سعاد استفزتني فقلت كلاماً رديئاً لمحمد حسنين هيكل.. هناك شيوعيون انتحروا وأحرقوا أنفسهم بسبب الحادثة

* هذه هي تفاصيل ما حدث في ندوة المعلمين (وأنا ما بقدر أقول الكلام القالتو سعاد الفاتح وأنت ما حتنشريه!)
* في وادي سيدنا الثانوية عبد الرحمن الزومة أراد تجنيدي للأخوان المسلمين وبسبب عبارة قالها لي فتشت عن الشيوعيين في 11 داخلية لأنضم إليهم !
حوار / سوسن يس
** لم يكن في بال أحد من الذين نظموا أو شهدوا ندوة المعلمين في ذلك اليوم الثامن عشر من شهر نوفمبر 1965 أن ذلك التأريخ وتلك الندوة سيكونان علامة فارقة في تأريخ البلاد، وأن حدثاً عابراً سيصدر من طالب صغير في تلك الندوة سيغير وجه الخارطة السياسية، ويقوم بإعادة ترتيبها بشكل درامي مثير .. ففي أثناء الندوة اعتلى الطالب شوقي محمد علي المنصة، وأمسك بالمايكرفون وتناثرت من فمه عبارات أساء فيها لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عباراته تلك التي أدت لحل الحزب الشيوعي، وقادت لغضبة الشيوعيين وتداعياتها، كانت بمثابة الناسفة التي نسفت المشهد السياسي وأعادت بناءه من جديد، وما زالت تداعياتها على خارطة الأحداث السياسية مستمرة حتى اليوم ..
(المجهر) ?التقت الأستاذ شوقي محمد علي طالب معهد المعلمين الشهير المثير للجدل، ووثقت عبر هذا الحوار لتلك الحادثة .. فماذا قال شوقي محمد علي ؟ إلى مضابط الحوار .
* أستاذ شوقي في بداية هذا الحوار إذا طلبنا منك تقديم بطاقة تعريفية قصيرة عن نفسك ماذا أنت قائل فيها ؟
? شوقي محمد علي نوبي من منطقة عبري ? (وأهم حاجة كلمة نوبي دي) .. لأن منطقة النوبة منطقة تتميز بأنها خالية من الصراعات القبلية، خالية من الجريمة، خالية من القتل، والنوبة يتميزون بحبهم للحرية والحرية هي القيمة الحقيقية للوجود الإنساني، وعندهم لغة جميلة مستمرة لسبعة آلاف سنة استطاعوا أن يحافظوا عليها .. لكن النوبة عندهم ترابط أسري شديد جداً أي شخص في المنطقة هو صديقك وأخوك، أنا عندما أذهب إلى البلد أشعر براحة شديدة جداً أشعر بأني إنسان .. لا أشعر بإنسانيتي إلا عندما أذهب إلى عبري وأكون وسط النوبة .. أنا مولود في عبري يوم 30 أغسطس سنة 1943 ..
ثم أضاف ممازحاً (دي مهمة عشان ما يعدموني الناس ديل، أنا عمري فات الـ70 سنة) ثم أردف ضاحكاً: ( أنا ومحمود محمد طه).
على المستوى السياسي سنة 1961 دخلت وادي سيدنا الثانوية، والإخوان المسلمون جروا ورائي حاولوا أن يجندوني (ولكن أسلوبهم وسلوكهم والجو بتاعهم ما من ثقافتي .. فأنا زول مجبول على الحرية)..
* تعني أن الأسلوب الذي اتبعوه في محاولة تجنيدك لم يعجبك؟
? لا أسلوبهم أعجبني ولا بيئتهم .. ضايقوني ضيق شديد جداً جداً، لا أريد أن أذكر أسماءً، و لكن منهم صحفي مشهور.
* من هو .. حبذا لو ذكرت الأسماء للتأريخ؟
? منهم الأستاذ عبد الرحمن الزومة وهو كان يسبقني بسنة، والحاج نور، والاثنان كانا معي بالداخلية .. و الزبير محمد صالح ذاته كان رئيس الداخلية .. حقيقة أنا تضايقت، وأنا لا أريد أن أذكر الكلام الذي قاله لي الزومة لأنه ربما يكون فيه مساءلة قانونية .
*ماذا قال لك ؟!
? ما بقولها ولكني استأت جداً من عبارته التي قالها لي، و بدأت بسببها أفتش عن الشيوعيين .. كان عندي وعي أن هناك (شيء اسمه الشيوعية) لكن لم تكن لدي فكرة نهائياً عنها، وبسبب هذا الاستفزاز بدأت أبحث عن الشيوعيين للانضمام إليهم، وأذكر كان عندنا 11 داخلية، مررت على الـ 11 داخلية و أنا اسأل (الشيوعيين وين الشيوعيين وين) كنت مثل الأنصار عندما جاءوا في مارس وقالوا للسيد الإمام ورينا (حلة الشيوعيين) ! مثلهم بالضبط كنت أدخل وأخرج من داخلية لداخلية من داخلية لداخلية إلى أن عثرت على المرحوم محمد صالح بدر، وهو كان رئيس رابطة الطلاب الشيوعيين، و طلبت منه الانضمام للشيوعيين.. وانضممت للرابطة، والشيوعيون (كان عندهم ميزة، ما كانوا بيقبلوا الناس بسهولة) .. كانوا يراقبون الشخص لمدة 6 أشهر قبل أن يوافقوا على ضمه للحزب الشيوعي، وأي شخص لديه أي انحراف أخلاقي، يتعاطى البنقو، يلعب القمار، كانوا يرفضونه ولا يسمحون له بالانضمام للحزب، وإذا كانت فيك واحدة من هذه الثلاث وتسللت و دخلت الحزب و اكتشفوها فيك (وقعتك سودا)، سيشهرون بك، و لقد شهروا بشخصيات معروفة تأريخياً لا أريد أن أذكر أسماءهم .. و هناك من انتحر بسبب هذا التشهير ! لماذا كان الحزب يفعل ذلك ؟ لأن هذا الشخص الذي لديه انحراف ربما يكون قد ارتكب أشياء ستنعكس سلباً على الشيوعيين وعلى الحزب، لذلك الحزب يحرص على أن يوضح للناس ويقول لهم إن هذا الشخص كذا و كذا لذلك طردناه.
* وماذا بعد أن انضممت إلى رابطة الطلاب الشيوعيين؟
? انضممت إليهم واستمررت معهم حتى 1965 و في 65 ظهر الصراع بين روسيا والصين، والصينيون كانوا يرون أن طريق المعارضة عبر البرلمان هذا طريق معوج ولا يقود إلى السلطة،
كانوا يقولون لو أن الأغلبية 300 نائب دخلوا البرلمان فإن عسكري واحد يستطيع أن يغلبهم و يقفل البرلمان، لذلك كانوا ينادون بتغيير المجتمع من جذوره بالثورة المسلحة، أنا أعجبتني هذه الفكرة لذلك انشققت من الحزب الشيوعي في ذلك العام 1965، وانضممت للحزب الشيوعي القيادة الثورية الذي يدعو للكفاح المسلح .. و ذهبت إلى جبال النوبة أدعو للكفاح المسلح، واشتغلت في مناطق الريف، ثم أرسلتني القيادة الثورية إلى ألبانيا لأتدرب على السلاح، ولأسباب صحية ولشدة البرد لم أستطع الاستمرار ورجعت من ألبانيا.. و بعدما رجعت إشتغلت في بند العطالة (لأنو بعد الحادثة طبعا ما لقيت أي شغل).
و نميري بعد ذلك قال ( أي واحد في بند العطالة وعندو شهادة كويسة يمشي التدريس، والما عندو شهادة يمشي الأمن والبوليس) و هذا هو السبب الذي أتى بي إلى التدريس، وما زلت أعمل بالتدريس حتى اليوم .
* أستاذ شوقي دعنا نرجع بك إلى محطة 1965 و تحديداً إلى 18 نوفمبر من ذلك العام وندوة معهد المعلمين؟
? مقاطعاً بسرعة: (إيه رأيك ما متذكر التأريخ دا أنا ! و في كل لقاء صحفي الصحفيين يذكرونني إياه وأنساه! لأن الحدث كان عارضاً، ولم أتأثر به لا نفسياً و لا اجتماعياً .. كان حدثاً عارضاً وعمري وقتها كان 21 سنة .
* هل تذكر التفاصيل الأخرى التي حدثت في ذلك اليوم ؟
? نعم أتذكرها جيداً .. و هناك أشياء الناس حكوها لي في ما بعد، (فأنا لما أزعل) وأغضب وأخرج عن طوري أكثر من ذلك اليوم، ولا أذكر ماذا قلت وماذا سمعت! و ما زال هذا هو طبعي حتى الآن .
* هذا يعني أنك في ذلك اليوم زعلت وغضبت جداً؟
? زعلت شديد، لأن الأستاذة سعاد الفاتح (وأنا ما بقدر أقول الكلام القالتو وأنت ما حتنشريهو).
