عقار.. والدفع الآجل

زمان مثل هذا

عقار.. والدفع الآجل

الصادق المهدي الشريف

? والسيد مالك عقار يطلق تحذيراً عن تداعيات سالبة على أمن ولايته في حال الإنفصال، لاسباب قديمة ومعلومة. ? فالحدود بين ولايتي اعالي النيل والنيل الازرق ظلت، ومنذ تنفيذ سياسة الحكم الإتحادي موضعاً للإحتكاك بين المزارعين في الولايتين. ? فمن سوءات تطبيق نظام الحكم الفدرالي أنه لم يحسم الحدود بين الولايات بالصورة التي تمنع الاحتكاك وتثبط الضغائن. ? واذكر على عهد الأستاذ عبد الرحمن أبومدين الوالي الأسبق لولاية النيل الأزرق أن تجددت المناوشات المسلحة بين مواطنين في جانبي الولايتين، حتى أنّ الوالي نفسه تعرض لإطلاق النار حين ذهب بنفسه الى الحدود للنظر في تلك المنازعات. ? إطلاق النار كان في عهد الدولة الواحدة الموحدة… وبعد ذلك لم تحسم الحكومة قضية الحدود بين الولايات، وهو مما يمكن ان يحسب ضد الخرطوم في تجاهلها للأقاليم (الهامش). ? لأنّه لم يكن ثم مبرر يمنع دهاقنة ومنظري الفكر الإتحادي من وضع ملامح حاسمة لكل ولاية… لكن اهل الخرطوم دائماً في شغل فاكهون. ? وبعد الإنفصال ستحصد الولايات الشمالية المقابلة جغرافياً لولايات الجنوب ثمار ما زرعه منظرو النظام الفدرالي. ? ولعل اول الدافعين لاثمان باهظة نتيجة تراخي المركز هي ابيي نفسها… وبعدها مباشرة ستكون ولاية النيل الازرق. ? ولكن السؤال الذي ينبع من التاريخ الطويل لمكوث مالك عقار في دهاليز الحركة الشعبية : هل سيشفع له ذلك التاريخ من دخول ولايته في مواجهات مع ولاية اعالي النيل؟؟؟. ? هل سيكون لوجود مالك عقار ك(والٍ لولاية النيل الازرق) اثر في تخفيف الإحتكاك بين الولايتين؟؟؟ أم سيكون الأمر سيان لو كان عقار هو الوالي أو تولى أمر الولاية ايّ رجل آخر من عامة أهل الولاية؟؟؟. ? الإجابة على هذا السؤال (لا) يملكها حتى عقار نفسه؟؟؟ لانّ الإستراتيجيات في مرحلة ما بعد الانفصال ستكونُ بالطبع استراتيجيات مختلفة عن المرحلة التي سبقتها. ? بل وحتى مشاركة عقار في صياغة مرحلة ماقبل الإنفصال لم تكن بالشأن الذي يسمح له بتغيير مسار القرارات التي تتخذها قيادة الحركة الشعبية. ? فقد فوجئ عقار ذات يوم بقرار مقاطعة قطاع الشمال بالحركة الشعبية للإنتخابات… مثلما فوجئ بقية المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الانتخابات ولا في صراعات الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطني. ? والقرار الذي اتخذه عقار بعد ذلك كان قراراً إقليمياً بحتاً، خاصاً بولايته… فقد قال أنّ قطاع الشمال لن يقاطع لانتخابات سيما في ولايته. ? أخشى ما أخشاه أن يحصد مواطنو ولاية النيل الأزرق ثماراً مرة (حامضة) ترتبت عليهم دون أن يشاركوا في زراعتها. ? مرةً لأنّ الحكم الإتحادي لم يمنحهم ولاية كاملة الحدود والسيادة. ? ومرةً أخرى لانّ هناك مرارات داخل الحركة الشعبية بين واليهم وبعض قيادات الحركة.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..