اقتصاد رمضان.. الأوضاع تزداد تفاقما وجنون الأسعار لا يتوقف ومعاش الناس يتدهور

الخرطوم ? محمد عبد الباقي
توقفت حركة بيع وشراء الإبل والضأن تماماً خلال الأسبوع المنصرم في أسواق شهيرة كسوق أم روابة وأم عش بولاية شمال كردفان وتندلتي بولاية النيل الأبيض، وتقلص عدد الذين كانوا يرتادون تلك الأسواق بصورة يومية لأقل من النصف تجاراً ورعاة كانوا يذهبون لها لبيع حيواناتهم التي هي مصدرهم الوحيد للحصول على المال.
الشلل الذي أصاب الحياة الاقتصادية في الولايات انعكس سلباً على المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في أشد المعاناة للحصول على السلع والمواد الضرورية التي تحتاجها الأسر في مثل هذه الأيام مع إطلالة شهر رمضان في الوقت الذي احتجب فيه تجار المواشي بمنازلهم في انتظار حلول قد تأتي من الخرطوم البعيدة تفرج البنوك بموجبها عن أموالهم في البنوك.
لم تتوقف معاناة المواطنين في الولايات على قلة حركة البيع والشراء بل امتدت لتشمل عجزهم أنفسهم عن الإيفاء بمتطلبات حياتهم اليومية فهنالك ارتفاع ملحوظ في قيمة تذاكر وسائل النقل وأيضاً في أسعار السلع الاستهلاكية بمحلية أم روابة بولاية شمال كردفان؛ حيث وصل سعر كيلو السكر في أول يوم رمضان لـ(32) جنيها وسعر جوال الذرة وهي الغذاء الرئيس للمواطنين لـ(900) جنيه وتكلفة طحين الملوة الواحدة من الدقيق (5) جنيهات ووصل سعر رطل البن لـ(80) جنيهاً والشاي (120) جنيهاً وظل سعر برميل الماء يتراوح بين (100) جنيه في أقصى شمال وحدة ود عشانا الإدارية التابعة لأم روابة و(10) جنيهات في جنوبها، أما بالنسبة لوسائل النقل فكثير منها توقف لعدم توفر الوقود، إذ أن سعر جركانة الجازولين وصل لمبلغ (750) جنيها في قرى وحدة عشانا الإدارية، وتبعاً لذلك توقفت بعض الآبار التي كان الناس والحيوانات يحصلون منها على مياه الشرب وتضاعفت قيمة النقل ثلاث مرات.
الخرطوم.. هنا ليس أحسن حالاً من غيرها، حيث تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدل التضخم العام لشهر أبريل حيث بلغ (57.65 %) مقارنة بشهر مارس (55.60 %) وعزت المذكرة الشهرية لجهاز الإحصاء المركزي، حصلت عليها (الأحداث نيوز) الأمر لارتفاع مجموعة الأغذية والمشروبات وبينت انها ساهمت بـ(55.47 %) فيما ساهمت مجموعة النقل (11,28 %), تلتها مجموعة المعدات المنزلية وأعمال الصيانة الاعتيادية للمنازل (9.58 %), وساهمت مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بـ(5,06 %) ثم مجموعة الاتصالات بـ(3.3 %).
وفي الإطار ذاته سجلت ولاية البحر الأحمر أعلى الولايات لمعدل التضخم إذ بلغ (33.02 %) وادناه ولاية الجزيرة (20,61 %)..
ووفقاً لـ(الأحداث نيوز) فإن القيادة السياسية تعكف هذه الأيام على مناقشة الأوضاع الاقتصادية وتعتزم إصدار قرارات قوية تتضمن تنفيذ ما تم إقراره مؤخرا من اجراءات شملت إيقاف شراء الشركات والهيئات الحكومية النقد الأجنبي من السوق الموازي مهما كانت الأسباب، وإيقاف إصدار خطابات الضمان، واقتصار الصرف على الفصل الأول على مستوى المركز والولايات.
وتوقعت مصادر الصحيفة أن تشمل القرارات الصادر والوارد ومنع تهريب الذهب وجذب مدخرات المغتربين.
لا يبدو ذلك كافيا، فالصعوبات الاقتصادية تواجه حتى الموظفين الصغار الذين لم يستطع بعضهم سحب مرتباتهم التي أودعتها الجهات المشغلة لهم في البنوك فمئات ماكينات الصرف الآلي ظلت خارج الخدمة لأسبوع وأكثر، في وقت يؤكد فيه بنك السودان المركزي في بيان ظلت تنشره الصحف كإعلان مدفوع القيمة، يؤكد أن سياسات صرف العملاء لنقودهم المودعة في البنوك لم تتغير لكن وكما يقول المثل ?المية تكضب الغطاس? ظلت ماكينات الصرف تكذب بيان البنك وتؤكد وجود مشاكل تواجه البنوك التجارية في ظل الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منذ بداية العام والانفلات الحاصل في سوق النقد.
بجانب هذا العنت هنالك ارتفاع ملحوظ في الأسعار رغم حديث الولاية المكرر عن توفير السلع في مراكز مخصصة للغرض إلا أن سعر جوال السكر زنة (50) كيلو بلغ (1400) جنيه مقارنه بـ(1200) جنيه من قبل فيما بلغ سعر الجوال زنة (10) كيلو (280) جنيهاً مقابل (230) جنيهاً ووصل سعر الجوال زنة (5) كيلو إلى (140) جنيها مقارنة بـ(110) جنيهات في الفترة السابقة، وكشفت جولة (الأحداث نيوز) عن ارتفاع أسعار الألبان ومنتجاتها حيث تراوحت أسعار لبن البدرة عبوة 2 كيلو بين 400 ? 560 جنيها بحسب أنواعه المتعددة.
وارتفعت أسعار اللحوم حيث سجل سعر كيلو الضأن (170) جنيها مقارنة بـ(140) جنيها وسعر كيلو العجالي (140) جنيها مقارنة بـ(110) جنيهات، وسجل سعر الصافي منه (160) جنيها.
وشهدت أسعار الزيوت أيضا ارتفاعا حيث بلغ سعر جركانة (36) رطلا (زيت تحمير)، (864) جنيها .
اليوم التالي