نهاية النفق انفصال وحرب وفقر

أ.د.الطيب زين العابدين
يبدو أننا نسير حثيثاً إلى نهاية نفق السودان الذي حفرته سلطة الإنقاذ قبل اثنين وعشرين عاماً، وأن حصيلته حتى الآن هي انفصال جنوب السودان بعد وحدة دامت أكثر من مائة وخمسين عاماً، وحرب في أحراش الجنوب وبعض أطراف الشمال لمدة ستة عشر عاماً قبل أن تولد اتفاقية نيفاشا في 2005م، وفقر استشرى في معظم قطاعات الشعب السوداني بسبب الصرف المتضخم على الجهاد ضد المتمردين في الجنوب والمحاصرة الاقتصادية الدولية لثورة الإنقاذ التي عزمت على محاربة الإمبريالية العالمية وإشعال الثورات ضدها وضد عملائها في المحيط العربي والإفريقي. ?حتى بعد أن تدفق البترول بأسعار مجزية ذهبت جلّ إيراداته إلى تشييد الأبراج الزجاجية للمؤسسات المتنفذة وإلى مخصصات وافرة وعطايا كريمة لمنسوبيها وإلى مجالات الصرف السياسي والسيادي متجاهلين تنمية مصادر الثروة الدائمة المتمثلة في الزراعة والصناعة وتربية الحيوان. والرؤية المستقبلية لنهاية النفق تبدو أكثر خطورة وظلاما لأن أحوال البلد تنذر بشر مستطير فمحاولات التشظي ما زالت ماثلة ومحتملة، والحرب دارت رحاها من جديد في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وتداعيات العنف المسلح في دارفور باقية وقابلة للمزيد، والخوف أن تتحول?الململة في شرق السودان إلى تمرد جديد وأن تشتعل الحرب في أبيى بعد أن ترى حكومة الجنوب أن نظام الخرطوم أضعف من أن يتحمل مواجهة أخرى، وما عليها إلا أن تنذر القوات الأثيوبية بأن مقامها في المنطقة غير مرغوب ولا مأمون. أما غلاء الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية فقد بدأ بوتيرة عالية بعد أقل من ثلاثة أشهر من الانفصال مع ذهاب حصة بترول الجنوب التي كانت تساوي حوالي خمسين في المئة من الموازنة العامة وأكثر من ثمانين في المئة من العملة الصعبة. وتعاني البلد حالياً من تدهور سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار إلى حوالي نصف?قيمته السابقة في السوق الموازي، ومن ارتفاع نسبة التضخم بدرجة عالية حوالي عشرين في المئة في أغسطس الماضي، ومن ركود اقتصادي غير مسبوق. والذين يطحنهم الغلاء ولا يجدون ما يقيمون به أود عيالهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي بعد أن بلغ السيل الزبى وهم يشهدون بأعينهم منسوبي السلطة يتقلبون في النعيم حلالاً وحراماً ويرددون شعارات جوفاء لا يخدعون بها إلا أنفسهم، وقد ضعفت هيبة الدولة في أعين الناس مما يغري بتحركات شعبية ضد النظام. أضف إلى ذلك التربص الخارجي بالسودان وهو حقيقة لا مراء فيها ولكن تحجج الحكومة الدائم به في كل من?طف يجعل الناس ينكرونه ويعتبرون الحديث عنه حجة واهية لتغطية فشل الحكومة، والغريب أن الحكومة تمنح التربص الخارجي بغباء سلوكها ألف حجة للتدخل في شؤون البلاد الخاصة والتآمر عليها حتى أصبح الناس يتمنون نجاح ذلك التآمر ضد سلطة لا ترعوي وتسوم الناس خسفا.
والمتتبع لنفق التشظي والحرب والفقر طيلة العقدين الماضيين يجد أن السبب المباشر في كل ذلك هو عقيدة الحزب الحاكم في أن يمكن لنفسه في كل مؤسسات السلطة وبكل الوسائل ويعمل على إقصاء الآخرين عنها، بل وبعض أهل الدار أنفسهم فالقرار في القضايا الكبيرة حكر لشلة قليلة العدد لا تزيد عن أصابع اليدين أو اليد الواحدة وكأنما اتفاقها على أمر هو اتفاق لكل أهل السودان! وبما أن الاقتصاد يؤثر على السلطة سلباً أو ايجاباً فعقيدة التمكين تستدعي السيطرة عليه أيضا، لذا خططت السلطة بدقة لدخول مؤسساتها ومنسوبيها في كل مجالات الاقتصاد ?قصد السيطرة عليه عن طريق نفوذ السلطة ومواردها حتى لا يبقى هناك منفذ لأحد، وما لا يطال بالكسب الحلال وبالمنافسة الشريفة يطال بالفساد والرشوة والاعتداء على المال العام.
وفي مثل هذه الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد هل من الحكمة أن تلجأ الحكومة للخيار العسكري في معالجة مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق؟ وهل من الحكمة أن تخرق اتفاقاً عقدته مع الحركة الشعبية في أديس أببا بحضور الاتحاد الإفريقي نصيرها الوحيد بين الهيئات الدولية ورئيس وزراء أثيوبيا الذي وقف بشجاعة ضد انفصال وتجزئة السودان؟ وفعلت ذلك بحجة بائرة أنها لا تناقش مسائل السودان الداخلية خارج السودان وهي التي حملت كل مشاكل السودان للخارج وأدخلت أكبر قوات أممية في البلاد لمراقبة اتفاقياتها وحماية المدنيين من مواطنيها! ?هل من الحكمة أن تستمر الهيمنة المركزية على شؤون الولايات وحكوماتها ومواردها بعد أن اتضح جلياً أن المركزية القابضة هي سبب الشكوى والتذمر وحمل السلاح ضد المركز في كل أقاليم السودان الطرفية؟ وهل من الحكمة أن تدخل الحكومة في مشاحنات واحتكاكات مع حكومة جنوب السودان في كل قضية معلقة بينهما معاقبة لها على خيار الانفصال؟ وهل من الحكمة أن تظل سادرة في سياسة الإقصاء ضد الآخرين وإضعافهم واحتكار السلطة في كل مستوياتها؟ وهل من الحكمة أن تتراجع عن قضية التحول الديمقراطي وعن الحريات العامة التي نصّت عليها اتفاقية نيفاشا ?أثبتها الدستور الانتقالي في وثيقة هي الأميز في كل دساتير السودان السابقة؟ والأمل في التحول الديمقراطي هو الذي أغرى الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تؤيد اتفاقية نيفاشا رغم اقتصارها على طرفين عسكريين أرادا اقتسام السلطة بينهما وأن تقبل بالعمل السياسي السلمي من داخل البلاد بكل ما في ذلك من مخاطر.
