبغي ان نركز في الدراسة والتحصيل الاكاديمي فقط، والابتعاد عن السياسة، وقد استمعتُ لنصحيته باهتمام وتركنا جميعا فكرة التمرد، ويمكنني القول بانه لولا نصيحة الجنرال اندرو ماكور ربما لما كنت مطرانا الان”.
وتابع، بان الراحل اندرو ماكور كان رجلا قوميا، لم يكن يهمه المكان الذي اتينا منه، بقدر ما كان يفكر في خدمة الطلاب والشباب الجنوبيين، ونحن نحتفل اليوم بهذه السيرة العطرة، وقد ادرجت على تذكيره بهذا المواقف كلما التقيته، واخرها كان في محادثات السلام باديس ابابا، بحسب حديثه.
(3)
كلمة الجنرال مجوك دينق مبوك، ممثل قدامى المحاربين :
ابتدر الجنرال مجوك دينق مبوك، حديثه قائلا :”التقيت بالراحل اندرو ماكور عمليا في صفوف حركة الانيانيا ون ، وتزاملنا سويا إلى ان تم التوقيع على إتفاقية أديس ابابا في عام 1972، ومن ثم تم استيعابنا في صفوف الجيش السوداني، حيث تم استيعاب ماكور برتبة مقدم، وتم استيعابي برتبة نقيب”.
واضاف دينق، ان اندرو ماكور كان اول من منح اركان الحرب عندما عمل في قاعدة “ملو” العسكرية، مشيراً إلى انه كان محاربا شجاعا وقائدا جسورا، خاض عدد من المعارك ببسالة، وقد وجد الثناء من قائد الحركة الجنرال جوزيف لاقو، وذكر ان ماكور كان يهمه قضية شعبه وكان يمنى النفس بان ينال الجنوبيين الحرية ويتحقق السلام في ربوع البلاد.
(4)
كلمة الدكتور دوار اندرو ماكور، نيابة عن اسرة الفقيد :
من جانبه، اعرب ابن الفقيد، الدكتور دوار اندرو ماكور، عن تقديره الكبير للدعم الذي وجدته الاسرة من قبل الحكومة، وزملاء الفقيد، وقال ان والده ناضل من اجل شعب جنوب السودان، وقضى جل عمره في خدمة الناس، مشيراً إلى ان الاسرة فخورة بالسيرة العطرة للجنرال اندرو ماكور.
وأضاف :”اشكر رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت على وقوفه مع الاسرة، واشكر كذلك النائب الاول تعبان دينق قاي، والنائب الثاني الدكتور جيمس واني ايقا، كما نشكر حكومة جمهورية السودان في شخص المشير عمر حسن احمد البشير، الذي ارسل نائبه بكرى حسن صالح لتقديم واجب العزاء في منزل الاسرة بالخرطوم”.
وذكر دوار بان اندرو ماكور ليس فقط مجرد والد بل كان صديق ومربى وقائد، عمل على تربية وتعليم اولاده وتوحيد الاسرة، لافتا إلى ان الاسرة ستسير على نهج الوالد.
(5)
كلمة وزير الاسكان الفريد لادو قوري :
وقال وزير الاسكان، الفريد لادو قوري، ان السفير اندرو ماكور، ليس فقط فقد للاسرة ومنطقة يرول، بل هو فقد كبير للبلاد ككل، مشيراً إلى ان الجمع الكبير الذي جاء لتوديعه يبين معدن الرجل.
ووصف قوري، الراحل بالرجل الخدوم، والقائد العظيم والوطني، وذكر انه ظل يعمل من اجل وحدة البلاد والشعب، مشيراً إلى انه كان يمتلك الكفاءة اللازمة لتولى اي منصب في الحكومة.
ودعا السياسين للعمل من اجل تحقيق السلام في البلاد، وتنفيذ برامج التنمية، لتحقيق الاهداف الذي كان يناضل من اجله الراحل ماكور.
وأضاف :”كان ماكور حتى ايامه الاخيرة ينادي بضرورة تحقيق السلام في البلاد وإيقاف المعأناة، ويجب لنا كسياسيين ان نعمل بصورة جادة للتوقيع على اتفاقية السلام حتى يرقد روح الفقيد في سلام”.
(6)
كلمة وزير المواصلات جون لوك جوك :
من جهته، قال وزير المواصلات، جون لوك جوك، انه التقى الراحل اندرو ماكور طو، ابان عمله كموظف اداري بيرول في سبعينيات القرن الماضي، مشيراً إلى انه مناضل من اجل التحرير وعسكريا شجاعا ومن القادة الاوائل لحركة الانيانيا.
