الأزمة مكانها وين؟ ازمتنا في الإرهاب الفكري وموروث اجتهادات سابقين حول مصطلح العلمانية

يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب:
د. عصام محجوب الماحي
في قروب “الطريق الثالث” بتطبيق (واتساب) للتواصل الاجتماعي تبادلت وصديقي مبارك الكودة الرسائل التالية:
* مبارك الكودة:
“الأزمة مكانها وين”.. عبارة قالها وزير البترول دفاعاً عن موقفه الشخصي تجاه الأزمة في برنامج (حال البلد) الذي تناول أزمة الوقود وما نتج عنها من معاناة، وقد الح الوزير أو أصر لمعرفة مكان الأزمة.
والأزمة الحقيقية التي يسأل عنها الوزير ليست بِعَرَض إنما هي مرض داخل ذواتنا، ودائماً ما أضع نفسي حالةً للدراسة والتشخيص. ومن الأمراض التي أعاني منها ويعاني منها كل السودانيين الخوف من تحمل المسئولية كما نرى، وعدم القدرة علي اتخاذ القرار بحرية بسبب التناقضات التي شكلت وجداننا.
فهنالك كثير من المؤثرات الخارجية تُقيدُنا وتحاصرنا وتجعل من اتخاذ القرار صعباً جداً سواء كان ذلك في الأمور الخاصة أو العامة، وإذا أُتُخذَ القرار فهو ناقص الجودة وغير مكتمل بسبب هذه المؤثرات الخارجية، مما يجعلني أعيش حالة من عدم الرضا والتصالح مع النفس.
وعلي سبيل المثال لا الحصر أَجِدُ نفسي وبعد مراجعاتي الفكرية متسقاً جداً من حيث المفهوم مع مشروع العلمانية السياسي والذي يتلخص في دولة المواطنة والقانون بمعناها الشامل. واعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التعريف للعلمانية هو دين الحق، الدين الذي يجعل الحاكم يقف علي مسافةٍ واحدة من كل الناس بمختلف عقائدهم، الدين الذي يجعل من القاضي حكماً عدلاً بين النبي (ص) والمواطن اليهودي، الدين الذي أحد الصحابة يعلن في ندوة عامة (صلاة الجمعة) أنه لن يسمع ولن يطيع الّا إذا حدثه رئيسه من أين جاء بثوبه الثاني.
وبالطبع هنالك شبهات كثيرة في الأدب الاسلامي السياسي حول مصطلح العلمانية شوهت دين الحق تَحُول بيني وبين إعلان هذا القرار بقوة رغم قناعتي به خوفاً من المواجهة لأني ضعيف وإن شِئت فقل جبان، لذا تجدني أبحث عن المبررات ليتوافق مبدأ العلمانية الذي اعتقدته ديناً، مع الموروث الذي وجدته سياجاً منيعاً ضد إعمال العقل، فلا زلت أسيراً لهذه المنظومة رغم كفري بها.
وكما نرى، يفرح العلمانيون المسلمون أيّما فرح عندما يسمعون أن هنالك أحداً من مفكري الاسلام يقول بأن العلمانية من الدين، وهذا الفرح بلا شك يُصور حالة الانهزام النفسي المريع أمام عقولنا وامام الفطرة التي فطر الله الناس عليها وأمام مخرجات التجربة الانسانية والتي ينبغي أن نكون جزءاً منها، وكل ذلك بسبب الإرهاب الفكري الذي نعيشه وبسبب الموروث من اجتهادات السابقين عِلماً بأن الحرية هي الأصل في المعتقد وهي المكون الأساس للإنسان.
إذاً فالازمة ليست أزمة وقود ولا خبز ولا حُكم، إنما أزمة نخب مريضة في ذاتها مشتتة في فكرها لأسباب كثيرة منها التربية بتناقضاتها، والتعليم بعواره، والتنوع الثقافي الذي عجزنا عن ادارته لعجزنا عن فهمه، ومنها الزعامات الفارغة التي جعلت همها كله في مصلحتها الشخصية، ودونكم خطابات سادتنا وكبرائنا من المسئولين في الملمات الرسمية والتي ينبغي ان تكون رسمية ومسئولة ولكنها للأسف الشديد لا رسمية ولا مسئولة تنتهي بما ابتدأت به دون ان يستفيد السامع شيئاً، فهي عبارة عن حفل للاستعراض الشخصي تُختتم بعرضة يشترك فيها السائل والمسئول علي أنغام أغنية “أنا ليهم بقول كلام.. دخلوها وصِقِيرها حام”، ورغم أني كنت أتبختر علي أنغام هذه الاغنية بِمَظنة النصر والانجاز، الّا أنها حالة في تقديري تعبر عن حالة مرضية من جنس الأمراض الكثيرة التي نعاني منها وتتجلي هنا وهناك في صورٍ شتى تستوجب بالضرورة التشخيص والعلاج.
والله من وراء القصد وهادي السبيل؛ ١/مايو/ ٢٠١٨
– عصام محجوب:
يا لروعة القول وصدقه.. يا لعظمة المراجعة بعد تجربة حقيقية.. فليس من عاش التجربة كمن سمع او قرأ عنها فسار وراء معالم بظن انها تضعه في طريق صحيح فجعلت التجربة فجيعته في الفكرة والمفهوم والتعامل مع الواقع فعالج كل ذلك بمراجعة فكرية عميقة.
شكرا اخي الكودة على المقال القَيِّم الذي استعرضت فيه باختصار المفاهيم الخاطئة وشرحت الصحيح الذي شوهه اهل التطرف فاعدت الامر الى نصابه ليؤخذ به ويكون ذلك خير معين وتفسير يمَكِن الناس، دون خوف او وجل، من الاعتراف بالحقائق منطلقين من القِيَم الحقيقية للعقيدة والشراكة في الوطن بكل ما فيه من تاريخ، وحاضر بسلطته وثروته، ومستقبل بما يفرض الاتفاق الوفاقي على الوجهة الصحيحة نحو غد افضل والطريق اليه.. ليبقى التنافس الانتخابي الحر والديمقراطي حول كيفية تحقيق ذلك.
كثير من العبارات والجُمل التي كتبتها يا صديقي الكودة تصلح عنوانا لاكثر من موضوع.. فقد اختصرت فيها بجدارة تشخيص الازمة الحقيقية وليس تداعيات احد أعراضها.
مع كامل تقديري وشكري لما قدمته وتقدمه من كبسولات فكرية رائعة تصب في مشروع التنوير والاستنارة الذي تحتاجه بلادنا التي اقعدها اهل التطرف بجعل الظلم والظلام يخيم عليها فتنكبت المسير فكان التقهقر والتراجع والتردي في كل مناحي الحياة.
