تغيير العملة …. العبادة في شهر مختلف

فضيلي جمّاع
بعيدا عن الوعظ:
..ولأني لم أبغض في حياتي مثلما بغضت أدب النصائح والفضائح ، فسوف أحاول ما استطعت أن تكون هذه الإستراحة بمثابة أنس هادئ أملته بركات هذا الشهر الفضيل. إنها خواطر وأنطباعات ربما لا يجمع بينها سوى الخيط الروحي الرفيع في شهر جد مختلف – هو شهرالصوم.
متعة القراءة والكتابة في شهر الصوم:
ليس من موسم بعينه لتلاوة المصحف. لكن الطقس الروحي لشهر رمضان ربما كان وراء متعة الجلوس إليه بأدب وخشوع مختلفين. لذا فقد دهشت إذ وجدت أن بعض آي القرآن الكريم تفصح عن معان لم تكن خطرت لي ببال. يقول الله عز من قائل في الآية (99) من سورة “يونس”: (ولو شاءَ ربك ربُّك لآمنَ مَنْ في الأرضِ كلُّهم جميعاً، أفأنتَ تُكرِهُ الناسَ حتّى يكونوا مؤمنين)؟
وبعيداً عن التفسير النمطي للقرآن والقناعة بظاهر النص بكسل شديد ، توقفت عند هذه الآية وأنا أسأل ما إذا كان من حقنا كمسلمين أن تكون لنا في السودان في القرن الواحد والعشرين دولة دينية تفرض تشريعاً على غير المسلم بحسبان أننا الأغلبية وغيرنا الأقلية، فيصبح غير المسلم في وطنه ذمي أي من أهل الذمة، يدفع الجزية، وتغلق في وجهه الحوانيت والمطاعم في نهار رمضان، أو أن يعتنق الإسلام فيتمتع بما يتمتع به المسلمون من امتيازات !!
إن غير المسلم يرى الله بغير ما يراه به المسلم..لكن يظل الخالق هوالخالق: الحكم العدل والعدل المطلق. ولأنه العدل المطلق فقد ترك خيار أن يؤمن به الناس أو يكفروا متاحاً لكل شخص. ذلك لأن العالم كله لو آمن به لما أضاف لمملكته شبرا ولو ألحد به كل البشر لما نقصوا من هذا الكون شبرا واحدا. دولة المواطنة التي تجمع الناس بمختلف المعتقدات والملل تحت إمرة دستور واحد ينظم معاملاتهم في الإقتصاد والحكم ونظم التعليم هوما ينبغي أن يكون. لقد صبر شعب السودان على الأخوان المسلمين – بتسمياتهم المختلفة- قرابة الثلاثة عقود وهم يجرون التجارب عليه وعلى ترابه باسم الدين. وكانت النتيجة تقسيم التراب بحيث “طفش” ثلثه، وأبيدت شعوب في حروب قذرة ، لنصل في خاتمة المطاف إلى ما وصلنا إليه اليوم ، حيث لا دولة ولا قانون، وإنما الفوضى العارمة absolute anarchy والتي هي خاتمة فكرمن يفرضون استبدادهم على الشعوب، فينهبون ويقتلون ويعيثون في الأرض الفساد باسم الله.
وفي ختام فنون السرقة التي مارسوها على شعبنا ، فإن حيلة تغيير العملة بادعاء أنّ هنالك عملة ورقية مزورة من فئة الخمسين جنيهاً لا يمكن وصفها بغير الوقاحة و”قوة العين” في سرقة أموال الشعب جهارا نهاراً بعد ان أفلست دولة الخلافة في السودان، ووقف يتفرج عليها العدو والصديق معا.
اللهم إني شامت!!!!
مامون مكي حسين.. وإبراهيم باخت، شكراً لكما:
ولأن الله قال في محكم تنزيله (ولا تنس نصيبك من الدنيا)، فإنني ما انفككت أسمع الغناء والموسيقى وأقرأ الرواية والشعر في رمضان وبمتعة لا تضاهيها متعة. وأطالع مواقع التواصل الإجتماعي فأجد من بين من يكتبون من الرجال والنساء من شبابنا من يمنحونني الطمأنينة أن نهر الإبداع ما زال جاريا وسيظل ، وأن (حوا والدة) كما نقول. والإبداع ليس حكرا على جيل.
فاجأني إسم مامون مكي حسين إبراهيم الذي تركته ورائي صبياً يافعاً حين غادرت الوطن مكرها قبل 27 عاماً. فاجأني بخواطره وانطباعاته التي ينشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي – لغة ثرة خصبة ، وذاكرة وقادة في التقاط ما جرى حوله وهو صبي يافع في عاصمة عروس الرمال. ما يميز كتابة مامون مكي حسين عن كثير مما قرأت لمن هم من جيله أنه يتميز بموهبة من يلتقط الحدث ثم يسقط عليه نفثاً ووهجاً، فيعود الحدث العادي الذي رواه له والده ? رجل الأعمال الراحل مكي (جون) ? يعود الحدث حياً ، وكأن من رواه عليه حي بيننا. أعجبني في كتابته مضافاً إلى ذلك الشجاعة في ذكر تفاصيل عن حياة الوالد ، مثل نشأته يتيما فقيراً قامت بتربيته أم عصامية صنعت منه رجلاً كفل أسرته بل لعب دوراً مرموقاً في اقتصاد وعمران مدينته التي أحبها ? مدينة الأبيض. وهذه الصراحة والشجاعة يفتقدها كثيرون من أدعياء الكتابة في بلادنا لذا تأتينا كتاباتهم باهتة دون ملامح. لو واصل مامون مكي حسين هذا المسعى، مزوداً نفسه بالقراءة الكثيفة والكتابة الدائبة والتواضع، فإننا قطعاً موعودون بقلم جاد وموهوب في دفتر الإبداع السوداني. أقول هذا دون مجاملة وعلى مسئوليتي كشخص رأى الشمس قبله ..ليس إلا.