# قله للتأريخ ..
? مافي داعي لذكره، هي تعرَّضت للشيوعيات ولأمهات الشيوعيين (وأنا لأني جديد في الموضوع دا و ما بعرف غيرو .. أنا داخل جديد مع ناس مقدسين!) فتعريضها بالشيوعيات وبأمهات الشيوعيين وإساءتها لهن أخلاقياً أغضبتني جداً وأنا في تلك الأيام كنت أقرأ كتابا اسمه (حياة محمد) لحسنين هيكل .. قرأت في ذلك الكتاب حادثة الإفك، ويبدو أني لم أفهمها لأني لم تكن لدي خلفية عنها، و كانت تلك هي المرة الأولى التي أسمع بها، لذلك صدقت كلام حسنين هيكل وعرضه للقصة كان رديئاً، فعندما استفزتني سعاد الفاتح بتعريضها بالشيوعيات وبأخلاقهن قلت في تلك الندوة ما قرأته في ذلك الكتاب، قلته ببساطة شديدة جداً، و الناس سمعوا ما قلت واستقبلوه ببساطة شديدة جداً، ولم يكن له أي صدى في المعهد .. مر اليوم الأول واليوم الثاني وفي اليوم الثالث البوليس جاء و ألقى علي القبض، بعد أن دبروا المؤامرة طبعاً .. محمد التوم التيجاني مدير المعهد وأزهري وأستاذ علي عبد الله يعقوب .. ومن النوادر التي تحكى أن عبد الرحيم حمدي قال جاءني علي عبد الله يعقوب قال لي هناك طالب قال كذا و كذا، فقلت له (ياخي دا كلام بتاع مراهقة وأولاد صغار) .. ثم ذهب لمحمد حسن، وهو كان شخصية نادرة جداً (قريبة لشخصية الترابي) وكان وزير مالية، ذهب له وقال له هناك طالب قال كذا و كذا، محمد حسن أيضاً قال له نفس الكلام (ياخي دا كلام فاضي بتاع أطفال خليهو) .. فذهب لأزهري وأزهري في تلك الأيام كان قد نزَّل شخصاً في الانتخابات في الدائرة الجنوبية اسمه أحمد زين العابدين مع عبد الخالق محجوب وعبد الخالق فاز واستهزأوا بأزهري و(بهدلوه بهدلة شديدة)، فوجد في حادثة ندوة المعلمين فرصة، و قال لهم إذا لم تخرجوا مظاهرة سأخرج لوحدي، وأقود المظاهرة .. والمسألة أخذت الشكل الغوغائي وروح القطيع طبعاً! (قامت الغوغاء علي و قضيت في حراسة الشمالي في أم درمان 25 يوماً، ثم قدموني للمحاكمة، و أذكر أن القاضي كان اسمه محمد عبد الرحمن الله يرحمه، قال لي (يا شوقي، كلامك دا ما بيقولوه بطريقتك دي، وفي ندوة عامة وأنا عشان دا حأحاكمك) .. و عاقبني بالسجن ستة أشهر .. طبعاً هناك شيوعيون انتحروا وحرقوأنفسهم، وهناك دور للشيوعيين تكسرت بسبب الشغب الذي أحدثه الغوغاء .
* شيوعيون إنتحروا وحرقوا أنفسهم بسبب ما قلته في الندوة؟
? بسبب الندوة دي .. ما خلاص عايزين ينتقموا، كسروا دور الحزب وضربوا الشيوعيين، قلت لك عقلية القطيع!! وشتم الرسول دا شيء كبير طبعاً .. نعم شيء كبير!) .. ولحسن حظي كمندان السجون كان في مقام خال بالنسبة لي، كان اسمه محمد بشير، ( طوالي جابني سجن أم درمان وأمر بحلق رأسي، وأمرهم بأن يحافظوا علي (لأنو في السجون بتحصل أشياء عجيبة لا يمكن أن تتخيليها !) سجون السودان هذه من أسوأ السجون .
# و بعد أن خرجت من السجن ماذا حدث ؟ هل لاقيت مضايقات أو مساءلات من أحد ؟
? الشيء الغريب أنه لم يتعرض لي أحد و لم أتعرض بسبب هذه الحادثة لأي إهانة أو مضايقة، وهذا يدل على عظمة السودانيين .. و أعتقد أيضا يعود لطبيعة شخصيتي، فأنا أتعامل مع الناس معاملة جيدة لا أهين أحدا و لا أقبل بالإهانة من أحد (لا بحقر بزول لا برضى زول يحقر بي) .. لساني مر بصراحة و لما أزعل أخرج عن أطواري (هسة لو استفزيتيني بضرب ليك جهاز التسجيل دا).
* في ندوة معهد المعلمين كنت تعرضت لاستفزاز شديد ؟
? تعرضت لاستفزاز شديد جداً من سعاد الفاتح .. و تعرضت لاستفزاز بعد الندوة من علي عبد الله يعقوب ..
علي عبد الله يعقوب زوجته كانت تلميذة معنا في معهد المعلمين العالي .. أنا من مدرسة وادي سيدنا دخلت معهد المعلمين العالي (كانوا بياخدوا النمر العالية طبعاً) ، و كانوا يصرفون للطلاب ماهية قدرها 18 جنيهات، وهذا كان حلم بالنسبة لي فأنا كنت طالباً فقيراَ و(مشيت معهد المعلمين عشان كدا .. يعني الفقر هو الوداني) .
* أستاذ شوقي ما هو الشيء العالق بذاكرتك من يوم الندوة بخلاف استفزاز سعاد الفاتح لك؟
? الندوة استمرت بعد ذلك وأنا جلست .. وأذكر أن أحد الصحافيين فيما بعد سألني قال لي هل صحيح أن سعاد الفاتح عندما سمعت حديثك في الندوة صاحت : وا إسلاماه؟ قلت له (والله ما قالت وا إسلاماه ولا حاجة) .. أنا جلست والندوة تواصلت وانتهت وذهبنا إلى المساكن .. سعاد الفاتح حينما قرأت إجابتي هذه في الصحيفة قالت (هو لسة حي؟ أقيموا عليهو الحد) .
وأذكر أنه بعد الندوة بعامين، في عام 1967 أنا كنت في الأبيض و كان معي صديقي شمس الدين بشرى (الله يرحمه) .. كان رجلا عظيماً، أعظم شخصية صادقتها في حياتي، والله لم أصادق إنسانا ألطف وأصدق وأنقى منه، كان به كل الصفات الجيدة ، ( ياخي عندما أصيب بالسرطان رفض يتعالج، وقال أنا أكلف الناس ليه ؟) و بالمناسبة أبوه كان هو وكيل الإمام عبد الرحمن وكان (هو البخش عليهو، وهو المسؤول عن وضوئه) ، فشمس الدين حكى لي ذات مرة و قال لي (ياخي أنا جاتني بلهارسيا فبدل ما يودوني كوستي يعالجوني، كانوا بيدوني موية الوضوء بتاعة الإمام، أبوي بيجيبا لي والشفع كلهم أولاد الأنصار بيجوني يتشاكلوا في الموية (عليك الله جغمة عليك الله جغمة و أديهم معاي من الموية) .. قال عندما ذهب إلى مصر المصريين أجروا له الفحوصات وأعطوه حبة واحدة والبلهارسيا انتهت ! كان صديقي وكان إنسانا عظيماً من ناحية رجولة مكمل الرجولة، ومن ناحية شهامة مكمل الشهامة، ومن ناحية الإنسانية والوعي وكل الصفات الجيدة، وهذه فرصة لأمجده (الله يرحمه)..
كنا أنا و هو في الأبيض في قطية مؤجرنها من امرأة اسمها قريبينة .. (فارشين برش في القطية بننوم فيهو على الأرض)، و كنت أقرأ في صحيفة اسمها الطليعة، فوجدت مادة صحفية للأستاذ عز الدين علي عامر، و كان من كبار الشيوعيين الله يرحمه، كتب فيها إن شوقي محمد علي شوهد في ديترويت في بار يتأبط شقراء !!
? وأضاف الأستاذ شوقي ضاحكاً: (قرأت هذا الكلام وأنا راقد على الأرض في برش بدون مخدة في قطية في منطقة اسمها الرديف في الأبيض ? الكلام دا كان سنة 1967 . و ضحكنا أنا وشمس الدين.. (قلت له أنا قاعد وين وفي شنو وهو يقول يتأبط شقراء في ديترويت!) .. مشى ديترويت مشى أمريكا و مشى وين وعميل.. و? و !!
* الشيوعيون كانوا يقولون ذلك .. إذن هم كانوا زعلوا منك بسبب ما قلته في الندوة ؟؟
? زعلو ولحدي هسة زعلانين.. هم فهموا أنني متآمر مع جهة ما لأحل الحزب الشيوعي .
* أيضاً هناك من اتهمك بالتآمر مع الإسلاميين، وبأنك اتفقت معهم وقمت لهم بهذه المهمة حتى يتمكنوا من حل الحزب الشيوعي؟
? إنتي .. رايك شنو؟ هسة .. أنا مع الإسلاميين ؟!! قالها ضاحكاً بصوت عال.
*كيف هي علاقتك الآن مع الإسلاميين؟
? على المستوى الشخصي جيدة جداً، وعندي أصدقاء كثر من الإسلاميين يحترموني وأحترمهم .. لكن على المستوى الفكري طبعا أختلف (اختلاف توتالي) .. أنا فوق العلمانية .. ما بعد العلمانية .