متعك الله بالصحة والعافية. تحياتي الحارة.
* مبارك الكودة: شكرا اخي عصام.. نسأل الله ان يحفظنا واياكم وان يهدينا سواء السبيل. وتعليقا على ما يتداوله الناس من أخبار وفيديوهات ارفع إليكم
المقال الجديد ادناه بعنوان “في انتظار الساعة”:
تدنت في سماء الوطن بسبب الغيوم السياسية الملبدة، مدى الرؤية بصورة مخيفة جداً، مما جعل معرفة المآلات غاية في التعقيد والصعوبة، وأجزم أنه في هذه الساعة لا فرق بين العَالِم والجاهل والوزير والخفير في القدرة علي التنبؤ بما سيحدث غداً، فقد تمثلت فينا حقيقة قوله (ص) ما المسئول عنها بأعلم من السائل.
والتنبوء علم إنساني يخضع لقواعد ومنهجية تجعل من المتنبئ يمتلك أدوات المعرفة التي تؤهله لقراءة الواقع واستنتاج ما سيحدث في المستقبل، ولكن عند الازمات يصبح مدى إعمال العقل مرهون بمدى الرؤية، فسائق العربة الذي فقد توازنه لا يفكر في نهاية المشوار الذي انقطع بسبب الأزمة، إنما يفكر في الخروج من الأزمة. وإدارة الأزمات منهجٌ آخر له أدواته كذلك، ويحضرني وأنا اجتهد في تشبيه الواقع الْيَوْمَ، حديث الرسول (ص) إذا أسند الأمر الي غير أهله فانتظر الساعة؛ ولا أعتقد أن الساعة التي يقصدها رسولنا الكريم تنحصر في ساعة قيامة الْيَوْمَ الآخر فقط، فكل عمل غير مؤسس وأسند أمره لغير أهله له ساعته وقيامته، والذي يجري في السودان الآن هو ساعة وقيامة الإنقاذ التي هي مُخرج حتمي لسياسة إسناد الامر لغير أهله.
لا أظن أن النظام يحتاج مني لخارطة طريق تخرجه من هذه الأزمة وتحفظ البلاد والعباد من سوء المنقلب فقد تواترت النصائح والمساهمات بالحلول الناجعة، فقط نحتاج لقرارات جادة تضع الأمور في نصابها وإلا فانتظروا الساعة والتي اكتملت أشراطها فقد تأتي بغتة حيث لا ينفع الندم (كم أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ).
…. اللهم اهدي من تولوا أمرنا سواء السبيل، اللهم آمييييين؛ امدرمان ٥/مايو/٢٠١٨.
– عصام محجوب:
بعد ان وصلتها في منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات (كونفوي تاتشرات) الدعم السريع في احد شوارع امدرمان، بجنجويدها واسلحتهم الفتاكة، ومعها (بوستات) تنجُر الأخبار او عناوين لاخبار، كتبَت إلَيَّ صباح اليوم 5 مايو الجاري طبيبة قريبتي تقيم خارج السودان وتعيش داخله بروحها ومشاعرها: عصام الحقنا بتعليقات قروبات الصحفيين، الأخبار شنو؟؛
فكتبت لها ولقروب الاسرة: صباحكم خير.. لا شيء مؤكد، وليس هنالك من يجزم بحقيقة. الحالة حالة تساؤلات بدون اجوبة قاطعة.
واستنادا على ان ليس هنالك دخانا بدون نار.. يبدو ان هنالك تغييرا سيحدث. كيف؟ ما هو؟ الى اين يتجه بالبلاد؟ لا احد يدري، وربما الذين سيقومون بالتغيير انفسهم لا يدرون او بالأصح لا يعلمون الى اين ستقودهم الاحداث التي سيصنعونها او سيشاركون في صنعها، بإرادتهم او بغيرها.
فعلا البلد في مأزق، حكاما ومنتظرين ان يحكموا.. والشعب العريض تائه، ضهبان، يعمل على التأقلم مع أزمته ومأزقه والتعايش معهما وايجاد (فَرَقَه) لِيَمَشِّي حَالهُ كما ظل يفعل منذ ثلاثين عاما لأجل وجبة (فتة موية فول – تسمى بوش) او بقايا صحن كوكتيل من حفل زفاف او وجبة غداء يتناولها بعد فاتحة يشيلها على ميت لا يعرفه ولكنه يذهب لبيت العزاء قاصدا صينية الطعام.. ثم يزحف راجلا، الى أين لا يدري.. ومن أين ليس مهما.. ثم الاياب الي اي مكان تحملهم اليه الريح، وفي رحلتهم تلك تفيض بهم المساجد.
الشعب يتعبد بأزمته ومأزقه فماذا تريدون منه غير ذلك.. فهو غير معني بالتغيير.
هنالك من زرع في جماجم افراد الشعب ان التغيير شِرْك.. والأزمة والمعاناة عِبَادة. فماذا تريدون منه وقد اختار الجَنَّة وترك لكم الدنيا بِشِرْكِها وانتم فيها كافرون؟ من يريد منكم فعل اهل الجَنَّة ليفعل ما يفعله غالبية الشعب السوداني، يتعبد بقَرَفِه ووسَخِه الذي يحيط به وبمأزقة وأزمته وقهره وفقره ومرضه وجهله والصَفْقَة للحاكم والرقص معه كلما لعْلَع (ساوندسيستم). بغير ذلك فأي فِعل هو فِعل اهل الشِرْك لا يؤدي إلَّا للنار.
ذلك هو الدِين، وتلك هي المفاهيم التي زرعها جماعة الاسلام السياسي بواسطة جماعات التطرف من المساجد وفي المساجد وبالمساجد في جماجم الناس بعد ان غيبوا اعظم ما قدمه الرب لعِبَاده: العقل. تبا لهم.
رُفعت الاقلام وجفت الصحف.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
إقتباس
دائماً ما أضع نفسي حالةً للدراسة والتشخيص. ومن الأمراض التي أعاني منها ويعاني منها كل السودانيين …
قلنا أن الكيزان مرضي نفسيين و دون قطع شك فإن المريض النفسي يعتقد أن الجميع مرضي مثله ونجد ذلك واضحاً في الإقتباس أعلاه فها هو يجزم بأن كل السودانيين مصابين بعدة أمراض !!!!! رغم إنه ذكر مرض واحد و هو الخوف من المسؤلية و لكنه لم يفصح عن باقي الأمراض التي يعاني منها ؟؟؟؟؟
و نواصل في قراءة ما بين السطور لنجد إن الكودة يحاول جاهداً أن يحمل مسؤلية ما يحدث لبعض الأفراد و ليس للأخوان المسلمون فيقول ….