ويتلخص حل أزمات البلاد الأمنية والسياسية والاقتصادية واصلاح علاقاتها الخارجية في الآتي:
1- القبول التام بالتحول الديمقراطي بكل ما يعنيه ذلك من حريات عامة في التعبير والتنظيم ورعاية حقوق الإنسان المتعارفة دولياً.
2- فك الارتباط بين الحزب الحاكم وأجهزة الدولة النظامية والمدنية والقضائية لأن ذلك من سمات الشمولية البغيضة التي بدأت بها الانقاذ عهدها الاستبدادي، ويمنع تأسيس مليشيات عسكرية أو شبه عسكرية لكافة الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم.
3-. المعالجة السلمية للأزمات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والابتعاد تماماً عن الحل العسكري الأمني الذي أوصل البلاد إلى موارد الهلاك السياسي والاقتصادي. وإنفاذ الاتفاقيات المعقودة بين الحكومة والأطراف الأخرى في نيفاشا والدوحة وأديس أببا وضم الفصائل المسلحة الأخرى لاتفاقية الدوحة، والتأسيس لنظام فدرالي حقيقي يقسم السلطة والثروة بعدالة بين أقاليم السودان المختلفة.
4- تبني سياسة استراتيجية للتعاون وحسن الجوار مع دولة جنوب السودان وتجاوز التعاطي معها بردود الفعل المهلكة التي ستنتهي بنا لا محالة إلى سيناريو الانفصال والحرب والذي تقع مسئوليته كاملة على الحزب الحاكم وقيادته المزمنة.
5- التوافق الوطني بين كافة القوى السياسية على صناعة دستور جديد يستشار فيه كل أهل السودان ليؤطر لنظام ديمقراطي فيدرالي يراعي التنوع العرقي والثقافي، ويجيزه برلمان منتخب تشارك في انتخاباته كل الأحزاب السياسية والتي تشرف عليها حكومة انتقالية مؤتمنة.
6- معالجة المشكلة الاقتصادية بجرأة وشجاعة مما يعني تقليل أجهزة الدولة ودمجها وتخفيض الصرف عليها، واستقطاع مخصصات الدستوريين التي بلغت أرقاماً استفزازية حتى باتت مما تستحي الدولة من كشفه على الملأ، وتركيز الصرف على القطاعات المنتجة في الزراعة والصناعة وتربية الحيوان وعلى خدمات الصحة والتعليم. ومحاربة الفساد الذي أزكمت رائحته الأنوف وانتشرت مظاهره العمرانية المتعددة الطوابق وأحياؤه الراقية في كل أنحاء العاصمة، وأن تقوم بذلك جهة عدلية مستقلة ومحايدة ذات مصداقية. ومعالجة المشكلة الاقتصادية يحتاج بالضرورة إلى ?طبيع العلاقات مع المجتمع الدولي الذي يعاقبنا برفض إعفاء الديون وبالحصار الاقتصادي ولذلك ثمنه السياسي ولكنه ثمن أخف بكثير من معاناة وزمجرة واحتجاجات الفقراء والمساكين والمحرومين.
يلمس المرء حراكاً من داخل أجهزة المؤتمر الوطني ومنسوبيه من الأكاديميين والبرلمانيين في اتجاه إصلاح الأحوال، ولكن العصبة المتنفذة المسئولة عن كل أخطاء الماضي لا تريد أن تعترف بأن هناك أزمة في البلاد تحتاج إلى علاج قومي حاسم وسريع وشامل. ولا بأس عندها من بعض الاصلاحات الشكلية المتدرجة ومن مشاركة في السلطة مع بعض القوى السياسية الكبيرة على أن يظل القرار في المسائل الكبيرة في يدها مثل ما كان في الماضي، وإن لم يتيسر لها مشاركة القوى السياسية الكبيرة التي تشتد في مطالبها فيكفيهم الغناء بأحزاب التوالي السياسي والمنشقين عن أحزابهم طمعاً في الاستوزار! وقد يأتي الآخرون صاغرين في مرحلة قادمة بعد أن يضيق عليهم الخناق السياسي والاقتصادي. وأول علامات الجدية في الإصلاح هو إحالة هذه الفئة التي تكلست عظامها في السلطة على مدى عقدين من الزمان إلى المعاش السياسي الإجباري واستبدالها بوجوه جديدة يمكن أن يظن الناس بها خيراً. والحقيقة أن الوضع المتأزم الحالي يحتاج إلى اتفاقية إصلاحية واسعة وشاملة ومفصلة تكون بمثابة (نيفاشا تو) بين الحكومة والمعارضة حتى تخرج البلاد من وهدتها وتجتاز المخاطر المحدقة بها، وأن يتخلى الطرفان عن كل عنصر أ? مجموعة لا ترضى ولا تلتزم بتنفيذ كل ما يتفق عليه في تلك الاتفاقية.
ويبدو أن بعض قيادات المؤتمر الوطني استشعرت مخاطر وتحديات المرحلة القادمة فبدأت لأول مرة حواراً فيه قدر من الجدية مع الأحزاب الكبيرة وقدمت تنازلات لا بأس بها، ولكن تنقصها الشمولية لكل جوانب الأزمة السودانية والسرعة المطلوبة في تنفيذها بالإضافة إلى عدم الثقة المتراكمة عند الأحزاب في وفاء المؤتمر الوطني بما يعقده من اتفاقيات. وقد يكون المخرج من ذلك المطب في اختيار مجموعة من الشهود الوطنيين العدول لكل ما يتوصل إليه من اتفاق بين الحكومة والمعارضة والذي ينبغي أن يوثق ويعلن على الملأ، ويفضل أن توقع عليه القوى ال?ياسية ومنظمات المجتمع المدني والجهاز القضائي والقوات النظامية ويعتمده البرلمان، ويعذر أي طرف في الخروج منه إذا تلكأ الطرف الآخر في تنفيذ ما يليه من مسئوليات.
