يلا نفارق الخرطوم
منذ العام الماضي وحتى الآن كم من مهرجان أقيم في هذه البلاد؟ وما الفائدة التي خرجنا بها من كل تلك المهرجانات التي أقيمت؟ هل جنينا شيئا يذكر أو أصلحنا حالا تدهور.. كم من مال اهدر وكم من زمن أضيع ولم تعوضه نتائج إيجابية تبشر بتغيير الحال.
< مهرجانات وأماسي شعرية وغنائية والنتيجة صفر وكأنها أقيمت كلها لحاجة في نفس يعقوب.. ولم تكن تلك الحاجة هدفها الإصلاح.. لم يتغير الوضع الثقافي ولا الفني ولا الموسيقي ولا.. ولا.. ولا.
< اجتهدت وزارة الثقافة بقيادة السموأل خلف الله لكن بماذا خرجنا من كل ذلك؟ زال كل الذي أحدثته تلك الليالي من تأثير بمجرد انتهاء المؤثر ومع كل ذلك نجد أن هنالك إصرارا على إقامة مزيد من المهرجانات.
< لماذا لا نوقف كل ذلك؟ سؤال خطر ببالي من إجل تقييم ما تم تنفيذه من مهرجانات واحتفالات لم تغير الوضع الذي نعاني منه حاليا ولم نستفد منها الكثير وليس ببعيد ما أحدثته أماسي بحري من ضجة ولم تقم لها قائمة حتى الآن.
< يجب أن نحدد ماذا نريد من إقامة هذه المهرجانات وأي مهرجانا نحتاجه وكيف ننفذه وأي تأثير نبحث إحداثه.. حتى لا نرهق أنفسنا بأشياء لا حاجة لنا بها.. والبلاد تنزف من كل جانب.
< شيء آخر إذا كان لابد من إقامة تلك الفعاليات لماذا لا نجعل بقية الولايات تنال نصيبا مما تناله الخرطوم التي تحتاج إلى جهد كبير لكي نغير فيها جزءا يسيرا في الاتجاه نحو الأفضل.
< نعم الخرطوم بها البنية التحتية من مسارح وصالات ودور عرض لكن إذا صرفنا كل تلك الأموال التي تصرف في الخرطوم على ولاية من الولايات لأحدثنا بنية تحتية مميزة بها.. ستساعد على النهضة الثقافية والفكرية والفنية.
< وأعتقد إعتقادا جازما أننا في هذه البلاد إذا أردنا التغيير من الخرطوم فسننتظر سنين عددا ولكن إذا أحدثنا ما ننشده من تغيير في الولايات ستفتح الخرطوم أحضانها ضاحكة مستبشرة بعهد جديد من النور الفكري والعلمي والثقافي.
< تجاهلوا الخرطوم فقد ملت وأرهقت مكرهة احتضان ثقافات لم تذقها طعم التقدم ولم تجعلها في مكانها الذي كانت عليه من قبل مما سمعناه من روايات وحكايات عن عاصمة السودان التي كانت ترفل في نعيم العلم والثقافة.
< يا سيد وزير الثقافة السموأل خلف الله.. دع الخرطوم واذهب إلى الولايات بجحافل مهرجاناتك وتناسى ما نقوله دوما بأننا بلد متعدد الثقافات ولنفكر في كيفية تناغمها مع بعضها البعض وليس صهرها في ثقافة واحدة.
الاحداث