فالازمة ليست أزمة وقود ولا خبز ولا حُكم، إنما أزمة نخب مريضة في ذاتها … و قبله قال الهالك الترابي في شاهد علي العصر إن فشلهم يسأل عنه الغرب لأنه لم يتيح الفرصة للإسلاميين ليحكموا و يتطوروا ؟؟؟
إزالة الكيزان و جميع التيارات الدينية هو بداية الطريق للعيش بحرية و كرامة.
معاً لإبادة الكيزان و سدنتهم .
إذا كان هذا الرتل من التاتشرت فى شوارع العاصمة حقيقى فى هذا الزمن الحرج من تاريخ السودان إما أن يكون أو لا يكون تبقى البلد مافيها هداى وربنا يكضب الشينة ويحفظك ياوطن آمنا مطمئنا.
الكودة يريد ان يبرئ تنظيم الاخوان من موبقاته التي فعلها في ارض السودان
يريد ان يعلقها في شماعة النُخب !!
و لكننا نفهم و نعي
( كل كوارثنا و مأساتنا .. سببها الاخوان المسلمون #المجرمون )
اول ما انقلبوا علي الشرعية و سطوا علي القصر
كان من اولويات سياستهم امران
1 _ محو كل وجود لمن يختلف معهم فكريا من كل مؤسسات الدولة ( بقوانين التمكين )
2 _ سياسية ما اطلقوا عليها ( إعادة صياغة الانسان السوداني )
و فعلا اعادوا صياغته
اذ جعلوا منه مسخا > يرقص مع البشير و هو يسب الدين < جعلوا منه مسخا و هو يرجوا من وراء فقره و جهله و مسغبته #الجنة اوليس الاسلاميين الذين ( نصبوا من انفسهم اوصياء ع دين الله ) اولي بالجنة !! لماذا ادخلوا الناس الي المساجد .. و دخلوا هم السوق !! لماذا افقروا الناس .. و اغتنوا هم !! اذا كان الكودة جاااااااااااااادا و عمد الي مراجعة صائبة فاليخرج للناس و يقل : ان تنظيم الاخوان .. تنظيم اجرامي وليس اسلامي فاليخرج الي الناس و يقل ( ان الاسلاميين عمدوا الي قتل الشهيد محمود محمد طه > لانه ادرك كنههم و اكتشف حقيقتهم < فخافوا ان يبصَر الناس .. فينكشف امرهم و تبور بضاعتهم لا امان ابدا للاخوان و ان كان الكودة يدَعي انه قد عمد الي مراجعة فكرية فقد قالوها اخوان مصر من قبل و هم في السجون و حينما اطلق حسني مبارك سراحهم .. انقلبوا عليه و صاروا يصنعون الدسائس ذيل الكلب عمرو ما ينعدل
الكوده الكوز المغضوب عليه من الكيزان ، يعني كوز بقيمه متدنيه اتي ليشحت منصب فلم يجودوا له به فاخذ يحاربهم لا لمصلحة الشعب بل لمصالحه الخاصه ومصلحة الكيزان فرع الكوده ، خسئت ايها الكوز المثقوب الصدئ ، اذهبوا بمشاكلكم بعيد فانتم لا تخصونا في شئ
لا يمكن للعلمانية أن تتأسّس دون الإصلاح الديني الذي لم يتحقّق بعد عندنا، بل تحقّق في أوروبا القرن السادس عشر
سيقول لنا فلاسفة الفكر الإسلاميّ إنّ أوروبا احتاجت الإصلاح الديني بسبب “الكنيسة”، المرض الذي لا وجود له في حضارتنا. وهنا بالضبط يكمن الخطأ، فلدينا كنائس لا كنيسة واحدة، إذا كان معنى الكنيسة وجود سلطة، أو سلطات، تحتكر المعنى الديني، وتكفّر كلّ من يخالف هذا المعنى. لدينا وفرة وافرة من هذه السلطات، التي تحتكر، إلى جانب المعنى الديني، المعنى الاجتماعي والمعنى الثقافي والمعني السياسي، بالإضافة إلى المعاني الأخلاقية والروحية، وكلّها معان يتمّ احتواؤها داخل المعنى الديني، الذي تنتجه هذه السلطات.
مشكلة الخطاب الديني أنه يلعب على أوتار “الخصوصية”، وكأننا بدع بين البشر، ما أصلح العالم لا يصلح لنا، دون أن يدقّق المخدوعون بمفهوم “الخصوصية”- المطروح في الخطاب الديني – ليدركوا أنها خصوصية فقيرة جدّا ومغلقة؛ لأنها تختصر هوية الإنسان في بعد واحد من الأبعاد العديدة، وهو بعد “الدين”.
ليست المشكلة أنّ هناك جماعات تحتكر الإسلام، وتنسب نفسها ? وحدها ? إليه. هذه إحدى تجلّيات المشكلة وليست كلّ تجلياتها. لو كان الأمر مجرد انضمام لجماعة، تزعم أنها “إسلامية” على سبيل الاحتكار لهان الأمر، خاصة إذا كان المجتمع، خارج الجماعة، واعيا بأنها مجرّد جماعة.
الكارثة الآن أنّ الدولة، بنظامها السياسيّ الديكتاتوريّ القمعيّ، تتبنّى نفس النهج؛ فتزعم أنها دولة إسلامية، وتحرص في صياغة قوانينها على الحصول على موافقة المؤسسة الدينية. بل وتتبنّى في نظامها الاقتصادي مفاهيم “الاقتصاد الإسلامي”، الذي يحتلّ ركنا خاصا داخل كلّ البنوك. وصار هناك الزيّ الإسلامي، والشعار الإسلامي، والبرامج الإسلامية، في الإذاعة والتليفزيون، وصار بعض الناس يحملون لقب “المفكّر الإسلامي”. الخطر هنا في هذه الأسلمة، التي لا هدف وراءها سوى سحب بساط احتكار الإسلام من تحت أقدام المعارضة. يمكن القول باختصار أنّ النظام السياسيّ يسجن نفسه في خندق المعارضة الإسلامية، وهو يظنّ أنّه يحاربها. لقد انتصرت بأسلمة المجتمع والدولة، دون الوصول إلى السلطة. وهذا يفسّر حالة التراوح في تقديم برنامج سياسي لخوض الانتخابات من جانب المعارضات الإسلامية. إنّ شعار “الإسلام هو الحلّ” كاف ما دام النظام السياسي يحوّل الشعار إلى سياسة.
