مقالات سياسية

الرجل الخليجي الشبح !!

سيف الدولة حمدناالله

في كل مرة يُنشر فيها مقطع مصور للرجل الخفي الخليجي الذي يقوم بتغطية رأسه ووجهه وتُظهِره الكاميرا من قفاه، في كل مرة يُنشر لهذا الرجل مقطع وهو يقوم فيه بتقديم مساعدة لواحد من بؤساء بلادي تسيل دموع المشاهدين قبل أن يذرُف مثلها أصحاب النصيب الذين يُفرّج الرجل الخفي عن كُربتهم بتقديم شيئ من المعونة العينية أو النقدية.

ميزة هذا الرجل الإنسان، بخلاف كونه لا يُظهِر إسمه ولا رسمه أو الجهة التي تقف وراءه، أنه لا ينبِش حال الذي يُريد الإحسان إليه، ويتحاشى طرح أسئلة فيها أيّ قدر من الخصوصية أو تعرّض ضيفه للحرج أو المضايقة، وقد شاهدته في أحد المقاطِع وهو يقصد سيِّدة تقوم ببيع الشاي بعد إعداده على “منقد” فحم في قارعة الطريق، فإتخذ لنفسه أحد “البنابِر” أمامها وطلب منها كباية شاي وقطعة زلابية، وبعد أن أطرى على صُنعِها أخذ يسألها عن حالها وظروفها، وأخبرته أنها تُربِّي أبنائها الأيتام من عائد بيع الشاي والزلابية وتُغطّي منه مصروفات تعليمهم وكسوتهم ورعايتهم. فجأة وفي هدوء ظهر من خلف الرجل الشبح جماعة يحملون جهاز “بوتوجاز” وأنبوبة غاز لمساعدتها في عملها، ثم إختفى الرجل من أمامها وتركها تكفكف دموعها بطرف ثوبها البالي، وهي عاجزة عن رفع بصرها لترى أين ذهب هذا الرجل الذي قدّم لها المعروف.

قنبلة هذه المشاهد كانت في حالة رجل غلبان ترى البؤس والشقاء في عينيه وملابسه المُهترئة، توجّه إليه الرجل الخفي بعد أن وجده يعمل منهمِكاً في غسل عربة تاكسي، وأخبره الخليجي بأنه شخص غريب ولا يملك أجرة الذهاب إلى مكان سكنه، فمال السوداني الغلبان بجسده عن الرجل الخفي ثم نظر إلى السماء برهة، ثم أخذ يتحسّس جيوبه بيديه، ثم أخرج من أحد جيبيه محفظة وأخذ يفرك باطنها بأصبعيه يبحث عن قطعة معدنية أو ورقية، ولكن محفظته كانت خالية. هنا إنتبه شخص سوداني يبدو أنه كان يُراقب ما يجري بين الرجلين، فدسّ ورقة مالية في يد الرجل الغلبان حتى يدفع عنه الحرج الذي وقع فيه أمام شخص غريب. بعدها كشف الرجل الخفي عن حقيقته وأعطى الرجل الغلبان رزمة من الأوراق المالية فيما كان الرجل الغلبان يتعذّر ويرفض قبول العطية.

فرص الذين يبتسم لهم الحظ بمصادفة هذا الشبح الخليجي من تُعساء وفقراء الوطن لا تزيد عن نسبة واحد في العشرة مليون، ومن هنا يأتي السؤال: هل هناك ثمة فائدة تعود من وراء نشر مثل هذه المقاطع المؤثّرة التي تفطر الفؤاد وتشطر القلب إلى نصفين؟

الإجابة نعم، هناك ألف سبب لنشر مثل هذه المشاهد، وأولها أن يرى لصوص الإنقاذ بعيونهم وهم أحياء قبل أن يطمُرها التراب حال الضحايا الذي سرقوا أموالهم ونهبوا حقوقهم، وكيف أن هؤلاء الذين تسبّبوا في فقرهم وتعاستهم يتفوقون عليهم بالنخوة والكبرياء، ولا يزالون يحتفظون بالقيم السامية التي يفتقِر إليها اللصوص الذين إغتنوا من أموالهم، كما أنه من هذه المشاهد يطمئن المرء إلى أن السودان برغم البؤس والفقر، لا يزال كثير من أهله يتسِّمون بالقناعة وعِزّة النفس التي إعتقد كثيرون أنها إندثرت بفعل توسنامي الإنقاذ.