الصحافة
نشيد بشجاعة د. الطيب زين العابدين فى قول كلمة الحق ,وبحكمته فى محاولة ايجاد مخرج سلمى لازمة البلاد المستفحله .لكن فى اعتقادى ان مجرد الكتابه لا يكفى ,بل ان وقتها قد فات,وواجب الحكماء فى مثل هذه الاوقات العصيبه ان يضعوا انفسهم فى قلب الحدث لفرض حلول عمليه تجنب الجميع من وقوع الكارثه .نسأل الله السلامه.
نعم استاذى د.الطيب انك تريد اصلاح الحركه الاسلاميه اولا و السودان ثانيا لكن قومك لا يسمعون كان على رؤوسهم الطير ……لكن ثق استاذى سوف يقتلع هؤلاء القوم من الجذور …كل يوم يمر وهم فى السلطه …..يعنى تراكم مزيد من الغبن و الانتقام واتشفى منهم فدعهم يحفرون قبروهم بانفسهم…….
صدقوني أنه لو استمرت الأمور على ماهي عليه اليوم من لا مبالاة وإهمال وعجز عن الفعل فإن الدولار سيبلغ عشرة جنيهات خلال أقل من عام واحد وأخشى أن ينهار الاقتصاد السوداني قبل ذلك.
لستُ أدري والله ما إذا كان هذا الأمر يشغل الحكومة بذات درجة انشغالها بالموقف الأمني في النيل الأزرق وجنوب كردفان وما إذا كان من يتولون أمر الاقتصاد ينامون ملء جفونهم والبلاد تغرق في موجة غلاء ربما لم تشهده في عمرها الطويل.
أعجب أن يعلم بنك السودان عن التفاوت الكبير بين سعر الصرف الرسمي الذي يقل عن ثلاثة جنيهات وبين سعر السوق الأسود الذي قارب الخمسة جنيهات ويظل رغم ذلك صامتاً لا ينبس ببنت شفة ولا يتحرك لفعل شيء بالرغم من التشوه والتدمير الاقتصادي الذي يُحدثه ذلك التفاوت!!
حدثني من أثق به أنه أودع قيمة صادر تجاوزت مليوني دولار في أحد البنوك التجارية وعندما طلب تحويل ثلاثين ألف دولار ليصحب أسرته إلى الحج رفض البنك إلا بإذن من بنك السودان فاضطر إلى شراء عشرة آلاف دولار من السوق الأسود!!
هل يعلم بنك السودان والحكومة أن أصحاب المال اليوم يتهافتوت على الدولار للحفاظ على أموالهم التي تتناقص بشكل مخيف مما يتسبب في هذا الارتفاع الجنوني الذي يُمسك بخناق الجنيه السوداني؟!
هل يعلم أن تحويل المال إلى الخارج بات أمراً ميسوراً من خلال مئات السماسرة السودانيين المنتشرين في كل دول العالم؟! تسلِّم الجنيه هنا في السودان وتسلَّم الدولار هناك في الخارج!!
أعجب أن تتحدث الحكومة عن مكافحة الغلاء وتتخذ تدابير جزئية عوضاً من العلاج الجذري والكلي شأن من يعالج السرطان بالبندول!!
أعجب أن يتخذ والي الخرطوم قرارات جزئية مفترضاً أنه في جزيرة منعزلة عن بقية ولايات السودان الكبير فأي قرار بربِّكم ذلك الذي يخفض من القيمة المضافة مثلاً في الخرطوم دون غيرها من ولايات السودان وأي قرار حول الدجاج واللحوم ينجح في ولاية الخرطوم ولا يتأثر أو يؤثر في الولايات الأخرى التي لا تحدها حدود مع عاصمة البلاد؟! لماذا يا ترى لم تُتخذ تلك القرارات من قبل الحكومة المركزية حتى تسري على مختلف ولايات السودان؟!
صحيح أن مراكز توزيع السلع التي تتجاوز الوسطاء والسماسرة والتي ابتدرها والي الخرطوم فكرة جيدة ومجربة وقد تنجح إلى حين لكن الأفضل منها اللجوء إلى المعالجات الجذرية بعيدًا عن أسلوب إطفاء الحرائق.
على كل حال أؤيد بشدة هذه الروح الجديدة التي سرت في أوصال الشعب السوداني.. روح خفض الإنفاق من خلال مقاطعة بعض السلع لكن هل يخفض هذا من ارتفاع أسعار السلع في وقت يتصاعد فيه الدولار وتنخفض فيه القيمة الشرائية للجنيه السوداني ويضطر المنتج إلى رفع سعر منتجه حتى لا يموت جوعاً أو يتوقف عن الإنتاج؟!
إنها دائرة جهنمية لا ينفع معها الترقيع وإنما تحتاج إلى معالجات كلية تزيل التشوُّه الاقتصادي وترفع من الإنتاج والإنتاجية خاصة في القطاع الزراعي والحيواني وتكبح الفساد المستشري وتبعد الدولة عن العمل التجاري بقرارات حاسمة بعيداً عن الالتفاف والتحايل الذي نراه رأي العين؟!
إن بنك السودان ينشغل بالنوافل عن الفرائض حين يعلن أنه يلتزم بتوفير الموارد المالية وإنشاء محفظة لتركيز الأسعار بينما يترك الدولار يسرح ويمرح ويمسك بمعوله تدميراً وتخريباً للاقتصاد السوداني وإشعالاً للأسعار وإخراجاً للجنيه السوداني من السوق السوداني!!
تصريحات النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه حول تخفيض أسعار السلع وإصدار والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر قرارات برفع الضرائب عن 12 سلعة لن تعالج المشكلة في ظل ارتفاع قيمة الدولار وانهيار الجنيه السوداني خاصة وأن الرئيس يتبنى وجهة نظر أخرى متعارضة تماماً مع توجه إلغاء الضرائب فالرئيس يتحدث عن أن دعم السلع يصب في مصلحة المترفين الذين لا يقارَن الكم الهائل الذي يستهلكونه بالقليل الذي يصرفه الفقراء وهي نظرية تتفق مع منهج الإسلام الذي يذم الترف ويأخذ من أموال الأغنياء ويردها إلى الفقراء.
