شبح الموت يهدد مئات السودانيين بصحراء النيجر (شاهد صور)

الخرطوم :غاديز : محمد علي محمدو
مازال شبح الموت يطارد المئات من السودانين بدولة النيجر بغرب افريقيا بعد ان فروا من جحيم العصابات في ليبيا ، لاسيما الذين يئسوا التخييم و معاناة اللجوء بمعسكرات اللاجئين السودانين في شرق تشاد، فيما تواجه مدينة أغاديز بالنيجر موجة كبيرة من تدفق المهاجرين السودانيين الفارين من ويلات النزاعات، فضلا عن العصابات التي ظلت تفترس الافارقة في المدن الليبية، وتعتبر هذه المدينة الواقعة على أبواب الصحراء الكبري ممرا رئيسيا يسلكه المهاجرين الذين يفرون من دول غرب أفريقيا بحثا عن حياة أفضل في أوروبا ، ولئن عرفت اغاديز بأنها منصة للانطلاقة الى ليبيا فإنها اليوم اصبحت تستقبل الذين انطلقوا منها الى ليبيا ولكن بشكل يعد اكثر قسوة من الامس، وكان آخر الذين طالهم التعذيب والمعاناة هم السودانين من دون الجنسيات الاخرى عندما شنت السلطات النيجرية حملة استهدفت فقط السودانين الذين القت بهم السجون وزجت السلطات النيجرية بنحو (140) سوداني بغياهب سجونها ، فضلا عن ترحيلها لـ( 360) منقب سوداني إلى منطقة صحراوية خالية تسمى مادمة والتي تقع على الحدود بين ليبيا وتشاد والنيجر . استهداف ممنهج
في غضون الاسبوع المنصرم شنت السلطات النيجرية حملة اعتقالات واسعة ضد السودانين القادمين من ليبيا بمدينة اغاديز حيث اعتقلت أكثر من( 150 ) سوداني بينهم نساء واطفال ، وقال احمد حسن أحد الفارين من المعتقل إن السلطات الامنية بالنيجر اعتقلت السودانين اثناء خروجهم من المساجد والمحلات التجارية ، وكذلك من أندية المشاهدة الرياضية ، دون أن تبدي السلطات أي من أسباب استهداف السودانين الذين تقدموا للجوء لافتا إلى أن الاعتقالات لم تشمل الجنسيات الاخرى المتواجدة بالنيجر من بقية الافارقة، واعتبر حسن ذلك الامر استهدافا ممنهجا للسودانين الذين لا يحملون أية اجندة سياسية، وتابع انهم باحثين عن الاستقرار والحياة الكريمة في اوروبا.
محطة جديدة للجوء
وكشفت مصادر مطلعة لـ( اخبار الوطن) أن نحو( 2000 ) لاجئ سوداني ، من ضمنهم 200 عائلة من نساء وأطفال ، وصلوا إلى معسكر (اغاديز) بدولة النيجر في انتظار السفر إلى اوروبا وكندا لأجل إعادة توطينهم هناك. وأوضحت أن من بين الذين وصلوا إلى النيجر سودانيون جرى ابعادهم في وقت سابق من الاردن، بجانب عدد من سكان معسكرات اللجوء السودانية بتشاد. وعلمت (اخبار الوطن) من مصدر مسؤول، أن الأمم المتحدة قد أخلت في ديسمبر من العام الماضي ( 1600) لاجئاً افريقياً من ?ليبيا? عبر رحلات طيران إلى (نيامي) بدولة النيجربعد وقوعهم ضحايا لعصابات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط. وأكدت المصادر أن الضحايا عقب ترحيلهم من ليبيا تم إنزالهم في فنادق بالعاصمة النيجرية توطئة لترحيلهم إلى بلدان اوربية وكندا وسويسرا، عبر معسكرات للجوء، مشيرين إلى أن معظمهم من دول ?مالي، وغانا، والنيجر، وليبيا، والسودان، وتشاد، وجنوب السودان .?. وأوضحت المصادر أن الأمم المتحدة ما زالت تستقبل بمدينة (اغاديز) تدفق عشرات اللاجئين الافارقة القادمين عبر الصحراء الحدودية، ومن ثم تشرع في دراسة حالتهم قبل نقلهم إلى العاصمة من خلال المعاينات . وتوقعت المصادر بأن تشرع الأمم المتحدة في توطين معظم اللاجئين الذي وصلوا إلى ?النيجر? باوروبا وكندا خلال الأشهر القادمة، فيما ازدادت تدفقات اللاجئين من دول ?السودان وتشاد وغانا وليبيا.? وأوضحت أن دول ?كندا وسويسرا وايرلندا? وافقت على توطين بعض اللاجئين الافارقة الفارين من ليبيا بينما يتم توطين ذوى الاحتياجات الخاصة بفرنسا. وتقوم الأمم المتحدة بهذه الخطوة في إطار جهود توفير الحماية للاجئين وغيرهم من المهاجرين المعرضين للخطر الذين يسافرون إلى ليبيا يحدوهم الأمل في عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا في رحلة محفوفة بالمخاطر. وشهدت السجون الليبية خلال الفترة الماضية انتهاكات ارتكبتها عصابات في حق الافارقة من قتل وتعذيب، كما تم الاتجار بهم كرقيق في اسواق النخاسة. يذكر أن دول الاتحاد الاروبي عملت بتنسيق مع الحكومة الليبية للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط والذي راح في عرضه المئات من الافارقة كضحا يا . سجون الصحراء.