كما أن القيمة التي تُرسيها مثل هذه الأعمال الخيِّرة أنها تزرع الأمل في قلوب البؤساء والتُعساء أن الدنيا لا تزال بخير، وتُذكِّرهم بأن الرحمة والإنسانية لا تزال في قلوب البشر، وأن الفئة الضالة لا بد أن يأتي اليوم الذي ينقطع فيه دابِرها، وأن قيم الحق عائدة عائدة، مهما فعل هؤلاء الأوباش في طمسها، وما يؤكد هذه المعاني، أنك تجد أن الذين تفاعلوا مع المشهد وغلبتهم دموعهم أو حتى إنفجروا بالبكاء مع كل حالة تلحقها يد هذا الرجل الشبح هم أكثر بؤساً وتعاسة من حالة صاحب الحظ السعيد، ولكنهم يفرحون لفرحته ولفرّج كُربته وكأنه هو (المشاهد) الذي طالته المَكرمة.

وجه الحُسن في هذه المشاهد أنها ترسم صورة حيّة بالصوت والصورة للمقارنة بين حال السارق والمسروق، ففي مقابل المشاهد التي ترد بالهواتف النقّالة لهؤلاء التُعساء، تأتيك المقاطِع التي تُصوّر حال أثرياء الإنقاذ الذين تسبّبوا في تعاسة وإفقار الشعب، هل رأيت النشوة والحبور والسعادة التي يعيش فيها هؤلاء الجناكيز وهم يحتفلون بليالي رمضان مع عوائلهم في صالة (إيه جي سي)، كم يدفع الواحد منهم في مقابل مثل هذه السهرة من رسم دخول ومأكولات ومشروبات وشيشة؟ ألف؟ ألفان؟ (في ردّه على الرجل الغريب ذكر له غسّال العربات بما يُشبه الفخر أنه يعمل في الحكومة ومرتبه ألف جنيه في الشهر).

الواقع أن الذين ظنّوا بأن قيم اأهل السودان قد أهدرتها الإنقاذ بفسادها وإفسادها لهم في ذلك ألف حق، ذلك أنه قبل الإنقاذ كان للفساد والجريمة أهلها وللفضيلة والصلاح رجاله، ولم يكن هناك من يجمع بين الجريمة والفضيلة، وكان الفساد عاراً يجلب الإحتقار لصاحبه، فجاءت الإنقاذ وذوّبت المسافة بين الفضيلة والرزيلة وتلاشت الفوارق بينهما، فأصبح الفاسد يتقدم الناس في الصلاة ويحج البيت الحرام كل عام، ويصوم كل إثنين وخميس، وتتسع غرّة صلاته بقدر إتساع ذمته، وصار لكل فاسد مريدين وأحباب يسبّحون بحمده وينتظرون عطفه وعطاياه، فتراخى الشعور بالعيب عند الناس، فأصبح الناس يُقدِّمون اللص الصفوف ليقود مسيرتهم في العمل العام بالأحياء والأندية الرياضية وصار لكل فاسد مريدين وأحباب يسبّحون بحمده وينتظرون عطفه وعطاياه.

شكراً غسّال العربات الذي لا نعرف لك إسماً، فأنت الذي تُمثلنا، وتحيي الأشياء التي ماتت فينا، أو هكذا إعتقدنا.

[email protected]

تعليق واحد

  1. فجاءت الإنقاذ وذوّبت المسافة بين الفضيلة والرزيلة وتلاشت الفوارق بينهما
    شكرا لك استاذنا سيف الدولة طال ما في ناس ذيك حتما حا ينصلح الحال
    مثلك انتا المفروض تتقدمنا لكن ما بالمراد
    نحتاج ناس امثالك كان انصلح العوج
    لك الشكر انت ايضا تمثلنا بالاحساس الجميل بالمنطق الشجاع
    والله لا اعرف ماذا اقول لك