* ماذا تعني بما بعد العلمانية؟ أشرحها لنا؟
? خليها كدا القراء بفهموها .. ثم أردف بصوت خفيض ممازحاً: (عايزة توديني في داهية يا بنتي)!
* وعلاقتك بالشيوعيين كيف هي الآن؟
? بيني و بينهم كل احترام .. هم فهموا بطول الزمن ! و أنا شغال معهم في القطاع النوبي وشغال معهم في محاربة السدود .. ( في الحاجة المشتركة البتجمعنا بكون معاهم) .
صحيفة المجهر
رغم انك بلغت ارذل العمر فلافرق بينك وبين المهووسه سعاد الفاتح ذات الوجه الرجولى .
سعاد الفاتح حماله الحطب السودانيه
هذه الحيزبون سببت الكثير من المشاكل
بسبب هوسها وعقلها الهزيل
وما عاوزه تموت كلو كلو
بلا يخمها الكريهه الشمطاء
حتي الآن و بعد أكثر من 50 سنة من فعلته الشنعاء ماقادر يستوعب كمية الدمار التي تسبب فيها بتعطيله للتطور الديمقراطي لبلدنا فبسببه إستثمر الكيزان ومن شايعهم آنذاك غباءه لحل الحزب الشيوعي .
في مثل هذا الجهلول يقول المولي عز وجل (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )
يبدو أن هذا الأستاذ شوقى محمد شخصية طريفة ومرحة, تعامل مع كل تلك الاحداث التاريخية ببرود وأيضا دهاء فراوغ طريقه من خلالها رقم خطورتها وأهميتها, قليلون من ينجحون في تعدى مثل تلك المواقف الحرجة دون أن يصابوا بنوع من الانهيار أو تؤثر عليهم نفسيا, فلقد خرج في نهاية الامر سليما من تلك المعمعة وهو لا يزال يدرس ويجتر ذكريات لعب فيها دورا ملتبس من الصعب تحديد ملابسات نتائجه ودورها الحقيقى الفعلى في أحداث تلت ذلك.
بقيتو تخافو يا ناس الراكوبه؟؟؟
وين تعليقي
بالله بعد مرور كل السنين مازلت جاهل وعنصري فاكر نفسك انو النوبه احسن ناس! من قال ليك الكلام ده؟ كل الاجناس والقبايل اهلهم برضوا يقولوا ليهم انتو احسن ناس ومافي زيكم ده عقل جمعي وهمي بس الجاهل هو اللي يصدقها ويطلق بيها الشارع والصحف يقولها. ثانيا من قال ليك كلاماتك عملت فارق في تاريخ الامه السودانيه؟ فنحن مازلنا لم نتغير مثل ما كنا في1965 وبل اسوأ. سعاد الفاتح وغيرها الحراميه هم من يتحكمون في حياتنا لا اصبحنا روسيا ولا الصين ولا امريكا ولا حتى مسلمين كما في الخلافه. يحزنني ان عقلك كما ورد في الحوار لم يتطور في كل السنيين التى مضت. وانني بنصف عمرك وتغيرت من اليمين لليسار والان في الوسط تماما. لايعنيني الاسلاميين ولا الشيوعيين يهمني بلدي واهلي ومستقبلهم.كفاك توهما ي الحبيب نوبي ولا شيوعي كلوا ده مابقى يأكل العيش ده كلام زماااان
سبحان الله هذه الحادثة اخذت من زمن السودان ما أخذت وتسببت في عرقلة مسيرة شعب وعكرت المسار الديمقراطي رغم أن صاحب الحادثة كان عمره 21 سنة اي في الثانوي العالي ولم يكن عالما سياسا ولا مؤرخا فطحلاً وكان مراهقاً مليء باندفاع الشباب ومنفعلا لا يدري ما يقول حسب شهادته على نفسه عند الغضب، ورغم كل ذلك انظروا كيف تعامل المجتمع مع الحادثة وكيف تعامل معها السياسيون واستغلوها الى ابعد حد لمصلحة سياسية، علما بأن الذين جاءوا بالافك عصبة عفا الله عنهم مؤكدا براءة ام المؤمنين والمفارقة أن قصة الافك الواردة في القرآن لم تكن معنية بها السيدة عائشة ولا حدثت بالشكل المروي في بعض كتب السير مما يدل ان الساسة كذلك بعد موت النبي استخدموها لمصلحة سياسية مثلما استخدمتها سعاد الفاتح والازهري مع شوقي،، هذا مع تأكيدنا على طهارة أمهاتنا نساء النبي كلهن حتى لا يأتي تيس لا يسمع غير خطب الجمعة ولا يكلقف نفسه بالبحث في الكتب ويتهمنا في تعليقنا هذا،،،
هسع وينا التفاصيل …؟
كلها حكاوي لاقال كلام سعاد واشار له فقط اما المهم ماقاله هو في الندوة وايضا لم يذكره حتي نتفهم اعتقاله واسباب حل حزبه
لمحة تأريخية:
حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965
********************************
المصدر: معالم في تأريخ الحزب الشيوعي السوداني.
دكتور/ القدال،
الناشر دار الفارابي بيروت ـ الصفحات 147 إلي 158
مساءالإثنين 9/11/1965 نظمت جبهة الميثاق الإسلامي (الإخوان المسلمين) ندوة في معهد المعلمين العالي في إمدرمان. ودار نقاش حول موضوع البغاء. فنهض طالب أعلن أنه ماركسي، وقال إن الزنا كان يمارس في بيت الرسول وخاض في حديث الإفك. وفجر الحديث مشاعر غاضبة وسط جمهور الطلبة،وأصدرت تنظيماتهم بيانات تدين الطالب وتطالب بمعاقبته. كما أصدرت رابطة الطلبة الشيوعيين بيانآ وضحت فيه أن الطالب ليس عضوآ في الحزب الشيوعي بل هو يصدر صحيفة حائطية يهاجم فيها الحزب. أما الإخوان المسلمين فقد حولوا المعركة نحو الحزب الشيوعي مصرّين علي أن الطالب عضو فيه، واتهموا الحزب بالكفر والإلحاد.
وتصاعد الموقف يوم الجمعة عندما خرجت عدة مظاهرات نظمها الإخوان في أمدرمان بعد الصلاة. واتجه المتظاهرون إلي منزل إسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة. فخطب فيهم مؤكدآ أن الحكومة والجمعية التأسيسية ستضع حدآ لهذا الفساد، وإن لم تفعل فإنه سينزل معهم إلي الشارع لتطهير البلد . وكان ذلك منعطفآ حاسمآ وخطيرآ في تطور الأزمة. فدخول أزهري بثقله السياسي وبشعبيته حمل المعركة خارج قدرت الإخوان المسلمين المحدودة. كما أن أزهري قرر ما ستتخذه الجمعية التأسيسية بالنسبة للقضية قبل طرح الأمر عليها. ودخل أيضآ الإمام الهادي إلي المعركة واستدعي مجموعات من الأنصار إلي العاصمة.
ويبدو أن الأحزاب السياسية قررت إستغلال الحادث لتصفية حساباتها مع الحزب الشيوعي فدفعت بأعداد من مؤيديها لمهاجمة دور الحزب بالأسلحة وبأسلوب همجي أطلق عليه عبد الخالق “عنف البادية” وازداد تصاعد الموقف عندما قامت بعض جماهير الأحزاب بمحاصرة البرلمان مطالبة بحل الحزب الشيوعي. وتراجع موضوع الطالب الصفيق.
إجتمعت الجمعية التأسيسية في 15 نوفمبر 1956 وبدأت سلسلة الإجراأت العجولة، حيث علقت اللوائح وخرق الدستور واستخف بالأعراف والتقاليد السياسية والبرلمانية وأهينت الثقافة وامتهن الفكر.
فما الذي حدث؟ تقدم محمد أحمد محجوب زعيم الجمعية ورئيس الوزراء يطلب إلي رئيس الجمعية برفع المادة 25 ( من اللائحة الداخلية لمناقشة أمر عاجل. ثم قرأ الرئيس اقتراحآ تقدم به ستة أعضاء يقول ” أنه من رأي الجمعية التأسيسية بالنسبة للأحداث التي جرت أخيرآ في العاصمة والأقاليم وبالنسبة لتجربة الحكم الديموقراطي في البلاد وفقدانه الحماية اللازمة لنموه وتطوره أنه من رأي الجمعية التأسيسية أن تكلف الحكومة للتقدم بمشروع قانون يحل بموجبه الحزب الشيوعي السوداني ويحرم بموجبه قيام أحزاب شيوعية أو أحزاب أو منظمات أخري تنطوي مبادئها علي الإلحاد أو الإستهتار بمعتقدات الناس أو ممارسة الأساليب الدكتاتورية”.
وأعقب ذلك مناقشات مطولة هذه بعضها:
**************************
نائب الدائرة 187:
إن الشيوعية لا تؤمن بالديموقراطية ولا بوجود الله وتنظر إلي الدين مجرد مخدر للشعوب ودستورهم إلا ذر للرماد في العيون وأضاف بأن الشيوعية أفسدت الشباب وجعلتهم يدمنون شرب الخمر وتعاطي المخدرات.