بينما استنكر مدير منظمة اللاجئين حول العالم تاج الدين تور الخلاء اعتقال عدد من الاجئين السودانين من قبل السلطات النيجرية ، واكد أن الشرطة النيجرية بجانب جهاز الامن مدينة اغاديز قد اعتقلوا (149) لاجئا سودانيا من منازلهم وكذلك اثناء خروجهم من المساجد وأندية المشاهدة، منبها بعدم الافراج عنهم ، وتابع تورالخلاء قائلا : في السابع من مايو الجاري قامت قوة مدججة من الجيش على متن ثلاثة عربات لانكروزر بجانب جرارات كبيرة باقتياد اللاجئين الى بوابة مادمة الحدودية بين ليبيا والنيجر، مشيرا الى رفض اللاجئين ترحيلهم الى تلك المنطقة الصحراوية والتي تقع على بعد (20 ) كيلو من الصحراء الليبية فضلا عما قامت به القوة المعنية من ضرب اللاجئين بمؤخرة البنادق. وأشار إلى وقوع العشرات من الاصابات بين المعتقلين إزاء تعرضهم للضرب الذي وصفه بالمبرح لافتا إلى أن ثلاثة منهم حالتهم خطيرة، وأكد ترحيل مجموعة اخرى قوامها ( 150 ) لاجئا الى منطقة مدامة الصحراوية ، وحذر تور الخلاء، من مغبة وقوعهم في فخ الاتجار بالبشر او الموت جوعا وعطشا، فيما طالب تاج الدين المنظمات المعنية بالوقوف عند هذه القضية ، وتابع بالقول إن اللاجئين يواجهون خطر الموت في الصحراء او يتم ترحيلهم قسرا الى السودان، معتبرا ذلك انتهاك لقانون الدولي ، واصفا الامر بالخطير، ولفت إلى أن المصابين تم اسعافهم خارج المستشفى من قبل بعض المنظمات الانسانية، وقال إن احد المصابين تم خياطة اصابتة في الرأس دون استخدام البنج ، مؤكدا في الوقت ذاته أن المصابين تتم معالجتهم بعيد من المستشفيات لجهة تحاشي وقوعهم مرة اخرى في براثن السلطات النيجرية، وكشف عن شروع عدد من الناشطين في اوروبا تنظيم وقفات احتجاجية للدفع بمذكرة الى سفارات النيجر بالدول الاوروبية إزاء الممارسات التي تقوم بها دولة النيجر ضد اللاجئين السودانين
ذاكرة .
