الوجود الاجنبي غير الشرعي

معظم الدول من حولنا ودول العالم لها دور مسئول تجاه ظاهرة الوجود الاجنبي غير الشرعي ، فاذا تابعنا في السودان الورش والدورات والاوراق والرصد والتحليل عبر وسائل الاعلام لتحليل وتوضيح مضار هذه الظاهرة لملئت مجلدات منها …
فالسودان والسودانيون بطبع قيمهم وتسامحهم كثيرا ما يتجاوزون مهددات هذه الظاهرة وذلك بالتساهل مع ضبط الوجود الاجنبي غير الشرعي ، رغم كل المناشدات التي تقدم بها كثير من الخبراء في هذا المجال لضبط مسألة الوجود الاجنبي ..
عندما نتحدث ونعيد ونكرر ما ذكر عن اسباب واضرار هذه الظاهرة لا نقف فقط على معوقاتها الماثلة امامنا الان كصناعة الخمور والدعارة ونشر الزي الفاضح واستغلالهم من قبل المنظمات المناوئة لنا أو بروز كثير من المهددات الامنية الدخيلة على المجتمع السوداني ….فأمر الوجود الاجنبي غير الشرعي يتعدى كل ذلك الى ما هو ادهى وامر اذ يرتبط بمرور الزمن بهوية الشعب وثقافتهم والتفكك الاجتماعي والذي سيصبح واقعا لا يمكن تجاوزه لحظتئذ ….
فالمعلوم ان الوجود الاجنبي نوعان : وجود اجنبي شرعي وغير شرعي وقد اصبح وجود النوعين مهدد لاذابة هوية وثقافة السودان اذ يعتبر النوع الاول ورغم وجوده بمستندات وتصاريح الا أنه يمثل أفرادا ليس لهم مؤهلات لرفعة البلاد وانهم يتميزون بقدرات متدنية ويمارسون اعمالا هامشية تضر بالبلاد ولا تصلحها ،هذا اذا استثنينا الاجانب المسجلين من دول مثل الصين وبنغلاديش والهند والذين يستفاد من خبراتهم العالية في تنفيذ المشاريع التنموية ، اما النوع الثاني من الوجود الاجنبي هو غير الشرعي والذي تسبب بايجاد ظاهرات لم يعرفها اهل السودان من قبل وكما ذكرنا بمرور الزمن ستنمحي الهوية السودانية وتذوب العادات والتقاليد في كثير من مناطق هذا الوطن والذي لم تستطع السلطات حتى الآن أن تضع الامر موضع الاهمية القصوى في ضبطه وتقنينه …
ووفقاً لآخر تقرير أصدرته وزارة الداخلية ، فإن عدد الأجانب في البلاد تجاوز أربعة ملايين شخص، معظمهم من دول شرق وغرب أفريقيا وجنوب السودان ، وان هذا التقرير اعد قبل فترة لذا لا نستبعد ان يكون هذا العدد قد تصاعد الان .
فالوجود الاجنبي بالدول امر طبيعي وانساني الا أن التراخي الأمني والتساهل في إنفاذ الأنظمة يهدد أمن المجتمع السوداني ، ويؤثر تأثيرا مباشرا على النسيج الاجتماعي مستقبلا
فمن حق الشعب ان يعلن تضرره الاني والمستقبلي من هذا الوجود غير المبرر ، وعلى السلطات الالتفات الى مسئولياتها تجاه الوضع والتعامل مع الظاهرة بكثير من الوعي والادراك ، والله المستعان