نائب الدائرة 40 (محمد الكاروري):
إن النظرية الشيوعية لا تؤمن بوجود الله وتري الحياة مادة والقرآن أساطير والسيرة خرافة والأنبياء أفاكيين.
وزير العدل (محمد إبراهيم خليل):
بسم الله الرحمن الرحيم وكان لا بد أن أبدأ باسم الله لأرد علي الحزب الشيوعي الذي يستهل حديثه بإسم الإلحاد. ثم يستطرد أن الجمعية التأسيسية لن تحل الحزب الشيوعي بإسم الإلحاد بل بإسم الله والدين والوطن والتقاليد والأخلاق السمحة. وأكد أنه ليس من المهم إن كان الطالب شيوعي أو غير شيوعي لآننا نعرف أنه يسير بوحي العقيدة الشيوعية.
حسن الترابي:
ذهب الدكتور حسن الترابي العميد السابق لكلية الحقوق إلي أن حديث الطالب الغر ليس هو السبب الذي به يطالبون حل الحزب الشيوعي وضرب مثلآ بالرصاصة التي صرعت القرشي في 21 أكتوبر والتي أدت إلي ثورة ضد الحكم العسكري. فالثورة التي إندلعت لم تكن من أجل الإنتقام للقتيل (ولم يقل الشهيد). ولذلك فإن حديث طالب المعهد كان الشرارة التي أخرجت الناس للمطالبة بحل الحزب الشيوعي. ووجه للحزب الشيوعي خمس تهم هي : الإيمان ، الأخلاق، الديمقراطية، الوحدة الوطنية ، والإخلاص للوطن.
حسن بابكر الحاج نائب الدائرة 3 عن الوطني الإتحادي:
قال : إن هناك طالبآ سفيهآ يقال إنه أساء للرسول الكريم والدين الإسلامي فقامت مظاهرات أمها المسلمون تطالب بحل الحزب الشيوعي. والنفترض أن أحد أعضاء الحزب الوطني الإتحادي تفوه بمثل ما تفوه به الطالب السفيه فماذا يكون موقف الوطني الإتحادي؟ ثم خاطب النواب قائلآ : رجائي أن تتركوا الحماس جانبآ وتحموا الديموقراطية التي عادت إلينا بعد تضحيات لم نبذل مثلها في معركة الإستقلال ، فتأكدوا أنها ستنزع برمتها منكم كما أنتزعت في الماضي… ولا أريسد أن أسجل حربآ علي الديموقراطية. فخيرآ لأبنائي أن يدفنوني شهيدآ من شهداء الديمقراطية بدلآ من أن أعيش حيآ في عهد وأد الديموقراطية”.
محمد إبراهيم نقد (دوائر الخريجين):
تناول من ضمن ما تناول حديث الترابي فقال إن الحديث عن الأخلاق يكثر في هذا المجلس وذلك كلما واجه المجلس أزمة حقيقية تجاه حل القضايا الكبري. وقد يكون الحديث عن الأخلاق ذا قيمة وينبقي المحافظة عليه. ولكن التحدث عن الأخلاق عند بروز الأزمات يوضح أين تكمن الأخلاق الجريحة. ثم قال إن تصريحات الدكتور الترابي متضاربة، ومن المهم أن يواجه الإنسان خصمآ سياسيآ له رأي واضح أما التذبذب والتلون في المبادئي والأخلاق فلا أجد نفسي في حاجة للرد عليه. وأشار إلي أن النظريات الإجتماعية لا توضع للمناقشة هكذا في البرلمانات فهي لها مجال آخر. ولذلك فإن مناقشة النظرية الماركسية بهذا الأسلوب تطاول ما بعده تطاول.وأكد أن الحزب الشيوعي بريئ من تهمة الإلحاد التي يحاولون إلصاقها به. وموقف الحزب من الدين واضح في دستوره وفي تأريخه الطويل وتأريخ أعضائه. ثم قال “نحن لا نقول هذا الحديث عن خوف، وإننا لا نخاف، فلم نتعود الخوف في الماضي ولن نتعوده اليوم” .
وأجيز الإقتراح بأغلبية 151 ومعارضة 12 وإمتناع 9 . وعندما قدم المشروع في مرحلة القراءة الأولي في جلسة اليوم التالي 16 نوفمبر لإتضح أن المواد 3،4،5، من المشروع تتعارض مع نص المادة الخامسة من الدستور التي تحرم المساس بالحريات العامة. فطلب زعيم الجمعية تأجيل النظر للقراءة إلي اليوم التالي . وفي جلسة 17 نوفمبر تقدمت الحكومة بمشروع قانون لتعديل المادة الخامسة من الدستور في مرحلة القراءة الأولي في جلسة 18 نوفمبر. ثم عرض المشروع للقراءة الثانية ومرحلة اللجنة في جلسة 22 نوفمبر وأجيز بأغلبية 145 ومعارضة 25 وامتنع عضوان.
ثم ظهرت مشكلة جديدة . فتعديل الدستور يتم بثلثي أعضاء الجمعية مكتملة وعددهم 156 ولك التعديل أجيز بأغلبية 145 وهم ثلثي أعضاء المجلس الذي لم تكتمل عضويته لعدم قيام الإنتخابات في الجنوب وكان قد عدل الدستور من قبل بنفس الطريقة الخطأ. وكان ذلك التعديل خاصآ بمجلس السيادة الذي يتكون من خمسة أعضاء وتكون الرئاسة دورية بينهم. فعدل الدستور ليصبح للمجلس رئيس دائم هو إسماعيل الأزهري وذلك من أجل التوازنات السياسية. فأخذ رئيس المجلس بتلك السابقة وأجاز التعديل بدون نصاب قانوني.
ثم ظهرت مشكلة ثالثة وهي أن التعديل يحرم قيام أحزاب شيوعية ولكنه لا يمنع وجود النواب الشيوعيون في الابرلمان الذين ثارت كل الضجة من أجل إخراجهم منه. فتقدمت الحكومة بمشروع قانون لتعديل الدستور للمرة الثانية لسحب العضوية من النواب الشيوعيين. وأجيز المشروع في مرحلة اتلقراءة الأولي في جلسة 7 ديسمبر. وفي مرحلة القراءة الثانية واللجنة والقراءة الثالثة أيضآ في جلسة اليوم التالي 8 ديسمبر. وفي جلسة 16 ديسمبر تقدم حسن الترابي بمسألة مستعجلة تقول : إنه من رأي هذه الجمعية أن تقرر أنه بحكم الدستور والقانون قد سقطت العضوية من الأعضاء الشيوعيين الثمانية (إستثني القرار الأعضاء الثلاثة الذين أيدهم الحزب الشيوعي) وأن تكلف رئيسها بحفظ النظام بإبعاد هؤلاء الأفراد. ” واعترض عز الدين علي عامر (دوائر الخريجيين) علي الإقتراح المقدم للأسباب التالية:
(1)ـ لأنه يتنافي مع المادة 33 (8 ) من لائحة الجمعية التأسيسية التي تنص علي عدم جواز عرض أي موضوع قيد النظر أمام المحكمة. وهناك قضية دستورية رفعها الحزب الشيوعي أمام المحكمة العليا.
(2)ـ إن إسقاط العضوية ليس من حق المجلس ويتعارض مع المادة (49) من الدستور.
حسب الإجراأت العتيقة يجب إخطار العضو الغائب ليحضر للدفاع عن نفسه.
(3)ـ حسب الإجراأت العتيقة يجيب إخطار العضو الغائب ليحضر للدفاع عن نفسه
(4)ـ هذه الجمعية لها حق التشريع وليس لها حق التنفيذ وفي هذا خرق لمبدأ إستقلال القضاء.
“تحدث الصادق المهدي إلي مجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 فقال : “ما حدث كان إنفعال…إن الذي حدث في موضوع حل الحزب الشيوعي كان موقفآ سياسيآ غير محسوب نتج عن موقف إنفعالي.. ولكن يجب أن أقولها أنه يجب الإستفادة من تجارب الماضي الأولي…إن حديث الطالب في معهد المعلمين فجر المشاعر….وإن مثل الذي حدث قد يتكرر””.
من هو الطالب الطالب شوقي محمد علي عام ١٩٦٥،
ماذا قال وقتها؟!!، وكيف برر فعلته؟!!
*************************
١ـ
كان محمد علي وقتها في عام ١٩٦٥ يبلغ من العمر تسعة عشر عاما، وذكر فيما بعد الصحف، ا ن ما تفوه به في تلك الندوة كان نتيجة للإستفزاز وإنفعال طفولي. قال شوقي عن نفسه في تحقيق بث من موقع (سودانايل) وايضآ في موقع (سودانيز اون لاين ) عام ٢٠٠٦:
أ)/
نعم كنت عضواً بالحزب الشيوعي السوداني حتي عام ١٩٦٤م.
(ب)/
غادرت الحزب في عام ١٩٦٤م وقدمت طلباً للقيادة الثورية، ولم تقبل عضويتي إلا بعد مغادرتي السجن(القيادة الثورية)ـ كانت تنادي بالكفاح المسلح، وهو طريق نقيض لما إختارته قيادة الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبد الخالق محجوب الذين كانوا ينادون بالاستيلاء علي السلطة عن طريق البرلمان، في حين كانت رؤية القيادة الثورية أن تتم محاصرة المدن بالأرياف والكفاح المسلح والذي يمثل منهجي “ماو تسي تونج”و”جيفارا”.