وفي خواتيم ابريل من العام الماضي قامت السلطات النيجرية بترحيل أكثر من( 360 ) معدناً سودانياً من صحراء النيجر ومدينتي ?أغاديز والعاصمة نيامي?، إلى معسكر على الحدود الليبية التشادية بعد تجريدهم من ممتلكاتهم . وكانت السلطات النيجيرية أمهلت السودانيين ثلاثة أيام لمغادرة أراضيها فيما تفاجأ السودانيين بحملات المداهمة من قبل الجنود النيجريين حيث تم تقييدهم وترحيلهم إلى معسكر ?مادمة? الصحراوية . فيما وصل المرحلين أمس الأول إلى معسكر ?مادمة? الصحراوية التي تقع شمالي النيجر مع الحدود التشادية الليبية، وسط معاناة بالغة جراء إنعدام الماء والغذاء . وأبلغ شهود عيان، (اخبار الوطن) أن حكومة النيجر قامت بترحيل أكثر من 360 من المعدنين التقليدين السودانين في صحراء النيجرية خلال الأسبوع الماضي بعد نهب ممتلكاتهم من أموال وبضائع، بجانب الذهب فضلاً عن تسعة سيارات من قبل الجنود النيجريين الذين قاموا باجراء طردهم بمدينتي ?أغاديز.? والعاصمة ?نيامي? وأوضح شهود العيان، أن القوة التي رحلت السودانيين أبلغتهم بالذهاب إلى ?تشاد او ليبيا? دون التوجد في ?النيجر?، رغم أن المرحلين ليسوا تشاديين او ليبيين. وأضافت ?إنهم سودانين? لافتاً إلى معانتهم جراء نقص الغذاء، قائلاً ?إنهم يتناولون خمس حبات بلح كل ستة ساعات كغذاء?. وأبلغ شقيق أحد المرحلين بأن شقيقه الأصغر ضمن المرحلين إلى معسكر ?مادمة? الصحراوية بالنيجر، مشيراً إلى تحويلهم بعض الأموال لشقيقه بغيه انقاذ حياته . وأكد أن المرحلين سودانيين وأن بعضهم تجار والآخرين معدنين عن الذهب كانوا قد دخلوا النيجر بطريقة رسمية، قائلاً إن المرحلين تم إنزالهم على بعد كيلو من معسكر ?مادمة .? وأوضح أن معسكر ?مادمة? يقع شرق النيجر ويبعد 20 كيلو عن الحدود الغربية الليبية، وتتواجد فيه القوات المشتركة لمحاربة الإرهاب، وهي قوات نيجرية وفرنسية وتشادية فضلا عن قوات أخرى امريكية وبريطانية .? وكانت السلطات النيجرية سبق وقامت في العام الماضي بطرد الآلأف من السودانين المنقبين عن الذهب بالصحراء النيجرية بعد تجريدهم من كل ممتلكاتهم . كما شهدت منطقة مثلت ?كوري? الصحراوي المتاخم لتشاد مقتل وجرح العشرات من السودانين خلال العام الماضي من قبل مسلحين مجهولين
وقائع.
حمل بعض اللاجئين مسئولية الاعتقالات التعسفية بمعسكر اغاديز للاجئين السودانيين بدولة النيجر من قبل السلطات النيجيرية الى المفوضية السامية للاجئين ، وقال احدهم إن السلطات ألقت القبض على اللاجئين السودانيين فقط دون أن تطال الحملة بقية اللاجئين من بقية البلدان وقال بلغ عدد المعتقلين(140) معتقل خلال يوم من بداية الحملة التي وصفت بالانتقائية ضد السودانين . وذكران بعض اللاجئين أن الاعتقالات تمت أمام أعين المفوضية السامية للاجئين من قبل السلطات النيجيرية واعتبروا ذلك مخططا لاستهداف السودانين . وقال احد الفارين من الاعتقال رفض ذكر اسمه بداية الاعتقالات كانت عباره عن حملة مداهمات غير متوقعة لافتا إلى انه تم اعتقاله وهو في طريقة الى مشاهدة مباراة كرة قدم، وأشار الراوي إلى اعتقال عدد من النساء من قرب المعسكر من قبل قوات الشرطة النيجرية ، منوها الى وصول سيارات من الشرطة الذين تحدثوا الى السودانين باحدي اللغات الافريقية مع العلم أنهم لا يجيدون التخاطب بتلك اللغة وكان رد الشرطة أن قالت انتم سودانين وتم اعتقالنا على الفور نحن اربعة في محل الحدث فضلا عن شباب آخرين تم اعتقالهم من سكناتهم بجانب معتقلين آخرين داخل سيارت