إن من آفات الاقتصاد التي تخرب مناخ الاستثمار وتضيِّق الخناق على القطاع الخاص وتُطلق يد المفسدين في البلاد تلك الظاهرة الغريبة المتمثلة في شركات القطاع العام التي سماها الرئيس بشركات «النهب المصلح» وأعلم أنه من الصعوبة بمكان أن نقضي على مافيا الشركات الحكومية التي يعرف القائمون عليها الكيفية التي يدافعون بها عن مصالحهم ويتحايلون بها على القرارات كما أن من المعضلات الكبرى أن هناك خياراً وفقوساً في تصنيف الوزارات فمنها القوي الذي لا يخضع للقوانين ولا لسلطان وزارة المالية ولا لرقابة المراجع العام ومنها الضعيف الذي يطأه الكبار ولا يملك غير أن يشكو بثه وحزنه إلى الله!!
تتحدث وزارة المالية عن ولايتها على المال العام وتصدر قانوناً للهيئات لذلك الغرض لكنه يصبح عديم الجدوى حيث لا يسري إلا على المنخنقة والمتردية والنطيحة من الوزارات الضعيفة بينما تعتدي الوزارات والمؤسسات ذات الشوكة على حق وزارة المالية في الولاية على المال العام كما تمارس تلك الوزارات القوية سطوتها على الوزارات الضعيفة فتنشئ الجامعات ذات الإمكانات رغم أنف وزارة التعليم العالي وتقيم المستشفيات رغم أنف وزارة الصحة وهلمجرا وكذلك تنافس شركاتها القطاع الخاص حتى في أعمال المزادات والنظافة ناهيك عن شركات التأمين وغيرها من الشركات المليارية!!
مفوضية مكافحة الفساد أعلن عنها الرئيس على رؤوس الأشهاد لكنها وُئدت من قِبل مراكز القوى داخل الحزب الحاكم لأسباب معلومة وما كان يمكن للمفوضية ـ إن أنشئت ـ أن تنجح طالما أن رجلها ستقيَّد عن تجاوز الخطوط الحمراء التي لا يملك إنس ولا جان أن يقترب منها وهل نجح ديوان المراجع العام في تجاوز الخطوط الحمراء أو مراجعة شركات القطاع العام رغم القانون الذي يزيِّن جيده؟!
الحال من بعضه فأزمة الجنيه السوداني هي أزمة اقتصاد كلي يرزح تحت وطأة التشوهات التي لا يمكن أن تعالَج ما لم نملك إرادة سياسية حازمة وحاسمة تعطي سلطة القرار الاقتصادي للاقتصاديين لا للسياسيين وتُعمل سيفها في رقاب مراكز القوى!!
أما الدولار فإنه لا مجال لكبح جماحه إلا بتوفيره بما يزيل حالة الذعر التي جعلت الناس يتدافعون للحفاظ على قيمة عملتهم ومن أسف فإن إيران التي جاءنا رئيسها زائراً لن تكون ولم تكن في يوم من الأيام من الذين يسعفوننا عند الحاجة ويوفرون لنا الدولار بقدر ما كانت على الدوام إحدى كوابح التواصل مع من يساندوننا وقت الحاجة.
أقسم بالله إن بعض المستثمرين المصريين قابلوني بعد صلاة الجمعة الماضية فقالوا إنهم شرعوا في إغلاق استثماراتهم بسبب ارتفاع سعر الدولار فحزنت أننا لا نكتفي بطرد المستثمرين الأجانب بسبب سياساتنا الخاطئة وإنما نطرد حتى المستثمرين السودانيين الذين يهاجرون بأموالهم هذه الأيام إلى إثيوبيا وغيرها من الدول.
إن الأمر جلل وعلى الرئيس أن يوليه اهتمامه الشخصي فالسياسات النقدية والمالية في حاجة إلى مراجعات عاجلة والاقتصاد في حاجة إلى جراحات كبرى تزيل تشوُّهاته ولا يُجدي معه الترقيع وثمة سؤال أخير: لماذا الصبر على حكومة جنوب السودان وهي تصدِّر بترولها عبر أنابيبنا بالمجان حتى الآن؟!
* هل يا تُرى توجد شمعة في نهاية النفق؟ … إن سماء السودان قد تلبدت بالغيوم ..
إن الأحداث التي يمر بها السودان تنبئ ب(كارثة) على وشك الحدوث يعلم الله وحده عظمتها ومداها ..
السودان الآن .. وللأسف تحكمه (عصابه) و (بلطجيه) يتصرف كل منهم بحسب ما يمليه عليه (مزاجه) دون مؤسسيه أو عقلانيه أو ديمقراطيه .. ديل ناس (بطيخ) ساكت .
كارثة ومشكلة السودان الاولى هى (المؤتمر الوطنى) عجز بجميع تحولاته ومسمياته من (حل) مشاكل السودان بل ساهم فى الحقيقه فى ازدياد تلك المشاكل وتفاقمها ..
فالمؤتمر الوطنى ب(صقوره) و (حمائمه) يمثل أكبر عقبه تقف امام حل مشاكل السودان طالما هم لا يفكرون بجدية فى ايجاد مخارج وحلول للازمات …
سيظل المؤتمر الوطنى عائق أساسى فى استقرار السودان ووحدته مهما تنصل عن ذلك وحاول ان يتهم الآخرين ويفرقهم ويجزئهم ..
حيث لا يُعقل أن تدار الدوله والأقتصاد والمال والثقافة الفنون والرياضه من خلال عقول (متحجرة) لا زالت تفكر بعقلية القرن السابع الميلادى ونحن فى القرن الحادى والعشرين وفى بلد متعدد الأفكار والثقافات والديانات …
ظلت أزمة الدولة السودانية ممتدة منذ تسنم (البشير) للحكم .. أدخل البلد فى اختلالات بالغة في الرؤى والتصورات عما يجب أن تكون عليه الدولة السودانية ..
وبذرت (حكوماته) بذور الشقاق لتقود أطول وأبشع تجربة حكم عرفها التاريخ ..
أنهم (أسوأ) نخبة حاكمة وهى حزب المؤتمر الوطنى ومشروع الأخوان المسلمين الوافد من خارج الحدود .. حيث أثبتت التجارب المريرة فشله في السودان..ليستمر التمادي فى نقض المواثيق والعهود حتى بعد فشل تجربة الإسلامويين وفجرهم الكاذب الجديد وبشهادة الكبار منهم (الطيب زين العابدين ) على سبيل المثال ..
وأضحينا الان على مفترق طرق… بسبب شريعة الأخوان المسلمين المزعومة ..