(ج)/
تاريخ الندوة نسيته (بصراحة) لكني لا أذكر التاريخ حيث لم يشكل لدي (أي أهمية) مع ملاحظة أن عمري حينها كان حوالي (١٩) سنة غير ناضج فكرياً أو سياسياً.
(د)/
هل ما ذكرته في تلك الندوة نتيجة إنفعال؟!!:
نعم كان نتيجة إنفعال (مراهقين) أو مصاب بداء (مرض الطفولة اليساري) وأحلام الثورة والإشتراكية والعدالة.
(هـ)/
خلاصة تلك الأحداث أدت لحل الحزب الشيوعي السوداني هل أنت حزين لذلك؟!!:
بالعكس لست حزيناً بل كنت سعيد، لان هذه القضية أثبتت صواب نظريتنا في الكفاح المسلح، لأن البرلمان حتي ولو تحصلت علي الأغلبية فيمكن أن يرسل عسكريان من الشرطة ويتم حل البرلمان وبذلك أثبتت فشل الطريق البرلماني … وهذا سبب سعادتي وليس حل الحزب الشيوعي السوداني (كحزب). كما أن ذلك الحدث أثبت أننا كنا علي صواب لأن نواب الحزب الشيوعي طردوا من البرلمان (عديل كده).
أرجو من أستاذنا عبد الله علي إبراهيم أن يدلي بدلوه في ألإفادات الصريحة والبسيطةُ في آنٍ واحد والتي أوردها أستاذنا شوقي لنخرج علي الأقل من دائرة قيل و قال مرةً علي لسان علي عبدالله يعقوب وأُ خَر علي لسان نفرٌ غيرُ قليل من بعض الشيوعيين !
لمحة تأريخية:
حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965
*********************************
المصدر: “معالم في تأريخ الحزب الشيوعي السوداني”.
دكتور/ القدال
الناشر دار “الفارابي” بيروت
الصفحات ـ147 إلي 158 ـ
لم يؤخذ بالإعتراضات التي قدمها عز الدين علي عامر (دوائر الخريجيين). وحلت الجمعية الحزب الشيوعي وطردت نوابه منها.
***ـ ولكن القضية لم تنتهي عند ذلك الحد. فتفرعت منها مواقف شعبية وقضايا قانونية. فاستنفر الحزب الشيوعي النقابات العمالية والمهنية. وتضامن معه حزب الشعب الديموقراطي. فخرجت مسيرات في مدن البلاد وبلغت المسيرة في العاصمة 60 ألف. وتكونت هيئة الدفاع عن الديمقراطية. رفع الحزب الشيوعي ثلاثة قضايا دستورية. الأولي ضد تعديل الدستور، والثانية ضد قرار الحل، والثالثة ضد طرد النواب.
***ـ وأدي رفع القضايا الدستورية إلي نقل الأزمة من إطار التهريج بإسم الدين ووضعها في حجمها السياسي. وقبلت الأحزاب الإحتكام إلي القضاء. أي قبلت المنهج الديمقراطي السياسي. واستغرق نظر القضية أمام المحكمة قرابة العام وفي 22/12/1966 أعلن قاضي المحكمة العليا صلاح حسن الحكم في القضية. فأعلن أن الحريات المنصوص عليها في المادة الخامسة من دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 1964 لا يجوز الحد منها بتشريع أو تعديل دستوري. وحكمت المحكمة بعدم دستورية التعديلات التي أجيزت يوم 22/11/1965 وإلغاء كل ما تعلق عليها من تشريع وإعتباره كأن لم يكن. وأصبح الحكم سابقة قضائية يرجع إليها فقهاء القانون في العالم وفي 20/02/1967 أصدرت محكمة مديرية الخرطوم حكمها في القضيتين المتعلقتين بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. فقضت ببطلان القرارين لتعارضهما مع الحقوق الأساسية التي نصت المحكمة العليا بأنها حقوق لا تقبل التعديل.
***ـ ولم تنته الأزمة بقرار المحكمة العليا بل أخذت تتصاعد فأعلن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أن حكم المحكمة العليا حكم تقريري، ونسف بذلك أساس الديموقراطية اللبرالية التي يقف اليوم مدافعآ جسورآ عنها. ورفضت الأحزاب التي شاركت في المهزلة حكم القضاء. وإنتقلت المعركة ضد المؤسسة القضائية وإستقلال القضاء. مما دفع برئيس القضاء بابكر عوض الله بتقديم إستقالة مدوية إلي رئيس وأعضاء مجلس السيادة. واختتمها قائلآ “إنني عملت مافي وسعي لصيانة إستقلال القضاء منذ أن كان لي شرف تضمين ذلك المبدأ في ميثاق أكتوبر ولا أريد لنفسي أن أبقي علي رأس الجهاز القضائي لآشهد عملية تصفيته وتقطيع أوصاله وكتابة الفصل المحزن الأخير من فصول تأريخه.
***ـ وبعد شهر من قرار المحكمة العليا أصدر الترابي كتابآ في يناير بعنوان (أضواء علي المشكلة الدستورية) “بحث قانوني مبسط حول مشروعية حل الحزب الشيوعي”. وتولت مطبعة الخرطوم طباعته . والفكرة الأساسية في الكتاب أن الجمعية التأسيسية هي الجهة المناط بها ممارسة السلطة الدستورية وهي مظهر السيادة التي تثبتها الدساتير للأمة من بعد الله. وبما أن السلطة التأسيسية هي التي تمتلك السيادة المطلقة فإن فصل السلطات إلي تشريعية وتنفيذية وقضائية تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للسلطة التأسيسية ، تأتي في مقام الفرع من الأصل.
***ـ ويثير كتاب الترابي العديد من الأسئلة : إذا كانت المحكمة العليا ليس لها حق النظر في قرارات الجمعية التأسيسية فلماذا عرض عليها الأمر من البداية؟. ومن الذي يحكم البلاد هل هو دستور السودان المؤقت لسنة 1964 الذي ينص علي إستقلال القضاء ويعطيه الحق في تفسير ما ينشب من خلاف حول تفسير بعض نصوصه أم الجمعية التأسيسية التي يمنحها الدستور سلطات محدودة وليست أحكامها كما يقول الترابي تعلو ولا يعلي عليها. وهل لأن الجمعية التأسيسية مكلفة بوضع دستور البلاد تصبح فوق الدستور الذي يحكم البلاد؟ يبدو أن الترابي لم يفرق بين الإجابة علي أسئلة أمتحان ببراعة الطالب النبيه وتناول قضايا تخص مستقبل أمة.
***ـ وأدرك الأستاذ محمود محمد طه ما في الكتاب من إضطراب فألف كتابآ في الرد عليه بعنوان “زعيم جبهة الميثاق الإسلامية في ميزان : الثقافة الغربيةألإسلام، أضواء علي المشكلة الدستورية”. فقال أن الكتاب من حيث هو فلا قيمة له ولا خطر ، لأنه متهافت، ولأنه سطحي، وللأنه ينضح بالغرض ويتسم بقلة الذكاء الفطري”.
باالله التافه الحقير ده اتطاول على آل البيت بالطريقة دي لعنة الله عليك انت والترابي ياكلب …
ابصم بالعشرة يا شوقي محمد علي .. انك كنت متواطئ مع الاخوان
سردك اللي سردته من ذكرياتك و انت طالب في معهد المعلمين .. ما سرد مراهق ارعن تم استفزازه
و لكنه سرد مرتب يدل علي ان صاحبه يعي ما حدث
الاسلاميين حلوا الحزب الشيوعي لانه المنظومة السياسية الوحيدة اللي كانت واقفة ليهم في حلوقهم من ان يلعبوا بالوطن و شعبه
و اديكم شوفتوا بعيونكم ما فعلوه بكم بعد ان ازالوا المتراس الواقي للشعب و الوطن ( الحزب الشيوعي )
و الكارثة الكبيرة ان الاتحادي و الامة كانوا متواطئن مع الاسلاميين .. لمن جوا الليلة و سقوكم الموية ب دودا
و انا بقولهالكم اهو يا سودانيين
لو افتكيتوا من الدروشة حقتكم دي و الاستلاب البيمارس عليكم من النخب باسم الدين
حتعيشوا ممرمطين كده الي يوم يبعثون
يا جماعة الزول ده كلامه كله ما دقيق ما تاخدوه بالجد. ابسط مثال انه قال وادي سيدنا كان فيها 11 داخلية . انا كنت في وادي سيدنا الزمن داك. فيها ستة داخليات فقط وهي أبوقرجة وجماع والمختار والداخل وودالبدوي وبابكر بدري.بابكر بدوي ذاتها ما كانت موجودة أنشاها المرحوم خالد نسيب بابكر بدري عام 1961.
(((سعاد الفاتح حينما قرأت إجابتي هذه في الصحيفة قالت (هو لسة حي؟ أقيموا عليهو الحد)))
لسه حي؟! وهل الأحياك لا يحييه يا شمطاء قال صرخت وا اسلاماه قال؟ أهو دا اسلاماه بتاع أكل اموال الزكاة بالمليارات باسم المتحابات في الله؟!