واضاف لوك :”كلنا نتذكر الاحداث التي وقعت بمنطقة سفاحة المعروفة بكير اديم في شمال بحرالغزال، في عام 1972 عندما حدثت مشكلة بين القبائل الجنوبية والعربية المتاخمة للحدود، واراد الجيش ان يرسل قوات من الشمال لاحتواء الموقف، الا ان الجنرال ماكور طو رفض ذلك وقال بانه هو من سيتولى امن المنطقة خوفا من المشاكل التي يمكن ان تحدثه القوات القادمة من الشمال”.
ووصف، جون لوك، الفقيد، برجل الحقائق، مبينا انه لم يكن يهادن في رأيه ولا يخاف قول الحقيقة، وذكر ان ماكور يمثل جيل قدامى المحاربين الذين ناضلوا من اجل قضية الجنوب وتحقيق الحرية.
وتابع :”في محادثات السلام باديس ابابا 2014، قدم اندرو ماكور والبروفيسور موسيس مشار، مقترح بان يجلس الاطراف لوحدهم بعيدا عن وساطة الايقاد لمناقشة القضايا الخلافية، وقبل الجميع المقترح، واجتمعت الاطراف في مدينة بحر دار وادار الراحل اندرو ماكور الجلسة واستطعنا التوصل سريعا لتفاهمات في عدد من الملفات الصعبة”.
ومضى بالقول :”لقد ساهم اندرو ماكور وموسيس مشار بصورة كبيرة في التوقيع على اتفاقية السلام في 2015، ويجب لنا كقادة ان نتولى المسؤولية الكاملة لاعادة السلام لربوع البلاد وإيقاف المعأناة، وهذا السلام لن تأتي به الايقاد او دول الترويكا، بل يأتي مننا نحن الذين تسببنا في الازمة”.
(7)
حضور رسمي وشعبي كبير :
شهد الصلوات الاخيرة على روح الجنرال اندرو ماكور طاو، بكاتدرائية جميع القديسين، حضور شعبي ورسمي كبيرين، ضاقت بهم جنبات الكاتدرائية، يتقدمهم النائب الاول لرئيس الجمهورية، تعبان دينق قاي، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية نيال دينق نيال، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون العسكرية، دانيال اويت اكوت، ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعليم، الدكتور جون قاي يوه، ورئيس مجلس الولايات جوزيف بول شان، ووزير الاسكان الفريد لادو قوري، ووزير المواصلات جون لوك جوك، والسياسي المخضرم ومقرر اللجنة التسييرية للحوار الوطني بونا ملوال، والدكتور فرانسيس مدينق دينق، ووزيري المالية السابقين استيفن ديو داو، وديفيد دينق اطوربي، وحاكم ولاية واراب الاسبق نيادينق مليك، وممثل الاتحاد الافريقي، واعضاء الاسرة، وعدد من زملاء واصدقاء الفقيد، وجمع غفير من اللذين اتوا لالقاء النظرة الاخيرة وتوديع الفقيد.
(8)
وولد الجنرال اندرو ماكور طو، في يرول عام 1943، ودرس في مدرسة فانكر الابتدائية بيرول خلال الفترة من 1954 ? 1962 ومن ثم التحق بمدرسة تونج المتوسطة ودرس فيها عام 1958 ? 1962 قبل ان ينضم إلى مدرسة رومبيك الثانوية خلال الفترة من 1962 ? 1964.
كان الفقيد واحد من ابرز قادة حركة (الانيانيا 1) حيث التحق بالحركة في عام 1964، وبعد إتفاقية أديس ابابا في مارس 1972 عمل ضابطا في القوات المسلحة السودانية، وظل بها حتى 6 ابريل 1985 عند إنتفاضة أبريل وكان وقتها عميدا حيث عين وزيرا للنقل والمواصلات في المجلس التنفيذي الاعلى لجنوب السودان، ثم ترشح في انتخابات 1986 عن دائرة واو وفاز بها وأصبح عضوا في الجمعية التأسيسة، وأقنعه وزير الدفاع الفريق عبد الماجد حامد خليل بأن يستقيل من البرلمان ويعود للقوات المسلحة للإستفادة من خبراته وبالفعل أعيد للقوات المسلحة برتبة لواء وعين قائدا لمنطقة بحر الغزال العسكرية وظل بها حتى انقلاب الجبهة الاسلامية القومية في العام 1989 ليكلف بمنصب حاكم إقليم بحرالغزال ثم عين واليا للولاية، ثم سفيرا بالخارجية ضمن حصة الحركة الشعبية ثم مستشارا لرئيس الجمهورية حتى استقلال جنوب السودان، وعين مستشارا لرئيس جمهورية جنوب السودان، ثم أصبح عضوا في لجنة حكماء جنوب السودان حتى وفاته.
صحفي من جنوب السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..