الشرطة. وأضاف عقب وصولنا الى السجن التقيت بأكتر من( ٣٠ ) شخص سألتهم عن اسباب اعتقالهم وكان ردهم لا احد يعرف أسباب اعتقاله ، وذكر ان من بين المعتقلين نساء سودانيات وهن زوجات واسر السودانين الذين فروا من ليبيا ، وبجانب معسكرات اللجوء بتشاد. وقال آخر لـ(اخبار الوطن) يسمى محمود : انه كان من ضمن المعتقلين ولكنه استطاع الافلات والهروب من قبضة السلطات مشيرا إلى اقتحامه الباب مع احد زملائه ، بيد أن زميله تم ضربه بمؤخرة البندقية ومن ثم سقط في الحال وتم ارجاعه، أما هو فقد استطاع الفرار حيث تم اعتقالهم عقب خروجه من المسجد وقال عند منتصف الليل اجرت السلطات حصر فيما بلغ العدد الكلي( ١٤٩ ) تقريبا وعندما استفسرنا عن الاسباب قال كان رد البوليس بعدم معرفة الاسباب. وأشار محمود إلى وصول احدى المنظمات الى مكان الاعتقال إلا انها لم تلتقي باي معتقل، وقد اجتمعت فقط مع الضباط في السجن وعادت دون أن توضح لنا المنظمة اي شيء . وقال محمود: ان منظمة الهجرة الدولية جلبت لهم وجبة فطور لافتا إلى وجود مواطنين محليين تم الافراج عنهم جميعا فقط ابقت السلطات على اعتقال السودانين، مشيرا إلى أن الذين افرج عنهم ربما كانوا ضمن المسجلين لدى منظمة الهجرة الدولية
. ملفات في الادراج .
وقال احد الذين تقدموا بطلبات اللجوء ان المديرية الجهوية للأحوال المدنية بالنيجر لم تدرس جميع ملفات اللاجئين السودانيين الذين طلبوا اللجوء السياسي في النيجر، لجهة أن الملف سيكون محل نقاش بين النيجر وتشاد ، لافتا إلى أن هذه المشكلة ناتجة عن البيروقراطية الشديدة لمكتب المفوضية، ومعتبرا ذلك انتهاك حقوق في حق الأمان الشخصي لطالبي اللجوء وكذلك حقهم في الحماية القانونية كطالبي لجوء . وقال لا تقتصر المشكلة على تعرض طالبي اللجوء للاحتجاز وربما الترحيل ، بل تتعدى ذلك إلى عدم تمكنهم من التمتع بالحقوق الإنسانية الأساسية في العمل والرعاية الصحية والسكن والتعليم بسبب عدم تمتعهم بأية صفة قانونية الأمر الذي يعرضهم للعديد من الانتهاكات بالنيجر . وطالبوا من المجتمع الدولي والنيجر التخفيف من وطأة الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون إذ يجب على المجتمع الدولي أن يحشد الجهود من أجل إنشاء مراكز لجوء ترعاها المفوضية والاتحاد الأوروبي في النيجر مما يتيح للمهجرين قسرا ملاذا آمنا وفرصة التقدم بطلب التوطين وعلى مفوضية الأمم المتحدة بالنيجر التحرك لإيقاف ما تقوم به السلطات النيجيرية من إنتهاكات ضد اللاجئين السودانيين. كما حث اللاجئين المفوضية على استعادة دورها في حماية اللاجئين السودانيين وأسرهم في النيجر، مع الاخذ في الاعتبار أن هذه الأسر تقع بين خيارين محفوفين بالمخاطر، اما العودة إلى السودان أو المغادرة عبر البحر الأبيض المتوسط ومواجهة الموت غرقاَ
أخبار الوطن
الموضوع داخل فيه حكومة البشير مع حكومة النيجر فهي وراء كل مصيبة،بالإضافة إلى سمعة الإنسان السوداني بأنه إرهابي وأن السودان يرعى المجموعات الإرهابية من طلاب من شتى دول أفريقيا ولا ننسى بوكوحرام ،لذلك تخشى دولة النيجر أن تصاب بعدوى الإرهاب ويحدث لها كما حدث لنايجيريا من بوكوحرام.
الموضوع داخل فيه حكومة البشير مع حكومة النيجر فهي وراء كل مصيبة،بالإضافة إلى سمعة الإنسان السوداني بأنه إرهابي وأن السودان يرعى المجموعات الإرهابية من طلاب من شتى دول أفريقيا ولا ننسى بوكوحرام ،لذلك تخشى دولة النيجر أن تصاب بعدوى الإرهاب ويحدث لها كما حدث لنايجيريا من بوكوحرام.