فاز عبد الخالق محجوب في الدائرة الجنوبية امدرمان في 1968م وليس في انتخابات 1965م . ارووا التاريخ كما حدث وليس كما تريدون .
رغم انك بلغت ارذل العمر فلافرق بينك وبين المهووسه سعاد الفاتح ذات الوجه الرجولى .
سعاد الفاتح حماله الحطب السودانيه
هذه الحيزبون سببت الكثير من المشاكل
بسبب هوسها وعقلها الهزيل
وما عاوزه تموت كلو كلو
بلا يخمها الكريهه الشمطاء
حتي الآن و بعد أكثر من 50 سنة من فعلته الشنعاء ماقادر يستوعب كمية الدمار التي تسبب فيها بتعطيله للتطور الديمقراطي لبلدنا فبسببه إستثمر الكيزان ومن شايعهم آنذاك غباءه لحل الحزب الشيوعي .
في مثل هذا الجهلول يقول المولي عز وجل (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )
يبدو أن هذا الأستاذ شوقى محمد شخصية طريفة ومرحة, تعامل مع كل تلك الاحداث التاريخية ببرود وأيضا دهاء فراوغ طريقه من خلالها رقم خطورتها وأهميتها, قليلون من ينجحون في تعدى مثل تلك المواقف الحرجة دون أن يصابوا بنوع من الانهيار أو تؤثر عليهم نفسيا, فلقد خرج في نهاية الامر سليما من تلك المعمعة وهو لا يزال يدرس ويجتر ذكريات لعب فيها دورا ملتبس من الصعب تحديد ملابسات نتائجه ودورها الحقيقى الفعلى في أحداث تلت ذلك.
بقيتو تخافو يا ناس الراكوبه؟؟؟
وين تعليقي
بالله بعد مرور كل السنين مازلت جاهل وعنصري فاكر نفسك انو النوبه احسن ناس! من قال ليك الكلام ده؟ كل الاجناس والقبايل اهلهم برضوا يقولوا ليهم انتو احسن ناس ومافي زيكم ده عقل جمعي وهمي بس الجاهل هو اللي يصدقها ويطلق بيها الشارع والصحف يقولها. ثانيا من قال ليك كلاماتك عملت فارق في تاريخ الامه السودانيه؟ فنحن مازلنا لم نتغير مثل ما كنا في1965 وبل اسوأ. سعاد الفاتح وغيرها الحراميه هم من يتحكمون في حياتنا لا اصبحنا روسيا ولا الصين ولا امريكا ولا حتى مسلمين كما في الخلافه. يحزنني ان عقلك كما ورد في الحوار لم يتطور في كل السنيين التى مضت. وانني بنصف عمرك وتغيرت من اليمين لليسار والان في الوسط تماما. لايعنيني الاسلاميين ولا الشيوعيين يهمني بلدي واهلي ومستقبلهم.كفاك توهما ي الحبيب نوبي ولا شيوعي كلوا ده مابقى يأكل العيش ده كلام زماااان
سبحان الله هذه الحادثة اخذت من زمن السودان ما أخذت وتسببت في عرقلة مسيرة شعب وعكرت المسار الديمقراطي رغم أن صاحب الحادثة كان عمره 21 سنة اي في الثانوي العالي ولم يكن عالما سياسا ولا مؤرخا فطحلاً وكان مراهقاً مليء باندفاع الشباب ومنفعلا لا يدري ما يقول حسب شهادته على نفسه عند الغضب، ورغم كل ذلك انظروا كيف تعامل المجتمع مع الحادثة وكيف تعامل معها السياسيون واستغلوها الى ابعد حد لمصلحة سياسية، علما بأن الذين جاءوا بالافك عصبة عفا الله عنهم مؤكدا براءة ام المؤمنين والمفارقة أن قصة الافك الواردة في القرآن لم تكن معنية بها السيدة عائشة ولا حدثت بالشكل المروي في بعض كتب السير مما يدل ان الساسة كذلك بعد موت النبي استخدموها لمصلحة سياسية مثلما استخدمتها سعاد الفاتح والازهري مع شوقي،، هذا مع تأكيدنا على طهارة أمهاتنا نساء النبي كلهن حتى لا يأتي تيس لا يسمع غير خطب الجمعة ولا يكلقف نفسه بالبحث في الكتب ويتهمنا في تعليقنا هذا،،،
هسع وينا التفاصيل …؟
كلها حكاوي لاقال كلام سعاد واشار له فقط اما المهم ماقاله هو في الندوة وايضا لم يذكره حتي نتفهم اعتقاله واسباب حل حزبه
لمحة تأريخية:
حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965
********************************
المصدر: معالم في تأريخ الحزب الشيوعي السوداني.
دكتور/ القدال،
الناشر دار الفارابي بيروت ـ الصفحات 147 إلي 158
مساءالإثنين 9/11/1965 نظمت جبهة الميثاق الإسلامي (الإخوان المسلمين) ندوة في معهد المعلمين العالي في إمدرمان. ودار نقاش حول موضوع البغاء. فنهض طالب أعلن أنه ماركسي، وقال إن الزنا كان يمارس في بيت الرسول وخاض في حديث الإفك. وفجر الحديث مشاعر غاضبة وسط جمهور الطلبة،وأصدرت تنظيماتهم بيانات تدين الطالب وتطالب بمعاقبته. كما أصدرت رابطة الطلبة الشيوعيين بيانآ وضحت فيه أن الطالب ليس عضوآ في الحزب الشيوعي بل هو يصدر صحيفة حائطية يهاجم فيها الحزب. أما الإخوان المسلمين فقد حولوا المعركة نحو الحزب الشيوعي مصرّين علي أن الطالب عضو فيه، واتهموا الحزب بالكفر والإلحاد.
وتصاعد الموقف يوم الجمعة عندما خرجت عدة مظاهرات نظمها الإخوان في أمدرمان بعد الصلاة. واتجه المتظاهرون إلي منزل إسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة. فخطب فيهم مؤكدآ أن الحكومة والجمعية التأسيسية ستضع حدآ لهذا الفساد، وإن لم تفعل فإنه سينزل معهم إلي الشارع لتطهير البلد . وكان ذلك منعطفآ حاسمآ وخطيرآ في تطور الأزمة. فدخول أزهري بثقله السياسي وبشعبيته حمل المعركة خارج قدرت الإخوان المسلمين المحدودة. كما أن أزهري قرر ما ستتخذه الجمعية التأسيسية بالنسبة للقضية قبل طرح الأمر عليها. ودخل أيضآ الإمام الهادي إلي المعركة واستدعي مجموعات من الأنصار إلي العاصمة.
ويبدو أن الأحزاب السياسية قررت إستغلال الحادث لتصفية حساباتها مع الحزب الشيوعي فدفعت بأعداد من مؤيديها لمهاجمة دور الحزب بالأسلحة وبأسلوب همجي أطلق عليه عبد الخالق “عنف البادية” وازداد تصاعد الموقف عندما قامت بعض جماهير الأحزاب بمحاصرة البرلمان مطالبة بحل الحزب الشيوعي. وتراجع موضوع الطالب الصفيق.
إجتمعت الجمعية التأسيسية في 15 نوفمبر 1956 وبدأت سلسلة الإجراأت العجولة، حيث علقت اللوائح وخرق الدستور واستخف بالأعراف والتقاليد السياسية والبرلمانية وأهينت الثقافة وامتهن الفكر.
فما الذي حدث؟ تقدم محمد أحمد محجوب زعيم الجمعية ورئيس الوزراء يطلب إلي رئيس الجمعية برفع المادة 25 ( من اللائحة الداخلية لمناقشة أمر عاجل. ثم قرأ الرئيس اقتراحآ تقدم به ستة أعضاء يقول ” أنه من رأي الجمعية التأسيسية بالنسبة للأحداث التي جرت أخيرآ في العاصمة والأقاليم وبالنسبة لتجربة الحكم الديموقراطي في البلاد وفقدانه الحماية اللازمة لنموه وتطوره أنه من رأي الجمعية التأسيسية أن تكلف الحكومة للتقدم بمشروع قانون يحل بموجبه الحزب الشيوعي السوداني ويحرم بموجبه قيام أحزاب شيوعية أو أحزاب أو منظمات أخري تنطوي مبادئها علي الإلحاد أو الإستهتار بمعتقدات الناس أو ممارسة الأساليب الدكتاتورية”.
وأعقب ذلك مناقشات مطولة هذه بعضها:
**************************
نائب الدائرة 187:
إن الشيوعية لا تؤمن بالديموقراطية ولا بوجود الله وتنظر إلي الدين مجرد مخدر للشعوب ودستورهم إلا ذر للرماد في العيون وأضاف بأن الشيوعية أفسدت الشباب وجعلتهم يدمنون شرب الخمر وتعاطي المخدرات.
نائب الدائرة 40 (محمد الكاروري):
إن النظرية الشيوعية لا تؤمن بوجود الله وتري الحياة مادة والقرآن أساطير والسيرة خرافة والأنبياء أفاكيين.
