وأخيرا قطعت جُهَيَزَة قول كل خطيب وداعا جَدِّي المنتحل (العبّاس)

الباقر العفيف
وجُهَيْزَة التي أتتني بالخبر ليست تلك المرأة صاحبة المثل الشهير، والتي دخلت على رهط رجل مطلوب في دم بينما هم يفاوضون أهل القتيل في محاولة لإثنائهم عن الأخذ بثأره، يلتمسون إحدى الخصلتين إما العفو لوجه الله أو قبول الدية منه. فما كان من جهيزة التي يكاد “الشمار” يفتك بها، إلا وأن ألقت في وجوههم الخبر الحار Breaking News : أن بعض أهل القتيل قد ظفروا “بزولهم” “ولحقوه أمات طه”. فانفض سامر القوم وتبدَّدت خطبهم البليغة في الهواء، بعد أن قَطَعَتْ جُهَيَزَة قول كل خطيب.
أما جهيزتي التي أحدثكم عنها هنا، فهي علوم الجينوم ومعامل صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا العظمى، لفحص الحمض النووي أو ما يعرف بال DNA. وبما إني صاحب فرضية في أمر هوية السودانيين المنحدرين من على ضفاف النيل بوجه عام، وقبائل الشايقية والرباطاب والجعليين على وجه الخصوص، ممن فقدوا لسانهم النوبي وتبنوا العربية كلغة أم، بأنهم نوبا مستعربون. أي أنهم ليسوا عربا كما يدّعون، وأنه لا تجري في عروفهم دماء عربية، وأن جَدَّّهم العباس جَدٌّ مُنتَحل. وأنَّهم قتلوا جَدَّهم الحقيقي (النوبي) قتلا معنويا ورمزيا، ومحوا ذكره من وجدانهم، ثم محوا ذكره في العالمين. وتبنوا جَدَّّا بديلا عنه، هو العباس ابن عبد المطلب. وبناء على ذلك فهم مصابون بعقدة أوديب (الذي قتل أباه) من ناحية وبعقدة عنترة بن شداد (الذي كَرِهَ أمَّه) من ناحية أخرى.
وقد رددتُ جميع مشاكِلِنا السياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية لهاتين العقدتين بالذات. فنحن، السودانيين الشماليين، لا نقبل أنفسنا كما هي ولا نتصالح معها. ولا تبدو أرواحنا مرتاحة داخل أجسادنا، كأنما كل فرد منا “فيه شركاء متشاكسون” وليس “سَلَمَا” لرجل أو امرأة. لا نريد أن نكون سودانيين وكفى، ولا نريد أن تمتد جذورنا داخل حدودنا مع النيل الخالد، وكأننا لا نستذيق المياه العذبة، ولا نريد أن نعانق الاهرامات التي بناها أجدادنا الحقيقيون الذين أنكرناهم فصرنا كمن ينكر ضوء الشمس من رمد. “فسبحان واهب العقول ومُعْمِيْهَا” كما يُعَبِّر الشاعر معروف الرصافي.
وقد أزْعَجَتْ هذه الفرضية كثيرين، وأثارت غضب كثيرين، وعرضتني للنقد الرصين وغير الرصين. وبما إني رباطابي من جهة أبي المتحدر من (الجزيرة أَرتُل قرب الشِّرِيْك) وجعلي من جهة أمي المتحدرة من (نواحي كبوشية وكَلِي)، ووفق الأسطورة الشائعة فمن المفترض أن أكون عربيا من الجهتين، جهة الأب وجهة الأم. وأن يفيض جسدي بالدماء العربية “العباسية المباركة” رغم أنف سحنتي النوبية، ورغم أنف الأحباش الذين ما أن حللت بأرضهم إلا و “راطنونني” وأصروا أنني واحد منهم.
فماذا كانت نتيجة فحص الحمض النووي؟ تهيأوا أيها القريشاب والشارباب لخبر جهيزة الخواجية، وأصيخوا السمع:
أنتم أحباش كوشيون نوبيون شرق أفريقيون ولستم عربا أيها الجعلتية..
فماذا أنتم قائلون؟
أتصوركم تقولون :” بالله قوم كده بلا جينوم بلا كلام فارغ! حرَّم عباسيين ولو كره “الكافرون” بأشجار الأنساب… عباسيون غصبا عنك وعن علوم الخواجات “الكضابة”. أليس كذلك؟
الآن دعونا نفحص النتيجة:
إن نسبة جيناتي المنتمية لأفريقيا جنوب الصحراء هي ٩٧.٩ ٪ وهذه منها ٩٦.٨٪ تنتمي لشرق أفريقيا. وبالطبع نعرف أن هناك تداخل كبير بين ممالك النوبة القديمة مثل كوش ومروي وممالك الحبشة القديمة مثل بنط وأكسوم. فنحن في الحقيقة شعب واحد من الناحية الجينية ولكن تعددت لغاتنا وأدياننا. أما بقية الجينات المتبقية العالقة بشجرتي النوبية فتبلغ ٢.١٪. وهذه متوزعة بين ثمانية أقسام تفصيلها كالآتي:
جينات تنتمي لغرب أفريقيا نسبتها ٢.٪ (أي صفر فاصل إثنين في المائة). وجينات تنتمي للمجموعات الأفريقية التي تعتمد على الصيد والجمع (زي الأقزام Pygmies) بنسبة ١.٪ (أي صفر فاصل واحد في المائة) . وجينات تنتمي للمجموعات الأفريقية التي تقطن جنوب الصحراء بشكل عام بنسبة ٧.٪ (صفر فاصل سبعة في المائة). وجينات تنتمي لغرب آسيا وشمال أفريقيا بنسبة ١.١٪ (واحد فاصل واحد في المائة). وجينات تنتمي لشمال أفريقيا والجزيرة العربية بنسبة ١.١٪ (واحد فاصل واحد في المائة). وجينات أوروبية محددة بنسبة ٢.٪ (صفر فاصل إثنين في المائة). وجينات أوروبية بصفة عامة بنسبة ٢.٪ (صفر فاصل إثنين في المائة). وجينات غير مصنفة بعد بنسبة ٨.٪ (صفر فاصل ثمانية في المائة).
ويبدو أن جهيزة الخواجية أرادت أن تعوضني عن خسارتي للعباس بإخباري أني والزعيم الخالد نيلسون مانديللا تحدرنا من جد واحد. وأن هذا الجد المشترك عاش قبل ١٤٠ ألف سنة. ربما كان هذا أبونا آدم.
وهكذا يضع العلم حدا للأسطورة. ويثبت فرضيتي التي تناوشتها السهام العروبية الصدئة. وكشأننا في سوء الظن بكل شيء حتى العلم، فَهِمَ البعض أن في قولي هذا تقليل من شأن العرب والعروبة، وإعلاء من شأن الأفارقة والأفريقانية، في حين أنني أؤمن إيمانا راسخا لا يتطرق إليه الشك أن الناس كلهم سواء لا يتفاضلون إلا بالقيمة والنبل والأخلاق. إنني أدعو فقط أن نكون “نِحْنَ يانا نِحْنَ.. ما غيرتنا ظروف ولا هدتنا محنة”. أي أن نكون كما خلقنا الله، وألا نحاول تبديل خلقه، وانتحال خلق آخر غيرنا.. وألا نقيس أنفسنا بمعيار خارجنا، وأن نكون ممتنين كوننا أصلاء في هذه الأرض التي يباركها النيل سليل الفراديس.. وأن نستعيد آباءنا النوبيين رواد الحضارة الإنسانية.. وأن نبعثهم من مرقدهم الذي حجرنا عليهم فيه.. وأن ننفض عنهم تراب القرون، ونعتذر لهم ونكرمهم ونفخر بهم.. وأن نرعى إرثهم الذي أورثونا لأنه ميراثنا أبا عن جد. فإهمالنا للتاريخ والآثار النوبية والكنوز المعرفية التي تركوها لنا إنما هو ناتج عن نكراننا لأصولنا.. عن نكراننا لهم.. عن قتلنا الرمزي لهم، واتخاذنا أبا بديلا عنهم. ومن هذا الأب البديل نتجت كل آفاتنا وعقد نقصنا إزاء العرب وتذللنا لهم..
فإننا لن نسعد في هذه الحياة ونحن نسعى في مناكبها بشخصيات زائفة.. والشخصية الزائفة هي التي لا تعرف نفسها، ولا تعرف قدرها.. هي التي تكره ذاتها وتنكر نفسها وتريد أن تكون شيئا سواها.. والشخصية الزائفة عبارة عن قشة في مهب الريح، تتجه أنى اتجهت الريح.. شخصية هشة، إمعة، تابعة ورخيصة.. ولقد أَفِضْتُ في الأمثلة الدالة على هشاشة الفرد السوداني المتوسط average بإزاء العرب في ورقتي “متاهة قوم سود ذوو ثقافة بيضاء” فليُلتَمَسْ في موضعه ولكني هنا أتحدث عن هشاشة الطبقة الحاكمة السودانية إزاء نظيراتها في العالم العربي..
لقد جَسَدَتْ هذه الطبقة الحاكمة الشخصية الزائفة منذ الاستقلال، فقد شهدنا كيف أنها فضلت الانضمام للجامعة العربية وأدارت ظهرها للقارة الأفريقية، وأهملت الانضمام للكومونويلث. وسعت لتعريب المناهج التعليمية في الجامعات من منطلق سياسي وايديولوجي استلابي، وليس من منطلق تربوي كذلك أهملت تحقيق السلام في مناطق النزاعات ولم تحمل لأهلها سوى الحرب.. وما ذلك إلا لأن تلك الطبقة كانت ذاهلة عن ذاتها، مغتربة عن هويتها الحقيقية.. تنظر لنفسها كنخبة عربية تجري في عروقهم “دماء شريفة”، وتنظر لمواطني المناطق المهمشة، حيث تدور الحروب، كأشباه بشر “تجري في عروقهم دماء رخيصة”، وهم من ثم لا يستحقون شرف المواطنة.. بل في ظنهم أن مثل هؤلاء لا يساقون “إلا والعصا معهم” كما قال الكارثة الذي يُسَمَّى رئيسا.
بيد أن قمة التجسيد لهشاشة الطبقة الحاكمة مثَّلتْها شخصيات قادة الإنقاذ.. فهؤلاء مستلبون مرتين، الأولى للعروبة شأنهم شأن الجميع، والثانية للإسلاموية. العروبة تدفعهم ” لاضطهاد أهل الأقاليم المهمشة، والإسلاموية تدفعهم لعدم الاهتمام بالوطن، لأن الأوطان، حسب فكرهم، “أوثان”. وتدفعهم لاضطهاد قومهم ممن لا يعتنقون أيديولوجيتهم. فإذا كان العروبيون عنصريين من جهة واحدة، فإن الإسلامويين عنصريون من ثلاث جهات: ضد الشعوب الأصلية، وضد غير الإسلامويين، وضد المرأة.
فالتعلم الطبقة الحاكمة قديما وحديثا، وليعلم العروبيون والإسلامويون الذين كذبوا المرايا طيلة عمرهم، إن الجينات لا تكذب.. فإن شاءوا استعادوا آباءهم الحقيقيين، واستردوا هويتهم النوبية، ومعها انسانيتهم، وخلعوا عنهم الأقنعة الزائفة، وإن شاءوا استمروا في الحياة وحالهم حال الغربان التي أرادت أن تمشي مشية الطواويس.. فلم تبلغ طائلا ولم تجد مشيتها الأولى وصارت كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
مبارك أردول
اطلعت على المقالة التي خطها الاخ العزيز دكتور الباقر العفيفي عن ماقام بعرضه من نتيجة الفحص الجيني لجيناته، وبما أن الأمر شأن يخصه ولكنه اراد مشاركتنا نتائجه لعل ذلك يفعل فينا ما اراد إيصاله بما خطه.
من خلال قرائتي للمقالة تبادر الي سؤال بديهي في خاتمته مفاده “وماذا بعد عدم عروبتك الجينية يا دكتور؟ ” هل اتحلت المشكلة السودانية يعني؟ وهل انتهي التهميش وسيطرة النخبة الحاكمة على مقاليد الحكم ومفاصل الاقتصاد؟ وهل اذا قام بما قمت به كل من البشير عبدالرحيم محمد حسين ونافع علي نافع وبكري حسن صالح وغيرهم من قادة النظام، هل سوف تقود تلك النتائج المعملية لعدم عروبتهم الي تنازلهم من الحكم واعادة تقسيم الموارد بعدالة؟
هل يا دكتور في دولة مثل كينيا والتي لايوجد فيها من يدعون العروبة وان وجدوا فهم في هامش الحياة هل قاد ذلك الي انعدام سيطرة نخبة محددة على مقاليد الحكم ومفاصل الموارد الاقتصادية؟ لا طبعا ساجيب على هذا السؤال على أن اترك بقية الاسئلة لك للاجابة عليها، لم يختلف الوضع في كينيا من الوضع في السودان فظلت النخبة موجودة ومستفيدة من امتيازاتها وإن تغيرت هويتها او لافتاتها ومبرراتها، العزيز دكتور الباقر ماقمت به من فحص لجيناتك لن ينهي الحرب في دارفور ولن يعيد توزيع الموارد بشكل عادل لسكان جبال النوبة ولن ينهي تهميش النيل الازرق ولن يوقف تدهور شرق السودان، ولن يستعيد الديمقراطية وسيادة حكم القانون في البلاد، فالقضية المتعلقة بالهوية وتبعاتها هي قضية قشور في مسألة الصراع وليست قضية متعلقة بالجوهر، ونحن في حاجة لمعامل السياسة والحكم والاقتصاد لحلحلة المشكلة اكثر منها لمعامل الجينات الوراثية، لنخرج بنتيجة تتبدل فيها طريقة حكم البلاد بشكل يضمن مشاركة جميع مواطنيه وبعدالة، وهذه احدي القضايا الرئيسية وايضا يجب استقلال الموارد لمصلحة جميع سكانه بحيث لاتحصل النخبة على امتيازات خاصة وتسيطر على مجهودات وتحصد عرق الاخرين.
فلا نتضرر نحن من جدك (العباس) بقدرما انه إن وجد فله ان يعيش بسلام مع بقية الجدود ويحظى على حقوق المواطنة الكاملة ولا يحب أن يشعر بالتفوق على الآخرين بحيث لايطلى الدولة بنمط حياته ولا يحصل بسبب ذلك أو يسيطر على مقاليد الحكم وموارد الإقتصاد ويحرم الاخرين منها.
اما بخصوص قضية إنضمام السودان لجامعة الدول العربية ورفضه واستدارته لوجهه من الدول الافريقية والكمونويلث، لا أدري كيف استقطعت هذه العبارة ومن اي سياغ تحديدا، الامر بالنسبة لي ان جامعة الدول العربية مجرد تحالف او تكتل إقليمي لدول المنطقة مثله ومثل تجمع دول شرق افريقيا ومجموعة الإكواس في غرب افريقيا ومجموعة الساداك في جنوب إفريقيا، او الاتحاد الأوروبي، فالجامعة تتواجد عضويتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي منطقة إستراتيجية في العالم ومايدور فيها هو مثار إهتمام لدى كل دول العالم فلايجب ان يكون السودان منعزلا من ذلك سيما إنه يتشارك في حدوده مع عدد من دول الجامعة ويقع ذلك ضمن إستراتيجية الأمن القومي في البلاد وغيرها من القضايا المتعلقة بالعلاقات الدولية، ولو كان ما ذكرته دراسة متخصصة تبين مصالح ومضار تواجد السودان في هذه التكتل لكان افضل من الانضباع الذي تفضلت به، وأما بخصوص الكومونويلث وهي للقارئ الكريم المؤسسة التي تربط المستعمرات البريطانية السابقة مع بعضها في تجمع دولي يضم اكثر من 70 دولة حول العالم، مثله ومثل الدول الفرانكوفونية، اتسأل حائرا لما رفض العرب وحب البريطانيين المستعمرين أليس الأمر مرتبط بفكرة التحرر الوطني ورفض الاستعمار بكل ارثه ومتعلقاته ؟ ام فقط حالة مزاجية؟ الكومونويلث تجمع خرب ومؤسسات من أذناب الاستعمار يجب الفرار منه وعدم التعلق به مطلقا، ولايجب التحسر على عدم الإنضمام إليه مهما قدم من حوافز فما اخذه البريطانيين المستعمرين يتعدى كثيرا مما يمنحونه الان تحت ذلك التجمع، وبل تواجد الدول فيه هو معيق لقرارها في السياسة العالمية وترسيخ لتبعيتها وتقليل من دورها العالمي وانتقاص لاستقلالها ومضر بسيادتها، ولو هنالك تشجيع كان يجب أن يكون حول تجمع دول عدم الانحياز وتجمعات الدول الافريقية والآسيوية ودعم تجمع دول البركس وغيرها.
وأما عن الإتحاد الأفريقي يا عزيزي دكتور الباقر افيدك ان العرب انفسهم لعبوا دورا كبيرا في تأسيسه وتمثل ذلك في شخصية جمال عبدالناصر الرئيس المصري الأسبق، في جهوده مع الآخرين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية والذي كان هو نواة للاتحاد الافريقي الحالي، بل عند انقسام القادة لمجموعتي كازبلانكا ومنروفيا حول الغرض النهائي من تجمع الدول الافريقية اجتمعت المجموعة الأولى التي ترى بان يكون التحالف هش وممرحل في نيجيريا، وقامت المجموعة الثانية التي كانت بقيادة الزعيم كوامي نكروما واحمد سكوتوري للاجتماع في القاهرة وهي المجموعة التي كانت تتبني موقف تكوين الفدرالية الافريقية باسرع وقت ممكن، وهو بالنسبة لي موقف متقدم، ومن مؤتمر القاهرة توجه قادة هذا المعسكر الي اسمرا بدعوة من وزير خارجية اثيوبيا للقاء الإمبراطور هيلا سلاسي الذي توسط بين الفريقين وأقام منظمة الوحدة الافريقية كحل توفيقي.