وهو فى حقيقة الأمر لا يعدو مشروع التوجه الحضاري أو ثورة الإنقاذ سوى نظام (رأسمالى طفيلى قذر) يهيمن على السلطة والثروة ولا يختلف كثيرا عن الأنظمة العربية المركزية التى أضحت خارج التاريخ وتتداعى الان ( زنقا زنقا ) …
الصراع الآن بين رؤيتين فقط.. (دولة المدنية فيدرالية ديمقراطية) وهذه تمثلها القوى الديمقراطية السودانية الحقيقية..
وبين (دولة مركزية فاسدة وفاشلة وفاشية ) ويمثلها حزب المؤتمر الوطنى وبعض قوى السودان القديم المعروفه …
* ومرة أخرى أدخلونا فى مرحلة (المزايدات الرخيصة وغير المسؤولة) ..
يحلم كثيرٌ من المتعاطفين مع قضايا (المؤتمر الوطنى) أن يكتب لهم ألسادة (العلماءُ ) على شاكلة ( الطيب ) وصفة وروشته ( سحرية سريعة) لحلّ مشاكل الأمة السودانية كى يعملوا على تنفيذها على الفور.. ومِن ثَمَّ تخرج (المؤتمر الوطنى) سريعًا من أزماته وكبواته. ونكباته .
لكن الأمر فى الحقيقة ليس كذلك.. فطريق (الإصلاح) والحلحلة طريق (طويل) وشاق .. وآليات (التغيير) قد تكون شديدة (التعقيد) وليس الأمر سهلاً بسيطًا كما يظن البعض.. فيختزل المشكلة فى روشته ووصفه من نقطة أو نقطتين.. ومن ثم يضع الحلّ في كلمتين.. ويظنّ ( ام بعض الظن اثم ) أنّ (المؤتمر) سينطلق (انطلاقه تمام) ..
إن ما يحدث لأمتنا (السودانية) من أزمات لَهو تراكماتُ سنين.. تجاوزت أل22 وأخطاءُ (عقدين) ولا يمكن أن تحُلّ هذه المعضلات إلا ب(صبر جميل) وخُطَّة طويلة المدى.. يقوم على تنفيذها رجال مؤمنون ونساء مؤمنات.. من غير الجماعة اياهم
لابد من عمل خارطة طريق وخطة يتشارك في تنفيذها المخلصون من أبناء السودان.. كما يُشارك فيها كذلك المخلصون من أبناء الوطن فى المنافى والمهاجر والشتات الواسع الذي آن له أن يشارك ويساهم ويستعيد مكانته اللائقة كخير شباب أُمَّة سودانية (أخرجت للناس) …. ففى الاغتراب خبرات متراكمة ووطنيه دفاقه ..
وقبل الحديث عن آليات الحل أودُّ أن أُعرب عن سعادتى الكبيرة بتفاعل الرواد والزوار فى موقع (الراكوبا) الحبيبه مع السادة الكُتاب الاماجد .. من الرجال والنساء بكثرة الاقتراحات التي تقدموا بها.. وهذا التفاعل برأيى ) المتواضع .. هو علامة رائعة على صحوة شبابية حقيقية.. وعلى روح مؤمنة بقضايا الوطن .. وعلى رغبة إيجابية فى الخروج من أزماتنا الكثيرةزز وهذه الحِميَّة والحماسة لهى بداية صحيحة لفترة جديدة من حياة أمتنا العريقة …
وفى الختـــــــــــــام : نقول كما قال الكاتب الرقم (تاج السر)
فالشاهد فى الأمر أن هذا (المؤتمر الوطنى) وبتقلباته كلها ومنذ 30 يونيو 89 لم يطرح (حلاً ) لمشكلة سودانية .. الا وتولد من ذلك (الحل) ألف ألف (مشكله) جديده
* الم يعدوا أهل السودان بحل مشكلة (الجنوب) التى أستعصت خلال شهرين فقط .. فتطورت (بفضلهم) المشكله .. وحصدت ملايين الأنفس .. وكانت نهايتها (الأنفصال)
الم يجدوا مشكلة (دافور) أقل مما هى عليه الآن.. فعقدوها ودولوها. وبهدلوها ووصلت حداً لا يقل عن قضية الجنوب..
الم يستخدموا الحِيل فى (أبيى) والبوا (القبائل) التى كانت تتعايش سلميا مع بعضها البعض وجعلوا الأمم المتحده تدخل فى نهاية المطاف وتفرض تواجد قوات أثيوبيه فى تلك المنطقة…
الم يفرضوا على الجنوبيين رقما خرافياً لمرور (البترول) لميناء التصدير ..
والحال سهل للغايه (يعرف به راعى الضأن فى بادية الصعيد الدندر القويسى )
وهو أن تُحدد (نسبة معقوله) بعد أستشارة الدوله التى يمر ألبترول عبر أراضيها والأستفادة من خبرات كثير من الدول للوصول لحلٍ يُرضى الطرفين ..وهل يعقل أن يحدث ذلك
و سعادة المكرم (البشير) .. كل حل عندو ليهو مشكله).. بدلا من (كل مشكله عندها حل)
( اللهم أجعل خير عمرى آخره وخير عملى خواتمه وخير أيامى يوم ألقاك فيه) ..
وللــحــديـث بـقـيـه ..
الـجـعـلـى الـبـعـدى يـومـو خـنـق …
من مدينة الـدنـدر الطـيب اهـلـها .. والــراقِ زولا ..
هسع نفهم من كلامك ده يا استاذ الطيب انو كلام الاستاذ ربيع عبدالعاطي القالو ليك في برنامج ما وراء الخبر في قناة الجزيرة بانو السودان في افضل حالتو السياسه ده ما عاجبك ؟؟؟
ولا انت ما مختنع بي ؟؟؟
والله قصه ونهايتها لسع
د. الطيب زين العابدين للأسف رغم كل ما تكتبه من نقد أو نصح فأنت محسوب على هذا النظام ( البشير أو الترابي .. أو … من أجنحة الأذى لسعب السودان المسلم )
لماذا لا تقول للنظام ارحـــل ..
لماذا هذا الموقف اللين تجاه نظام لم ولن يتورع في فعل السبعة وزمتها في سبيل البقاء في الكرسي والتمكين لعصابته في تدمير البلد بكل ما تحمل الكلمة ….