  2. تابعت مقطع غسّال التاكسي على موقع “تويتر”، وبقدر ما فرحت وسعدت بالتعليقات التي تجاوزت الألفي تعليق من الخلايجة، بقدر ما حزنت وتأسفت على أننا، وكذلك غيرنا، صرنا نحتفل ونبتهج لصفات أصلاً مغروسة فينا، بل وعلامة مميزة لنا وناً عن بقية شعوب الأرض، فقد أوشكت هذه الصفات المضيئة على أن تتلاشى، وتتوارى خلف أقبية وظلاام الكيزان “أولاد الحرام”، هؤلاء الذين لم ترضعهم ــ كما قال أديبنا الراحل الطيب صالح ــ حليب النخوة والشهامة والرجولة السوزدانية المتوارثة فينا جداً عن جد، وأباً وراء أب، و(حبوبة) حلف أم، ضحكت ملْ شدقي وأنا مسرور لعفة وأنفة السوداني “الغسّال”، وفي نفس بكيتُ وسالت الدموع من عينيّ على مشهد المواطن الخليحي وهو ينزل حقيبته من على كتفيه ليخرج منها مال ليدعم به التصرف الطبيعي لـ(زول” مننا وفينا، وبحمل كل (حاجاتنا السمحة) والحلوة، قد أحسست لحظتها كأنما هذا الخليجي يشتري أعزّ وأجمل وأنبل ما تبقى لنا من صقات غالية وكريمة أهدرتها وضيّعتها دناءة ووضاعة وسفالة أولاد الحرام والكلاب الكيزان!!.
    و … باكر ضوّاي.

  3. القيم لن تموت ابدا واصحابها لن يخزيهم الله ابدا هنالك حوجة للقيم وتاثير اصيل في النفس البشرية كحوجة الماء والهواء فالمجتمع السوداني هكذا تربي عليها وتراثه غني بها (قشاش الدموع ) ومهما ادلهم ليل الحرامية فالفجر
    ينبلج بصباح خير يحمل كل جميل

  4. لم أشاهد هذه المقاطع ولكن والله يا مولانا أبكيتنا نحن. وأنا أتخيل حال غسال العربات وهو يرى نفسه في امتحان حقيقي أمام ضيف من خارج السودان زوأنا متأكد في تلك اللحظة تمنى لو تغوص به الأرض. نحن كلنا كنا هكذا من الذي غيرنا. ولهذا السبب صار أغلب الشعب السوداني الآن لا يهمه الحال من الحرام. تجد الرجل محترم ويتكلم وينتقد ويفتي في كل شيء وعلامة الصلاة في جبهته ولكن يسقط في أول امتحان يكون السؤال الذي يوجهه لنفسه هل كيس رمضان الذي أعطته إياه المؤسسة العامة التي يعمل فيها أكرر المؤسسة العامة حلال أم حرام. أرسلت قليل من المال لأخي في السودان كمساعدة رمضانية لأخواني واخواتي وهو بصراحة مبلغ تافه ولكن كان رأي الوالدة غير ذلك فبدلا عن 11 شخصا أعطت منه حوالي 20 شخصا وأطعمت حوالي 40 شخصا. سألت أخي ما فعلت في المبلغ وحكى لي ما ورد أعلاهز قلت له والله عملتو لي فضحية أنا من طبعي إما أعطي شيء مناسب أو لا اعطي وقلت له كيف تعطي الناس هذه المبالغ التافهة. ضحك أخي وقال لي والله لو رأيت السعادة والفرح الذي كانو يشعرون به والدعوات التي قال رفعوها لله باسمك لأنفقت كلما تملك. قال لي أين أنت عايش هنا الناس جنيه واحد يعني لهم الكثير. لن تبارحني الصورة التي ارتسمت في مخيلتي عن هذا الغسال.