فالسرد هذا يا عزيزي دكتور الباقر يحدثنا بأن الاتحاد الافريقي لم يكن يوما ما نظير او منافس لجامعة الدول العربية او نقيض لها، والسودان شارك في تأسيس الأول وكان ضمن من حضروا مؤتمر القاهرة.
فالمؤسسات والتحالفات الاقليمية والدولية تقوم على أساس المصالح المشتركة بين الدول فلو انعدمت المصلحة من تواجد السودان من تكتل جامعة الدول العربية فاليجمد عضويته فيها أو ينسحب منها ببساطة، ولاحاجة للجينات والفحوصات المعملية في ذلك، فهذه بريطانيا انسحبت من الاتحاد الأوروبي عندما قرر شعبها ذلك، ولكنها تظل جغرافيا ضمن القارة الأوروبية ولم تربط ذلك سوى بمصالحها المباشرة خاصة الاقتصادية.
مع فائق الاحترام والتقدير
مبارك أردول
18 مايو 2018م
ده كلام ممتاز يا دكتور … لكنني أنبهك لعامل إضافي يجعل المستعربين شديدي الإنكار “لسودانيتهم” شديدي التمحك بالعرب وهو أفضلية المسلم العربي “الضمنية والصريحة” على المسلم غير العربي رغم الأحاديث -ألأصيلة أو المختلقة لاحقا- التي أرادت نفي هذه الأفضلية.
الجينات خاصة بخريطتك الجينية لا تعبر عن الانتماء الاثني للسودانين،،، فمعروف التنوع الاثني المكون للشعب السوداني،، حيث يتوزع بين الافريقية وهي الطاغية وبين العربية وهي الاقل.المشكلة يادكتور هي محاولة كل طرف فرض هويته وتعميمها على الجميع دون مراعات لواقع التنوع الاثني ،،،
فماهو الفرق بينك كمقاتل شرس من اجل فرض الانتماء الافريقي والغاء الانتماء العربي وبين الذين يريدون ان يفرضوا الانتماء العربي ويلغوا الانتماء الافريقي،،، فأنا مثلا و(كل الشعب السوداني الوطني) لايهمني انتمائي سوى افريقيا او الامة العربية فقط يهمني تحقيق عبوديتي لخالقي عز وجل،،، وان اكون انسانا صالحا منتجا ومساهما بفاعلية في تطور وتقدم وطني السودان ولا يهدأ لي بال حتى ارى وطني متفوقا في كل المجالات الصناعية الزراعية التعليمية التقنية الاقتصادية العسكرية وغيرها من مجالات الحياة.
لذلك صدق جون قرن حينما قال ان الافريقانة لا توحدنا وان العروبة لا توحدنا لكن السودانية توحدنا فقد اصاب في هذه الجزئية واخطأ في (الجزئية الاخرى؟!).
فالسودانين مجموعة متنوعة اقتضت الحكمة الالهية ان تجمعهم رقعة جغرافية اسمها السودان،،،
فالذين يسمون نفسهم نخبا ومفكرين وملاك الحقيقة هم سبب التفرقة للدكتاتورية المتجسدة في تصرفاتهمتصرفاتهم، فما تناول احدهم موضوعا الا واصبغ عليه النظرية الفرعونية ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾
هذه المقولة الفرعونية أسست وأرست القواعد، ودونت الأصول، ووضعت الضوابط والأطر العامة، والتي شكلت – بمجموعها – الأسس للطرق التي تسير فيها خطابات الغطرسة والجبروت والظلم، ولما بات يعرف اليوم: بوجهة نظر سيكولوجية أحادية الرؤية.
أنها – وفي نظري على الأقل – شكلت أول ظهور لنظرية فلسفية، باتت تعرف في ما بعد بالنظرية الفرعونية، وتمكنت هذه النظرية إلى حد ما من تشكيل ماهية رؤية الظالم الدكتاتوري، المتلبس بلباس النصح! وبيان وإلى حد ما – أيضًا – طرق نظريات القمع في تشكيلها، وفي أدائها لقمعها، وكيف يلبسها أهلها ثياب الرشاد والرشد؛ لتكون موازرة لما يراه؛ ولتشكل عند ذلك وبعده واقعًا افتراضيًا مهمًّا، ينطلقون عنه، ويريدون منه أن يكون متكئًا إلى واقع حقيقي، في نفس الوقت، لكن هيهات.
لذلك دعاة النتماء الافريقي ودعاة الانتماالانتماء العربي مشتركون في جريمة الاقصاء على السواء وبالتالي يعملون على اذكاء نار الفتنة بوقود العنصرية النتنة.
يا سلام عليك يا أستاذ الباقر وتتم الباقي كمان تخلي الناس الوهم ديل يمرقوا على السعودية والخليج هنا الكلام واضح إنت من زمرة العبيد السمر الأزوال الخيلان ودي جمع خال نصرفها على وزن عبد مخفف الدسم وهكذا ما في زول معترف بعروبة سودانيسكو هنا عشان كده نحن خلينا سودانيين ونفخر جدا بهذا والما عجبو يلحس كوعو …… كوش ملك آآآآآي
و ما لم يريد الافصاح به ناقل – شمار- جهيزة أن العائدين الى اوطانهم من النوبة سابقا كانوا من المماليك ، الذين وصفهم المستشرق الأسكتلندي وليم موير فى كتابه تاريخ دولة المماليك في مصر بأنه لا يوجد في تاريخ العالم نظيراً – لعصر المماليك – من ناحية الفساد و الشذوذ الجنسي و الرشوة و المحاباة و الامراض.
و عانت مصر بسبب فسادهم و شذوذهم و خصيانهم و عماماتهم و شالاتهم الصوفية الملونة و عراريقهم الشفافة السمحة قرابة العشرون مجاعة !
فضجت مصر منهم و من شذوذهم و انتفضت بدعم من العثمانين خلفهم ، فهربوا الى السودان ، ليلحق بهم محمد على باشا حتى الحدود الاثيوبية و ينهى دولة شذوذهم فى سنار
و لكن تبقت عاداتهم المكتسبة المتمثلة فى الثقافة السودانية بشذوذها الفكرى الحاد جدار منيعا يصد اجيالهم عن الحداثة و العصرنة بدعاوى المخدرة و المغبشة ، او الشذوذ و الفساد و القبلية و العراريق الشفافة التى كانوا يستخدمونها لاغراض الاثارة السمحة
ايه دخل العباس والمانجلك ولا الكوش ولا الكوتش ولا الرث ولا الجينات الجاية من كوكب المريخ ولا اي جنس في الحاصل ده ليييييييه بتلفوا وتدورو وتضعور رؤووسكم في الرمال ولا انت عاملين فيها ما غارفين الحاصل الحاصل انو الشعوب العربية والشعوب الافريقية والشعوب الاوربية نعتت السودان بأفشل دولة عى وجه الاطلاق ونعتت الشعب السوداني بأفشل شعب على الاطلاق يلا شوفو بعد كدا ح تنتمو لمين لا افريقيا راضية بيكم ولا العرب راضين بيكم ولا حتى العالم راضي بيكم لكن سؤال هل نحن فعلا أفشل دولة وأفشل شعب؟؟؟؟
والله الشيء المؤكد اننا عربا وافارقه ايا كنا نحن افشل شعب وحكومات. ماذا فعلنا منذ 100عام ؟ لم نفعل شيء لا ديني ولا مادي. فقط نتفاخر على بعض انا جعلي وانا رباطابي وانا زغاوي وانا جدي العباس. وكلنا في نظر الشعوب العربيه عبيد وفي نظر الاوربيين والامريكيين زنوج.
من انت وما اصل جينك لايفيدك في شيء. انتجوا واشتغلوا وفكروا اضيفوا لي انفسكم ولوطنكم وللبشريه لو فيكم فائده
الحل كما قال الدكتور جون قرنق فى السودانوية فقط . انظر الى انسان الجنوب
السودانى( نموذج ) عندما اختار الانغلاق على عرقيتة الافريقيقة هل زالت مشاكلة؟
انظر الى البرنامج الحضارى الذى يتبناه المتأسلمين يشقيهم العسكرى والمدنى
وهو اسلمة وتعريب المجتمع المشروع انتهى الى عصابة لصوص ومجرمين ودولة
فاشلة .
الذى يثيرة دكتور الباقر يفرق ولايجمع ولايخدم قضيايا السودان الحالية
والمستقبلية فالافضل للمثقفين الذىن يتبنون قضايا الوطن ايجاد معالجات
لايكون لا أثار سالبة
اظن هذا ثالث فحص جيني اعلم نتائجه الاثنان الاولان كانا لبنات جعليتين فيديو مقيمات في انجلترا والقاسم المشترك في هده النتائج المصرح بها هو نسبة الدم الحبشي الغالبة في العناصر الجعلية بل ان الاولى قالت باستغراب اثيوبيان جويش ( يهودية اثيوبية ) والثانية وجدت نسبة من العروبة في فحصها ولكن الاغلب هو العنصر الذي اشار له الخواجات بالاثيوبي وبالنسبة لي فان الفرضية هي ان وادي النيل هو منشا الاجناس التي هاجرت شرقا بديانتها اليهودية وليس العكس وان الاقليم كان واحدا بدليل الهجرة الاولى للمسلمين الى بلاد الحبشة والتداخل بينها وين جزيرة العرب
الحميل في الموضوع لن نخسر كثيرا اذا علمنا اننا لسنا عربا بل سيكون فتحا كالذهب والبترول ويجعلنا ننصرف لترسيخ الهوية الجميلة الاصيلة القديمة بدلا من التلصق على العرب الاكثر عنصرية والذين يعافوننا ( تماما ) في كثير من مظاهر الحياة الاحتماعية بدون تفصيل والذي عاش معهم يحس بذلك مهما بلغ من الاهمية
لا اجد فيما نشر حلدا للذات لكن على العكس هو العلم يضع امامنا الحقائق شئنا ام ابينا وسيكون فحص الحمض النووي متاحا قريبا لكل الناس بفضل تقدم العلم وعندها سيعرف الناس ان الوهم الكبير والتعالي العرقي كان خطيئة سيتوبون عنها
التوقيع ميرفابي
عزيزي د/ الباقر، سلام من جامعتك القديمة (الجزيرة) من صديق قديم!!! طبعا انت متحير كيف وصلت المقالة للراكوبة؟ أنا من قام بتحويلها لهم لأنها أعجبتني جدا. أرجو قراءة مقالاتي بمكتبة المقالات بالراكوبة تحت عنوان: من الجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ للحقيقة والتاريخ.
أما تعليقات البعض المتهكمة والخارجة عن الموضوع، فلا تعطيها أي اعتبار. هؤلاء هم المحبطون و يريدون أن يهاجموا ناس العلم ويتفشوا فيهم بدلا من طعن الفيل مباشرة. يريدون أن تحل لهم مشاكلهم وهم نيام وايديهم في الماء البارد. هم سبب نكسة السودان الأصلية. اللهم نسألك اللطف (أمين).
ومن هذا الأب البديل نتجت كل آفاتنا وعقد نقصنا إزاء العرب وتذللنا لهم.. اقتباس
اولا احييي العلم والوعي في قامة عفيفي
ثانيا الكثير جدا منا اهل الشمال بالذات سنحت لنا الظروف الاحتكاك بعرب الخليج فكانت الصدمة من نظرتهم لنا فاصبحنا نقول اننا افارقة هروبا من الاب البديل وانا الوم النخب الي يومناوبالذات الحكام هم سبب ما نحن فيه وهم اكثرا نقصا وعقد وما البشير الا مثال يجري بين الناس للماضي والحاضر..
انا عملت التحليل دة قبل سنة وشوية كدة. طبعا انا من قبيلة اافريقية من دارفور. لقيت انو انا عندي ٦٧ في المية جينات من قبائل الماساي في كينيا. ١٧ في المية من الصومال و ٧ فيالمية من غرب افريقيا غانا تحديدا والباقي موزع بين هنا وهناك. يعني جينات قليلة من السودان و النوبة تحديدا. يعني الحمد لله انو الواحد بقي سوداني ومسلم. الهوية هي محل ما اتولدت واتربيت وعشت. مش كدة.
الخريطة الجينية الأصل قائمة على إفتراض بمعنى أن تصنيفات الأجناس بمسمياتها صحيحة 100% بمعنى آخر ( سؤال ) كيف تأكدت لنا في البدء نسبة جنس بشري معين لجينات ؟ هي في تقديري مبنية على إجتهادات تصنيف الأجناس أما مسألة الجينات دي ما فيها كلام مسألة علمية صحيحة 100% .
نوجه وبشدة القبض على/ الطيب مصطفى وإجراء الفحص اللازم له،مع الحرص إحتياطيا إبقائه في مستشفى للأمراض النفسية والعصبية حتى لا ينهار بعد إعلان نتيجة الفحص.
{{{ .. وقد رددتُ جميع مشاكِلِنا السياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية لهاتين العقدتين بالذات .. }}} صدقت واتفق معكمئة بالمئة … وتحصلت لذا النتيجة قبل حوالي 30 سنة وذكرتها لمن حولي ولكن صوتي ما كان مسموعا يومئذ
لوسمحتو نقطة نظام للبتكلمو عن جينات عربية في السوداني:
يا اعزائي الجينات العربية دي في السوداني، ياها جينات هاجر الادتم لي اسماعيل ولدا، وليس العكس! السوداء او السودانية هي اول من خلق رب العزة كبشر بالصورة الحالية للبشر وليس ادم كما صورت الثقافة الذكورية السائدة!
وهذا علي اقل تقدير كان قبل 350,000 سنة!
نعم الانسان عشان ياخد هيئتو الحالية دي هذا التطور اخد اكثر من 3,000,000 سنة!
لهذا السوداء او السودانية هي الوحيدة العندها جينات كل الاجناس المعروفة الان، لو سامية، او اوربية او اسيوية!
اذن الجينات العربية دي احنا اللي اديناها للعرب او غيرم وليس العكس!
لهذا السودانية تحديدا بتاعة جمهورية السودان هي ام الحضارة علي سطح هذا الكوكب!
للمزيد خدك ده:
http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508363175&rn=1
نحن في شنو والحسانيه في شنو .البلد ادمرت واتنهبت من قبل اخوان الشياطين وانت جاي تقول لينا شايقيه وجعليين ونوبه
و احباش.خلونا نفكر كيف نلحق البلد.
سبحان الله اين ذهبت بنا الدونية وعقدة الآنا بعيداً عن قول الحق جلً علاه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) صدق الله العظيم
قرأت المقال أول صدوره وبعده رد دكتور مبارك أردول وقبل الاثنين مقال ( العنصرية في المخيلة السوداء )
والذي منعني من كتابة تعليقي أنني كنت في تجوال والموبايل عندي من فترة إذا أظهر رقم التحقق أخفى كلمة إرسال والعكس. لا أدري أمن الموبايل أم من الموقع؟ ساعدونا في الوصول للمطلوب.
أولا أقترح على إدارة الراكوبة الموقرة أن تخصص رابطا للمقالات التي تتحدث عن الهوية السودانية تحت مسمي ( الهوية السودانية ) مثلا أسوة ببقية التصنيفات ( سياسة أدب فن ) لما لهذا الموضوع من أهمية. وأتوقع أن يكون الكلام تحته كثير جدا. ولتسهيل الوصول إليه لمن أراد. حتى يجد كل ما كتب في مكان واحد.
ثانيا بالنسبة للنتيجة المنشورة هل هي كافية؟ ألا تحتاج تحققا من عينات الأب والجد وجد الجد؟ بحسب النسب المعرف؟ ربما كان هناك داخل أو خارج لا تذهبوا بيعدا هناك تبني وهناك إلصاق أحيانا في النسب. وتكثر الأسباب. ونحن في مقام تحقيق علمي؟ بدون زعل. لو فتحنا معمل تحليل حمض نووى في مكان عام وعرضنا عددا مقدرا من المجتمع للفحص ربما فاض الشارع بالدموع أو الدماء.
أما للدكتور أردول مقالك ينم عن فهم ووعي ونظرة موضوعية ولا يخلو من كره مبطن للنيليين ( الجعليين الرباطاب والشايقية والدناقلة والمحس ) وإذا نظرت للتنمية التي تتحدثون عنها لن تجد للحكومة دو أكبر من المواطن العادي في إحداثها. فهذه الولاية الشمالية تكاد تخلو من الشباب والكبار أخذهم الاغتراب منذ زمن بعيد فهم تنمية مناطقهم. والجزيرة من مدني إلى الخرطوم عدد الشباب المهاجرين في كل قرية ربما لا يقل عن الموجودين بها وكذلك قرى شرق الجزيرة.
المناطق التي لم تكثر فيها الهجرة ( الاغتراب ) منذ فترة هي الشرق وأهله أكلهم السل، والجوع، والفقر، وعدم التعليم. وحالهم أسوأ من الغرب، الذي لم يهاجر أيضا كما هاجر الشمال والجزيرة. ولكن حباهم الله أرضا تحفظ من عليها من إنسان وحيوان بصحة جيدة وعافية موفورة. قبل الحرب ما كان الغرب يعاني من جوع ولا فقر كحال الشرق.