للأسف نحن لا نثق في أي شخص له صلة بهذا النظام مهما قال …
وذهابكم مسألة وقت إن شاء الله
سوداني حر
الاستاذ الجليل لا تلقي بالدرر أمام الخنازير. هؤلاء قوم لن يرعووا ويتعظوا حتى يأتيهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والشر المستطير ويحيق بهم المكر السئ ولكن ما يؤسف حقا هو هذا الهوى المتبع والتيه والعناد المدمر نعم رغم كل الإرهاصات والآيات إنهم يروون أنهم في أحسن حال ونعم الحال حالكم يا رجال الإنقاذ… لكم أعين لاتبصرون بها ولكم آذان لا تسمعون بها ولكم قلوب لا تفقهون بها فأنتم أنعام بل أضل سبيلا. اللهم أحفظ غبش السودان وأهلها المساكين من طيش وبطش الأنعام.
المصيبة أن حكومة المؤتمر الوطنى لا تتعلم من دروس الماضى و لا تستفيد منها و ماضية قدما فى غيها و مكابرتها و لا تستمع لصوت العقل و الحكمة مفقودة تماما فى تصرفاتها مما يثبت صحة كل كلمة أوردها أستاذنا الدكتور/الطيب زين العابدين و أن "القرار في القضايا الكبيرة حكر لشلة قليلة العدد لا تزيد عن أصابع اليدين أو اليد الواحدة وكأنما اتفاقها على أمر هو اتفاق لكل أهل السودان" و نرى هذا واضحا جليا فى جميع تصرفات الحكومة و تصريحات المسؤولين المتضاربة و المتناقضة فى أغلب القضايا. أما سوء تصرفها فى عائدات البترول و تحويل جلّها إلى تشييد الأبراج الزجاجية للمؤسسات المتنفذة وإلى مخصصات وافرة وعطايا كريمة لمنسوبيها وإلى مجالات الصرف السياسي والسيادي متجاهلين تنمية مصادر الثروة الدائمة المتمثلة في الزراعة والصناعة وتربية الحيوان فهى والله مصيبة المصائب و يوضح بجلاء قصر نظر الحكومة و افتقارها للتخطيط الاقتصادى السليم فلو كان لدى الحكومة الحد الأدنى من الحكمة لخصصت موارد البترول لتنمية قطاع الزراعة و الصناعة وتربية الحيوان بدلا عن تشييد الأبراج الزجاجية للمؤسسات المتنفذة ، ما هو العائد من هذه الأبراج؟ لا شيئ اطلاقا. و لماذا لا تستفيد من تجارب الآخرين فى مجالات مثل الزراعة؟ فمصر على سبيل المثال لا الحصر لها تجارب ناجحة فى مجال الزراعة و استصلاح أراضى مشروع توشكى خير مثال و لدينا الآلاف من خريجى كليات الزراعة و الانتاج الحيوانى جاهزون للعمل و كذلك الصين التى لدينا معها علاقات جيدة, و لكن غياب الحكمة و قصر النظر و الافتقار الى التخطيط السليم كلها عوامل جعلت حكومة المؤتمر الوطنى توردنا هذا المورد المهلك و تقودنا الى هذا النفق المظلم، فكيف المخرج منه؟ يبدو انه لا خيار أمامنا الا الخلاص العاجل من حكومة المؤتمر الوطنى فلا أمل فى اصلاحها فهى لن تستمع لأي نصح من احد بسبب تكبرها و عنادها و تشبثها بالسلطة و لو اضطرت لاسالة الكثير من الدماء.
كيف لحكومة الانقاذ ذات التوجه الاسلامي أن لا تستفيد من علم وخبرات هذا الاسلامي المحترم , الا أذا أرادت أن تحكم بطريقة سمك لبن تمر هندي
د.الطيب زين العابدين…مع إحترامى وتقديرى لنصائحك الغالية…هؤلاء القوم خلاص أعمتهم السلطة ….وبقى ماعندهم إستعداد يتنازلوا منها…كما القذافى والاسد…لانهم يدركون جيداً مصيرهم الاسود الذى ينتظرهم مما جنت ايدهم…..
أى حلول مطروطه لإنقاذ هذا النظام المتهاوى غير مرغوب فيها،،،،الحل الوحيد والجزرى لمشاكل السودان كافة هو ذهاب هذا النظام الى مزبلة التاريخ ومحاسبتهم على الجرائم التى ارتكبوها فى حق الوطن والمواطن..
…حاجة صغيرة عايز اقولا…يخيل لى كان من المفترض ان توجه هذا النصح الى الخال الرئاسى(الطيب مصطفى)…لأنه ومن عجائب الاقدار اصبح هو الأمر والناهى فى قضايا السودان الكبرى…حسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ليس هنالك اية حل غير اسقاط النظام
ثورة ثورة حتى النصر
وصلت فكرتك للانقاذ.
وقد اسديت لهم من النصح ما يكفي,
الان اتى دورك لتنصح المعارضة
ما هو دور المعارضة لتلافى خطر التشظي الذى اوردت احتماله فى مقالك؟
أستاذنا د. الطيب ذين العابدين
إبان حكم الخليفة عبدالله فى فترة المهدية ارتكبت فظائع ومجازر دموية بشعة فى حق المعارضين كما ورد فى المراجع التاريخية التى كتبها سودانيين وأجانب مثل النصراني سلاطين باشا فى كتابه السيف والنار وهى بكل المعايير يمكن قبولها فى إطار الصراع السياسي. ولكن فى فترة حكم الانقاذ الحالية ارتكبت جرائم حتي الحيوانات والبهائم والشياطين تأنف وتنفر منها ولا تفعلها من اغتصاب للرجال والنساء والشره فى أكل المال الحرام والقتل والتعذيب على الهوية واللون والجهة واحتكار السلطة والثروة على أضيق نطاق الاثنية والجهة الواحدة.
الظلم ليله قصير وهؤلاء القوم دخلوا التاريخ من أوسخ وأنتن أبوابه.
وأسوأ شئ أن تجربة الانقاذ كرهت الناس فى ادعاء تطبيق الشريعة الاسلامية لأن النموذج الذى قدمته الانقاذ شوه الشريعة وقدمها فى أبشع صورة.
الناس الذين كانوا ينادون بالشريعة الاسلامية يواجهون الان مأزقاً كبيراً بسبب تجربة حكم الانقاذ.
نقول للبشير والما نافع وعلى عثمان والخال الرئاسي والجاز والطفل المعجزة والبقية الباقية من المبشرين بالنار فى الدنيا والاخرة إقرأوا التاريخ لقد أوصلتم البلاد الى نفق مسدود وانتهى العرض السخيف لأردأ وأسوأ مسرحية هزيلة.