المعضلة، في هذا الوضع، ليست فقط معضلة المسلم الذي لا يريد أن ينتمي لهذه الأسلمة الإكراهية، بل المعضلة الأكثر تعقيدا معضلة غير المسلم الذي يعيش بالإكراه والإرهاب بقوّة القانون المتأسلم في مجتمع، لا يأبه به، ولا يعير دينه أيّ قيمة، إلا بطرف اللسان والبلاغة اللفظية. وضع المرأة أنكى وأنكى، ووضع الفكر والمفكّرين، والإبداع والمبدعين لا يحتاج لمزيد من الإيضاح.
مقدّمات الثورة العلمية
إنّها “العلمانية” – التي تفصل بين الدولة ونظامها السياسي وبين الدين – هي وحدها التي يمكن أن تفتح آفاقا للحرية والعقلانية وتعدّد المعاني. الدين شأن المتديّنين، ومهمّة الدولة أن تضمن حرية الجميع، وتحمي البعض من البغي على البعض باسم الدين أو باسم هذا المعنى أو ذاك لدين بعينه. لكنّ العلمانية لا يمكن أن تتأسّس دون الإصلاح الديني، إصلاح لم يتحقّق بعد عندنا، بل تحقّق في أوروبا القرن السادس عشر. لم تحدث عندنا ثورة فلسفية كالتي أحدثها فلاسفة أوروبا، تلك الثورة التي على أساسها تحقّقت الثورة الاجتماعية والسياسية التي أرست مفهوم “المواطن”، وأحلّته محلّ مفهوم “الرعية”، المفهوم الحاكم في مجتمعاتنا، رغم بلاغة الدساتير في تأكيد “المواطنة”. بعد تحرّر الإنسان من نير الطغيان السياسي، ونير التصوّر الكنسي للعالم، بفضل كلّ ما سبق – الإصلاح الديني وثورة الفكر الفلسفي والعلمانية – تحققت الثورة العلمية.
كلّ شيء ولد في مجتمعاتنا مختنقا، بسبب أنّ “الحداثة” الوافدة تمّ تمزيقها أشلاء في الوعي التحديثي ? ولا أقول الحداثي ? فتمّ تقبّل الشلو التقني فقط، وتمّ رفض الأساس العلمي للتقنية، بكل مكوّناته من عقلانية وعلمانية ? الخ. تمّ تقبّل الديمقراطية، بدون أساسها وهو حرية الفرد، تمّ تقبّل الاقتصاد الحرّ، بدون أساسه من حرية الفكر. لم يحدث الفصل بين السلطات، ولا كان ممكنا أن يحدث، لارتباط مفهوم السلطة بمفاهيم قروسطية مثل “الراعي” و”الحامي” و”الزعيم الملهم” و”الرئيس المؤمن” و”أمير المؤمنين”.
هناك الآن أهمية قصوى لفصل الدين عن الدولة، إذا نظرت حولك ستجد النتائج المأساوية لهذا الزواج الكاثوليكي المحرّم بين الدولة والدين في عالمنا العربي. الدين لا تستخدمه الجماعات الراديكالية أو الإسلاميون فقط، إنما تستخدمه الدولة، وهذا أمر يعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن العشرين، في العالم العربي كله والعالم الإسلامي كله.
عن الدولة لا المجتمع
فصل الدين عن الدولة غير فصل الدين عن المجتمع، لا يستطيع أحد أن يفصل الدين عن المجتمع، الدين تاريخيا مكوّن اجتماعي، وليس مجرّد مكوّن شخصيّ أو فرديّ. قد يبدأ الدين كذلك، أي يبدأ تجربة شخصية فردية، وقد يظلّ كذلك في بعض التجارب. لكنّ بعض التجارب الدينية الشخصية الفردية يتمّ تحويلها إلى تجربة مشتركة تخلق جماعة، تصبح مجتمعا ثمّ تتطوّر إلى “أمّة”. في هذه الحالة الأخيرة يصبح الدين قوّة وشيئا لا يمكن انتزاعه من المجتمع.
الدولة ليست المجتمع، بل هي الجهاز الإداري والسياسي والقانوني الذي ينظم الحياة داخل المجتمع. وإذا كان الدين قوة اجتماعية، فهو أيضا ليس المجتمع؛ إذا المجتمع جماعات وأديان. ومن حقّ هذه المجتمعات على الدولة أن تحمي بعض الجماعات من الافتئات على حقّ الجماعات الأخرى. من هنا فدور الدولة كجهاز منظّم لسير الحياة في المجتمع ? المتعدّد الأديان بطبيعته ? يجب أن يكون محايدا، بأن لا يكون للدولة دين تتبنّاه وتدافع عنه وتحميه. إنّ دورها حماية الناس لا حماية العقائد.
لم يحدث في التاريخ كله – رغم كلّ الادعاءات الأوهام – مثل هذا الفصل بين الدين والمجتمعات. الدولة ليس لها دين، ولا يصحّ أن يكون لها دين. “دين الدولة الإسلام”، عبارة يجب أن تكون مضحكة؛ فالدولة لا تذهب إلى الجامع ولا تصلي، والدولة لا تذهب إلى الحجّ، ولا تصوم، ولا تدفع الزكاة. الدولة ممثلة في النظام السياسي مسؤولة عن المجتمع بكل أطيافه بما فيها الأديان. معظم الدول العربية والإسلامية موزاييك من الأديان. وهذا يعني أنّ الدولة التي لها دين تلغي حقوق المواطنين الذين لا ينتمون لهذا الدين، بل الأدهى من ذلك أن هذه الدولة تضطهد أبناء نفس الدين الذين يفهمون الدين بشكل يختلف عن المؤسسات الرسمية للدولة. هكذا تصبح مفاهيم مثل “المواطنة” و”المساواة” و”القانون” مفاهيم خاوية المعنى.
الحاجة الثانية: هي الدساتير، من العبث القول أن المواطنة هي أساس الانتماء، ويقال في نفس الدستور “الشريعة ? أو مبادئ الشريعة – هي المصدر الرئيسي للتشريع”، هذا تناقض حدّيّ جدّا بين مادّتين في الدستور تلغي إحداهما الأخرى
نقلا عن مقال للمفكر الراحل نصر حامد ابو زيد في الحوار المتمدن.