أما إثبات النسب فهذا مهم جدا وليس كما تظن. نعم لن يحل المشكلة آنيا. ولكن هو أحد أسبابها لأننا كمسلمين نعرف مكانة العربي على غيره خذ ( مثلا الأئمة من قريش ) وخذ مثلا ( عدم جواز الصدقة للقرشي ) وهذا يجعل العربي مها قل انتسابه للعرب ولول كان مزعوما يشعر بالفوقية والميزة وإن أظهر التواضع فهذا ( حظ ) ليس لأحد فيه يد مثل اختيار الأنبياء والملائكة وخلق الذكر والأنثى وكون الرجل من أب معين. ويجعل الآخر رغم إسلامه درجة أقل ولو اعتباريا. وهذا تفاضل من عند الله تعالى ويبحث على انفراد إذا لزم الأمر. الله يقول (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) ) ومنهم أولو العزم.
يعني بيان بالعمل إذا بان لي أنني لا أحمل دما عربيا يخول لي هذه الصفة ( العروبة ) من يوم الليلة دا سوف أقبل الصدقة إذا احتجتها وأعطي زكاتي أناسا كنت أمنعهم إياها. وأقبل على أهلي أيا كانوا ( ماساي حبش مساليت زولو … ) إلخ. لكن منو البقنع ( الديك ) إنو أنا ولدهم وما منتيكورو؟
أما مظلمة الهامش ( أيا كان غرب ولا شرق ) لسنا طرفا فيها نحن ظلمنا مثلما ظلم غيرنا.
السلام عليكم و مشكور علي المقال
لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى
في السودان تجمعنا المواطنه و الحقوق المتساوية كمواطنين سودانيين و بس
ولكن اخي الكريم لنا ان نختلف في العلم و التاريخ و لا غبار في ذلك
انا جعلي متمه و كنت دائم التشكيك في موضوع الاصل العربي و انو جدنا العباس (ض)
الي ان قام اخي الشقيق بالفحص الجيني و اليك اخي الكريم نتيجة الفحص
57% Middle East الشرق الاوسط
35% Africa Southeastern Bantu جنوب شرق افريقيا بانتو
Low Confidence Regions
5% Africa North شمال افريقيا
بالنسبة لي فقد اثبت الفحص انو موضوع الهجره من الجزيرة العربية لا شك فيه و قطعت جهينه قول كل خطيب بالنسبة لي ايضا. اما موضوع العباس (ض) اجد صعوبه في تصديقه و ان كان واردز
لو بحثت في يوتيوب ستجد الكثير من ابناء القبائل السودانيه يناقشون نتيجة الفحص الجيني الذي يثبت اصلهم العربي او الافريقي (و الاتنين حبابهم)
كون ان فحصك الجيني اثبت افريقيتك فأن هذا لا ينفي عروبة اصل الاخرين و لا يجب ان تأخذه كحجه لأنك تمثل اسرتك فقط و ليس قبيلتك او اهل الولايه التي تنتمي اليها. و هذا طبعا ينطبق علي اخي و بالتالي علي انا ايضا
كتابتي اعلاه للتوضيح حتي لا تضيع الحقائق مع العصبية مع قناعتي التامه بان لا احد لديه دور في ما حدث قبل ميلاده و بالتالي ليس له الحق بالافتخار او الخجل منه
لك الود
بإيجاز :
السبب في مشاكل السودان هم الفهلوية الذين جلسوا في مقاعد الدرس وأستغلوا كل الذي توفر لديهم من أسلحة لتحقيق اطماعهم ولشعورهم الزائف بالتفوق وأقوى هذه الأسلحة وأمضاها الدين والعصبة كما قال ابن خلدون وقد تنبه لذلك الدكتور منصور خالد فسماها القيادة من الخلف وبنظرة فاحصة لأحزابنا ندرك هذه الحقيقة وهذا الأمر ليس عيباً في حد ذاته لانه طبع مجبول تشاركنا فيه كل امم الأرض ولكن العيب أن نسكت عنه ولا نرتقي به ليتمدن ،وقد قال توماس هوبز ( المجتمع المدني مقابل الطبيعة ) أي نستخدم العقل في ادارة المعطى من الطبع البشري، وفي رأيي المتواضع كان حري بالأخ العفيف أن يجهد عقله في هذا الاتجاه بدل الذهاب لمناقشة قضية انصرافيه فالوعي بالحياة يشعر صاحبه بالفوقية وأهل الشمال النيلي أول من اكتسبوا هذا الشعور فخريجوا الجامعات منهم ويمثلون الفئة الغالبة بين باقي اقاليم السودان ويعيشون في منطقتهم الجغرافية وتوجد بها العاصمة التي لم يقترحوا هم موقعها وبالتالي كان لابد لهم من استغلال هذا السلاح تماشيا مع الطبع البشري ولا نبرئ انفسنا من ذلك فكل منا يحمل هذا الطبع وبذلك سيطروا على الاخرين ليست لأنهم من أصحاب الدم الازرق أو لأن جدهم العباس فهذه جاءت متأخرة واستغلت لحشد الاتباع لا أكثر !!؟
بإيجاز :
السبب في مشاكل السودان هم الفهلوية الذين جلسوا في مقاعد الدرس وأستغلوا كل الذي توفر لديهم من أسلحة لتحقيق اطماعهم ولشعورهم الزائف بالتفوق وأقوى هذه الأسلحة وأمضاها الدين والعصبة كما قال ابن خلدون وقد تنبه لذلك الدكتور منصور خالد فسماها القيادة من الخلف وبنظرة فاحصة لأحزابنا ندرك هذه الحقيقة وهذا الأمر ليس عيباً في حد ذاته لانه طبع مجبول تشاركنا فيه كل امم الأرض ولكن العيب أن نسكت عنه ولا نرتقي به ليتمدن ،وقد قال توماس هوبز ( المجتمع المدني مقابل الطبيعة ) أي نستخدم العقل في ادارة المعطى من الطبع البشري، وفي رأيي المتواضع كان حري بالأخ العفيف أن يجهد عقله في هذا الاتجاه بدل الذهاب لمناقشة قضية انصرافيه فالوعي بالحياة يشعر صاحبه بالفوقية وأهل الشمال النيلي أول من اكتسبوا هذا الشعور فخريجوا الجامعات منهم ويمثلون الفئة الغالبة بين باقي اقاليم السودان ويعيشون في منطقتهم الجغرافية وتوجد بها العاصمة التي لم يقترحوا هم موقعها وبالتالي كان لابد لهم من استغلال هذا السلاح تماشيا مع الطبع البشري ولا نبرئ انفسنا من ذلك فكل منا يحمل هذا الطبع وبذلك سيطروا على الاخرين ليست لأنهم من أصحاب الدم الازرق أو لأن جدهم العباس فهذه جاءت متأخرة واستغلت لحشد الاتباع لا أكثر !!؟
أنت شخص مريض ومنفصم حتى عن أبيك وأمك وتدعي الثقافة والانتماء للإنسانية وتناقض نفسك فالذي ينتمي للإنسانية فليقل ” كلنا لآدم وآدم من تراب ” وحتى وأن تستشهد لم تجد سوى الاستشهاد بعربي هو معروف الرصافي و” سليل الفراديس التي تنتشي بها ” ما جاءتك إلا من ثقافة عروبية إسلامية صرفة خالصة والعقدة عقدتك أنت والانتماء لجنس لا يعني الاستعلاء لأن أي شخص لا بد أن ينتمي لجنس وللانتماء مقومات أولها الثقافة واللغة ولن تستطيع بغير ذلك تحقيق أي انتماء .. ولكن لم تقل لنا ما هي هذه الخريطة الجينية التي تصنف الانتماء لجذور إفريقية وغرب آسيا إلخ .. وكأن البشرية لا أصل لها قبل ذلك وأما الملكة اليزابيت التي فرحت بما كشفته لك فاعلم أنها في آخر ما قرأنا أن لها أصولا مع الأسرة النبوية بما يثبت تداخل الأجناس والعالم كله خليط ولا يوجد عرق لم يختلط بآخر بحسب ما استقر في علم الاجتماع وهذا لا يشكل عيبا ولا انتماء منتحلا إلا في خيالك المريض ولأن ذهنك مشوه بين السياسة والغرض لم يأت كلامك متسقا فأنت تعيب على ساسة السودان انضمامهم للجامعة العربية وإهمالهم الكمنولث وتعريب المناهج وأنت بهذا تدل على ضعف رؤيتك وسذاجة تفكيرك فهل يا ترى الكمنولث كانت من مستعمرات جدك النوبي الذي تزعم، أم أردت أن يتم التدريس بلغة الإنجليز لأنها لغة مروي القديمة ؟ وأنت أيضا إذا افترضت عقدة النقص العربية عند البعض فأنت تتقمصك حتى أخمص قدميك عقدة الخواجة ،، أترك هذا السخف وتحدث فيما ينفع الناس فنحن الآن في أزمة وطن لا أزمة عروبة وزنوجة ونوبا .. وإن استطعت أن تعبر بلسان غير عربي فافعل وإلا فلتكرم الناس بصمتك فمثلك ” سواء قوله وبوله ” كا تقول العرب .
إقتباس:
في حين أنني أؤمن إيمانا راسخا لا يتطرق إليه الشك أن الناس كلهم سواء لا يتفاضلون إلا بالقيمة والنبل والأخلاق. إنني أدعو فقط أن نكون “نِحْنَ يانا نِحْنَ.. ما غيرتنا ظروف ولا هدتنا محنة”. أي أن نكون كما خلقنا الله، وألا نحاول تبديل خلقه، وانتحال خلق آخر غيرنا.. وألا نقيس أنفسنا بمعيار خارجنا، وأن نكون ممتنين كوننا أصلاء في هذه الأرض التي يباركها النيل سليل الفراديس..
والله أنت السودانى يمكن الوحيد الذى يحمل هذه الواقعية وأن سبب بلاوى السودان كلها آتية من وهم العزة بالإنتماء للعرب ولكن هذا جهل يجب محاربته كما نحارب حزب المؤتمر الواطى الذى أقلقنا نومه لحد الهضربه.
للذين يحترقون حنقا وحسرة بعد ان – شهد شاهد من اهلها – وكشف المستور الذي كنتم تخفونه في انفسكم ونطقت بها جلودكم.. لماذا الغضب على الدكتور وهو يقول “من انا؟ ومن اين جئت؟” اليس هذا سؤالا مفصليا اليست الهوية من اكبر من موجهات السلوك اليست هي المسؤولة عن كل الحروب الاهلية في السودان.. فلا تستدعو ذاكرتكم الانبطاحية الخربة وتلوذون فرارا الي الدين وتتحدثو من المساواة في القران لانها مساواة مجردة ومعلقة في السماء حيث لا يمكن ان تدعونها الي عندما تطبقونها
لقد وجد العنصريون وادعياء الثقافة ضالتهم وزعم بعضهم ان شهد شاهد من اهلها الي اي اهل ينتمي دعي الثقافة العفيف.
بالطبع لم تات بجديد فالاختلاط بين الشعوب امر وارد ومسالة كون ان بعض جيناتك من جهة معينة فهذا امرطبيعي. ويكفي ان ثقافتنا عربية محضة. لك ولغيرك من العنصريين ان يعترضوا علي هيمنة ثقافة اما محاولة فرض هوية علينا فلا والف لا فالثقافة جزء مهم من الهوية نتمنى ان نعيش سويا في هذا البلد.
المقال الذى سطره الدكتور الباقر العفيف لا يمكن وضعه فى خانة المقارنة الموضوعية لخطاب مبارك اردوك الذى جاء كرد لخطاب العفيف , ذلك لان مقال العفيف تميز بالاسلوب البحثى الذى عادة ما ينتهى بنتائج معيارية , التعامل مع هذه النتائج متروك للقارىء , و على هذا الاساس لا يعتبر خطاب أردول رداً منهجياً على نص الباقر العفيف لان اردول ينطلق من أرضية سياسية لمخاطبة الوجدان الجمعى و مواجهة عقبات ظرفية تتعلق بممارسة السلطة و ربما يكون هذا الخطاب استفتاءً ظرفياً لقضايا اليوم فقط.
فى خطاب العفيف محاولة لإعادة تشكيل العقلية العامة للشعب السودانى و ليس لقطاع نخبوى معين باعتبار أن الفرد السودانى يعانى من عدم المقدرة على معرفة ذاته معرفة معيارية و هكذا معرفته بالاخر تعتبر معرفة تصورية و التى تنجر على الواقع الحياتى و البيئة المحيطة و فى نهاية المطاف يكون هذا الشخص قد تحصل على عالم زائف و منتوج معرفى زائف و عدم مقدرة على الوصول الى النتائج المادية المحسوبة كمياً .
التوفيق ما بين خطاب العفيف و اردول يمكن استعراضه فى مشروع لدولة راشدة التى تنتفى فى السودان بسبب مؤسسة القراصنة التى استوعبت الرجال البلهاء لتنفيذ خطة تهريب موارد الدولة بالبوابة الخلفية باعتبارهم خلفاء الله فى الارض و أوصيائه و حتى حق ادخال الشعب الجنة زمراً بالقوة ضرباً بالعصى و السيخ و البندقية .
بالتالى انى لا ارى شكل من اشكال القطيعة ما بين خطاب العفيف و رد مبارك أردول بل هذا يعتبر تواصل من زوايا مختلفة
يا عفيف لدى كم استفسار ارجو الرد عليها
+ هل تستطيع مجموعة كاملة ان تغير لغتها وثقافتها فى زمنا بعيد قبل وصول الوسائط واساليب التعليم للدرجة التى تنسى لغتها القديمة وتنطق بأفصح من اهلها وتاخذ ثقافتهم وتنسى كل ثقافتها مثل الجعليون والرباطاب والشايقية كيف لهؤلاء ان يكتسبو العربية ومن اكسبهم لها؟ للدرجة التى ينسوا فيها كل موروثهم – ولم ينطبق هذا على جيرانهم من الدناقلة والمحس والحلفايون
*لماذا تحول هولاء (الجعليون والشايقية ) ولم يتحول الاخرين وهم اقرب مسافة للعرب من هولاء (النوبة والبجة)
كيف للبقارة فى اقصى غرب السودان ان يتحدثوا بالعربية ولا لغة لهم غيرها فى حين ان القبائل من حولهم لا يتحدثون العربية ومن يتحدثها يحتفظ بلغته الاصلية – كيف وصلت هذه اللغة العربية الى الجعليون والشايقية والبقارة ؟ هل ارسلو لهم اساتذه مثلا يدرسونهم لها؟ وكيف لهؤلاء الاساتذه العباقرة ان يمحو لغة امة كاملة وينسوهم لغتهم الرسميه
يا شيخ يا ما عفيف القصة ان العرب دخلوا لهذه البلاد بكمية وبمجرد دخولهم الى الشمال تعلمو لغة اهل البلد وهى النوبيه واختلطو بالنوبة فسادة لغة النوبة والدناقلة ليست كلهم نوبه بل فيهم عرب وهذا ظاهر شكلا ومضمونا ولكنهم يرطنون ثم دخول الفوج الثانى بعد ان تم الفتح للفوج الاول وهؤلاء اختلطو بالنوبة ولكنهم احتفظو بلغتهم العربية واسسو الجيل الاول من القبائل العربية وهكذا
أما ان تحكم علينا بنتيجة فحصك انت هذا لا يهمنا بلادنا مليئة بالهجرات من غرب افريقيا الى الحج ونعلم انه بيننا الهوسا والفلاته وكثيرا من القبائل التى هاجرت الى السودان وصارت جزء اصيل من مكوناته – وبين قبائل الجعليون والرباطاب والشايقية بيوت كهذه معروفه واخرى غير معروفه فكونك ذو أصول افريقيه محضة هذا شى يخصك انت اكتشفته ذاتك قضية خاصة
مبارك أردول
اطلعت على المقالة التي خطها الاخ العزيز دكتور الباقر العفيفي عن ماقام بعرضه من نتيجة الفحص الجيني لجيناته، وبما أن الأمر شأن يخصه ولكنه اراد مشاركتنا نتائجه لعل ذلك يفعل فينا ما اراد إيصاله بما خطه.
من خلال قرائتي للمقالة تبادر الي سؤال بديهي في خاتمته مفاده “وماذا بعد عدم عروبتك الجينية يا دكتور؟ ” هل اتحلت المشكلة السودانية يعني؟ وهل انتهي التهميش وسيطرة النخبة الحاكمة على مقاليد الحكم ومفاصل الاقتصاد؟ وهل اذا قام بما قمت به كل من البشير عبدالرحيم محمد حسين ونافع علي نافع وبكري حسن صالح وغيرهم من قادة النظام، هل سوف تقود تلك النتائج المعملية لعدم عروبتهم الي تنازلهم من الحكم واعادة تقسيم الموارد بعدالة؟
هل يا دكتور في دولة مثل كينيا والتي لايوجد فيها من يدعون العروبة وان وجدوا فهم في هامش الحياة هل قاد ذلك الي انعدام سيطرة نخبة محددة على مقاليد الحكم ومفاصل الموارد الاقتصادية؟ لا طبعا ساجيب على هذا السؤال على أن اترك بقية الاسئلة لك للاجابة عليها، لم يختلف الوضع في كينيا من الوضع في السودان فظلت النخبة موجودة ومستفيدة من امتيازاتها وإن تغيرت هويتها او لافتاتها ومبرراتها، العزيز دكتور الباقر ماقمت به من فحص لجيناتك لن ينهي الحرب في دارفور ولن يعيد توزيع الموارد بشكل عادل لسكان جبال النوبة ولن ينهي تهميش النيل الازرق ولن يوقف تدهور شرق السودان، ولن يستعيد الديمقراطية وسيادة حكم القانون في البلاد، فالقضية المتعلقة بالهوية وتبعاتها هي قضية قشور في مسألة الصراع وليست قضية متعلقة بالجوهر، ونحن في حاجة لمعامل السياسة والحكم والاقتصاد لحلحلة المشكلة اكثر منها لمعامل الجينات الوراثية، لنخرج بنتيجة تتبدل فيها طريقة حكم البلاد بشكل يضمن مشاركة جميع مواطنيه وبعدالة، وهذه احدي القضايا الرئيسية وايضا يجب استقلال الموارد لمصلحة جميع سكانه بحيث لاتحصل النخبة على امتيازات خاصة وتسيطر على مجهودات وتحصد عرق الاخرين.