  5. مولانا الله يعطيك العافيه
    دا برنامج اسمو قلبي اطمأن…..بساعدوا حالات …اصلا كان قاصده

  6. الاستاذ / سيف– لكم التحية وتصوموا وتفطروا علي خير– نعم (الاخوان) يصلون اكثر ويحجون ويعتمرون اكثر كما يتزوجون اكثر ولكم ذاك الشيخ الخليجي فضحهم بالصدقة سرا وهي عبادة لا يعرف طريقها ( الاخوان) بينما تعرفها اوبرا وينفري وبيل قيتس وروكفلر و شباب شارع الحوادث ومجددون فالصدقة هي التي تقصم ظهر الاحوان وتعري نفاقهم — لك الشكر علي الاضاءة اخي سيف

  7. في تسعينيات القرن الماضي وبينما كنت أسير على قدمي في أحد الأمسيات لتوفير حق الليموزين في إحدى المدن السعودية، توقفت بجانبي سيارة فاخرة وطلب مني السائق الشاب مساعدة لأنه قادم من المنطقة الشرقية ويريد حق البنزين. فكان أن أعطيته عشر ريلات من العشرين التي لا أملك غيرها من حطام الدنيا.

    أحكي هذه القصة ليس رياءاً ولا سمعةً ولكن لأقول أن السوداني معدنه أصيل حيثما كان، إلا نبت شيطاني ابتلانا به الله هذه الأيام.

  8. السلام علبكم جميعا..تحية خاصة لمولانا سبف الدولة..
    ارجو ان لا تغيب عن قراءك كثيرا.

  9. (أن يرى لصوص الإنقاذ بعيونهم وهم أحياء قبل أن يطمُرها التراب حال الضحايا الذي سرقوا أموالهم ونهبوا حقوقهم، وكيف أن هؤلاء الذين تسبّبوا في فقرهم وتعاستهم يتفوقون عليهم بالنخوة والكبرياء)
    والله مش كان خليجي دفع للناس، لو شنو وشنو، مطاميس البصيرة من حرامية الانقاذ المزعومة هذه لا يرون غير مصلحتهم وأن أهلكوا الناس جوعاً وهاهم يسعون لرفع الدعم عن المحروقات والناس ما قادرة تعيش بالحالة التي عليهم حالياً
    ولقد صدقت عليهم نبوءة محمود محمد طه عندما قال أنك (كلما أسأت الظن بهذه العصابة، كلما وجدت لاحقاً أنك كنت تحسن الظن بهم)
    يعني لو ظننت لحظة، وبعض الظن إثم، أنهم لن يحسنوا الظروف المعيشية الطاحنة التي نعيشها حالياً
    لوجدت أنهم يسعون إلى رفع الدعم عن المحروقات!
    البشير وعصابته أسوأ من اسوأ ظنونك بهم

  10. آاااااي يا مولانا برغم فعلته ثورة الانقاذ الشيطانية بالشعب السوداني الا ان هنالك بعض ما تبقي من حطام الشخصية السودانية ما قبل الانقاذ لاذالت تنبض بالشهامة والقيم السودانية السمحة التي سحقتها الانقاذ !!!

  11. قبل الإنقاذ كان الحرامية من المسئولين يُعَدَّون على أصابع اليد الواحدة
    بعد الإنقاذ صار الشرفاء من المسئولين – إن وُجدوا – يُعَدَّون على أصابع اليد الواحد!

  12. هل هناك ثمة فائدة تعود من وراء نشر مثل هذه المقاطع المؤثّرة التي تفطر الفؤاد وتشطر القلب إلى نصفين؟

    استغربت أن الاستاذ/ سيف الدولة لم يذكر أن هذا العمل يحض ويشجع الناس علي عمل الخير والتأسي بفعله ، وهذا السبب هو أهم سبب وأهم من الاسباب التي ذكرتها.

  13. في المقال بعض المبالغة استساغها الكاتب كشأنه في معظم المقالات التي يكتبها عن الإنقاذ.

    فقبل الإنقاذ كان للفساد رجاله وللنزاهة رجالها .
    وبعد الإنقاذ كذلك لم يتغير الحال ؛ فما زال للفساد رجاله وللنزاهة رجالها.

    عندما يمتهن القاضي السياسة يتغبش تفكيره وضميره بمكائدها وغوائلها فلا يغدو صالحا لا للسياسة ولا للقضاء.