اكبر اخطاء تنظيمات الاسلام السياسي انها لم تستطيع ان تفرق بين مفهوم :-
الدولة الاسلامية الدينية الثيوفراطية و بين مفهوم دولة المسلميين المدنية التعددية اليمقراطية العلمانية —
ناطحت جماعات الاسلام السياسي الصخر و رجعت للقرن السابع الميلادي حيث نشأت اول دولة اسلامية دينية بزعامة نبي و رسول من الله يوحى اليه سيدنا و نبينا محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم — و لا ينطق من الهوى انما هو وحي يوحى — و انتهت الدولة الاسلامية الدنية باغتيال الخليفة الراشد الرابع سيدنا علي كرم الله وجهه —
اما دولة المسلميين هي دولة قانون و دولة المواطنة المتساوية و بسط الحريات و فصل السلطات ( التنفيذية و التشريعية و القضائية ) — و هي باختصار مضمنة في مشروع ( السودان الجديد ) و فيه يتم فصل الدين عن السياسة و ليس فصل الدين الدولة او فصل الدين المجتمع — ( و كل مصطلح له دلالة و مفهوم معين )
و مطلوب من الدولة رعاية جميع ( الاديان السماوية ) و الوقوف بينها علي مسافة واحدة طالما يوجد مواطنون يدنون بهذه الاديان —
و الاهم يجب معرفة ان مهام الاديان تحث الفرد علي معرفة الله و افراده بالعبودية و الالوهية و الربوبية و اقامة الشعائر التعبدية بصدق و اخلاص و ايمان وصولا لمكارم الاخلاق في الدنيا و فوز بنعيم الجنة في الآخرة —
اذن الاديان ليست للعمل السياسي و المناصب و المكاسب الحزبية و شخصية وخداع و غش الناس و اكل اموالهم بالباطل و قتلهم و تعذيبهم في اقبية بيوت الاشباح استغلالا لشعارات سياسية ممزوجة بالدين فارغة و جوفاء — انه من عمل الشيطان فاجتنبوه يا اولي الابصار —
حقيقة من أجمل ما قرأت من المقالات -هذا السجال الفكري الرائع بالتطور الفكري و الخطاب العقلى الذي فى تقديري يحتاج له كل اهل السودان – هذا تفكير ناضج و نتاج لفكر و تجارب اوردتنا مورد الدمار و الهلاك واقول فى تقديري بدأت الاشراقات و التفكير السليم و الشعب السودانى شعب مثقف ومتعلم و هذه ثورة فكرية ورجوع للإسلام الحقيقى الذي لا يفرق بين يهودي ومسيحى و انما هذا هو اسلام الانسانية التى يحتاجها كل سكان الارض الذين هم خلقت الله فى الارض وهم عباد الرحمن الشكر و التقدير و الاحترام لكل الذين شاركوا فى هذا النقاش الهادف فحقيقة ديل دكاترة بحق و حقيقة يجبرك فكرهم و اسلوبهم المقنع لإحترامهم و تقديرهم الغير محدود وهذه بارقة أمل لفهم الدين على حقيقته هذا هو الدين الذي نريد -دين العقل و الفكر و التدبر و التفكر -دين القرن الواحد و عشرون و الدين هو قرآن يصلح لكل زمان و مكان فالتحية لكم أيها الاساتذة الاجلاء!!!!
إقتباس
دائماً ما أضع نفسي حالةً للدراسة والتشخيص. ومن الأمراض التي أعاني منها ويعاني منها كل السودانيين …
قلنا أن الكيزان مرضي نفسيين و دون قطع شك فإن المريض النفسي يعتقد أن الجميع مرضي مثله ونجد ذلك واضحاً في الإقتباس أعلاه فها هو يجزم بأن كل السودانيين مصابين بعدة أمراض !!!!! رغم إنه ذكر مرض واحد و هو الخوف من المسؤلية و لكنه لم يفصح عن باقي الأمراض التي يعاني منها ؟؟؟؟؟
و نواصل في قراءة ما بين السطور لنجد إن الكودة يحاول جاهداً أن يحمل مسؤلية ما يحدث لبعض الأفراد و ليس للأخوان المسلمون فيقول ….
فالازمة ليست أزمة وقود ولا خبز ولا حُكم، إنما أزمة نخب مريضة في ذاتها … و قبله قال الهالك الترابي في شاهد علي العصر إن فشلهم يسأل عنه الغرب لأنه لم يتيح الفرصة للإسلاميين ليحكموا و يتطوروا ؟؟؟
إزالة الكيزان و جميع التيارات الدينية هو بداية الطريق للعيش بحرية و كرامة.
معاً لإبادة الكيزان و سدنتهم .
إذا كان هذا الرتل من التاتشرت فى شوارع العاصمة حقيقى فى هذا الزمن الحرج من تاريخ السودان إما أن يكون أو لا يكون تبقى البلد مافيها هداى وربنا يكضب الشينة ويحفظك ياوطن آمنا مطمئنا.
الكودة يريد ان يبرئ تنظيم الاخوان من موبقاته التي فعلها في ارض السودان
يريد ان يعلقها في شماعة النُخب !!
و لكننا نفهم و نعي
( كل كوارثنا و مأساتنا .. سببها الاخوان المسلمون #المجرمون )
اول ما انقلبوا علي الشرعية و سطوا علي القصر
كان من اولويات سياستهم امران
1 _ محو كل وجود لمن يختلف معهم فكريا من كل مؤسسات الدولة ( بقوانين التمكين )
2 _ سياسية ما اطلقوا عليها ( إعادة صياغة الانسان السوداني )
و فعلا اعادوا صياغته
اذ جعلوا منه مسخا > يرقص مع البشير و هو يسب الدين < جعلوا منه مسخا و هو يرجوا من وراء فقره و جهله و مسغبته #الجنة اوليس الاسلاميين الذين ( نصبوا من انفسهم اوصياء ع دين الله ) اولي بالجنة !! لماذا ادخلوا الناس الي المساجد .. و دخلوا هم السوق !! لماذا افقروا الناس .. و اغتنوا هم !! اذا كان الكودة جاااااااااااااادا و عمد الي مراجعة صائبة فاليخرج للناس و يقل : ان تنظيم الاخوان .. تنظيم اجرامي وليس اسلامي فاليخرج الي الناس و يقل ( ان الاسلاميين عمدوا الي قتل الشهيد محمود محمد طه > لانه ادرك كنههم و اكتشف حقيقتهم < فخافوا ان يبصَر الناس .. فينكشف امرهم و تبور بضاعتهم لا امان ابدا للاخوان و ان كان الكودة يدَعي انه قد عمد الي مراجعة فكرية فقد قالوها اخوان مصر من قبل و هم في السجون و حينما اطلق حسني مبارك سراحهم .. انقلبوا عليه و صاروا يصنعون الدسائس ذيل الكلب عمرو ما ينعدل
الكوده الكوز المغضوب عليه من الكيزان ، يعني كوز بقيمه متدنيه اتي ليشحت منصب فلم يجودوا له به فاخذ يحاربهم لا لمصلحة الشعب بل لمصالحه الخاصه ومصلحة الكيزان فرع الكوده ، خسئت ايها الكوز المثقوب الصدئ ، اذهبوا بمشاكلكم بعيد فانتم لا تخصونا في شئ
لا يمكن للعلمانية أن تتأسّس دون الإصلاح الديني الذي لم يتحقّق بعد عندنا، بل تحقّق في أوروبا القرن السادس عشر
سيقول لنا فلاسفة الفكر الإسلاميّ إنّ أوروبا احتاجت الإصلاح الديني بسبب “الكنيسة”، المرض الذي لا وجود له في حضارتنا. وهنا بالضبط يكمن الخطأ، فلدينا كنائس لا كنيسة واحدة، إذا كان معنى الكنيسة وجود سلطة، أو سلطات، تحتكر المعنى الديني، وتكفّر كلّ من يخالف هذا المعنى. لدينا وفرة وافرة من هذه السلطات، التي تحتكر، إلى جانب المعنى الديني، المعنى الاجتماعي والمعنى الثقافي والمعني السياسي، بالإضافة إلى المعاني الأخلاقية والروحية، وكلّها معان يتمّ احتواؤها داخل المعنى الديني، الذي تنتجه هذه السلطات.