فلا نتضرر نحن من جدك (العباس) بقدرما انه إن وجد فله ان يعيش بسلام مع بقية الجدود ويحظى على حقوق المواطنة الكاملة ولا يحب أن يشعر بالتفوق على الآخرين بحيث لايطلى الدولة بنمط حياته ولا يحصل بسبب ذلك أو يسيطر على مقاليد الحكم وموارد الإقتصاد ويحرم الاخرين منها.
اما بخصوص قضية إنضمام السودان لجامعة الدول العربية ورفضه واستدارته لوجهه من الدول الافريقية والكمونويلث، لا أدري كيف استقطعت هذه العبارة ومن اي سياغ تحديدا، الامر بالنسبة لي ان جامعة الدول العربية مجرد تحالف او تكتل إقليمي لدول المنطقة مثله ومثل تجمع دول شرق افريقيا ومجموعة الإكواس في غرب افريقيا ومجموعة الساداك في جنوب إفريقيا، او الاتحاد الأوروبي، فالجامعة تتواجد عضويتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي منطقة إستراتيجية في العالم ومايدور فيها هو مثار إهتمام لدى كل دول العالم فلايجب ان يكون السودان منعزلا من ذلك سيما إنه يتشارك في حدوده مع عدد من دول الجامعة ويقع ذلك ضمن إستراتيجية الأمن القومي في البلاد وغيرها من القضايا المتعلقة بالعلاقات الدولية، ولو كان ما ذكرته دراسة متخصصة تبين مصالح ومضار تواجد السودان في هذه التكتل لكان افضل من الانضباع الذي تفضلت به، وأما بخصوص الكومونويلث وهي للقارئ الكريم المؤسسة التي تربط المستعمرات البريطانية السابقة مع بعضها في تجمع دولي يضم اكثر من 70 دولة حول العالم، مثله ومثل الدول الفرانكوفونية، اتسأل حائرا لما رفض العرب وحب البريطانيين المستعمرين أليس الأمر مرتبط بفكرة التحرر الوطني ورفض الاستعمار بكل ارثه ومتعلقاته ؟ ام فقط حالة مزاجية؟ الكومونويلث تجمع خرب ومؤسسات من أذناب الاستعمار يجب الفرار منه وعدم التعلق به مطلقا، ولايجب التحسر على عدم الإنضمام إليه مهما قدم من حوافز فما اخذه البريطانيين المستعمرين يتعدى كثيرا مما يمنحونه الان تحت ذلك التجمع، وبل تواجد الدول فيه هو معيق لقرارها في السياسة العالمية وترسيخ لتبعيتها وتقليل من دورها العالمي وانتقاص لاستقلالها ومضر بسيادتها، ولو هنالك تشجيع كان يجب أن يكون حول تجمع دول عدم الانحياز وتجمعات الدول الافريقية والآسيوية ودعم تجمع دول البركس وغيرها.
وأما عن الإتحاد الأفريقي يا عزيزي دكتور الباقر افيدك ان العرب انفسهم لعبوا دورا كبيرا في تأسيسه وتمثل ذلك في شخصية جمال عبدالناصر الرئيس المصري الأسبق، في جهوده مع الآخرين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية والذي كان هو نواة للاتحاد الافريقي الحالي، بل عند انقسام القادة لمجموعتي كازبلانكا ومنروفيا حول الغرض النهائي من تجمع الدول الافريقية اجتمعت المجموعة الأولى التي ترى بان يكون التحالف هش وممرحل في نيجيريا، وقامت المجموعة الثانية التي كانت بقيادة الزعيم كوامي نكروما واحمد سكوتوري للاجتماع في القاهرة وهي المجموعة التي كانت تتبني موقف تكوين الفدرالية الافريقية باسرع وقت ممكن، وهو بالنسبة لي موقف متقدم، ومن مؤتمر القاهرة توجه قادة هذا المعسكر الي اسمرا بدعوة من وزير خارجية اثيوبيا للقاء الإمبراطور هيلا سلاسي الذي توسط بين الفريقين وأقام منظمة الوحدة الافريقية كحل توفيقي.
فالسرد هذا يا عزيزي دكتور الباقر يحدثنا بأن الاتحاد الافريقي لم يكن يوما ما نظير او منافس لجامعة الدول العربية او نقيض لها، والسودان شارك في تأسيس الأول وكان ضمن من حضروا مؤتمر القاهرة.
فالمؤسسات والتحالفات الاقليمية والدولية تقوم على أساس المصالح المشتركة بين الدول فلو انعدمت المصلحة من تواجد السودان من تكتل جامعة الدول العربية فاليجمد عضويته فيها أو ينسحب منها ببساطة، ولاحاجة للجينات والفحوصات المعملية في ذلك، فهذه بريطانيا انسحبت من الاتحاد الأوروبي عندما قرر شعبها ذلك، ولكنها تظل جغرافيا ضمن القارة الأوروبية ولم تربط ذلك سوى بمصالحها المباشرة خاصة الاقتصادية.
مع فائق الاحترام والتقدير
مبارك أردول
18 مايو 2018م
ده كلام ممتاز يا دكتور … لكنني أنبهك لعامل إضافي يجعل المستعربين شديدي الإنكار “لسودانيتهم” شديدي التمحك بالعرب وهو أفضلية المسلم العربي “الضمنية والصريحة” على المسلم غير العربي رغم الأحاديث -ألأصيلة أو المختلقة لاحقا- التي أرادت نفي هذه الأفضلية.
الجينات خاصة بخريطتك الجينية لا تعبر عن الانتماء الاثني للسودانين،،، فمعروف التنوع الاثني المكون للشعب السوداني،، حيث يتوزع بين الافريقية وهي الطاغية وبين العربية وهي الاقل.المشكلة يادكتور هي محاولة كل طرف فرض هويته وتعميمها على الجميع دون مراعات لواقع التنوع الاثني ،،،
فماهو الفرق بينك كمقاتل شرس من اجل فرض الانتماء الافريقي والغاء الانتماء العربي وبين الذين يريدون ان يفرضوا الانتماء العربي ويلغوا الانتماء الافريقي،،، فأنا مثلا و(كل الشعب السوداني الوطني) لايهمني انتمائي سوى افريقيا او الامة العربية فقط يهمني تحقيق عبوديتي لخالقي عز وجل،،، وان اكون انسانا صالحا منتجا ومساهما بفاعلية في تطور وتقدم وطني السودان ولا يهدأ لي بال حتى ارى وطني متفوقا في كل المجالات الصناعية الزراعية التعليمية التقنية الاقتصادية العسكرية وغيرها من مجالات الحياة.
لذلك صدق جون قرن حينما قال ان الافريقانة لا توحدنا وان العروبة لا توحدنا لكن السودانية توحدنا فقد اصاب في هذه الجزئية واخطأ في (الجزئية الاخرى؟!).
فالسودانين مجموعة متنوعة اقتضت الحكمة الالهية ان تجمعهم رقعة جغرافية اسمها السودان،،،
فالذين يسمون نفسهم نخبا ومفكرين وملاك الحقيقة هم سبب التفرقة للدكتاتورية المتجسدة في تصرفاتهمتصرفاتهم، فما تناول احدهم موضوعا الا واصبغ عليه النظرية الفرعونية ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾
هذه المقولة الفرعونية أسست وأرست القواعد، ودونت الأصول، ووضعت الضوابط والأطر العامة، والتي شكلت – بمجموعها – الأسس للطرق التي تسير فيها خطابات الغطرسة والجبروت والظلم، ولما بات يعرف اليوم: بوجهة نظر سيكولوجية أحادية الرؤية.
أنها – وفي نظري على الأقل – شكلت أول ظهور لنظرية فلسفية، باتت تعرف في ما بعد بالنظرية الفرعونية، وتمكنت هذه النظرية إلى حد ما من تشكيل ماهية رؤية الظالم الدكتاتوري، المتلبس بلباس النصح! وبيان وإلى حد ما – أيضًا – طرق نظريات القمع في تشكيلها، وفي أدائها لقمعها، وكيف يلبسها أهلها ثياب الرشاد والرشد؛ لتكون موازرة لما يراه؛ ولتشكل عند ذلك وبعده واقعًا افتراضيًا مهمًّا، ينطلقون عنه، ويريدون منه أن يكون متكئًا إلى واقع حقيقي، في نفس الوقت، لكن هيهات.
لذلك دعاة النتماء الافريقي ودعاة الانتماالانتماء العربي مشتركون في جريمة الاقصاء على السواء وبالتالي يعملون على اذكاء نار الفتنة بوقود العنصرية النتنة.
يا سلام عليك يا أستاذ الباقر وتتم الباقي كمان تخلي الناس الوهم ديل يمرقوا على السعودية والخليج هنا الكلام واضح إنت من زمرة العبيد السمر الأزوال الخيلان ودي جمع خال نصرفها على وزن عبد مخفف الدسم وهكذا ما في زول معترف بعروبة سودانيسكو هنا عشان كده نحن خلينا سودانيين ونفخر جدا بهذا والما عجبو يلحس كوعو …… كوش ملك آآآآآي
و ما لم يريد الافصاح به ناقل – شمار- جهيزة أن العائدين الى اوطانهم من النوبة سابقا كانوا من المماليك ، الذين وصفهم المستشرق الأسكتلندي وليم موير فى كتابه تاريخ دولة المماليك في مصر بأنه لا يوجد في تاريخ العالم نظيراً – لعصر المماليك – من ناحية الفساد و الشذوذ الجنسي و الرشوة و المحاباة و الامراض.
و عانت مصر بسبب فسادهم و شذوذهم و خصيانهم و عماماتهم و شالاتهم الصوفية الملونة و عراريقهم الشفافة السمحة قرابة العشرون مجاعة !
فضجت مصر منهم و من شذوذهم و انتفضت بدعم من العثمانين خلفهم ، فهربوا الى السودان ، ليلحق بهم محمد على باشا حتى الحدود الاثيوبية و ينهى دولة شذوذهم فى سنار
و لكن تبقت عاداتهم المكتسبة المتمثلة فى الثقافة السودانية بشذوذها الفكرى الحاد جدار منيعا يصد اجيالهم عن الحداثة و العصرنة بدعاوى المخدرة و المغبشة ، او الشذوذ و الفساد و القبلية و العراريق الشفافة التى كانوا يستخدمونها لاغراض الاثارة السمحة
ايه دخل العباس والمانجلك ولا الكوش ولا الكوتش ولا الرث ولا الجينات الجاية من كوكب المريخ ولا اي جنس في الحاصل ده ليييييييه بتلفوا وتدورو وتضعور رؤووسكم في الرمال ولا انت عاملين فيها ما غارفين الحاصل الحاصل انو الشعوب العربية والشعوب الافريقية والشعوب الاوربية نعتت السودان بأفشل دولة عى وجه الاطلاق ونعتت الشعب السوداني بأفشل شعب على الاطلاق يلا شوفو بعد كدا ح تنتمو لمين لا افريقيا راضية بيكم ولا العرب راضين بيكم ولا حتى العالم راضي بيكم لكن سؤال هل نحن فعلا أفشل دولة وأفشل شعب؟؟؟؟
والله الشيء المؤكد اننا عربا وافارقه ايا كنا نحن افشل شعب وحكومات. ماذا فعلنا منذ 100عام ؟ لم نفعل شيء لا ديني ولا مادي. فقط نتفاخر على بعض انا جعلي وانا رباطابي وانا زغاوي وانا جدي العباس. وكلنا في نظر الشعوب العربيه عبيد وفي نظر الاوربيين والامريكيين زنوج.
من انت وما اصل جينك لايفيدك في شيء. انتجوا واشتغلوا وفكروا اضيفوا لي انفسكم ولوطنكم وللبشريه لو فيكم فائده
الحل كما قال الدكتور جون قرنق فى السودانوية فقط . انظر الى انسان الجنوب
السودانى( نموذج ) عندما اختار الانغلاق على عرقيتة الافريقيقة هل زالت مشاكلة؟
انظر الى البرنامج الحضارى الذى يتبناه المتأسلمين يشقيهم العسكرى والمدنى
وهو اسلمة وتعريب المجتمع المشروع انتهى الى عصابة لصوص ومجرمين ودولة
فاشلة .
الذى يثيرة دكتور الباقر يفرق ولايجمع ولايخدم قضيايا السودان الحالية
والمستقبلية فالافضل للمثقفين الذىن يتبنون قضايا الوطن ايجاد معالجات
لايكون لا أثار سالبة
اظن هذا ثالث فحص جيني اعلم نتائجه الاثنان الاولان كانا لبنات جعليتين فيديو مقيمات في انجلترا والقاسم المشترك في هده النتائج المصرح بها هو نسبة الدم الحبشي الغالبة في العناصر الجعلية بل ان الاولى قالت باستغراب اثيوبيان جويش ( يهودية اثيوبية ) والثانية وجدت نسبة من العروبة في فحصها ولكن الاغلب هو العنصر الذي اشار له الخواجات بالاثيوبي وبالنسبة لي فان الفرضية هي ان وادي النيل هو منشا الاجناس التي هاجرت شرقا بديانتها اليهودية وليس العكس وان الاقليم كان واحدا بدليل الهجرة الاولى للمسلمين الى بلاد الحبشة والتداخل بينها وين جزيرة العرب
الحميل في الموضوع لن نخسر كثيرا اذا علمنا اننا لسنا عربا بل سيكون فتحا كالذهب والبترول ويجعلنا ننصرف لترسيخ الهوية الجميلة الاصيلة القديمة بدلا من التلصق على العرب الاكثر عنصرية والذين يعافوننا ( تماما ) في كثير من مظاهر الحياة الاحتماعية بدون تفصيل والذي عاش معهم يحس بذلك مهما بلغ من الاهمية
لا اجد فيما نشر حلدا للذات لكن على العكس هو العلم يضع امامنا الحقائق شئنا ام ابينا وسيكون فحص الحمض النووي متاحا قريبا لكل الناس بفضل تقدم العلم وعندها سيعرف الناس ان الوهم الكبير والتعالي العرقي كان خطيئة سيتوبون عنها
التوقيع ميرفابي
عزيزي د/ الباقر، سلام من جامعتك القديمة (الجزيرة) من صديق قديم!!! طبعا انت متحير كيف وصلت المقالة للراكوبة؟ أنا من قام بتحويلها لهم لأنها أعجبتني جدا. أرجو قراءة مقالاتي بمكتبة المقالات بالراكوبة تحت عنوان: من الجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ للحقيقة والتاريخ.
أما تعليقات البعض المتهكمة والخارجة عن الموضوع، فلا تعطيها أي اعتبار. هؤلاء هم المحبطون و يريدون أن يهاجموا ناس العلم ويتفشوا فيهم بدلا من طعن الفيل مباشرة. يريدون أن تحل لهم مشاكلهم وهم نيام وايديهم في الماء البارد. هم سبب نكسة السودان الأصلية. اللهم نسألك اللطف (أمين).
ومن هذا الأب البديل نتجت كل آفاتنا وعقد نقصنا إزاء العرب وتذللنا لهم.. اقتباس
اولا احييي العلم والوعي في قامة عفيفي
ثانيا الكثير جدا منا اهل الشمال بالذات سنحت لنا الظروف الاحتكاك بعرب الخليج فكانت الصدمة من نظرتهم لنا فاصبحنا نقول اننا افارقة هروبا من الاب البديل وانا الوم النخب الي يومناوبالذات الحكام هم سبب ما نحن فيه وهم اكثرا نقصا وعقد وما البشير الا مثال يجري بين الناس للماضي والحاضر..
انا عملت التحليل دة قبل سنة وشوية كدة. طبعا انا من قبيلة اافريقية من دارفور. لقيت انو انا عندي ٦٧ في المية جينات من قبائل الماساي في كينيا. ١٧ في المية من الصومال و ٧ فيالمية من غرب افريقيا غانا تحديدا والباقي موزع بين هنا وهناك. يعني جينات قليلة من السودان و النوبة تحديدا. يعني الحمد لله انو الواحد بقي سوداني ومسلم. الهوية هي محل ما اتولدت واتربيت وعشت. مش كدة.
الخريطة الجينية الأصل قائمة على إفتراض بمعنى أن تصنيفات الأجناس بمسمياتها صحيحة 100% بمعنى آخر ( سؤال ) كيف تأكدت لنا في البدء نسبة جنس بشري معين لجينات ؟ هي في تقديري مبنية على إجتهادات تصنيف الأجناس أما مسألة الجينات دي ما فيها كلام مسألة علمية صحيحة 100% .