  14. الله يجزيك خير يامولانا سيف الدولة ولكن اقول لك ان هؤلاء الرمم ما صارت مثل هذه المواقف تؤثر فيهم لان قلوبهم طمست من كثر ما ارتكبوه من زنوب فى حق هذا الشعب الصابر ومثلما قلت ذابت المسافة عندهم بين الفضيلة والرزيلة فما عادوا يفرقون بينهما / لهم يوم مثل يوم عاد وثمودلامفر لهم منه يتقم فيه الله سبحانه وتعالى لهذا الشعب الصابر .

  15. زمان وفي الستينيات اختلس موظفان بمشروع الجزيرة مبلغ من المال وتم قبضهم ؟ القضية اشتهرت باختلاس مكتب النويلة ومدني وضوايحها تتحدث عنها وكانت فضيحة كبيرة
    الان السرقات والاختلاسات علي قفا من يشيل ةاصبحت خبر عادي
    وايضا عندما سطا عباس بنك علي باركليز مدني كان المبلغ 4 الف جنيه

  16. يديك العافية يا مولانا و إن شاء الله يوم حساب الأوغاد قرب، و إعادة بناء وطن حر معافي يسع الجميع قرب…مهما تملك الناس اليأس و ملو الصبر ، فإنه آت لا محالة.

    كسرة ؛ البركة فيكم و فينا يا مولانا في وفاة عم / سعيد همت. نسأل الله أن يرحمه و يغفر له و يرحم جميع موتي المسلمين.

  17. فجاءت الإنقاذ وذوّبت المسافة بين الفضيلة والرزيلة وتلاشت الفوارق بينهما
    شكرا لك استاذنا سيف الدولة طال ما في ناس ذيك حتما حا ينصلح الحال
    مثلك انتا المفروض تتقدمنا لكن ما بالمراد
    نحتاج ناس امثالك كان انصلح العوج
    لك الشكر انت ايضا تمثلنا بالاحساس الجميل بالمنطق الشجاع
    والله لا اعرف ماذا اقول لك

  18. تابعت مقطع غسّال التاكسي على موقع “تويتر”، وبقدر ما فرحت وسعدت بالتعليقات التي تجاوزت الألفي تعليق من الخلايجة، بقدر ما حزنت وتأسفت على أننا، وكذلك غيرنا، صرنا نحتفل ونبتهج لصفات أصلاً مغروسة فينا، بل وعلامة مميزة لنا وناً عن بقية شعوب الأرض، فقد أوشكت هذه الصفات المضيئة على أن تتلاشى، وتتوارى خلف أقبية وظلاام الكيزان “أولاد الحرام”، هؤلاء الذين لم ترضعهم ــ كما قال أديبنا الراحل الطيب صالح ــ حليب النخوة والشهامة والرجولة السوزدانية المتوارثة فينا جداً عن جد، وأباً وراء أب، و(حبوبة) حلف أم، ضحكت ملْ شدقي وأنا مسرور لعفة وأنفة السوداني “الغسّال”، وفي نفس بكيتُ وسالت الدموع من عينيّ على مشهد المواطن الخليحي وهو ينزل حقيبته من على كتفيه ليخرج منها مال ليدعم به التصرف الطبيعي لـ(زول” مننا وفينا، وبحمل كل (حاجاتنا السمحة) والحلوة، قد أحسست لحظتها كأنما هذا الخليجي يشتري أعزّ وأجمل وأنبل ما تبقى لنا من صقات غالية وكريمة أهدرتها وضيّعتها دناءة ووضاعة وسفالة أولاد الحرام والكلاب الكيزان!!.
    و … باكر ضوّاي.

  19. القيم لن تموت ابدا واصحابها لن يخزيهم الله ابدا هنالك حوجة للقيم وتاثير اصيل في النفس البشرية كحوجة الماء والهواء فالمجتمع السوداني هكذا تربي عليها وتراثه غني بها (قشاش الدموع ) ومهما ادلهم ليل الحرامية فالفجر
    ينبلج بصباح خير يحمل كل جميل