مشكلة الخطاب الديني أنه يلعب على أوتار “الخصوصية”، وكأننا بدع بين البشر، ما أصلح العالم لا يصلح لنا، دون أن يدقّق المخدوعون بمفهوم “الخصوصية”- المطروح في الخطاب الديني – ليدركوا أنها خصوصية فقيرة جدّا ومغلقة؛ لأنها تختصر هوية الإنسان في بعد واحد من الأبعاد العديدة، وهو بعد “الدين”.
ليست المشكلة أنّ هناك جماعات تحتكر الإسلام، وتنسب نفسها ? وحدها ? إليه. هذه إحدى تجلّيات المشكلة وليست كلّ تجلياتها. لو كان الأمر مجرد انضمام لجماعة، تزعم أنها “إسلامية” على سبيل الاحتكار لهان الأمر، خاصة إذا كان المجتمع، خارج الجماعة، واعيا بأنها مجرّد جماعة.
الكارثة الآن أنّ الدولة، بنظامها السياسيّ الديكتاتوريّ القمعيّ، تتبنّى نفس النهج؛ فتزعم أنها دولة إسلامية، وتحرص في صياغة قوانينها على الحصول على موافقة المؤسسة الدينية. بل وتتبنّى في نظامها الاقتصادي مفاهيم “الاقتصاد الإسلامي”، الذي يحتلّ ركنا خاصا داخل كلّ البنوك. وصار هناك الزيّ الإسلامي، والشعار الإسلامي، والبرامج الإسلامية، في الإذاعة والتليفزيون، وصار بعض الناس يحملون لقب “المفكّر الإسلامي”. الخطر هنا في هذه الأسلمة، التي لا هدف وراءها سوى سحب بساط احتكار الإسلام من تحت أقدام المعارضة. يمكن القول باختصار أنّ النظام السياسيّ يسجن نفسه في خندق المعارضة الإسلامية، وهو يظنّ أنّه يحاربها. لقد انتصرت بأسلمة المجتمع والدولة، دون الوصول إلى السلطة. وهذا يفسّر حالة التراوح في تقديم برنامج سياسي لخوض الانتخابات من جانب المعارضات الإسلامية. إنّ شعار “الإسلام هو الحلّ” كاف ما دام النظام السياسي يحوّل الشعار إلى سياسة.
المعضلة، في هذا الوضع، ليست فقط معضلة المسلم الذي لا يريد أن ينتمي لهذه الأسلمة الإكراهية، بل المعضلة الأكثر تعقيدا معضلة غير المسلم الذي يعيش بالإكراه والإرهاب بقوّة القانون المتأسلم في مجتمع، لا يأبه به، ولا يعير دينه أيّ قيمة، إلا بطرف اللسان والبلاغة اللفظية. وضع المرأة أنكى وأنكى، ووضع الفكر والمفكّرين، والإبداع والمبدعين لا يحتاج لمزيد من الإيضاح.
مقدّمات الثورة العلمية
إنّها “العلمانية” – التي تفصل بين الدولة ونظامها السياسي وبين الدين – هي وحدها التي يمكن أن تفتح آفاقا للحرية والعقلانية وتعدّد المعاني. الدين شأن المتديّنين، ومهمّة الدولة أن تضمن حرية الجميع، وتحمي البعض من البغي على البعض باسم الدين أو باسم هذا المعنى أو ذاك لدين بعينه. لكنّ العلمانية لا يمكن أن تتأسّس دون الإصلاح الديني، إصلاح لم يتحقّق بعد عندنا، بل تحقّق في أوروبا القرن السادس عشر. لم تحدث عندنا ثورة فلسفية كالتي أحدثها فلاسفة أوروبا، تلك الثورة التي على أساسها تحقّقت الثورة الاجتماعية والسياسية التي أرست مفهوم “المواطن”، وأحلّته محلّ مفهوم “الرعية”، المفهوم الحاكم في مجتمعاتنا، رغم بلاغة الدساتير في تأكيد “المواطنة”. بعد تحرّر الإنسان من نير الطغيان السياسي، ونير التصوّر الكنسي للعالم، بفضل كلّ ما سبق – الإصلاح الديني وثورة الفكر الفلسفي والعلمانية – تحققت الثورة العلمية.
كلّ شيء ولد في مجتمعاتنا مختنقا، بسبب أنّ “الحداثة” الوافدة تمّ تمزيقها أشلاء في الوعي التحديثي ? ولا أقول الحداثي ? فتمّ تقبّل الشلو التقني فقط، وتمّ رفض الأساس العلمي للتقنية، بكل مكوّناته من عقلانية وعلمانية ? الخ. تمّ تقبّل الديمقراطية، بدون أساسها وهو حرية الفرد، تمّ تقبّل الاقتصاد الحرّ، بدون أساسه من حرية الفكر. لم يحدث الفصل بين السلطات، ولا كان ممكنا أن يحدث، لارتباط مفهوم السلطة بمفاهيم قروسطية مثل “الراعي” و”الحامي” و”الزعيم الملهم” و”الرئيس المؤمن” و”أمير المؤمنين”.