نوجه وبشدة القبض على/ الطيب مصطفى وإجراء الفحص اللازم له،مع الحرص إحتياطيا إبقائه في مستشفى للأمراض النفسية والعصبية حتى لا ينهار بعد إعلان نتيجة الفحص.
{{{ .. وقد رددتُ جميع مشاكِلِنا السياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية لهاتين العقدتين بالذات .. }}} صدقت واتفق معكمئة بالمئة … وتحصلت لذا النتيجة قبل حوالي 30 سنة وذكرتها لمن حولي ولكن صوتي ما كان مسموعا يومئذ
لوسمحتو نقطة نظام للبتكلمو عن جينات عربية في السوداني:
يا اعزائي الجينات العربية دي في السوداني، ياها جينات هاجر الادتم لي اسماعيل ولدا، وليس العكس! السوداء او السودانية هي اول من خلق رب العزة كبشر بالصورة الحالية للبشر وليس ادم كما صورت الثقافة الذكورية السائدة!
وهذا علي اقل تقدير كان قبل 350,000 سنة!
نعم الانسان عشان ياخد هيئتو الحالية دي هذا التطور اخد اكثر من 3,000,000 سنة!
لهذا السوداء او السودانية هي الوحيدة العندها جينات كل الاجناس المعروفة الان، لو سامية، او اوربية او اسيوية!
اذن الجينات العربية دي احنا اللي اديناها للعرب او غيرم وليس العكس!
لهذا السودانية تحديدا بتاعة جمهورية السودان هي ام الحضارة علي سطح هذا الكوكب!
للمزيد خدك ده:
http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508363175&rn=1
نحن في شنو والحسانيه في شنو .البلد ادمرت واتنهبت من قبل اخوان الشياطين وانت جاي تقول لينا شايقيه وجعليين ونوبه
و احباش.خلونا نفكر كيف نلحق البلد.
سبحان الله اين ذهبت بنا الدونية وعقدة الآنا بعيداً عن قول الحق جلً علاه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) صدق الله العظيم
قرأت المقال أول صدوره وبعده رد دكتور مبارك أردول وقبل الاثنين مقال ( العنصرية في المخيلة السوداء )
والذي منعني من كتابة تعليقي أنني كنت في تجوال والموبايل عندي من فترة إذا أظهر رقم التحقق أخفى كلمة إرسال والعكس. لا أدري أمن الموبايل أم من الموقع؟ ساعدونا في الوصول للمطلوب.
أولا أقترح على إدارة الراكوبة الموقرة أن تخصص رابطا للمقالات التي تتحدث عن الهوية السودانية تحت مسمي ( الهوية السودانية ) مثلا أسوة ببقية التصنيفات ( سياسة أدب فن ) لما لهذا الموضوع من أهمية. وأتوقع أن يكون الكلام تحته كثير جدا. ولتسهيل الوصول إليه لمن أراد. حتى يجد كل ما كتب في مكان واحد.
ثانيا بالنسبة للنتيجة المنشورة هل هي كافية؟ ألا تحتاج تحققا من عينات الأب والجد وجد الجد؟ بحسب النسب المعرف؟ ربما كان هناك داخل أو خارج لا تذهبوا بيعدا هناك تبني وهناك إلصاق أحيانا في النسب. وتكثر الأسباب. ونحن في مقام تحقيق علمي؟ بدون زعل. لو فتحنا معمل تحليل حمض نووى في مكان عام وعرضنا عددا مقدرا من المجتمع للفحص ربما فاض الشارع بالدموع أو الدماء.
أما للدكتور أردول مقالك ينم عن فهم ووعي ونظرة موضوعية ولا يخلو من كره مبطن للنيليين ( الجعليين الرباطاب والشايقية والدناقلة والمحس ) وإذا نظرت للتنمية التي تتحدثون عنها لن تجد للحكومة دو أكبر من المواطن العادي في إحداثها. فهذه الولاية الشمالية تكاد تخلو من الشباب والكبار أخذهم الاغتراب منذ زمن بعيد فهم تنمية مناطقهم. والجزيرة من مدني إلى الخرطوم عدد الشباب المهاجرين في كل قرية ربما لا يقل عن الموجودين بها وكذلك قرى شرق الجزيرة.
المناطق التي لم تكثر فيها الهجرة ( الاغتراب ) منذ فترة هي الشرق وأهله أكلهم السل، والجوع، والفقر، وعدم التعليم. وحالهم أسوأ من الغرب، الذي لم يهاجر أيضا كما هاجر الشمال والجزيرة. ولكن حباهم الله أرضا تحفظ من عليها من إنسان وحيوان بصحة جيدة وعافية موفورة. قبل الحرب ما كان الغرب يعاني من جوع ولا فقر كحال الشرق.
أما إثبات النسب فهذا مهم جدا وليس كما تظن. نعم لن يحل المشكلة آنيا. ولكن هو أحد أسبابها لأننا كمسلمين نعرف مكانة العربي على غيره خذ ( مثلا الأئمة من قريش ) وخذ مثلا ( عدم جواز الصدقة للقرشي ) وهذا يجعل العربي مها قل انتسابه للعرب ولول كان مزعوما يشعر بالفوقية والميزة وإن أظهر التواضع فهذا ( حظ ) ليس لأحد فيه يد مثل اختيار الأنبياء والملائكة وخلق الذكر والأنثى وكون الرجل من أب معين. ويجعل الآخر رغم إسلامه درجة أقل ولو اعتباريا. وهذا تفاضل من عند الله تعالى ويبحث على انفراد إذا لزم الأمر. الله يقول (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) ) ومنهم أولو العزم.
يعني بيان بالعمل إذا بان لي أنني لا أحمل دما عربيا يخول لي هذه الصفة ( العروبة ) من يوم الليلة دا سوف أقبل الصدقة إذا احتجتها وأعطي زكاتي أناسا كنت أمنعهم إياها. وأقبل على أهلي أيا كانوا ( ماساي حبش مساليت زولو … ) إلخ. لكن منو البقنع ( الديك ) إنو أنا ولدهم وما منتيكورو؟
أما مظلمة الهامش ( أيا كان غرب ولا شرق ) لسنا طرفا فيها نحن ظلمنا مثلما ظلم غيرنا.
السلام عليكم و مشكور علي المقال
لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى
في السودان تجمعنا المواطنه و الحقوق المتساوية كمواطنين سودانيين و بس
ولكن اخي الكريم لنا ان نختلف في العلم و التاريخ و لا غبار في ذلك
انا جعلي متمه و كنت دائم التشكيك في موضوع الاصل العربي و انو جدنا العباس (ض)
الي ان قام اخي الشقيق بالفحص الجيني و اليك اخي الكريم نتيجة الفحص
57% Middle East الشرق الاوسط
35% Africa Southeastern Bantu جنوب شرق افريقيا بانتو
Low Confidence Regions
5% Africa North شمال افريقيا
بالنسبة لي فقد اثبت الفحص انو موضوع الهجره من الجزيرة العربية لا شك فيه و قطعت جهينه قول كل خطيب بالنسبة لي ايضا. اما موضوع العباس (ض) اجد صعوبه في تصديقه و ان كان واردز
لو بحثت في يوتيوب ستجد الكثير من ابناء القبائل السودانيه يناقشون نتيجة الفحص الجيني الذي يثبت اصلهم العربي او الافريقي (و الاتنين حبابهم)
كون ان فحصك الجيني اثبت افريقيتك فأن هذا لا ينفي عروبة اصل الاخرين و لا يجب ان تأخذه كحجه لأنك تمثل اسرتك فقط و ليس قبيلتك او اهل الولايه التي تنتمي اليها. و هذا طبعا ينطبق علي اخي و بالتالي علي انا ايضا
كتابتي اعلاه للتوضيح حتي لا تضيع الحقائق مع العصبية مع قناعتي التامه بان لا احد لديه دور في ما حدث قبل ميلاده و بالتالي ليس له الحق بالافتخار او الخجل منه
لك الود
بإيجاز :
السبب في مشاكل السودان هم الفهلوية الذين جلسوا في مقاعد الدرس وأستغلوا كل الذي توفر لديهم من أسلحة لتحقيق اطماعهم ولشعورهم الزائف بالتفوق وأقوى هذه الأسلحة وأمضاها الدين والعصبة كما قال ابن خلدون وقد تنبه لذلك الدكتور منصور خالد فسماها القيادة من الخلف وبنظرة فاحصة لأحزابنا ندرك هذه الحقيقة وهذا الأمر ليس عيباً في حد ذاته لانه طبع مجبول تشاركنا فيه كل امم الأرض ولكن العيب أن نسكت عنه ولا نرتقي به ليتمدن ،وقد قال توماس هوبز ( المجتمع المدني مقابل الطبيعة ) أي نستخدم العقل في ادارة المعطى من الطبع البشري، وفي رأيي المتواضع كان حري بالأخ العفيف أن يجهد عقله في هذا الاتجاه بدل الذهاب لمناقشة قضية انصرافيه فالوعي بالحياة يشعر صاحبه بالفوقية وأهل الشمال النيلي أول من اكتسبوا هذا الشعور فخريجوا الجامعات منهم ويمثلون الفئة الغالبة بين باقي اقاليم السودان ويعيشون في منطقتهم الجغرافية وتوجد بها العاصمة التي لم يقترحوا هم موقعها وبالتالي كان لابد لهم من استغلال هذا السلاح تماشيا مع الطبع البشري ولا نبرئ انفسنا من ذلك فكل منا يحمل هذا الطبع وبذلك سيطروا على الاخرين ليست لأنهم من أصحاب الدم الازرق أو لأن جدهم العباس فهذه جاءت متأخرة واستغلت لحشد الاتباع لا أكثر !!؟
بإيجاز :
السبب في مشاكل السودان هم الفهلوية الذين جلسوا في مقاعد الدرس وأستغلوا كل الذي توفر لديهم من أسلحة لتحقيق اطماعهم ولشعورهم الزائف بالتفوق وأقوى هذه الأسلحة وأمضاها الدين والعصبة كما قال ابن خلدون وقد تنبه لذلك الدكتور منصور خالد فسماها القيادة من الخلف وبنظرة فاحصة لأحزابنا ندرك هذه الحقيقة وهذا الأمر ليس عيباً في حد ذاته لانه طبع مجبول تشاركنا فيه كل امم الأرض ولكن العيب أن نسكت عنه ولا نرتقي به ليتمدن ،وقد قال توماس هوبز ( المجتمع المدني مقابل الطبيعة ) أي نستخدم العقل في ادارة المعطى من الطبع البشري، وفي رأيي المتواضع كان حري بالأخ العفيف أن يجهد عقله في هذا الاتجاه بدل الذهاب لمناقشة قضية انصرافيه فالوعي بالحياة يشعر صاحبه بالفوقية وأهل الشمال النيلي أول من اكتسبوا هذا الشعور فخريجوا الجامعات منهم ويمثلون الفئة الغالبة بين باقي اقاليم السودان ويعيشون في منطقتهم الجغرافية وتوجد بها العاصمة التي لم يقترحوا هم موقعها وبالتالي كان لابد لهم من استغلال هذا السلاح تماشيا مع الطبع البشري ولا نبرئ انفسنا من ذلك فكل منا يحمل هذا الطبع وبذلك سيطروا على الاخرين ليست لأنهم من أصحاب الدم الازرق أو لأن جدهم العباس فهذه جاءت متأخرة واستغلت لحشد الاتباع لا أكثر !!؟
أنت شخص مريض ومنفصم حتى عن أبيك وأمك وتدعي الثقافة والانتماء للإنسانية وتناقض نفسك فالذي ينتمي للإنسانية فليقل ” كلنا لآدم وآدم من تراب ” وحتى وأن تستشهد لم تجد سوى الاستشهاد بعربي هو معروف الرصافي و” سليل الفراديس التي تنتشي بها ” ما جاءتك إلا من ثقافة عروبية إسلامية صرفة خالصة والعقدة عقدتك أنت والانتماء لجنس لا يعني الاستعلاء لأن أي شخص لا بد أن ينتمي لجنس وللانتماء مقومات أولها الثقافة واللغة ولن تستطيع بغير ذلك تحقيق أي انتماء .. ولكن لم تقل لنا ما هي هذه الخريطة الجينية التي تصنف الانتماء لجذور إفريقية وغرب آسيا إلخ .. وكأن البشرية لا أصل لها قبل ذلك وأما الملكة اليزابيت التي فرحت بما كشفته لك فاعلم أنها في آخر ما قرأنا أن لها أصولا مع الأسرة النبوية بما يثبت تداخل الأجناس والعالم كله خليط ولا يوجد عرق لم يختلط بآخر بحسب ما استقر في علم الاجتماع وهذا لا يشكل عيبا ولا انتماء منتحلا إلا في خيالك المريض ولأن ذهنك مشوه بين السياسة والغرض لم يأت كلامك متسقا فأنت تعيب على ساسة السودان انضمامهم للجامعة العربية وإهمالهم الكمنولث وتعريب المناهج وأنت بهذا تدل على ضعف رؤيتك وسذاجة تفكيرك فهل يا ترى الكمنولث كانت من مستعمرات جدك النوبي الذي تزعم، أم أردت أن يتم التدريس بلغة الإنجليز لأنها لغة مروي القديمة ؟ وأنت أيضا إذا افترضت عقدة النقص العربية عند البعض فأنت تتقمصك حتى أخمص قدميك عقدة الخواجة ،، أترك هذا السخف وتحدث فيما ينفع الناس فنحن الآن في أزمة وطن لا أزمة عروبة وزنوجة ونوبا .. وإن استطعت أن تعبر بلسان غير عربي فافعل وإلا فلتكرم الناس بصمتك فمثلك ” سواء قوله وبوله ” كا تقول العرب .
إقتباس:
في حين أنني أؤمن إيمانا راسخا لا يتطرق إليه الشك أن الناس كلهم سواء لا يتفاضلون إلا بالقيمة والنبل والأخلاق. إنني أدعو فقط أن نكون “نِحْنَ يانا نِحْنَ.. ما غيرتنا ظروف ولا هدتنا محنة”. أي أن نكون كما خلقنا الله، وألا نحاول تبديل خلقه، وانتحال خلق آخر غيرنا.. وألا نقيس أنفسنا بمعيار خارجنا، وأن نكون ممتنين كوننا أصلاء في هذه الأرض التي يباركها النيل سليل الفراديس..
والله أنت السودانى يمكن الوحيد الذى يحمل هذه الواقعية وأن سبب بلاوى السودان كلها آتية من وهم العزة بالإنتماء للعرب ولكن هذا جهل يجب محاربته كما نحارب حزب المؤتمر الواطى الذى أقلقنا نومه لحد الهضربه.
للذين يحترقون حنقا وحسرة بعد ان – شهد شاهد من اهلها – وكشف المستور الذي كنتم تخفونه في انفسكم ونطقت بها جلودكم.. لماذا الغضب على الدكتور وهو يقول “من انا؟ ومن اين جئت؟” اليس هذا سؤالا مفصليا اليست الهوية من اكبر من موجهات السلوك اليست هي المسؤولة عن كل الحروب الاهلية في السودان.. فلا تستدعو ذاكرتكم الانبطاحية الخربة وتلوذون فرارا الي الدين وتتحدثو من المساواة في القران لانها مساواة مجردة ومعلقة في السماء حيث لا يمكن ان تدعونها الي عندما تطبقونها
لقد وجد العنصريون وادعياء الثقافة ضالتهم وزعم بعضهم ان شهد شاهد من اهلها الي اي اهل ينتمي دعي الثقافة العفيف.
بالطبع لم تات بجديد فالاختلاط بين الشعوب امر وارد ومسالة كون ان بعض جيناتك من جهة معينة فهذا امرطبيعي. ويكفي ان ثقافتنا عربية محضة. لك ولغيرك من العنصريين ان يعترضوا علي هيمنة ثقافة اما محاولة فرض هوية علينا فلا والف لا فالثقافة جزء مهم من الهوية نتمنى ان نعيش سويا في هذا البلد.
المقال الذى سطره الدكتور الباقر العفيف لا يمكن وضعه فى خانة المقارنة الموضوعية لخطاب مبارك اردوك الذى جاء كرد لخطاب العفيف , ذلك لان مقال العفيف تميز بالاسلوب البحثى الذى عادة ما ينتهى بنتائج معيارية , التعامل مع هذه النتائج متروك للقارىء , و على هذا الاساس لا يعتبر خطاب أردول رداً منهجياً على نص الباقر العفيف لان اردول ينطلق من أرضية سياسية لمخاطبة الوجدان الجمعى و مواجهة عقبات ظرفية تتعلق بممارسة السلطة و ربما يكون هذا الخطاب استفتاءً ظرفياً لقضايا اليوم فقط.
فى خطاب العفيف محاولة لإعادة تشكيل العقلية العامة للشعب السودانى و ليس لقطاع نخبوى معين باعتبار أن الفرد السودانى يعانى من عدم المقدرة على معرفة ذاته معرفة معيارية و هكذا معرفته بالاخر تعتبر معرفة تصورية و التى تنجر على الواقع الحياتى و البيئة المحيطة و فى نهاية المطاف يكون هذا الشخص قد تحصل على عالم زائف و منتوج معرفى زائف و عدم مقدرة على الوصول الى النتائج المادية المحسوبة كمياً .
التوفيق ما بين خطاب العفيف و اردول يمكن استعراضه فى مشروع لدولة راشدة التى تنتفى فى السودان بسبب مؤسسة القراصنة التى استوعبت الرجال البلهاء لتنفيذ خطة تهريب موارد الدولة بالبوابة الخلفية باعتبارهم خلفاء الله فى الارض و أوصيائه و حتى حق ادخال الشعب الجنة زمراً بالقوة ضرباً بالعصى و السيخ و البندقية .
