إنما في جنة الخلد نعيش !

( 1 )
ووقفنا عند مفترقِ الدروب لنستبين
بيد أن الليلَ داهمنا ..غرقنا في غشاوتنا..
وهزمتنا جيوش الظلمة الحالكة الدهماء..
فقدنا قدرة الإبصار..
مكتوفين بالعجز تساءلنا ..
أتهنا أم تنكبنا الطريق؟
( 2)
يحاصرنا شخير الماء ..صوت هديره..
في عمق دوامتنا..أو في مهب الريح ريشاً..
هان خاطره على الأنواء..
لا يُسَليني ارتدادُ الطرف للماضي السحيق
أترى كنت سعيداً وعزيزاً..عند أطراف المعابد..
أم في غفلة من رماة الحدق صار الدين..
في خاطرنا المجروح تبراً ورقيق ؟
آه يا أبواب سنار أجيبيبني..
أكنت المجد أم زيف التمسح ..
والتسمي ولهاث البحث في الأنساب..
كي نكتب بين الناس عرباناً.. أتانا منهمو..
دون باقي العُرب من كان حسيباً ونسيباُ..
عاش بالتقديس تجري تحته الأموال..
والعيش الرغيد
والمريدون رعاع..آه يا سنار أورثتينني
سخرية في الزنج والعربان ..
بالله سألتك أن تعيديني إلى بدء الطريق
فلقد باسمك درويشاً وسمت..
وقباباُ وخرافات ورثت..
صرت في ذاكرتي ..عنوان قوم..
باسم شرع الله دوماً بجلوك..
وسياطا في ظهور الضعفاء..
سجناً لذوي الفكر المجنح..
لا صلواتهم تجدي ولا نطق الشهادة..
لا تعني حديقتنا الغنية بالأزاهر..
والثمار اليانعات ولا المعابد والكنائس..
غير أنجاس وأرجاس تباد لتعلو راية ..
للإفك يرفعها فريق
( 3 )
كلها الرايات شدتنا إلى الماضي..
وشدتنا لمستعمرنا..
رغم ترديد أناشيد الحماسة
زرعنا .. ضرعنا ..بترولنا ..
كله بعناه بخساً وفق غفلتنا ..
وأصبحنا توابع في السياسة
صار خير الأرض نهباً ..
لولاة وطغاة وبغاة ولصوص..
أورثونا الذل..سامونا العذاب ..
وكل يوم في انتكاسة.
باعونا الوعود الكاذبات..
لا ديناً حفظناه..ولا مجداً صنعناه..
واصطففنا في طوابير غذاء وكساء..
ووقود ودواء..وعدونا بالفراديس جزاء الصبر..
قالوا اننا .. رغم ألوان عذابات الجحيم..
إنما في جنة الخلد نعيش ..
(4 )
لا انتظار لحداة الركب ياشعب سيجدي
فجر البركان وامسك بزمام الأمر..
كن قدر التحدي
وتيقن أنه ..رغم طول الكبت والقهر..
فلا حيلة للجلاد عند الجد يا شعب ستهدي
قدد ممدت الحبل بالصبر طويلاً..
فاصنع الثورة..وانهض من سبات ..
سلم الراية طوعاً لشباب سوف يبني
الغد الأفضل للشعب ..
ويحصيها خطايا الظالمين..حساباً سوف ويخزي
كل من عاث فساداً ..وللفجر سعيداً سيغني.

معمر حسن محمد نور

11/5/2018