وزير العدل (محمد إبراهيم خليل):
بسم الله الرحمن الرحيم وكان لا بد أن أبدأ باسم الله لأرد علي الحزب الشيوعي الذي يستهل حديثه بإسم الإلحاد. ثم يستطرد أن الجمعية التأسيسية لن تحل الحزب الشيوعي بإسم الإلحاد بل بإسم الله والدين والوطن والتقاليد والأخلاق السمحة. وأكد أنه ليس من المهم إن كان الطالب شيوعي أو غير شيوعي لآننا نعرف أنه يسير بوحي العقيدة الشيوعية.
حسن الترابي:
ذهب الدكتور حسن الترابي العميد السابق لكلية الحقوق إلي أن حديث الطالب الغر ليس هو السبب الذي به يطالبون حل الحزب الشيوعي وضرب مثلآ بالرصاصة التي صرعت القرشي في 21 أكتوبر والتي أدت إلي ثورة ضد الحكم العسكري. فالثورة التي إندلعت لم تكن من أجل الإنتقام للقتيل (ولم يقل الشهيد). ولذلك فإن حديث طالب المعهد كان الشرارة التي أخرجت الناس للمطالبة بحل الحزب الشيوعي. ووجه للحزب الشيوعي خمس تهم هي : الإيمان ، الأخلاق، الديمقراطية، الوحدة الوطنية ، والإخلاص للوطن.
حسن بابكر الحاج نائب الدائرة 3 عن الوطني الإتحادي:
قال : إن هناك طالبآ سفيهآ يقال إنه أساء للرسول الكريم والدين الإسلامي فقامت مظاهرات أمها المسلمون تطالب بحل الحزب الشيوعي. والنفترض أن أحد أعضاء الحزب الوطني الإتحادي تفوه بمثل ما تفوه به الطالب السفيه فماذا يكون موقف الوطني الإتحادي؟ ثم خاطب النواب قائلآ : رجائي أن تتركوا الحماس جانبآ وتحموا الديموقراطية التي عادت إلينا بعد تضحيات لم نبذل مثلها في معركة الإستقلال ، فتأكدوا أنها ستنزع برمتها منكم كما أنتزعت في الماضي… ولا أريسد أن أسجل حربآ علي الديموقراطية. فخيرآ لأبنائي أن يدفنوني شهيدآ من شهداء الديمقراطية بدلآ من أن أعيش حيآ في عهد وأد الديموقراطية”.
محمد إبراهيم نقد (دوائر الخريجين):
تناول من ضمن ما تناول حديث الترابي فقال إن الحديث عن الأخلاق يكثر في هذا المجلس وذلك كلما واجه المجلس أزمة حقيقية تجاه حل القضايا الكبري. وقد يكون الحديث عن الأخلاق ذا قيمة وينبقي المحافظة عليه. ولكن التحدث عن الأخلاق عند بروز الأزمات يوضح أين تكمن الأخلاق الجريحة. ثم قال إن تصريحات الدكتور الترابي متضاربة، ومن المهم أن يواجه الإنسان خصمآ سياسيآ له رأي واضح أما التذبذب والتلون في المبادئي والأخلاق فلا أجد نفسي في حاجة للرد عليه. وأشار إلي أن النظريات الإجتماعية لا توضع للمناقشة هكذا في البرلمانات فهي لها مجال آخر. ولذلك فإن مناقشة النظرية الماركسية بهذا الأسلوب تطاول ما بعده تطاول.وأكد أن الحزب الشيوعي بريئ من تهمة الإلحاد التي يحاولون إلصاقها به. وموقف الحزب من الدين واضح في دستوره وفي تأريخه الطويل وتأريخ أعضائه. ثم قال “نحن لا نقول هذا الحديث عن خوف، وإننا لا نخاف، فلم نتعود الخوف في الماضي ولن نتعوده اليوم” .
وأجيز الإقتراح بأغلبية 151 ومعارضة 12 وإمتناع 9 . وعندما قدم المشروع في مرحلة القراءة الأولي في جلسة اليوم التالي 16 نوفمبر لإتضح أن المواد 3،4،5، من المشروع تتعارض مع نص المادة الخامسة من الدستور التي تحرم المساس بالحريات العامة. فطلب زعيم الجمعية تأجيل النظر للقراءة إلي اليوم التالي . وفي جلسة 17 نوفمبر تقدمت الحكومة بمشروع قانون لتعديل المادة الخامسة من الدستور في مرحلة القراءة الأولي في جلسة 18 نوفمبر. ثم عرض المشروع للقراءة الثانية ومرحلة اللجنة في جلسة 22 نوفمبر وأجيز بأغلبية 145 ومعارضة 25 وامتنع عضوان.
ثم ظهرت مشكلة جديدة . فتعديل الدستور يتم بثلثي أعضاء الجمعية مكتملة وعددهم 156 ولك التعديل أجيز بأغلبية 145 وهم ثلثي أعضاء المجلس الذي لم تكتمل عضويته لعدم قيام الإنتخابات في الجنوب وكان قد عدل الدستور من قبل بنفس الطريقة الخطأ. وكان ذلك التعديل خاصآ بمجلس السيادة الذي يتكون من خمسة أعضاء وتكون الرئاسة دورية بينهم. فعدل الدستور ليصبح للمجلس رئيس دائم هو إسماعيل الأزهري وذلك من أجل التوازنات السياسية. فأخذ رئيس المجلس بتلك السابقة وأجاز التعديل بدون نصاب قانوني.
ثم ظهرت مشكلة ثالثة وهي أن التعديل يحرم قيام أحزاب شيوعية ولكنه لا يمنع وجود النواب الشيوعيون في الابرلمان الذين ثارت كل الضجة من أجل إخراجهم منه. فتقدمت الحكومة بمشروع قانون لتعديل الدستور للمرة الثانية لسحب العضوية من النواب الشيوعيين. وأجيز المشروع في مرحلة اتلقراءة الأولي في جلسة 7 ديسمبر. وفي مرحلة القراءة الثانية واللجنة والقراءة الثالثة أيضآ في جلسة اليوم التالي 8 ديسمبر. وفي جلسة 16 ديسمبر تقدم حسن الترابي بمسألة مستعجلة تقول : إنه من رأي هذه الجمعية أن تقرر أنه بحكم الدستور والقانون قد سقطت العضوية من الأعضاء الشيوعيين الثمانية (إستثني القرار الأعضاء الثلاثة الذين أيدهم الحزب الشيوعي) وأن تكلف رئيسها بحفظ النظام بإبعاد هؤلاء الأفراد. ” واعترض عز الدين علي عامر (دوائر الخريجيين) علي الإقتراح المقدم للأسباب التالية:
(1)ـ لأنه يتنافي مع المادة 33 (8 ) من لائحة الجمعية التأسيسية التي تنص علي عدم جواز عرض أي موضوع قيد النظر أمام المحكمة. وهناك قضية دستورية رفعها الحزب الشيوعي أمام المحكمة العليا.
(2)ـ إن إسقاط العضوية ليس من حق المجلس ويتعارض مع المادة (49) من الدستور.
حسب الإجراأت العتيقة يجب إخطار العضو الغائب ليحضر للدفاع عن نفسه.
(3)ـ حسب الإجراأت العتيقة يجيب إخطار العضو الغائب ليحضر للدفاع عن نفسه
(4)ـ هذه الجمعية لها حق التشريع وليس لها حق التنفيذ وفي هذا خرق لمبدأ إستقلال القضاء.
“تحدث الصادق المهدي إلي مجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 فقال : “ما حدث كان إنفعال…إن الذي حدث في موضوع حل الحزب الشيوعي كان موقفآ سياسيآ غير محسوب نتج عن موقف إنفعالي.. ولكن يجب أن أقولها أنه يجب الإستفادة من تجارب الماضي الأولي…إن حديث الطالب في معهد المعلمين فجر المشاعر….وإن مثل الذي حدث قد يتكرر””.
من هو الطالب الطالب شوقي محمد علي عام ١٩٦٥،
ماذا قال وقتها؟!!، وكيف برر فعلته؟!!
*************************
١ـ
كان محمد علي وقتها في عام ١٩٦٥ يبلغ من العمر تسعة عشر عاما، وذكر فيما بعد الصحف، ا ن ما تفوه به في تلك الندوة كان نتيجة للإستفزاز وإنفعال طفولي. قال شوقي عن نفسه في تحقيق بث من موقع (سودانايل) وايضآ في موقع (سودانيز اون لاين ) عام ٢٠٠٦:
أ)/
نعم كنت عضواً بالحزب الشيوعي السوداني حتي عام ١٩٦٤م.
(ب)/
غادرت الحزب في عام ١٩٦٤م وقدمت طلباً للقيادة الثورية، ولم تقبل عضويتي إلا بعد مغادرتي السجن(القيادة الثورية)ـ كانت تنادي بالكفاح المسلح، وهو طريق نقيض لما إختارته قيادة الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبد الخالق محجوب الذين كانوا ينادون بالاستيلاء علي السلطة عن طريق البرلمان، في حين كانت رؤية القيادة الثورية أن تتم محاصرة المدن بالأرياف والكفاح المسلح والذي يمثل منهجي “ماو تسي تونج”و”جيفارا”.