بالتالى انى لا ارى شكل من اشكال القطيعة ما بين خطاب العفيف و رد مبارك أردول بل هذا يعتبر تواصل من زوايا مختلفة
يا عفيف لدى كم استفسار ارجو الرد عليها
+ هل تستطيع مجموعة كاملة ان تغير لغتها وثقافتها فى زمنا بعيد قبل وصول الوسائط واساليب التعليم للدرجة التى تنسى لغتها القديمة وتنطق بأفصح من اهلها وتاخذ ثقافتهم وتنسى كل ثقافتها مثل الجعليون والرباطاب والشايقية كيف لهؤلاء ان يكتسبو العربية ومن اكسبهم لها؟ للدرجة التى ينسوا فيها كل موروثهم – ولم ينطبق هذا على جيرانهم من الدناقلة والمحس والحلفايون
*لماذا تحول هولاء (الجعليون والشايقية ) ولم يتحول الاخرين وهم اقرب مسافة للعرب من هولاء (النوبة والبجة)
كيف للبقارة فى اقصى غرب السودان ان يتحدثوا بالعربية ولا لغة لهم غيرها فى حين ان القبائل من حولهم لا يتحدثون العربية ومن يتحدثها يحتفظ بلغته الاصلية – كيف وصلت هذه اللغة العربية الى الجعليون والشايقية والبقارة ؟ هل ارسلو لهم اساتذه مثلا يدرسونهم لها؟ وكيف لهؤلاء الاساتذه العباقرة ان يمحو لغة امة كاملة وينسوهم لغتهم الرسميه
يا شيخ يا ما عفيف القصة ان العرب دخلوا لهذه البلاد بكمية وبمجرد دخولهم الى الشمال تعلمو لغة اهل البلد وهى النوبيه واختلطو بالنوبة فسادة لغة النوبة والدناقلة ليست كلهم نوبه بل فيهم عرب وهذا ظاهر شكلا ومضمونا ولكنهم يرطنون ثم دخول الفوج الثانى بعد ان تم الفتح للفوج الاول وهؤلاء اختلطو بالنوبة ولكنهم احتفظو بلغتهم العربية واسسو الجيل الاول من القبائل العربية وهكذا
أما ان تحكم علينا بنتيجة فحصك انت هذا لا يهمنا بلادنا مليئة بالهجرات من غرب افريقيا الى الحج ونعلم انه بيننا الهوسا والفلاته وكثيرا من القبائل التى هاجرت الى السودان وصارت جزء اصيل من مكوناته – وبين قبائل الجعليون والرباطاب والشايقية بيوت كهذه معروفه واخرى غير معروفه فكونك ذو أصول افريقيه محضة هذا شى يخصك انت اكتشفته ذاتك قضية خاصة
أنت زنجي قح ولا تحتاج إلى دي أن أيه لكي تعرف ذلك… ولكن (شقة البلد تفتيحة) كما يقولون…………
بهذه المناسبة هذا مقال لي نشر في الراكوبة في العام 2015.. ربما كان نوعا ما نظريا ويتطلب بعض المعرفة والخلفية للمفاهيم العلمية والاجتماعية ذات الصلة, ولكنه عموما مهم في دعوته لرفد كلامنا عن الهوية بما استجد من نظريات الهوية خلال العقدين الماضيين.. المقال نفدي يحاول معالجدة الخلل في عدم مواكبة مستجدات نظرية الهوية في نعظم الكتابات السودانية المتناولة للموضوع.
مع الشكر
الكاتب
————————————————–
نحو تنظير جديد لخطاب الهوية في السودان: نحو تنظير جديد ومختلف للهويات السودانية (1)
في نقد خطاب الهوية السودانية:
05-17-2015 04:54 PM
د. عبد الماجد عبد الرحمن الحبوب
” إن الهويات دائماً تُنتج أو يُعاد إنتاجها داخل سياقات اجتماعية محددة. إنها تصنع في إطار العلاقات التفاعلية/التواصلية على نحوٍ ثنائي أو مختلط. وهي عادة ما تكون متشظية ومتحركة ومتغيّرة- إن كل فرد منا يمتلك هويات متعددة. إن صناعة الهويات وتركيبها ينطوي دائماً على عمليات استيعاب وإقصاء , أي على عملية تعريف للأنا والآخرين. إن الهويات- فردية كانت أم جماعية, قومية-وطنية أم عالمية عابرة للأوطان يتم أيضا إنتاجها أو إعادة إنتاجها وإظهارها على نحوٍ رمزي”. (عالمة اللغة ومحللة الخطاب الرائدة روث وداك Ruth Wodak, جامعة لانكاستر البريطانة).
مدخل
الهوية أو الهويات ( identities), كما يفضل كثير من علماء وباحثي الهوية, من الأمور شديدة التعقيد, والتي حدثت فيها قفزات نظرية هائلة خلال السنوات الماضية , وتحديدا برز هذا الاهتمام بشكل أعلى منذ مطلع الألفية الجديدة. ماهية وأسباب هذا التطور النظري الكبير في مشكل الهويات, وضرورة تجديد خطاب الهوية في السودان على ضوء هذه النظريات الجديدة, هو ما يصبو إليه هذا المقال/ الورقة, الذي يأتي ضمن مشروع بحثي أعرض لدرس ظاهرة الهوية والهويات في مجالات اجتماعية وإنسانية متعددة, من أهمها مسألة اللغة والهوية والهويات واللغة الثانية.
درس الهويات هو درس بيني متعدد بطبعه ( interdisciplinary), تشترك وتتضافر , بل وتتصارع وتتنافس, في بحثه وتحليله وإنتاج المعرفة فيه, شبكة من الحقول والتخصصات والمعارف: دراسات وعلوم اللغة والخطاب والاجتماع والنفس والتاريخ ودراسات الثقافة وعلوم السياسة ودراسات البيئة والايكولوجيا وغيرها. التنظير حول الهوية والهويات قديم, بحكم أنها من الأمور التي شغلت الإنسان منذ بدأ يعي ذاته ويتحسس وجوده على هذا الكوكب. وثمة تصورات متعددة ظلت تتجاذب مبحث الهويات, ومن ذلك التصور الإدراكي المعرفي ( conceptual/cognitive)), والتصور القائم على الأدائية ( performative ), والتصور العملي للهوية ( praxis-oriented), وغيرها. وإجمالا , يمكن تخليص نظريات الهوية في الآتي:
النظرية التقليدية- الكلاسيكية للهوية
تنشأ النظرية التقليدية حول الهوية في عمومها على الآحادية ( single-sided/unidirectionality ) والثبوتية وعدم التغير والحالة الوئامية وعدم التفاعلية بين المكونات. إن الهوية تحت هذه النظرية تحددها غالباً سمات آحادية ثابتة ودائمة وغير متحركة وغير متفاعلة مع بعضها بعضا, كأن يكون هذا المكون هو العرق وحده أو اللون وحجه أو الدين أو المعتقد/الانتماء السياسي أو الأيدلوجي أو اللغة أو الجنس أو غيره من العوامل منفردة. التصور المستند على هذه النظرية المعيبة ساد زمنا طويلا, ولكن الكشوف البحثية الجديدة قد تجاوزت منذ فترة ليست بالقصيرة, هذا التصور المعيب القاصر للهوية, ولم يعد الباحثون الجادون في إشكاليات الهوية يعيرونه كبير اهتمام.
نظريات الهوية التي تقوم على الحداثة والبنيوية
نظريات الهوية التي تنشأ على مظلة الحداثة أكثر علمية لأنها تعتمد مبدأ التعدد الهوياتي ( multiple identities), ولكنها تأتي مركوزة على فهم كلي وشامل وتوتاليتاري ( totalitarian) لمفهومي الفرد والمجتمع معاً. فهذان المفهومان, معاً مع مفهومات “اللغة” و”العقل” و”الواقع”, تميل في الحداثة إلى فكرة المركزية والشمول والكلية. ومن ذلك مثلا مفهوم, المجتمع اللغوي ومجتمع الخطاب speech community/ discourse community)), اللتان تفترضان درجة كبيرة من الشمول, كأن خصائصهما تنطبق بالضرورة على كل أفراد المجتمع أو المجموعة المعينة المراد درسها, وكأن هذه الخصائص ثابتة جامدة لا تتغير, أو لا تتغير بشكل كبير كتلك الخصائص التي اقترحها جون سيولز Swales)) أستاذ الانجليزية السابق بجامعة الخرطوم لتعريف “مجتمع الخطاب” وهو أول من سك هذا المصطلح, وهذا ما ترفضه نظريات ما بعد الحداثة, التي سنأتي لرؤيتها بعد قليل (من ذلك مثلا, مفهوم مجتمع الممارسة community of practice الذي يتجاوز مفهوم مجتمع الخطاب). وتندرج في إطار الحداثة هنا (من الضروري التنويه لمسألة التداخل بين مظلتي الحداثة وما بعد الحداثة في بعض الخصائص والتصورات, على الرغم من الاختلاف بينهما).. تندرج كل مفهومات وتصورات الفرد والذات (self) في نظريات علم النفس القديم, بما في ذلك الذات المستقرة العالمة (الذات الديكارتية, التي على الرغم من شكها تعتقد أنها تعلم ذاتها). ويسود هنا أيضا التحليل النفسي ( psychoanalysis) بشكل كبير, أو فلنقل التحليل النفسي في إطاره الفرويدي التقليدي, وليس التحليل المستحدث, لأن هناك تيار في التحليل النفسي أكثر مرونة وديناميكية من الفرويدية ( psychodynamics). وكذلك تسود في الحداثة نظريات المجتمع والثقافة واللغة التي تفترض أن النظام والشمول والثبات هو, إلى حد كبير, القاعدة. كما أن رؤية الهوية هاهنا, تجيء بوصفها ناتجاً أو حدثاً منفصلاً ( product-based), أكثر من كونها عملية سيّالة وصائرة ومستمرة process-based)) كما هو الحال في تصورات ما بعد الحداثة. كما أن طريق السير في الحداثة يكون , في جملته, من العام والعالمي إلى التفصيلي والخاص والمحلي, عكس خريطة طريق ما بعد الحداثة التي تفضل الحركة من الخاص والتفصيلي إلى العام والعالمي.
خلاصة تصور الهوية في الحداثة هو أنها تقوم على الإيمان بفكرة التعدد والاختلاف في الهويات, والإيمان كذلك بضرورة الاعتراف بهذا التعدد والاختلاف الهوياتي, إلا أن هذا التصور الحداثوي للهوية, على ايجابيته, يعيبه اعتماده على مفاهيم شمولية وكلية وتوتاليتاريانية لمفهومات الفرد والمجتمع والثقافة واللغة والمعتقد والايدولوجيا وغيرها من عناصر ومكونات الهوية, بشكل قد لا يسمح ولا يحتفي بالتفاصيل الحيوية الصغيرة والحركة والتغيير والديناميكية والتفاعل داخل هذه الكتل المفترضة. والصفة الأخيرة هي ما تعتمده نظريات الهوية التي تقوم على مظلة ما بعد الحداثة.
نظريات الهوية التي تنشأ على ما بعد الحداثة: ما بعد البنيوية ودراسات الخطاب
كما قلنا في المدخل, حدثت قفزات نظرية هائلة في فكرة ومبحث الهويات خلال العقود القليلة الماضية, وخاصة خلال الخمس عشرة سنة الفائتة, أي مع بدأ القرن الحادي والعشرين. ويرى كثير من علماء وباحثي الهويات أن لذلك التغيير الهائل في رؤية وتصورات الهوية سببان: سبب عملي يتعلق بالتغيرات الكبيرة على الأرض التي نتجت عن ثورة المعلومات الهائلة غير المسبوقة في التاريخ , وموجات الاتصالات والرقمنة والعولمة والهجرات الكبيرة المتتالية التي حدثت في السنين الأخيرة خاصة من دول الجنوب والعالم الثالث إلى دول الغرب, وبين المجتمعات الغربية نفسها (شرق أوربا إلى غربها) وكذلك بين مجتمعات العالم الثالث فيما بينها, وما نتج عن هذه الهجرات العاتية من تداخلات وصراعات واحتكاكات أفراد وثقافات متباينة. والسبب النظري الآخر, يتصل بالتطورات النظرية الهائلة في مفاهيم الفرد واللغة والمجتمع والثقافة والايدولوجيا والنص والخطاب التي جاءت بها أفكار ما بعد الحداثة, والتي تشمل بالضرورة ما بعد البنيوية والتفكيكية وتحليل الخطاب ودراسات التواصل بين الإنسان والبيئة (الايكولوجيا اللغوية ) وما بعد المنهج وكافة نظريات النقد ما بعد الحداثوى. ويمكن تخليص تأثير الأفكار ما بعد الحداثوية التي شكلت نظرية الهويات الجديدة فيما يلي:
1.مفهوم التعدد والاختلاف (وهنا تلتقي ما بعد الحداثة مع أفكار الحداثة حول الهوية), والتعدد ليس فحسب على مستوى المجتمعات ولكن أيضا التعدد والاختلاف على مستوى المجتمع الواحد والفرد الواحد , فكل فرد هو عبارة عن كشكول هويات. وصار راسخاً في نظريات الهوياة الجديدة, أنه لا توجد هوية واحدة متحدة منفصلة للفرد في كل المقامات والسياقات والأحوال, وإنما, في واقع الأمر, مجموعة وسلسلة من الهويات المتداخلة والمتصارعة والمتشاكسة والمتحاورة, حسب مقتضى السياق الاجتماعي.
2.الهويات تكونها عناصر متعددة ولا يمكن أن ينحصر تكوينها على عنصر أو عامل واحد مهما كان, عرقاً أو لغةً أو ديناً أو لوناً أو معتقداً أياً من الانتماءات المنفردة. وهذه العناصر, في الواقع, دينامية جداً ومتحركة ومتغيرة ومتداخلة ومتفاعلة ومتحالفة ومتصارعة, وخاضعة باستمرار لشبكة من سياقات الزمان والمكان والحالة والموقف الاجتماعي والثقافي, أي أن هذه الهويات المتعددة تخضع لحساسية المقام أو السياق المحدد في الوقت والمكان المحددين ( context-sensitivity), وليست هوية قائمة دائما على شكل واحد ومطلقاً وفي الهواء, ودون اعتبار لهذه الحساسية المقامية المهمة.
3.ما نسميه المجتمع, أية مجتمع, ليس كتلة واحدة منتظمة ثابتة مركزية , وإنما, في الحقيقة, هو مجموعة من الأفراد خاضعة باستمرار لعوامل التغير والتفاعل والديناميكية الاجتماعية والثقافية وعوامل المصالح والحاجات العملية.
4.الفرد الواحد متعدد ومتنوع ويتشكل من عدة ذوات ( subjectivities). وهذه الذوات المتعددة متحركة دوماً وتصطبغ بديناميكية عالية جداً. وهي ذوات تتشكل باستمرار ويعاد تشكيلها اجتماعياً وفردياً وثقافياً عن طريق الخطابات والخيارات اللغوية المتعددة. وثمة صراع ينشأ بين الحين والآخر بين هذه الذوات المتعددة وغير المتساوية من ناحية التركيب السلطوي والوظائف السلطوية, ومن ثم يكون لجوء الفرد إلى التفاوض والحوار بينها من أجل انجاز التماسك والاتساق بين تلكم الذوات والهويات المتعددة (Canagarajah, 2004 ).
5.الهويات تخضع لفكرة الصناعة والتشكل الاجتماعي ( socially-constructed identities) المتأثر بتكوينات السلطة ووظائف في المجتمع وبنيتها وتراكيبها وعلاقاتها الداخلية والخارجية. فالهويات, حسب التصورات ما بعد الحداثوية لها, لا يمكن النظر إليها كما تفعل التصورات القديمة (بما في ذلك بعض تصورات الحداثة أيضاً !!) بعيداً عن كل الشغل اللاصق بتركيبات ووظائف وعلاقات السلطة في المجتمع. كما أن الهويات يمكن أن تصنع ويعاد تركيبها وإنتاجها من جديد وباستمرار.
6.فكرة التفاوض والحوار ( negotiation), تأتي ضمن الأفكار المحورية في نظرية الهويات الجديدة. وهذه الآلية فعالة وشغالة على مستوى الهويات الفردانية والهويات المجتمعية في آن, وهي, على أية حال, تفاوضية تفرضها طبيعة التعددية الهوياتية نفسها, فالفرد متعدد الهويات قد يغلّب هوية محددة في سياق اجتماعي معين, بينما يغلب هوية أخرى في سياق آخر وهكذا. فالفرد يحاول إدارة هوياته المتعددة من خلال إيجاد تسويات وتفاهمات وحوارات بينها, وهو يظل في سلام طالما نجح في إدارة هذه الهويات المتعددة والمتصارعة أحياناً. وينسحب هذا بالضرورة , على المجتمع كله.
7.مثلما تتفاوض الهويات وتتشابك وتتحاور على نحوٍ متصل, فردانياً ومجتمعياً, فإن الهويات بطبعها “صراعية” ( conflictual ), أي أن الصراعية والتفاوضية جزء لا يتجزأ من طبيعة الهويات نفسها. وهذا ما تقصده الباحثة روث وداك بعمليتي (الاستيعاب) و(الإقصاء) بوصفهما آليتين فعالتين, ولا غنىً عنهما في بحث الهويات.