ونصيبي من الدنيا في رمضان كان أيضاً رزمة من التسجيلات الصوتية النادرة بعث بها إليّ من واشنطون، حيث يقيم منذ سنوات إبن أختي وأخي من بني عمومتي إبراهيم عبد الرحمن باخت. وإبراهيم الذي شهر بين زملائه في اقتصاد جامعة الخرطوم بالذكاء والنشاط الإجتماعي تخرج بتقدير ممتاز، وبدلاً من أن يتم استيعابه معيداً في كلية الإقتصاد وجد نفسه في إحدى زنازين كوبر. القصة طويلة ومريرة. لكن ابن غفير البنك عبر الحدود ذات يوم إلى مصر ثم إلى كندا ليحرز شهادة فوق الجامعية ثم عبر الحدود
إلى بلاد العم سام ليحتل في واشنطون العاصمة وظيفة محترمة. وليصنع وشريكة حياته أسرة ناجحة مستقرة. ويواصل نشاطه الإجتماعي كواحد من أعلام جاليتنا هناك.
مالي بعدت عن الموضوع؟ أهذا ما يقولون عنه أن الحديث ذو شجون ؟ ام هي إحدى شطحات رمضان؟ ما أبرني به ابراهيم باخت أنه – وهو يعرف عشقي لأغنيات وسيرة النغم الخالد عثمان حسين – بعث لي بتسجيلات صوتية نادرة للفنان لأشهر أغنياته. لقد أدهشني الولد اليافع وهو يخاطبني عبر اسلاك الهاتف: (دي هديتي ليك ياخال)!
إذن فالموسيقى السودانية بألف خير ما دام شبابنا في ترحالهم عبر أصقاع العالم يحملونها طي حقائبهم لتعود بهم في المنافي إلى وطن مثل طائر الفينيق، يحسب أعداؤه أنهم قضوا عليه واحرقوه ، فإذا به ينهض من رماده مثل نخلة باسقة دانية الثمار أو شجرة تبلدي شامخة ، تسقط الثمر وتحفظ في جوفها الماء !
فضيلي جمّاع
لندن ? عشية 10 يونيو 2018
[email][email protected][/email]
ماجملك يا بلادي, ما اجمل التبلدية, نسأل الله ان يردنا سالمين الي السودان, سلام يا وطن..سلام
المجتمع بحكم على دولة المواطنة وليس مخنثين في فنادق ومكاتب يريدون خراب النسل وجمع ما تبقى من مال لهم
والله لا يسعنى ،لا ان ابدى إعجابى الزائد لك أستاذى الرائع فضيلى لما تتحفنا به من روائع الكلام…..بس ما تطول الغيبه يا أخى.
رمضان كريم وكل عام وإنت والعيله بخير
بالله بلد فيها طبيعة زي دي, وفيها واحد بس معذب ملايين الناس!!!!!!!!!!!!!!! ما معقولة لكن
كيف تهين شعبك بعدما افقرته وبعد ان اذقته من الذل والمهانة الكثير والكثير ؟
ما هذا الفشل الذريع فى كل القرارات ؟
اليس بينكم من يعرف معنى الكرامة والشرف ويستقيل من موقعه فورا بسبب الفشل ؟
اليس بينكم رجل يعترف انه فاشل بدرجة امتياز ؟
قروش البشر ما دايرين تصرفوها ليهم ؟ ممكن نعرف منو صاحب القرار الاسطورة
تغيير عملة وتزييف عملة ؟ مسرحيات قديمة اكل عليها الدهر وشرب
لعنة الله عليكم فى الدنيا وفى الآخرة
ماجملك يا بلادي, ما اجمل التبلدية, نسأل الله ان يردنا سالمين الي السودان, سلام يا وطن..سلام
المجتمع بحكم على دولة المواطنة وليس مخنثين في فنادق ومكاتب يريدون خراب النسل وجمع ما تبقى من مال لهم
والله لا يسعنى ،لا ان ابدى إعجابى الزائد لك أستاذى الرائع فضيلى لما تتحفنا به من روائع الكلام…..بس ما تطول الغيبه يا أخى.
رمضان كريم وكل عام وإنت والعيله بخير
بالله بلد فيها طبيعة زي دي, وفيها واحد بس معذب ملايين الناس!!!!!!!!!!!!!!! ما معقولة لكن
كيف تهين شعبك بعدما افقرته وبعد ان اذقته من الذل والمهانة الكثير والكثير ؟
ما هذا الفشل الذريع فى كل القرارات ؟
اليس بينكم من يعرف معنى الكرامة والشرف ويستقيل من موقعه فورا بسبب الفشل ؟
اليس بينكم رجل يعترف انه فاشل بدرجة امتياز ؟
قروش البشر ما دايرين تصرفوها ليهم ؟ ممكن نعرف منو صاحب القرار الاسطورة
تغيير عملة وتزييف عملة ؟ مسرحيات قديمة اكل عليها الدهر وشرب
لعنة الله عليكم فى الدنيا وفى الآخرة