هناك الآن أهمية قصوى لفصل الدين عن الدولة، إذا نظرت حولك ستجد النتائج المأساوية لهذا الزواج الكاثوليكي المحرّم بين الدولة والدين في عالمنا العربي. الدين لا تستخدمه الجماعات الراديكالية أو الإسلاميون فقط، إنما تستخدمه الدولة، وهذا أمر يعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن العشرين، في العالم العربي كله والعالم الإسلامي كله.
عن الدولة لا المجتمع
فصل الدين عن الدولة غير فصل الدين عن المجتمع، لا يستطيع أحد أن يفصل الدين عن المجتمع، الدين تاريخيا مكوّن اجتماعي، وليس مجرّد مكوّن شخصيّ أو فرديّ. قد يبدأ الدين كذلك، أي يبدأ تجربة شخصية فردية، وقد يظلّ كذلك في بعض التجارب. لكنّ بعض التجارب الدينية الشخصية الفردية يتمّ تحويلها إلى تجربة مشتركة تخلق جماعة، تصبح مجتمعا ثمّ تتطوّر إلى “أمّة”. في هذه الحالة الأخيرة يصبح الدين قوّة وشيئا لا يمكن انتزاعه من المجتمع.
الدولة ليست المجتمع، بل هي الجهاز الإداري والسياسي والقانوني الذي ينظم الحياة داخل المجتمع. وإذا كان الدين قوة اجتماعية، فهو أيضا ليس المجتمع؛ إذا المجتمع جماعات وأديان. ومن حقّ هذه المجتمعات على الدولة أن تحمي بعض الجماعات من الافتئات على حقّ الجماعات الأخرى. من هنا فدور الدولة كجهاز منظّم لسير الحياة في المجتمع ? المتعدّد الأديان بطبيعته ? يجب أن يكون محايدا، بأن لا يكون للدولة دين تتبنّاه وتدافع عنه وتحميه. إنّ دورها حماية الناس لا حماية العقائد.
لم يحدث في التاريخ كله – رغم كلّ الادعاءات الأوهام – مثل هذا الفصل بين الدين والمجتمعات. الدولة ليس لها دين، ولا يصحّ أن يكون لها دين. “دين الدولة الإسلام”، عبارة يجب أن تكون مضحكة؛ فالدولة لا تذهب إلى الجامع ولا تصلي، والدولة لا تذهب إلى الحجّ، ولا تصوم، ولا تدفع الزكاة. الدولة ممثلة في النظام السياسي مسؤولة عن المجتمع بكل أطيافه بما فيها الأديان. معظم الدول العربية والإسلامية موزاييك من الأديان. وهذا يعني أنّ الدولة التي لها دين تلغي حقوق المواطنين الذين لا ينتمون لهذا الدين، بل الأدهى من ذلك أن هذه الدولة تضطهد أبناء نفس الدين الذين يفهمون الدين بشكل يختلف عن المؤسسات الرسمية للدولة. هكذا تصبح مفاهيم مثل “المواطنة” و”المساواة” و”القانون” مفاهيم خاوية المعنى.
الحاجة الثانية: هي الدساتير، من العبث القول أن المواطنة هي أساس الانتماء، ويقال في نفس الدستور “الشريعة ? أو مبادئ الشريعة – هي المصدر الرئيسي للتشريع”، هذا تناقض حدّيّ جدّا بين مادّتين في الدستور تلغي إحداهما الأخرى
نقلا عن مقال للمفكر الراحل نصر حامد ابو زيد في الحوار المتمدن.
اكبر اخطاء تنظيمات الاسلام السياسي انها لم تستطيع ان تفرق بين مفهوم :-
الدولة الاسلامية الدينية الثيوفراطية و بين مفهوم دولة المسلميين المدنية التعددية اليمقراطية العلمانية —
ناطحت جماعات الاسلام السياسي الصخر و رجعت للقرن السابع الميلادي حيث نشأت اول دولة اسلامية دينية بزعامة نبي و رسول من الله يوحى اليه سيدنا و نبينا محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم — و لا ينطق من الهوى انما هو وحي يوحى — و انتهت الدولة الاسلامية الدنية باغتيال الخليفة الراشد الرابع سيدنا علي كرم الله وجهه —
اما دولة المسلميين هي دولة قانون و دولة المواطنة المتساوية و بسط الحريات و فصل السلطات ( التنفيذية و التشريعية و القضائية ) — و هي باختصار مضمنة في مشروع ( السودان الجديد ) و فيه يتم فصل الدين عن السياسة و ليس فصل الدين الدولة او فصل الدين المجتمع — ( و كل مصطلح له دلالة و مفهوم معين )
و مطلوب من الدولة رعاية جميع ( الاديان السماوية ) و الوقوف بينها علي مسافة واحدة طالما يوجد مواطنون يدنون بهذه الاديان —
و الاهم يجب معرفة ان مهام الاديان تحث الفرد علي معرفة الله و افراده بالعبودية و الالوهية و الربوبية و اقامة الشعائر التعبدية بصدق و اخلاص و ايمان وصولا لمكارم الاخلاق في الدنيا و فوز بنعيم الجنة في الآخرة —
اذن الاديان ليست للعمل السياسي و المناصب و المكاسب الحزبية و شخصية وخداع و غش الناس و اكل اموالهم بالباطل و قتلهم و تعذيبهم في اقبية بيوت الاشباح استغلالا لشعارات سياسية ممزوجة بالدين فارغة و جوفاء — انه من عمل الشيطان فاجتنبوه يا اولي الابصار —
حقيقة من أجمل ما قرأت من المقالات -هذا السجال الفكري الرائع بالتطور الفكري و الخطاب العقلى الذي فى تقديري يحتاج له كل اهل السودان – هذا تفكير ناضج و نتاج لفكر و تجارب اوردتنا مورد الدمار و الهلاك واقول فى تقديري بدأت الاشراقات و التفكير السليم و الشعب السودانى شعب مثقف ومتعلم و هذه ثورة فكرية ورجوع للإسلام الحقيقى الذي لا يفرق بين يهودي ومسيحى و انما هذا هو اسلام الانسانية التى يحتاجها كل سكان الارض الذين هم خلقت الله فى الارض وهم عباد الرحمن الشكر و التقدير و الاحترام لكل الذين شاركوا فى هذا النقاش الهادف فحقيقة ديل دكاترة بحق و حقيقة يجبرك فكرهم و اسلوبهم المقنع لإحترامهم و تقديرهم الغير محدود وهذه بارقة أمل لفهم الدين على حقيقته هذا هو الدين الذي نريد -دين العقل و الفكر و التدبر و التفكر -دين القرن الواحد و عشرون و الدين هو قرآن يصلح لكل زمان و مكان فالتحية لكم أيها الاساتذة الاجلاء!!!!