8.فيما تقر كل من الحداثة وما بعد الحداثة بفكرة التعددية الهوياتية multiplicity of identity)), فان الحداثة تركز على التعدد من حيث هو تعدد للعناصر المكونة للهوية, ولكن نظريات ما بعد الحداثة لا تقر فحسب بمكونات وعناصر متعددة لأية هوية, بل تتجاوز ذلك إلى التعويل على وجود وأهمية التفاعل المتواصل والخلاّق بين هذه المكونات, لأن هذا التفاعل هو الذي ينتج ويعيد إنتاج هويات جديدة متميزة وغنية ومتفردة باستمرار.
9.تغليب التحليل الثقافي والنقد الثقافي على التحليل النفسي أو التحليل الفرويدي القديم وتفريعاته )يستثنى من ذلك التحليل النفسي القائم على علوم الإدراك أو التحليل المعرفي .(Cognitive Science ) علم الهويات الذي ينشأ على التحليل النفسي التقليدي ظل يتراجع في السنوات الأخيرة لصالح التحليل الثقافي ولمصلحة النقد الثقافي للهويات. تشومسكي وفوكو ودريدا انتقدوا التحليل النفسي الفرويدي وتجاوزوه لأسباب نظرية مختلفة. فتشومسكي لم يهاجم السلوكية فحسب, وإنما هاجم وتجاوز معها التحليلية الفرودية عاداً إياها أشبه بال pseudo-science)), أي “السحر” لضعف وهشاشة أسسها العلمية, و مقدماً التحليل المعرفي-الإدراكي بديلاً لها, وفوكو ودريدا ركزا معاً على نقد التحليل النفسي كاشفين عن توتاليتاريته وشموليته وبنيته السلطوية (عندما نأتي لنقد خطابات الهوية السودانية, سنرى أن بعضها أعتمد غالباً على التحليل النفسي كورقة الباقر العفيف, مثلاً, بينما ركنت تيارات كثيرة على نظريات الهوية القديمة أو على نظريات الحداثة المعيبة أيضاً, قياساً بما توفر من معارف جديدة في مبحث الهويات)!!.
10.نظريات ما بعد الحداثة تعمل على تمكين الهوامش الاجتماعية والثقافية (على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي). بعض باحثي الهويات لا يعتبرون أنفسهم باحثين بيروقراطيين باردين فحسب, وإنما يعدون أنفسهم كذلك ناشطين ملتزمين يضعون على عاتقهم رد التظلمات الواقعة على بعض المجموعات والثقافات والأفراد, والعمل على إبراز خصائص ومزايا الهويات المهمشة محلياً وعالمياً. فالتفكيكية مثلاً, لا تعترف بالمراكز أو هي تعمل على تقليص هيمنة فكرة “المركزية” من خلال رفضها للقوسنتريزمlogocentrism) ), ومن خلال استخدامها لآلية “الاختلاف”, وعبر وسعيها المستمر “لتحضير” الماضي والمغيب وبعثه حياً من جديد وجره جراً إلى مناطق الضوء. هناك أيضا بعض دارسي اللغة والخطاب, الذين يتبنون مثل هذه الأدوار الناشطة, مثلما يتبنى باحثون في فرع من فروع التربية يسمى التعليم النقدي ( critical pedagogy) , ويهدف إلى نقد المراكز و”المركزية” في العملية التعليمية كلها وتمكين الهوامش في التعليم. من الجدير بالذكر, التنويه هنا, إلى أن هذا المنحى لدمج البحث العلمي بالنشاط العملي المناصر لقضايا معينة, يجد نقداً من البعض في المؤسسة الأكاديمية, بوصفه ربما يؤثر سلباً على علمية البحث في هذه المجالات.
خلاصة
قدمنا في هذا الجزء الأول, محاولة لمسح سريع وعريض لنظريات الهوية والهويات, والتي قسمناها إلى ثلاث نظريات مظلية كبيرة: النظرية الكلاسيكية للهوية, ونظرية الهوية الحداثوية ونظريات الهوية الجديدة الصاعدة والناهضة على تصورات ونظريات ما بعد الحداثة, وخاصة دراسات الخطاب وما بعد البنيوية ودراسات التفكيك وغيرها. قلنا أن ثمة تطورات وقفزات هائلة حدثت وتحدث الآن في درس الهوية ومبحث الهويات, والتي يبدو خطابنا حول الهوية في السودان الجاري منذ الخمسينات والستينات متخلفاً عنها, وأنه ينبغي علينا تجديد خطابنا حول الهويات السودانية, وإعادة تقويم ومعاينة حركة خطاب الهوية عندنا منذ الخمسينات (مدرسة الخرطوم التشكيلية, الغابة والصحراء, حوارات النور أبكر وصلاح أحمد إبراهيم الصحفية حول الهوية في الستينات , حركة أباداماك, السودانوية, مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أيضاً النقد الذي وجه لهذه الحركات والتيارات, خاصة مثل نقد أستاذنا الدكتور عبد الله على إبراهيم للغابة والصحراء والسودانوية وغيرها). سنحاول في الجزء أو الأجزاء القادمة من مسودة هذه الورقة, معاينة خطاب تيارات الهوية السودانية المختلفة من خلال هذه النظريات والمرئيات الجديدة, لنرى مدى حاجتنا لمواكبة المستجدات النظرية في مفهوم ومبحث الهويات.
(نواصل)
[email protected]
اكاد أجزم ..ولولا الخوف من القسم ..لأقسمت
أن كل بلاوينا وتخلفنا وهواننا على الأمم بسبب هذا التعنصر البغيض
انني وعبر الراكوبة أوجه نداء لكل أهل السودان في الداخل والخارج أن تعاهدوا على محاربة العنصرية ..وتعاهدوا على منع السؤال عن القبيلة واعلنوها صراحة أن التمايز يكون بالاداء وليس بالانتماء
واصدار قانون صارم بمحاكمة كل من يتجرأ للتجريح القبلي أو المكاني
الفرق بين من يعرف هويته ومن لا يعرفها كالفرق بين الجالس على كرسي القيادة والجالس على الكنبة الخلفية. مشاكل السودان المعقدة كلها قد خرجت من توجيه الدولة بطريقة خاطئة وقد نبه الى ذلك الزعيم الغاني كوامي نكروما عندما حضر الى السودان في اعياد الاستقلال حيث قال وبالحرف الواحد السودان دولة افريقية ذات ثقافة اسلامية ولغتها العربية ومع ذلك فاذا اختار السودان افريقيا فسيكون في المقدمة أما اذا اختار العرب فسيكون في ذيل القائمة. نكروما كان زعيم افريقي يسعى لتكوين الولايات المتحدة الافريقية فقال اذا لم يكن ذلك ممكنا فليكن ذلك تحت سقف الفيدرالية وكان يبني الامل الكبير على عضوية السودان….!!
من قبل نزول الاديان كانت افريقيا رائدة الحضارة الانسانية وقد بلغت من التقدم والازدهار ان انشأت شواهد عجز العلم الحديث عن تفسيرها كالاهرامات والمعابد في الحضارة الفرعونية والكوشية ومملكة النقس (اكسوم) في اثيوبيا. سيدنا موسى خرج من بلاط فرعون وهرب الى شبه جزيرة سينا وقد كانت سينا جزء اصيل من افريقيا حتى العام 1869 حين فصلتها قناة السويس وصارت تتبع لقارة اسيا.
الديانة اليهودية نزلت على سيدنا موسى في شبة جزيرة سيناء لذلك كان اتباعها بالاضافة الى بني اسرائيل كانوا الافارقة في مصر وكوش واثيوبيا قبل ان يختطفها اليهود البيض القادمون من اوروبا. مصر تغيرت تركبيتها السكانية نتيجة لغزوات عديدة جردتها عليها امم بيضاء من اسيا واوروبا فازاحت الانسان الافريقي الاسود نحو الجنوب وحلت محله بالكامل بعد ان استولت على كل ارثه حضارته وجيرته باسمها.
الديانة المسيحية شكلت الديانة الرسمية لمملكة اكسوم الحبشية التي كانت تحكم شمال السودان وتبعا لذلك تحول شمال السودان الى الميسحية وقد كانت الحركة دائبة بين اثيوبيا والسودان وحدث تمازج عرقي كبير بين السكان في تلك الفترة وفي اثيوبيا توجد اكبر كنسية في افريقيا(ليلابيلا) وهي اقدم من كنيسة الاسكندرية.
عندما مجئ الاسلام وتحول شمال السودان الى الاسلام ضعفت علاقته باثيوبيا حتى تلاشت ولكن بقيت الجينات المشتركة بين الناس هنا وهناك. تبعا للإسلام دخلت أعداد كبيرة من العرب الى السودان وتبعتها اعداد اخرى هاربة من البطش والمجازر التي انتشرت وعمت في مصر من بداية حملة لويس التاسع الى العباسيين والامويين والفاطميين والمماليك والاتراك حيث شكل السودان الملاذ الآمن للهاربين ومن بينهم قبائل عربية كاملة…
من كل هذه التداخلات العجيبة والمعقدة تشكلت الهوية السودانية بنتاج تمازج اعراق عديدة ظلت تختلط بالعرق الافريقي المحلي لقرون عديدة والى اليوم ولكن بقدرة قادر تم تجيير كل ذلك للقادم الاخير الى السودان وهي العروبة والاسلام باعتبار ان رسالة الاسلام للناس كافة واللغة العربية هي لقة القرآن وان كل من تكلم العربية فهو عربي فقد تحولنا الى ذلك وصرنا عربا وقد صدقنا انفسنا حتى صارت توغظنا نغزات الآخرين….
وبما اننا نجهل او لا نريد معرفة هويتنا الحقيقية حتى لا نصحى من الحلم الجميل فعلم الجينوم هو المحك الحقيقي لتحديد الهوية كما اجراه دكتور العفيف وآخرين كثر في اوروبا وكندا وامريكا الشمالية وقد كانت النتائج صادمة للبعض عندما تلاشى نسب العروبة ووجدوا انفسهم فعليا ينتمون الى مجموعة شرق افريقيا, اثيوبيا وارتريا وجيبوتي والصومال ,مع وجود نسبة جين غرب اسيا وهو الجين العربي بنسبة لا تتعد الـ او 2-5% وهي نسبة لا يعتد بها…
أنت زنجي قح ولا تحتاج إلى دي أن أيه لكي تعرف ذلك… ولكن (شقة البلد تفتيحة) كما يقولون…………
بهذه المناسبة هذا مقال لي نشر في الراكوبة في العام 2015.. ربما كان نوعا ما نظريا ويتطلب بعض المعرفة والخلفية للمفاهيم العلمية والاجتماعية ذات الصلة, ولكنه عموما مهم في دعوته لرفد كلامنا عن الهوية بما استجد من نظريات الهوية خلال العقدين الماضيين.. المقال نفدي يحاول معالجدة الخلل في عدم مواكبة مستجدات نظرية الهوية في نعظم الكتابات السودانية المتناولة للموضوع.
مع الشكر
الكاتب
————————————————–
نحو تنظير جديد لخطاب الهوية في السودان: نحو تنظير جديد ومختلف للهويات السودانية (1)
في نقد خطاب الهوية السودانية:
05-17-2015 04:54 PM
د. عبد الماجد عبد الرحمن الحبوب
” إن الهويات دائماً تُنتج أو يُعاد إنتاجها داخل سياقات اجتماعية محددة. إنها تصنع في إطار العلاقات التفاعلية/التواصلية على نحوٍ ثنائي أو مختلط. وهي عادة ما تكون متشظية ومتحركة ومتغيّرة- إن كل فرد منا يمتلك هويات متعددة. إن صناعة الهويات وتركيبها ينطوي دائماً على عمليات استيعاب وإقصاء , أي على عملية تعريف للأنا والآخرين. إن الهويات- فردية كانت أم جماعية, قومية-وطنية أم عالمية عابرة للأوطان يتم أيضا إنتاجها أو إعادة إنتاجها وإظهارها على نحوٍ رمزي”. (عالمة اللغة ومحللة الخطاب الرائدة روث وداك Ruth Wodak, جامعة لانكاستر البريطانة).
مدخل
الهوية أو الهويات ( identities), كما يفضل كثير من علماء وباحثي الهوية, من الأمور شديدة التعقيد, والتي حدثت فيها قفزات نظرية هائلة خلال السنوات الماضية , وتحديدا برز هذا الاهتمام بشكل أعلى منذ مطلع الألفية الجديدة. ماهية وأسباب هذا التطور النظري الكبير في مشكل الهويات, وضرورة تجديد خطاب الهوية في السودان على ضوء هذه النظريات الجديدة, هو ما يصبو إليه هذا المقال/ الورقة, الذي يأتي ضمن مشروع بحثي أعرض لدرس ظاهرة الهوية والهويات في مجالات اجتماعية وإنسانية متعددة, من أهمها مسألة اللغة والهوية والهويات واللغة الثانية.
درس الهويات هو درس بيني متعدد بطبعه ( interdisciplinary), تشترك وتتضافر , بل وتتصارع وتتنافس, في بحثه وتحليله وإنتاج المعرفة فيه, شبكة من الحقول والتخصصات والمعارف: دراسات وعلوم اللغة والخطاب والاجتماع والنفس والتاريخ ودراسات الثقافة وعلوم السياسة ودراسات البيئة والايكولوجيا وغيرها. التنظير حول الهوية والهويات قديم, بحكم أنها من الأمور التي شغلت الإنسان منذ بدأ يعي ذاته ويتحسس وجوده على هذا الكوكب. وثمة تصورات متعددة ظلت تتجاذب مبحث الهويات, ومن ذلك التصور الإدراكي المعرفي ( conceptual/cognitive)), والتصور القائم على الأدائية ( performative ), والتصور العملي للهوية ( praxis-oriented), وغيرها. وإجمالا , يمكن تخليص نظريات الهوية في الآتي:
النظرية التقليدية- الكلاسيكية للهوية
تنشأ النظرية التقليدية حول الهوية في عمومها على الآحادية ( single-sided/unidirectionality ) والثبوتية وعدم التغير والحالة الوئامية وعدم التفاعلية بين المكونات. إن الهوية تحت هذه النظرية تحددها غالباً سمات آحادية ثابتة ودائمة وغير متحركة وغير متفاعلة مع بعضها بعضا, كأن يكون هذا المكون هو العرق وحده أو اللون وحجه أو الدين أو المعتقد/الانتماء السياسي أو الأيدلوجي أو اللغة أو الجنس أو غيره من العوامل منفردة. التصور المستند على هذه النظرية المعيبة ساد زمنا طويلا, ولكن الكشوف البحثية الجديدة قد تجاوزت منذ فترة ليست بالقصيرة, هذا التصور المعيب القاصر للهوية, ولم يعد الباحثون الجادون في إشكاليات الهوية يعيرونه كبير اهتمام.
نظريات الهوية التي تقوم على الحداثة والبنيوية
نظريات الهوية التي تنشأ على مظلة الحداثة أكثر علمية لأنها تعتمد مبدأ التعدد الهوياتي ( multiple identities), ولكنها تأتي مركوزة على فهم كلي وشامل وتوتاليتاري ( totalitarian) لمفهومي الفرد والمجتمع معاً. فهذان المفهومان, معاً مع مفهومات “اللغة” و”العقل” و”الواقع”, تميل في الحداثة إلى فكرة المركزية والشمول والكلية. ومن ذلك مثلا مفهوم, المجتمع اللغوي ومجتمع الخطاب speech community/ discourse community)), اللتان تفترضان درجة كبيرة من الشمول, كأن خصائصهما تنطبق بالضرورة على كل أفراد المجتمع أو المجموعة المعينة المراد درسها, وكأن هذه الخصائص ثابتة جامدة لا تتغير, أو لا تتغير بشكل كبير كتلك الخصائص التي اقترحها جون سيولز Swales)) أستاذ الانجليزية السابق بجامعة الخرطوم لتعريف “مجتمع الخطاب” وهو أول من سك هذا المصطلح, وهذا ما ترفضه نظريات ما بعد الحداثة, التي سنأتي لرؤيتها بعد قليل (من ذلك مثلا, مفهوم مجتمع الممارسة community of practice الذي يتجاوز مفهوم مجتمع الخطاب). وتندرج في إطار الحداثة هنا (من الضروري التنويه لمسألة التداخل بين مظلتي الحداثة وما بعد الحداثة في بعض الخصائص والتصورات, على الرغم من الاختلاف بينهما).. تندرج كل مفهومات وتصورات الفرد والذات (self) في نظريات علم النفس القديم, بما في ذلك الذات المستقرة العالمة (الذات الديكارتية, التي على الرغم من شكها تعتقد أنها تعلم ذاتها). ويسود هنا أيضا التحليل النفسي ( psychoanalysis) بشكل كبير, أو فلنقل التحليل النفسي في إطاره الفرويدي التقليدي, وليس التحليل المستحدث, لأن هناك تيار في التحليل النفسي أكثر مرونة وديناميكية من الفرويدية ( psychodynamics). وكذلك تسود في الحداثة نظريات المجتمع والثقافة واللغة التي تفترض أن النظام والشمول والثبات هو, إلى حد كبير, القاعدة. كما أن رؤية الهوية هاهنا, تجيء بوصفها ناتجاً أو حدثاً منفصلاً ( product-based), أكثر من كونها عملية سيّالة وصائرة ومستمرة process-based)) كما هو الحال في تصورات ما بعد الحداثة. كما أن طريق السير في الحداثة يكون , في جملته, من العام والعالمي إلى التفصيلي والخاص والمحلي, عكس خريطة طريق ما بعد الحداثة التي تفضل الحركة من الخاص والتفصيلي إلى العام والعالمي.
