أخبار السودان

ما المطلوب من أحزاب المعارضة؟

سامي دكين المحامي
ما أحدثه الحراك الذي ابتدره حزب المؤتمر السوداني من خلال النقاش والمناظرة امام الجماهير والتشارك معهم حول طرح خيار خوض الانتخابات في 2020 ، هو حراك ظللنا ننادي به ونطالب الأحزاب به للتشارك مع الجماهير في اتخاذ قراراتها المصيرية، لتتشكل رؤية يمكن من خلالها تأسيس مشروع جديد تشارك فيه الجماهير كبديل. واعني بالبديل المشروع المطروح لقيادة الدولة بمفاهيم جديدة. وحوجة الناس والوطن لهذه المفاهيم الجديدة نتجت من خلال ازدياد وعي الناس وإدراكهم الكامل بفشل النخب السياسية والتنظيمات السياسية في الماضي والحاضر في ادارة الدولة بمشروع وطني حديث يناقش وينتقد كل الأساليب والأفكار القديمة التي تأسس عليها العمل السياسي وقامت بموجبها أنظمة فشلت في ادارة هذا السودان المتنوع بعدالة وشفافية.
وخوف الناس ، كما ذكرنا مرارا ، من تشكل القناعة لديهم للضغط على النظام بأي شكل لإزالته أو فتح جدار واسع في بنيته، إنما بسبب إيمانهم بإنعدام مشروع وطني بديل ينقلهم لدولة الرفاه ودولة الإنسانية ودولة الحقوق ودولة التغيير. فهم لا يرغبون في التضحية مجانا ولا يرغبون في انتاج ثورة تدخلهم الى ذات الدائرة الشريرة .
وتشكل هذا المشروع يتم بالخطوات العملية التي تقوم بها الأحزاب والنزول للجماهير والتشارك معهم في وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع . فالأحزاب الآن معنية قبل أي وقت مضى بالإنصات والاستماع للجماهير ، فليس المطلوب منها تقديم البيانات الجاهزة والخطب الرنانة والتوجيهات الآمرة. يجب على الاحزاب النزول الآن لشارع الجماهير العريض والتشاور والنقاش معهم بشكل يومي ونشاط متزايد. فخيارات تغيير النظام وخوض الانتخابات من عدمها كلها المحرك فيها الجماهير. اذن لماذا تنتظر الاحزاب أن يأتيها التغيير محمولا على طبق من ذهب.
نحن ثقتنا كبيرة وماتزال في هذه الأحزاب وانها تعلمت الكثير مثل ما تعلمت الجماهير الكثير ، وصعدت قيادات جديدة وشبابية في كابينة القيادة لتلك الاحزاب. وهي قيادات معروف عنها صدقها وتحملها واتساع افق رؤيتها .
يجب أن يمتد العمل في هذا المشروع ليشمل الولايات ومدن الهامش وليس الاكتفاء بالنشاط على مستوى العاصمة ، وضرورة سماع اهل الارياف البعيدة والمدن المهمشة والتشارك معهم ووعدهم بطرح رؤية واضحة تمثل كافة اهل السودان في دولتهم المستقبلية.
كل من لديه رؤية جديدة ومفاهيم جديدة لإدارة هذا البلد ، فليتأكد أن الجماهير تحمل أفكارا وتحمل قيم وأماني عظيمة وامال عراض في أن يروا دولتهم بعد ذهاب هذا النظام قائمة على أسس جديدة ومفاهيم جديدة، تعتني بإنسان هذا البلد وتنفخ فيه روح الوطنية وروح الانتماء من خلال احترام كيانه واحترام خياراته وتمتعه بحريتة وكرامتة ومساواته في الحقوق والواجبات وفتح الفرص امامه للابداع وقيادة وطنه للنهضة والاستقرار. كل الجماهير البعيدة في أقاليم النزاع في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق هي جماهير محبة للسلام وللخير. تريد ان تُشارك وأن تضع مشروع لادارة وطنها مشروع ينتقد ويتجاوز كل المشاريع السياسية الماضية منذ الاستقلال وحتى الآن التي عانت منها كثيرا ومازالت تعاني ، لينقلها لدولة السلام والنهضة والرفاهية والمساواة. وهنا يأتي دور الأحزاب التي تسعى للحكم ، فدورها الآن عقد نقاشات ومشاركات وتحالفات وتعاهدات وتعاقدات مع الجماهير بمختلف مكوناتها وأماكنها ومستوى تعليمها لتخلص لمشروع وطني عريض يكون السند الحقيقي لعملية تغيير هذا النظام.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما المطلوب من أحزاب المعارضة؟ مطلوب منهم انقاذ شعب الله الكيزاني من نفسه !!!! لا وكمان الشعب الكيزاني زعلان من المعارضة ويقولون عنها ضعيفة !!!! كيف ما تكون ضعيفة و 90% من الشعب السوداني كيزان

  2. ما المطلوب من أحزاب المعارضة؟ مطلوب منهم انقاذ شعب الله الكيزاني من نفسه !!!! لا وكمان الشعب الكيزاني زعلان من المعارضة ويقولون عنها ضعيفة !!!! كيف ما تكون ضعيفة و 90% من الشعب السوداني كيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..