  20. لم أشاهد هذه المقاطع ولكن والله يا مولانا أبكيتنا نحن. وأنا أتخيل حال غسال العربات وهو يرى نفسه في امتحان حقيقي أمام ضيف من خارج السودان زوأنا متأكد في تلك اللحظة تمنى لو تغوص به الأرض. نحن كلنا كنا هكذا من الذي غيرنا. ولهذا السبب صار أغلب الشعب السوداني الآن لا يهمه الحال من الحرام. تجد الرجل محترم ويتكلم وينتقد ويفتي في كل شيء وعلامة الصلاة في جبهته ولكن يسقط في أول امتحان يكون السؤال الذي يوجهه لنفسه هل كيس رمضان الذي أعطته إياه المؤسسة العامة التي يعمل فيها أكرر المؤسسة العامة حلال أم حرام. أرسلت قليل من المال لأخي في السودان كمساعدة رمضانية لأخواني واخواتي وهو بصراحة مبلغ تافه ولكن كان رأي الوالدة غير ذلك فبدلا عن 11 شخصا أعطت منه حوالي 20 شخصا وأطعمت حوالي 40 شخصا. سألت أخي ما فعلت في المبلغ وحكى لي ما ورد أعلاهز قلت له والله عملتو لي فضحية أنا من طبعي إما أعطي شيء مناسب أو لا اعطي وقلت له كيف تعطي الناس هذه المبالغ التافهة. ضحك أخي وقال لي والله لو رأيت السعادة والفرح الذي كانو يشعرون به والدعوات التي قال رفعوها لله باسمك لأنفقت كلما تملك. قال لي أين أنت عايش هنا الناس جنيه واحد يعني لهم الكثير. لن تبارحني الصورة التي ارتسمت في مخيلتي عن هذا الغسال.

  21. مولانا الله يعطيك العافيه
    دا برنامج اسمو قلبي اطمأن…..بساعدوا حالات …اصلا كان قاصده

  22. الاستاذ / سيف– لكم التحية وتصوموا وتفطروا علي خير– نعم (الاخوان) يصلون اكثر ويحجون ويعتمرون اكثر كما يتزوجون اكثر ولكم ذاك الشيخ الخليجي فضحهم بالصدقة سرا وهي عبادة لا يعرف طريقها ( الاخوان) بينما تعرفها اوبرا وينفري وبيل قيتس وروكفلر و شباب شارع الحوادث ومجددون فالصدقة هي التي تقصم ظهر الاحوان وتعري نفاقهم — لك الشكر علي الاضاءة اخي سيف

  23. في تسعينيات القرن الماضي وبينما كنت أسير على قدمي في أحد الأمسيات لتوفير حق الليموزين في إحدى المدن السعودية، توقفت بجانبي سيارة فاخرة وطلب مني السائق الشاب مساعدة لأنه قادم من المنطقة الشرقية ويريد حق البنزين. فكان أن أعطيته عشر ريلات من العشرين التي لا أملك غيرها من حطام الدنيا.

    أحكي هذه القصة ليس رياءاً ولا سمعةً ولكن لأقول أن السوداني معدنه أصيل حيثما كان، إلا نبت شيطاني ابتلانا به الله هذه الأيام.

  24. السلام علبكم جميعا..تحية خاصة لمولانا سبف الدولة..
    ارجو ان لا تغيب عن قراءك كثيرا.

  25. (أن يرى لصوص الإنقاذ بعيونهم وهم أحياء قبل أن يطمُرها التراب حال الضحايا الذي سرقوا أموالهم ونهبوا حقوقهم، وكيف أن هؤلاء الذين تسبّبوا في فقرهم وتعاستهم يتفوقون عليهم بالنخوة والكبرياء)
    والله مش كان خليجي دفع للناس، لو شنو وشنو، مطاميس البصيرة من حرامية الانقاذ المزعومة هذه لا يرون غير مصلحتهم وأن أهلكوا الناس جوعاً وهاهم يسعون لرفع الدعم عن المحروقات والناس ما قادرة تعيش بالحالة التي عليهم حالياً
    ولقد صدقت عليهم نبوءة محمود محمد طه عندما قال أنك (كلما أسأت الظن بهذه العصابة، كلما وجدت لاحقاً أنك كنت تحسن الظن بهم)
    يعني لو ظننت لحظة، وبعض الظن إثم، أنهم لن يحسنوا الظروف المعيشية الطاحنة التي نعيشها حالياً
    لوجدت أنهم يسعون إلى رفع الدعم عن المحروقات!
    البشير وعصابته أسوأ من اسوأ ظنونك بهم

  26. آاااااي يا مولانا برغم فعلته ثورة الانقاذ الشيطانية بالشعب السوداني الا ان هنالك بعض ما تبقي من حطام الشخصية السودانية ما قبل الانقاذ لاذالت تنبض بالشهامة والقيم السودانية السمحة التي سحقتها الانقاذ !!!