خلاصة تصور الهوية في الحداثة هو أنها تقوم على الإيمان بفكرة التعدد والاختلاف في الهويات, والإيمان كذلك بضرورة الاعتراف بهذا التعدد والاختلاف الهوياتي, إلا أن هذا التصور الحداثوي للهوية, على ايجابيته, يعيبه اعتماده على مفاهيم شمولية وكلية وتوتاليتاريانية لمفهومات الفرد والمجتمع والثقافة واللغة والمعتقد والايدولوجيا وغيرها من عناصر ومكونات الهوية, بشكل قد لا يسمح ولا يحتفي بالتفاصيل الحيوية الصغيرة والحركة والتغيير والديناميكية والتفاعل داخل هذه الكتل المفترضة. والصفة الأخيرة هي ما تعتمده نظريات الهوية التي تقوم على مظلة ما بعد الحداثة.
نظريات الهوية التي تنشأ على ما بعد الحداثة: ما بعد البنيوية ودراسات الخطاب
كما قلنا في المدخل, حدثت قفزات نظرية هائلة في فكرة ومبحث الهويات خلال العقود القليلة الماضية, وخاصة خلال الخمس عشرة سنة الفائتة, أي مع بدأ القرن الحادي والعشرين. ويرى كثير من علماء وباحثي الهويات أن لذلك التغيير الهائل في رؤية وتصورات الهوية سببان: سبب عملي يتعلق بالتغيرات الكبيرة على الأرض التي نتجت عن ثورة المعلومات الهائلة غير المسبوقة في التاريخ , وموجات الاتصالات والرقمنة والعولمة والهجرات الكبيرة المتتالية التي حدثت في السنين الأخيرة خاصة من دول الجنوب والعالم الثالث إلى دول الغرب, وبين المجتمعات الغربية نفسها (شرق أوربا إلى غربها) وكذلك بين مجتمعات العالم الثالث فيما بينها, وما نتج عن هذه الهجرات العاتية من تداخلات وصراعات واحتكاكات أفراد وثقافات متباينة. والسبب النظري الآخر, يتصل بالتطورات النظرية الهائلة في مفاهيم الفرد واللغة والمجتمع والثقافة والايدولوجيا والنص والخطاب التي جاءت بها أفكار ما بعد الحداثة, والتي تشمل بالضرورة ما بعد البنيوية والتفكيكية وتحليل الخطاب ودراسات التواصل بين الإنسان والبيئة (الايكولوجيا اللغوية ) وما بعد المنهج وكافة نظريات النقد ما بعد الحداثوى. ويمكن تخليص تأثير الأفكار ما بعد الحداثوية التي شكلت نظرية الهويات الجديدة فيما يلي:
1.مفهوم التعدد والاختلاف (وهنا تلتقي ما بعد الحداثة مع أفكار الحداثة حول الهوية), والتعدد ليس فحسب على مستوى المجتمعات ولكن أيضا التعدد والاختلاف على مستوى المجتمع الواحد والفرد الواحد , فكل فرد هو عبارة عن كشكول هويات. وصار راسخاً في نظريات الهوياة الجديدة, أنه لا توجد هوية واحدة متحدة منفصلة للفرد في كل المقامات والسياقات والأحوال, وإنما, في واقع الأمر, مجموعة وسلسلة من الهويات المتداخلة والمتصارعة والمتشاكسة والمتحاورة, حسب مقتضى السياق الاجتماعي.
2.الهويات تكونها عناصر متعددة ولا يمكن أن ينحصر تكوينها على عنصر أو عامل واحد مهما كان, عرقاً أو لغةً أو ديناً أو لوناً أو معتقداً أياً من الانتماءات المنفردة. وهذه العناصر, في الواقع, دينامية جداً ومتحركة ومتغيرة ومتداخلة ومتفاعلة ومتحالفة ومتصارعة, وخاضعة باستمرار لشبكة من سياقات الزمان والمكان والحالة والموقف الاجتماعي والثقافي, أي أن هذه الهويات المتعددة تخضع لحساسية المقام أو السياق المحدد في الوقت والمكان المحددين ( context-sensitivity), وليست هوية قائمة دائما على شكل واحد ومطلقاً وفي الهواء, ودون اعتبار لهذه الحساسية المقامية المهمة.
3.ما نسميه المجتمع, أية مجتمع, ليس كتلة واحدة منتظمة ثابتة مركزية , وإنما, في الحقيقة, هو مجموعة من الأفراد خاضعة باستمرار لعوامل التغير والتفاعل والديناميكية الاجتماعية والثقافية وعوامل المصالح والحاجات العملية.
4.الفرد الواحد متعدد ومتنوع ويتشكل من عدة ذوات ( subjectivities). وهذه الذوات المتعددة متحركة دوماً وتصطبغ بديناميكية عالية جداً. وهي ذوات تتشكل باستمرار ويعاد تشكيلها اجتماعياً وفردياً وثقافياً عن طريق الخطابات والخيارات اللغوية المتعددة. وثمة صراع ينشأ بين الحين والآخر بين هذه الذوات المتعددة وغير المتساوية من ناحية التركيب السلطوي والوظائف السلطوية, ومن ثم يكون لجوء الفرد إلى التفاوض والحوار بينها من أجل انجاز التماسك والاتساق بين تلكم الذوات والهويات المتعددة (Canagarajah, 2004 ).
5.الهويات تخضع لفكرة الصناعة والتشكل الاجتماعي ( socially-constructed identities) المتأثر بتكوينات السلطة ووظائف في المجتمع وبنيتها وتراكيبها وعلاقاتها الداخلية والخارجية. فالهويات, حسب التصورات ما بعد الحداثوية لها, لا يمكن النظر إليها كما تفعل التصورات القديمة (بما في ذلك بعض تصورات الحداثة أيضاً !!) بعيداً عن كل الشغل اللاصق بتركيبات ووظائف وعلاقات السلطة في المجتمع. كما أن الهويات يمكن أن تصنع ويعاد تركيبها وإنتاجها من جديد وباستمرار.
6.فكرة التفاوض والحوار ( negotiation), تأتي ضمن الأفكار المحورية في نظرية الهويات الجديدة. وهذه الآلية فعالة وشغالة على مستوى الهويات الفردانية والهويات المجتمعية في آن, وهي, على أية حال, تفاوضية تفرضها طبيعة التعددية الهوياتية نفسها, فالفرد متعدد الهويات قد يغلّب هوية محددة في سياق اجتماعي معين, بينما يغلب هوية أخرى في سياق آخر وهكذا. فالفرد يحاول إدارة هوياته المتعددة من خلال إيجاد تسويات وتفاهمات وحوارات بينها, وهو يظل في سلام طالما نجح في إدارة هذه الهويات المتعددة والمتصارعة أحياناً. وينسحب هذا بالضرورة , على المجتمع كله.
7.مثلما تتفاوض الهويات وتتشابك وتتحاور على نحوٍ متصل, فردانياً ومجتمعياً, فإن الهويات بطبعها “صراعية” ( conflictual ), أي أن الصراعية والتفاوضية جزء لا يتجزأ من طبيعة الهويات نفسها. وهذا ما تقصده الباحثة روث وداك بعمليتي (الاستيعاب) و(الإقصاء) بوصفهما آليتين فعالتين, ولا غنىً عنهما في بحث الهويات.
8.فيما تقر كل من الحداثة وما بعد الحداثة بفكرة التعددية الهوياتية multiplicity of identity)), فان الحداثة تركز على التعدد من حيث هو تعدد للعناصر المكونة للهوية, ولكن نظريات ما بعد الحداثة لا تقر فحسب بمكونات وعناصر متعددة لأية هوية, بل تتجاوز ذلك إلى التعويل على وجود وأهمية التفاعل المتواصل والخلاّق بين هذه المكونات, لأن هذا التفاعل هو الذي ينتج ويعيد إنتاج هويات جديدة متميزة وغنية ومتفردة باستمرار.
9.تغليب التحليل الثقافي والنقد الثقافي على التحليل النفسي أو التحليل الفرويدي القديم وتفريعاته )يستثنى من ذلك التحليل النفسي القائم على علوم الإدراك أو التحليل المعرفي .(Cognitive Science ) علم الهويات الذي ينشأ على التحليل النفسي التقليدي ظل يتراجع في السنوات الأخيرة لصالح التحليل الثقافي ولمصلحة النقد الثقافي للهويات. تشومسكي وفوكو ودريدا انتقدوا التحليل النفسي الفرويدي وتجاوزوه لأسباب نظرية مختلفة. فتشومسكي لم يهاجم السلوكية فحسب, وإنما هاجم وتجاوز معها التحليلية الفرودية عاداً إياها أشبه بال pseudo-science)), أي “السحر” لضعف وهشاشة أسسها العلمية, و مقدماً التحليل المعرفي-الإدراكي بديلاً لها, وفوكو ودريدا ركزا معاً على نقد التحليل النفسي كاشفين عن توتاليتاريته وشموليته وبنيته السلطوية (عندما نأتي لنقد خطابات الهوية السودانية, سنرى أن بعضها أعتمد غالباً على التحليل النفسي كورقة الباقر العفيف, مثلاً, بينما ركنت تيارات كثيرة على نظريات الهوية القديمة أو على نظريات الحداثة المعيبة أيضاً, قياساً بما توفر من معارف جديدة في مبحث الهويات)!!.
10.نظريات ما بعد الحداثة تعمل على تمكين الهوامش الاجتماعية والثقافية (على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي). بعض باحثي الهويات لا يعتبرون أنفسهم باحثين بيروقراطيين باردين فحسب, وإنما يعدون أنفسهم كذلك ناشطين ملتزمين يضعون على عاتقهم رد التظلمات الواقعة على بعض المجموعات والثقافات والأفراد, والعمل على إبراز خصائص ومزايا الهويات المهمشة محلياً وعالمياً. فالتفكيكية مثلاً, لا تعترف بالمراكز أو هي تعمل على تقليص هيمنة فكرة “المركزية” من خلال رفضها للقوسنتريزمlogocentrism) ), ومن خلال استخدامها لآلية “الاختلاف”, وعبر وسعيها المستمر “لتحضير” الماضي والمغيب وبعثه حياً من جديد وجره جراً إلى مناطق الضوء. هناك أيضا بعض دارسي اللغة والخطاب, الذين يتبنون مثل هذه الأدوار الناشطة, مثلما يتبنى باحثون في فرع من فروع التربية يسمى التعليم النقدي ( critical pedagogy) , ويهدف إلى نقد المراكز و”المركزية” في العملية التعليمية كلها وتمكين الهوامش في التعليم. من الجدير بالذكر, التنويه هنا, إلى أن هذا المنحى لدمج البحث العلمي بالنشاط العملي المناصر لقضايا معينة, يجد نقداً من البعض في المؤسسة الأكاديمية, بوصفه ربما يؤثر سلباً على علمية البحث في هذه المجالات.
خلاصة
قدمنا في هذا الجزء الأول, محاولة لمسح سريع وعريض لنظريات الهوية والهويات, والتي قسمناها إلى ثلاث نظريات مظلية كبيرة: النظرية الكلاسيكية للهوية, ونظرية الهوية الحداثوية ونظريات الهوية الجديدة الصاعدة والناهضة على تصورات ونظريات ما بعد الحداثة, وخاصة دراسات الخطاب وما بعد البنيوية ودراسات التفكيك وغيرها. قلنا أن ثمة تطورات وقفزات هائلة حدثت وتحدث الآن في درس الهوية ومبحث الهويات, والتي يبدو خطابنا حول الهوية في السودان الجاري منذ الخمسينات والستينات متخلفاً عنها, وأنه ينبغي علينا تجديد خطابنا حول الهويات السودانية, وإعادة تقويم ومعاينة حركة خطاب الهوية عندنا منذ الخمسينات (مدرسة الخرطوم التشكيلية, الغابة والصحراء, حوارات النور أبكر وصلاح أحمد إبراهيم الصحفية حول الهوية في الستينات , حركة أباداماك, السودانوية, مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أيضاً النقد الذي وجه لهذه الحركات والتيارات, خاصة مثل نقد أستاذنا الدكتور عبد الله على إبراهيم للغابة والصحراء والسودانوية وغيرها). سنحاول في الجزء أو الأجزاء القادمة من مسودة هذه الورقة, معاينة خطاب تيارات الهوية السودانية المختلفة من خلال هذه النظريات والمرئيات الجديدة, لنرى مدى حاجتنا لمواكبة المستجدات النظرية في مفهوم ومبحث الهويات.
(نواصل)
[email protected]
اكاد أجزم ..ولولا الخوف من القسم ..لأقسمت
أن كل بلاوينا وتخلفنا وهواننا على الأمم بسبب هذا التعنصر البغيض
انني وعبر الراكوبة أوجه نداء لكل أهل السودان في الداخل والخارج أن تعاهدوا على محاربة العنصرية ..وتعاهدوا على منع السؤال عن القبيلة واعلنوها صراحة أن التمايز يكون بالاداء وليس بالانتماء
واصدار قانون صارم بمحاكمة كل من يتجرأ للتجريح القبلي أو المكاني
الفرق بين من يعرف هويته ومن لا يعرفها كالفرق بين الجالس على كرسي القيادة والجالس على الكنبة الخلفية. مشاكل السودان المعقدة كلها قد خرجت من توجيه الدولة بطريقة خاطئة وقد نبه الى ذلك الزعيم الغاني كوامي نكروما عندما حضر الى السودان في اعياد الاستقلال حيث قال وبالحرف الواحد السودان دولة افريقية ذات ثقافة اسلامية ولغتها العربية ومع ذلك فاذا اختار السودان افريقيا فسيكون في المقدمة أما اذا اختار العرب فسيكون في ذيل القائمة. نكروما كان زعيم افريقي يسعى لتكوين الولايات المتحدة الافريقية فقال اذا لم يكن ذلك ممكنا فليكن ذلك تحت سقف الفيدرالية وكان يبني الامل الكبير على عضوية السودان….!!
من قبل نزول الاديان كانت افريقيا رائدة الحضارة الانسانية وقد بلغت من التقدم والازدهار ان انشأت شواهد عجز العلم الحديث عن تفسيرها كالاهرامات والمعابد في الحضارة الفرعونية والكوشية ومملكة النقس (اكسوم) في اثيوبيا. سيدنا موسى خرج من بلاط فرعون وهرب الى شبه جزيرة سينا وقد كانت سينا جزء اصيل من افريقيا حتى العام 1869 حين فصلتها قناة السويس وصارت تتبع لقارة اسيا.
الديانة اليهودية نزلت على سيدنا موسى في شبة جزيرة سيناء لذلك كان اتباعها بالاضافة الى بني اسرائيل كانوا الافارقة في مصر وكوش واثيوبيا قبل ان يختطفها اليهود البيض القادمون من اوروبا. مصر تغيرت تركبيتها السكانية نتيجة لغزوات عديدة جردتها عليها امم بيضاء من اسيا واوروبا فازاحت الانسان الافريقي الاسود نحو الجنوب وحلت محله بالكامل بعد ان استولت على كل ارثه حضارته وجيرته باسمها.
الديانة المسيحية شكلت الديانة الرسمية لمملكة اكسوم الحبشية التي كانت تحكم شمال السودان وتبعا لذلك تحول شمال السودان الى الميسحية وقد كانت الحركة دائبة بين اثيوبيا والسودان وحدث تمازج عرقي كبير بين السكان في تلك الفترة وفي اثيوبيا توجد اكبر كنسية في افريقيا(ليلابيلا) وهي اقدم من كنيسة الاسكندرية.
عندما مجئ الاسلام وتحول شمال السودان الى الاسلام ضعفت علاقته باثيوبيا حتى تلاشت ولكن بقيت الجينات المشتركة بين الناس هنا وهناك. تبعا للإسلام دخلت أعداد كبيرة من العرب الى السودان وتبعتها اعداد اخرى هاربة من البطش والمجازر التي انتشرت وعمت في مصر من بداية حملة لويس التاسع الى العباسيين والامويين والفاطميين والمماليك والاتراك حيث شكل السودان الملاذ الآمن للهاربين ومن بينهم قبائل عربية كاملة…
من كل هذه التداخلات العجيبة والمعقدة تشكلت الهوية السودانية بنتاج تمازج اعراق عديدة ظلت تختلط بالعرق الافريقي المحلي لقرون عديدة والى اليوم ولكن بقدرة قادر تم تجيير كل ذلك للقادم الاخير الى السودان وهي العروبة والاسلام باعتبار ان رسالة الاسلام للناس كافة واللغة العربية هي لقة القرآن وان كل من تكلم العربية فهو عربي فقد تحولنا الى ذلك وصرنا عربا وقد صدقنا انفسنا حتى صارت توغظنا نغزات الآخرين….
وبما اننا نجهل او لا نريد معرفة هويتنا الحقيقية حتى لا نصحى من الحلم الجميل فعلم الجينوم هو المحك الحقيقي لتحديد الهوية كما اجراه دكتور العفيف وآخرين كثر في اوروبا وكندا وامريكا الشمالية وقد كانت النتائج صادمة للبعض عندما تلاشى نسب العروبة ووجدوا انفسهم فعليا ينتمون الى مجموعة شرق افريقيا, اثيوبيا وارتريا وجيبوتي والصومال ,مع وجود نسبة جين غرب اسيا وهو الجين العربي بنسبة لا تتعد الـ او 2-5% وهي نسبة لا يعتد بها…