يعني الكودة بعد ان لفظه اخوانه الكيزان ولم يمنوا عليه بما كان يطمع، بدأ بمغازلة العلمانيين عسي أن يجد عندهم العز؟ ضعف الطالب والمطلوب.
التحية للقائد((عبدالعزيز الحلو))في((جبال النوبة))الذي أثبت من خلال المباديء التي يؤمن بها و((المفاوضات))التي تعثرت،أن الأزمة ليست أزمة((نُخب))بقدر ما هي أزمة((حكومة)).
إقتباس//
والأزمة الحقيقية التي يسأل عنها الوزير ليست بِعَرَض إنما هي مرض داخل ذواتنا، ودائماً ما أضع نفسي حالةً للدراسة والتشخيص. ومن الأمراض التي أعاني منها ويعاني منها كل السودانيين الخوف من تحمل المسئولية كما نرى، وعدم القدرة علي اتخاذ القرار بحرية بسبب التناقضات التي شكلت وجداننا…//إنتهى
يا أخي بالغت…!!؟؟
السودانيين منهم محمد احمد المهدي الذي قتل غردون وعجز عن قتله كثير من الدول
التي أذاقها الأمرين لكن قتله السودانيون…
المك نمر قتل إسماعيل باشا حتى بكى والده محمد على باشا بدلاً من الدمع دماً…ديل رجال بترددوا..؟؟
————————————————————————
ٌإقتباس//
وعلي سبيل المثال لا الحصر أَجِدُ نفسي وبعد مراجعاتي الفكرية متسقاً جداً من حيث المفهوم مع مشروع العلمانية السياسي والذي يتلخص في دولة المواطنة والقانون بمعناها الشامل. واعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التعريف للعلمانية هو دين الحق، الدين الذي يجعل الحاكم يقف علي مسافةٍ واحدة من كل الناس بمختلف عقائدهم، الدين الذي يجعل من القاضي حكماً عدلاً بين النبي (ص) والمواطن اليهودي، الدين الذي أحد الصحابة يعلن في ندوة عامة (صلاة الجمعة) أنه لن يسمع ولن يطيع الّا إذا حدثه رئيسه من أين جاء بثوبه الثاني…//إنتهى
على حسب علمي العلمانية لا تتلاقى مع الدين بتاتاً ، ولا تستقي منه شيء وإلا شابها التناقض.
العلمانية لا تعترف ولا تردد قصص الصحابة والأنبياء على الإطلاق ، وما أوردته من قصص هو قصص وردت في الدين الأسلامي ، والدين الإسلامي كغيره من الأديان في العلمانية هو مجرد عبادة تخص من يؤمنون بها ولا شأن لها بحياة المواطنين وممارساتهم….ما هذا الخلط المريع
ما حدث في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأسلام ولن يتم تعريفه بغير هذا الإسم ، فإن كان لك مشكلة في هذا التعريف لتهرب منه إذن فأمك هاوية.
تنظيم الأخوان -المسلمون أئمة النفاق الديني والكسب التمكيني، والإفساد الممنهج وهو سبب الكوارث الدولية وعصر الانحطاط “العرواسلامي” ودمار السودان وشيطنة أهله بعيداً عن التفكير العقلانية لأدنى متطلبات الدين والانسانية أي حرية التفكير والدين والمصير.
يعني الكودة بعد ان لفظه اخوانه الكيزان ولم يمنوا عليه بما كان يطمع، بدأ بمغازلة العلمانيين عسي أن يجد عندهم العز؟ ضعف الطالب والمطلوب.
التحية للقائد((عبدالعزيز الحلو))في((جبال النوبة))الذي أثبت من خلال المباديء التي يؤمن بها و((المفاوضات))التي تعثرت،أن الأزمة ليست أزمة((نُخب))بقدر ما هي أزمة((حكومة)).
إقتباس//
والأزمة الحقيقية التي يسأل عنها الوزير ليست بِعَرَض إنما هي مرض داخل ذواتنا، ودائماً ما أضع نفسي حالةً للدراسة والتشخيص. ومن الأمراض التي أعاني منها ويعاني منها كل السودانيين الخوف من تحمل المسئولية كما نرى، وعدم القدرة علي اتخاذ القرار بحرية بسبب التناقضات التي شكلت وجداننا…//إنتهى
يا أخي بالغت…!!؟؟
السودانيين منهم محمد احمد المهدي الذي قتل غردون وعجز عن قتله كثير من الدول
التي أذاقها الأمرين لكن قتله السودانيون…
المك نمر قتل إسماعيل باشا حتى بكى والده محمد على باشا بدلاً من الدمع دماً…ديل رجال بترددوا..؟؟
————————————————————————
ٌإقتباس//
وعلي سبيل المثال لا الحصر أَجِدُ نفسي وبعد مراجعاتي الفكرية متسقاً جداً من حيث المفهوم مع مشروع العلمانية السياسي والذي يتلخص في دولة المواطنة والقانون بمعناها الشامل. واعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التعريف للعلمانية هو دين الحق، الدين الذي يجعل الحاكم يقف علي مسافةٍ واحدة من كل الناس بمختلف عقائدهم، الدين الذي يجعل من القاضي حكماً عدلاً بين النبي (ص) والمواطن اليهودي، الدين الذي أحد الصحابة يعلن في ندوة عامة (صلاة الجمعة) أنه لن يسمع ولن يطيع الّا إذا حدثه رئيسه من أين جاء بثوبه الثاني…//إنتهى
على حسب علمي العلمانية لا تتلاقى مع الدين بتاتاً ، ولا تستقي منه شيء وإلا شابها التناقض.
العلمانية لا تعترف ولا تردد قصص الصحابة والأنبياء على الإطلاق ، وما أوردته من قصص هو قصص وردت في الدين الأسلامي ، والدين الإسلامي كغيره من الأديان في العلمانية هو مجرد عبادة تخص من يؤمنون بها ولا شأن لها بحياة المواطنين وممارساتهم….ما هذا الخلط المريع
ما حدث في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأسلام ولن يتم تعريفه بغير هذا الإسم ، فإن كان لك مشكلة في هذا التعريف لتهرب منه إذن فأمك هاوية.
تنظيم الأخوان -المسلمون أئمة النفاق الديني والكسب التمكيني، والإفساد الممنهج وهو سبب الكوارث الدولية وعصر الانحطاط “العرواسلامي” ودمار السودان وشيطنة أهله بعيداً عن التفكير العقلانية لأدنى متطلبات الدين والانسانية أي حرية التفكير والدين والمصير.