(ج)/
تاريخ الندوة نسيته (بصراحة) لكني لا أذكر التاريخ حيث لم يشكل لدي (أي أهمية) مع ملاحظة أن عمري حينها كان حوالي (١٩) سنة غير ناضج فكرياً أو سياسياً.
(د)/
هل ما ذكرته في تلك الندوة نتيجة إنفعال؟!!:
نعم كان نتيجة إنفعال (مراهقين) أو مصاب بداء (مرض الطفولة اليساري) وأحلام الثورة والإشتراكية والعدالة.
(هـ)/
خلاصة تلك الأحداث أدت لحل الحزب الشيوعي السوداني هل أنت حزين لذلك؟!!:
بالعكس لست حزيناً بل كنت سعيد، لان هذه القضية أثبتت صواب نظريتنا في الكفاح المسلح، لأن البرلمان حتي ولو تحصلت علي الأغلبية فيمكن أن يرسل عسكريان من الشرطة ويتم حل البرلمان وبذلك أثبتت فشل الطريق البرلماني … وهذا سبب سعادتي وليس حل الحزب الشيوعي السوداني (كحزب). كما أن ذلك الحدث أثبت أننا كنا علي صواب لأن نواب الحزب الشيوعي طردوا من البرلمان (عديل كده).
أرجو من أستاذنا عبد الله علي إبراهيم أن يدلي بدلوه في ألإفادات الصريحة والبسيطةُ في آنٍ واحد والتي أوردها أستاذنا شوقي لنخرج علي الأقل من دائرة قيل و قال مرةً علي لسان علي عبدالله يعقوب وأُ خَر علي لسان نفرٌ غيرُ قليل من بعض الشيوعيين !
لمحة تأريخية:
حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965
*********************************
المصدر: “معالم في تأريخ الحزب الشيوعي السوداني”.
دكتور/ القدال
الناشر دار “الفارابي” بيروت
الصفحات ـ147 إلي 158 ـ
لم يؤخذ بالإعتراضات التي قدمها عز الدين علي عامر (دوائر الخريجيين). وحلت الجمعية الحزب الشيوعي وطردت نوابه منها.
***ـ ولكن القضية لم تنتهي عند ذلك الحد. فتفرعت منها مواقف شعبية وقضايا قانونية. فاستنفر الحزب الشيوعي النقابات العمالية والمهنية. وتضامن معه حزب الشعب الديموقراطي. فخرجت مسيرات في مدن البلاد وبلغت المسيرة في العاصمة 60 ألف. وتكونت هيئة الدفاع عن الديمقراطية. رفع الحزب الشيوعي ثلاثة قضايا دستورية. الأولي ضد تعديل الدستور، والثانية ضد قرار الحل، والثالثة ضد طرد النواب.
***ـ وأدي رفع القضايا الدستورية إلي نقل الأزمة من إطار التهريج بإسم الدين ووضعها في حجمها السياسي. وقبلت الأحزاب الإحتكام إلي القضاء. أي قبلت المنهج الديمقراطي السياسي. واستغرق نظر القضية أمام المحكمة قرابة العام وفي 22/12/1966 أعلن قاضي المحكمة العليا صلاح حسن الحكم في القضية. فأعلن أن الحريات المنصوص عليها في المادة الخامسة من دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 1964 لا يجوز الحد منها بتشريع أو تعديل دستوري. وحكمت المحكمة بعدم دستورية التعديلات التي أجيزت يوم 22/11/1965 وإلغاء كل ما تعلق عليها من تشريع وإعتباره كأن لم يكن. وأصبح الحكم سابقة قضائية يرجع إليها فقهاء القانون في العالم وفي 20/02/1967 أصدرت محكمة مديرية الخرطوم حكمها في القضيتين المتعلقتين بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. فقضت ببطلان القرارين لتعارضهما مع الحقوق الأساسية التي نصت المحكمة العليا بأنها حقوق لا تقبل التعديل.
***ـ ولم تنته الأزمة بقرار المحكمة العليا بل أخذت تتصاعد فأعلن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أن حكم المحكمة العليا حكم تقريري، ونسف بذلك أساس الديموقراطية اللبرالية التي يقف اليوم مدافعآ جسورآ عنها. ورفضت الأحزاب التي شاركت في المهزلة حكم القضاء. وإنتقلت المعركة ضد المؤسسة القضائية وإستقلال القضاء. مما دفع برئيس القضاء بابكر عوض الله بتقديم إستقالة مدوية إلي رئيس وأعضاء مجلس السيادة. واختتمها قائلآ “إنني عملت مافي وسعي لصيانة إستقلال القضاء منذ أن كان لي شرف تضمين ذلك المبدأ في ميثاق أكتوبر ولا أريد لنفسي أن أبقي علي رأس الجهاز القضائي لآشهد عملية تصفيته وتقطيع أوصاله وكتابة الفصل المحزن الأخير من فصول تأريخه.
***ـ وبعد شهر من قرار المحكمة العليا أصدر الترابي كتابآ في يناير بعنوان (أضواء علي المشكلة الدستورية) “بحث قانوني مبسط حول مشروعية حل الحزب الشيوعي”. وتولت مطبعة الخرطوم طباعته . والفكرة الأساسية في الكتاب أن الجمعية التأسيسية هي الجهة المناط بها ممارسة السلطة الدستورية وهي مظهر السيادة التي تثبتها الدساتير للأمة من بعد الله. وبما أن السلطة التأسيسية هي التي تمتلك السيادة المطلقة فإن فصل السلطات إلي تشريعية وتنفيذية وقضائية تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للسلطة التأسيسية ، تأتي في مقام الفرع من الأصل.
***ـ ويثير كتاب الترابي العديد من الأسئلة : إذا كانت المحكمة العليا ليس لها حق النظر في قرارات الجمعية التأسيسية فلماذا عرض عليها الأمر من البداية؟. ومن الذي يحكم البلاد هل هو دستور السودان المؤقت لسنة 1964 الذي ينص علي إستقلال القضاء ويعطيه الحق في تفسير ما ينشب من خلاف حول تفسير بعض نصوصه أم الجمعية التأسيسية التي يمنحها الدستور سلطات محدودة وليست أحكامها كما يقول الترابي تعلو ولا يعلي عليها. وهل لأن الجمعية التأسيسية مكلفة بوضع دستور البلاد تصبح فوق الدستور الذي يحكم البلاد؟ يبدو أن الترابي لم يفرق بين الإجابة علي أسئلة أمتحان ببراعة الطالب النبيه وتناول قضايا تخص مستقبل أمة.
***ـ وأدرك الأستاذ محمود محمد طه ما في الكتاب من إضطراب فألف كتابآ في الرد عليه بعنوان “زعيم جبهة الميثاق الإسلامية في ميزان : الثقافة الغربيةألإسلام، أضواء علي المشكلة الدستورية”. فقال أن الكتاب من حيث هو فلا قيمة له ولا خطر ، لأنه متهافت، ولأنه سطحي، وللأنه ينضح بالغرض ويتسم بقلة الذكاء الفطري”.
باالله التافه الحقير ده اتطاول على آل البيت بالطريقة دي لعنة الله عليك انت والترابي ياكلب …
ابصم بالعشرة يا شوقي محمد علي .. انك كنت متواطئ مع الاخوان
سردك اللي سردته من ذكرياتك و انت طالب في معهد المعلمين .. ما سرد مراهق ارعن تم استفزازه
و لكنه سرد مرتب يدل علي ان صاحبه يعي ما حدث
الاسلاميين حلوا الحزب الشيوعي لانه المنظومة السياسية الوحيدة اللي كانت واقفة ليهم في حلوقهم من ان يلعبوا بالوطن و شعبه
و اديكم شوفتوا بعيونكم ما فعلوه بكم بعد ان ازالوا المتراس الواقي للشعب و الوطن ( الحزب الشيوعي )
و الكارثة الكبيرة ان الاتحادي و الامة كانوا متواطئن مع الاسلاميين .. لمن جوا الليلة و سقوكم الموية ب دودا
و انا بقولهالكم اهو يا سودانيين
لو افتكيتوا من الدروشة حقتكم دي و الاستلاب البيمارس عليكم من النخب باسم الدين
حتعيشوا ممرمطين كده الي يوم يبعثون
يا جماعة الزول ده كلامه كله ما دقيق ما تاخدوه بالجد. ابسط مثال انه قال وادي سيدنا كان فيها 11 داخلية . انا كنت في وادي سيدنا الزمن داك. فيها ستة داخليات فقط وهي أبوقرجة وجماع والمختار والداخل وودالبدوي وبابكر بدري.بابكر بدوي ذاتها ما كانت موجودة أنشاها المرحوم خالد نسيب بابكر بدري عام 1961.
(((سعاد الفاتح حينما قرأت إجابتي هذه في الصحيفة قالت (هو لسة حي؟ أقيموا عليهو الحد)))
لسه حي؟! وهل الأحياك لا يحييه يا شمطاء قال صرخت وا اسلاماه قال؟ أهو دا اسلاماه بتاع أكل اموال الزكاة بالمليارات باسم المتحابات في الله؟!
فاز عبد الخالق محجوب في الدائرة الجنوبية امدرمان في 1968م وليس في انتخابات 1965م . ارووا التاريخ كما حدث وليس كما تريدون .