الآن، جاء وقت الحساب . سيقيم الله الموازين القسط ولن تظلمون فتيلاً.
ستدفعون الثمن على دائر المليم على جرائمكم وذنوبكم فى حق هذا الشعب الأبي.
هؤلاء أصابتهم العزة بالأثم
فلن يتركوا غيهم هذا
اذن علي الشعب السوداني ان يتحرك أملا في الخلاص من هؤلاء
اسوا مافى هذا النظام ان الناس اصبحوا ينظرون بعين الشك لكل ماهو اسلامى ويدعوا لتطبيق الشريعة حتى ولو كانت نيتو سليمة- وهنالك اسئلة مفصلية يجب ان توجه لعماء الدين هى:
لماذا هذا السكوت؟ الم تسمعوا عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ما معناه ان الساكت عن الحق شيطان اخرس؟
لماذا لا تقيمون نظام الطغمة الحاكم وتقولون بكل شجاعة ان الاسلام والدين برئ منكم؟
انتم بصمتكم هذا تضعون انفسكم وكل الفكر الاسلامى السياسى فى مأذق خطر
لا يكفى انه بعد انهيار هذا النظام وتاتون وتقولون انه نظام فاسد لايصلح لشى
ام ان السيارات الفارهة والهدايا التحت الطربيظة قد اعمت بصيرتكم
على العموم فان ساعة النهاية للدولة الظالمة قد قاربت ويكفى حكومة البشير والضار والصبى والمنخنقة والموقوذة ونافخ الكير ابو العفين انهم قسموا السودان الى اجزءا ونشروا اقبح عنصرية علرفها التاريخ السودانى ولطخوا سمعة السوادنيين باسوا مايمكن تصوره== لا حل الا الانتفاضة الشعبية حتى ولو كانت على الطريقة الليبية فهذا النظام اسوا مئات المرات من نظام القذافى والاسد
نعم ليس في مقدرة الشعب السوداني ان يتحمل مظاهرات تمتد لاكثر من عدة اشهر … ونعلم ان كل داء دواء … ولكن الانتظار لانتخابات لا نشك في تزويرها ليس بالمخرج … علينا ان نؤمن بهذه الحقائق
1 – ضريبة التغيير اقل تكلفة من الاستسلام
2 – يجب تعبئة الشعب على الخروج بما توفر من سلاح واختيار الحل العسكري لا السلمي .. الحل العسكري هو الاجدى والانفع والاقل تكلفة .. فقط نحتاج الى عقيدة وقناعة قتالية .. فاسلامنا يبيح لنا قتال الحاكم الظالم .. الحاكم الكافر وأعوانة المبدلين لشرع الله .. ومن قاتل دون ماله وعرضه فهو شهيد .. قاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله ..
3 – التوبة والرجوع الى الله يعجلان من النصر .. و معا لاقامة دولة على منهاج النبوة .. على اساس الحرية والكرامة والشورى … وان اعوججت لقومناك بسيوفنا
عبد الحي يوسف يحمل الفقراء مسؤولية فقرهم ويدعي انه لسوء أخلاقهم !
October 2, 2011
(حريات)
قال عبد الحي يوسف ? أحد أهم وجوه السلفية الحربية ? أن ما تمر به البلاد من (بلاء) و(غلاء) و(وباء) وكوارث سببها (ذنوبنا) و(معاصينا) و( أعمالنا السيئة) ، وذلك في خطبة الجمعة أول أمس بمسجد جبره .
وهذه أحدث صيغة فقهية لاعفاء حكومة المؤتمر الوطني عن مسؤوليتها مما يعانيه المواطنون .
وبهذه الصيغة فان المظلومين مسؤولين عن ظلمهم لسوء أخلاقهم ! وليس بسبب ظلم أو سوء أخلاق الحاكمين !
والحل الرئيسي بالطبع ، ليس تغيير الحكام وانما تغيير أخلاق المحكومين !
ومما يلقم تبريرات عبد الحي الجهولة حجراً حقيقة أن ( الغرب الصليبي الصهيوني) ? مرتع الانحلال والفجور والفسق ، كما يرى عبد الحي ? لا يعاني من (الغلاء) و (البلاء) الذي يعانيه سودان الانقاذ ! بل ان الانقاذ ( الاسلامية) تستجدي الغرب ( الصليبي) كي يفك عنها ضائقتها !
وفي نفس السياق ، هاجم عبد الحي الفريق مالك عقار ، واصفاً اياه بالفاجر والخمار :crazy: من على منبر خطبة الجمعة :crazy: ، وزايد على الحكومة من موقعها نفسه قائلاً كيف سكتت عما كان يقوم به ؟! والاجابة واضحة ، السبب بندقية جماهير المهمشين التي أوحلت المشروع الاصولي في السودان وفرضت عليه عنوة واقتداراً المشاركة في السلطة ، وهي بندقية أناس لا يعبأون بهراء عبد الحي يوسف .
واما الاحكام المجانية عن سلوك الأفراد الشخصي فاحكام لا يمكن التحقق منها ، ويمكن أن تطلق مثلها على عبد الحي ، وكذلك فان مكانها ليس منابر المساجد ، ولكن فلنفترض أن مالك فاجر خمار ، فان معايبه الشخصية تخصه ، ولكن معايب عبد الحي يوسف وحلفائه أسوأ بما لا يقارن ، وأهمها افقار المواطنين واذلالهم ونهب مواردهم العامة وتخريب مؤسساتهم وتمزيق نسيجهم الاجتماعي والقيمي والأخلاقي ، وتلويث بيئتهم ، وتلويث الصحة العقلية والمعنوية للعديدين منهم ? وهو الدور الذي يتخصص فيه عبد الحي يوسف وقياساً بالقيم الانسانية والأخلاقية ? التي تدعو لها الأديان وعلى رأسها الدين الاسلامي ? فان مظاهري الطغيان والظلم أسوأ بما لا يقاس من معاقري الخمر !
ويريدنا عبد الحي يوسف ان نقتنع بأن (المعاصي) معلقة في الهواء ، بدون سياقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ويريدنا ان ندين الفقراء على (معاصيهم) بدلاً من ادانة الأوضاع التي تشكل السبب الرئيسي في دفعهم للمعاصي ! أي يريد نقد أخلاق الشعب بدلاً من نقد السلطات !! وهذا ليس بغريب على أناس شائهي النفوس ، ينطلقون من ( المخاوف) الجنسية ، وينظرون من شقوقها الى العالم ، فيدينون المرأة التي تلبس زياً حديثاً ولا يدينون الحاكم الذي ينهب وينتهك ويعذب ويحرق القرى ويقتل الأطفال !