  27. قبل الإنقاذ كان الحرامية من المسئولين يُعَدَّون على أصابع اليد الواحدة
    بعد الإنقاذ صار الشرفاء من المسئولين – إن وُجدوا – يُعَدَّون على أصابع اليد الواحد!

  28. هل هناك ثمة فائدة تعود من وراء نشر مثل هذه المقاطع المؤثّرة التي تفطر الفؤاد وتشطر القلب إلى نصفين؟

    استغربت أن الاستاذ/ سيف الدولة لم يذكر أن هذا العمل يحض ويشجع الناس علي عمل الخير والتأسي بفعله ، وهذا السبب هو أهم سبب وأهم من الاسباب التي ذكرتها.

  29. في المقال بعض المبالغة استساغها الكاتب كشأنه في معظم المقالات التي يكتبها عن الإنقاذ.

    فقبل الإنقاذ كان للفساد رجاله وللنزاهة رجالها .
    وبعد الإنقاذ كذلك لم يتغير الحال ؛ فما زال للفساد رجاله وللنزاهة رجالها.

    عندما يمتهن القاضي السياسة يتغبش تفكيره وضميره بمكائدها وغوائلها فلا يغدو صالحا لا للسياسة ولا للقضاء.

  30. الله يجزيك خير يامولانا سيف الدولة ولكن اقول لك ان هؤلاء الرمم ما صارت مثل هذه المواقف تؤثر فيهم لان قلوبهم طمست من كثر ما ارتكبوه من زنوب فى حق هذا الشعب الصابر ومثلما قلت ذابت المسافة عندهم بين الفضيلة والرزيلة فما عادوا يفرقون بينهما / لهم يوم مثل يوم عاد وثمودلامفر لهم منه يتقم فيه الله سبحانه وتعالى لهذا الشعب الصابر .

  31. زمان وفي الستينيات اختلس موظفان بمشروع الجزيرة مبلغ من المال وتم قبضهم ؟ القضية اشتهرت باختلاس مكتب النويلة ومدني وضوايحها تتحدث عنها وكانت فضيحة كبيرة
    الان السرقات والاختلاسات علي قفا من يشيل ةاصبحت خبر عادي
    وايضا عندما سطا عباس بنك علي باركليز مدني كان المبلغ 4 الف جنيه

  32. يديك العافية يا مولانا و إن شاء الله يوم حساب الأوغاد قرب، و إعادة بناء وطن حر معافي يسع الجميع قرب…مهما تملك الناس اليأس و ملو الصبر ، فإنه آت لا محالة.

    كسرة ؛ البركة فيكم و فينا يا مولانا في وفاة عم / سعيد همت. نسأل الله أن يرحمه و يغفر له و يرحم جميع موتي المسلمين.

  33. وان هذا العمل رغم ما فيه من رغبة في عمل الخير فيه ما فيه من التشهير بالتصوير ومن اراد فعل خير اخفاه حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينهّ!! وقد رأيت مشهد ست الشاي حيث القى فاعل الخير بالزلابية التي اشتراها!!
    اللهم من تسببوا في هذا لامهاتنا وخالاتنا وعماتنا واخواتنا وتسبب في اذلال كرامة الشعب السوداني اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر فانهم لا يعجزونك

  34. وان هذا العمل رغم ما فيه من رغبة في عمل الخير فيه ما فيه من التشهير بالتصوير ومن اراد فعل خير اخفاه حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينهّ!! وقد رأيت مشهد ست الشاي حيث القى فاعل الخير بالزلابية التي اشتراها!!
    اللهم من تسببوا في هذا لامهاتنا وخالاتنا وعماتنا واخواتنا وتسبب في اذلال كرامة الشعب السوداني اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر فانهم لا يعجزونك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..