مسؤولون يحتفلون بالمنصب.. ويفتتحون اللامنصب..

علي بابا
🔵 تغيّرت الأحوال.. وفي انتظار تغيّر المفاهيم..
✍ أن تكون وزيراً..
أو مديراً.. أو رئيس قطاع..
أو وحدة.. أو حتى والي
أو رئيس جمهورية..
هذا لا يعني..
أن شخصيتك انتحلت
صفة المنصب..
ولا يعني أنّ المنصب..
تمّ اختزاله في شخصك..
هذا ليس له غير معنى واحد
فقط.. وهو..
أنك أصبحت خادماً للشعب وللوطن..
عبر هذا المنصب..
✍ عندما تكون القيمة..
والإحترام..
للمنصب أكثر ..
من الشخصيات التي
تجلس على كرسيه..
ساعتها فقط..
سنحترم الوطن..
✍ كثيرون جلسوا..
على كراسي الحكم..
والسلطة..
والقرار..
ذهبوا هم.. وبقيت المناصب
ولم يذكر التاريخ منهم..
الا من نقشوا..
علي كرسي المنصب..
بأحرف من ذهب..
العطاء والوفاء والعدالة..
أما البقية.. فمضوا..
غير مأسوف عليهم..
✍ المؤسسية..
هي احترام صلاحيات..
المناصب..
وليست تمجيد الأشخاص..
هكذا تُبنى مؤسسات الدولة..
على أسس.. متينة
من القوانين..
اللوائح.. المُسيّرة لنشاطات المؤسسة..
وليست على انفعالات الأشخاص.. وأمزجة القادة..
سيادة القانون..
حماية للمؤسسية..
ومرجعية للنزاع والخلاف الاداري..
✍ لا نجاح لمسؤول..
لا يحترم.. المؤسسية..
ولا تنمية دون تخطيط..
ولا تخطيط دون فكر..
ولا فكر دون دراسة وعلم..
الشورى هي بوابة نجاح المؤسسات..
✍ أصبحنا نعشق المناصب..
لأننا نعتبرها “واجهات اجتماعية”..
ومراكز “الثروة” و “السلطة”..
من استلم قيادتها..
أو حتى قرُب منها..
نال الدرجات العلى من المكانة الاجتماعية..
والنعيم المُقيم..
ومن ابتعد عنها..
هوى به الفقر في مكان سحيق..
لهذا نهنئ بكل جهل..
من يتم تعيينه في
منصب ما..
نذبح له الذبائح..
ونُقرّب له القرابين..
وتجده هو، منتفخاً مُنتشيّاً..
كأنما سيقت له الدنيا..
بحذافيرها..
وحاله كحال الذي يقول..
“أليس لي ملك مصر، وهذه الأنهار تجري من تحتي”..
✍ استصغرنا حجم مسؤولية المنصب..
وأكبرنا الأشخاص في المناصب..
ولم نعي وندرك..
أي أمانة هذه التي يحملها هذا المنصب..
لم نخشى عاقبة دعوات المظلومين..
إن أخفقنا.. في حمل الأمانة..
وكأنّنا قد أمنّا دعواتهم..
وجعلنا بيننا وبينها..
سدّاً منيعاً..
✍ أيٌ مساكين.. نحن..
وأيٌ عقول هذه التي نحملها..
وهي لا تعي وتدرك..
حجم المسؤولية..
أيٌ ضمير هذا الذي.. ينام مطمئناً..
وملايين الأيادي ترفع للسماء..
تنتظر عدالة..
القاهر فوق عباده..
الذي حرّم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً..
✍ ما أعجب الزمان..
ونحن نشكر المسؤول..
على أبسط مهامه..
التي يقوم بها..
ويأخذ عليها راتباً..
وما أسوأ الإعلام الذي يحسب أنّ التنمية..
هي انجاز..
وليست مسؤولية..
فالانجاز هو أن تأتي بما هو فوق المسؤولية..
المنوط بك.. تحقيقها..
✍ عندما يكون الإحتفال..
بأبسط مهام المسؤول..
والتي هي جزءاً.. من مسؤوليته..
برنامجاً.. تُبذلُ فيه..
الميزانيات المالية..
هذا يعني.. أنّ المسؤولية
فينا قد أصبحت..
نفاق إعلامي..
وضلال إجتماعي..
✍ يجب أن تستيقظ..
مفاهيم المسؤولية..فينا.. قبل أن تنشأ أجيالنا..
على “سفاسف” الأمور..
ويجب.. أن تكون التنمية..
“جادّة”.. و”حقيقية”..
قبل أن نصبح قدوات..
منافقة وكاذبة.. لأطفالنا..
✍ لنستيقظ..
فقد نامت فينا المفاهيم..ّالخاطئة..
والأوهام..
وأصبحت جزءاً.. من واقعنا..
✍ العالم ينهض من حولنا..
ونحن ما زلنا.. نحتفل..
بافتتاح مراكز البيع المُخفض..
وسط تهليل وتكبير..
وكأنّنا قد فتحنا.. “القدس”..
وأعدناها.. لحضن الاسلام..
✍ علي بابا
22-5-2018م.