والعلاقة بين البيئة ? الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ? وبين الخيارات الأخلاقية الفردية علاقة لا يمكن فهمها من موقع تبسيطات الفكر الاصولي ، لأنها علاقة تفاعلية ومعقدة ، حيث يؤثر الأفراد في البيئة وتؤثر فيهم ، وفي هذه العلاقة المعقدة العامل المحدد البيئة ، والتي لا يمكن تغييرها الا بتغيير الأفراد تغييراً اوليا يكتمل بتغيير البيئة من حولهم ، وهكذا فان التغيير يبدأ أولاً بالأفراد ? في افكارهم وقيمهم واستعدادهم النفسي للتغيير . وفي السياق السوداني يعني ذلك ان يعي الفقراء الظلم الواقع عليهم ، وأسبابه ، وسبل تغييره ، ومن ثم يتحركون لتغييره ، وفي هذا فانهم ليسوا مساءلين عن الأوضاع وانما مساءلون عن عدم التحرك لتغييرها .
وعبد الحي يوسف من أهم وجوه السلفية الحربية في البلاد ، أفتى بحرق معرض الكتاب المسيحي بجامعة الخرطوم ، وكفر من يدعو للديمقراطية والاشتراكية ولمساواة النساء والرجال ، وكفر محمد طه محمد أحمد على خطأ تقني غير مقصود ، وأفتى بزندقة الترابي الذي أوصل حلفاءه الى السلطة ( أي بحسب منظورات السلفية يقتل بلا استتابة) ، وقاد الصلاة على بن لادن حين مقتله في الخرطوم ، وهو كما سبق الاشارة يتبنى منظورات السلفية الحربية التي تحول المجتمعات الى طاحونة دم تدور بلا قرار ، فيقتتل حينها الذين ( لا يعقلون) حتى ولو اختلفوا في حكم ضراط الشيطان .
يا ااخوان
شنو يعاينو بريبه للاسلاميين
ما ا انتو كديه ورونا وين الدوله الدينيه الناجحه
كفايه احلام مش حقيقيه
اصوات نشاز وغير مقبولة .. فاتكم القطار
بسبب ما اقترفه الاسلاميين في السودان من اهوال ومخازي وما قاموا به من تجربة فاشلة ادت الى تفشي الفساد والرزيلة في المجتمع ودمار سياسي هدد وحدة البلاد وترابها اصبح كل الحركات الاسلامية المتوقع ان يكون لها موقع في دول ما يسمى بالربيع العربي تطالب بدولة مدنية فما بال حركة ديوك العدة الاسلامية الحاكمة تتشبث بنظامها الفاشل ولماذا تتخبظ في ضلالها القديم
قصدت بتعليقي السابق (اصوات نشاز وغير مقبولة ) ان اعبر عما سيقوله المعنيين بشأن ما جاء في الموضوع
نقول والله أعلم ان أول ما أقعد الأمة هو سكوتها علي الظلمة وخنوعها لهم
راجع ماذا يقول الدكتور طارق السويدان.
الشى الملفت للنظر والظاهر جدا حكايات المدارس الخاصة التى تتعامل بالفلوس واصبح التعليم الحكومى يتاقص سيئا فشيئا الى ان يتلاشى مع مرور الوقت وايضاالمراكز الصحية الخاصة التى تتعامل المريض بالالاف من الجنيهات – حتى ان مقابلة دكتور من ثمانون حنية ومافوق فكيف لهذا الفقير ان يتعامل اى من اين لة هذة المبالغ حتى يعلم اطفالة ويعاج ابنائه
لك التحية يا يروف 0لكن سوف اعلق علي طلبكم بتغيير الوجوه لانه مغرق في المثالية بتجاهله بان الازمة ازمة نظام ومنهج حكم اكثر من كونها ازمة فساد افراد وتكلسهم والا 00 اليس هؤلاء هم نتاج مذكرة العشرة التي شكت من التكلس ؟ وحتي لا نلقي القول جزافا احيلك الي الوجوه الجديدة في التشكيلة الوزارية التي اعقبت الانتخابات وراجع مواقفهم في القضايا التي طرأت بعد توزيرهم وبالتحديد سوار وسناء حمد0 صفوة القول ان عيوب النظام والنهج متجذره حتي في شباب الحزب بكل اسف
Albashir regime is absolutely IRREPARABLE , UNFIX-ABLE thing….it has to be defeated and remove by force, not through soft writing and a appealing letters…..Sudan coming future will be determined by the strongest in term of arm forces, some people still have hope in peaceful solutions, however, with Albashir regime in power, hope has less chances of survival
لا ندعي العلم لكن اظن ان السبب الأساسي في القعود بالأمة عن اداء رسالتها هم الحكام الظلمة والمحكومين الزين يهابون قول الحق امامهم وصدق صلى الله عليه وسلم اذ قال :
"إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم" رواه الحاكم في المستدرك.
راجع ماذا يقول الدكتور طارق السويدان:http://www.youtube.com/watch?v=9ZoYqPwbSRQ
السلام عليكم يا الدكتور الطيب انت ناسك كتار .فرصه عندى سؤال كثير من الناس والاسلاميين بتاعننا خاصه بيقولوا 11 سبتمبر ديه بن لادن ماليهو دخل فيها وانها مؤامره يهوديه وكده طيب اذا صدقنا كلامهم طيب زعلانين وغضبانين وعاملين بيت بك لماذا لمن كتلوا بن لادن اذا هو اصلا ماعمل 11ستمبر يبقى زىو زى اى كفيل سعودى مات او مواطن سعودى بتاع كبسه ونحن البيموت لينا فى حادث حركه او اهمال مستشفى او فى الحرب المدوره فى كل اركان السودان ديه اهم لينا من السعودى وذوى القربه اولى بالحزن ولا مش كده؟؟؟؟ كان لافغانستان برضو محتله -يعنى ماعمل حاجه
الناير ده سؤاله منطقى جدا اول مره انتبه للموضوع ده اذا اصلا بن لادن ماضرب البرجين طيب الموضوع وين والجوطه فى شنو – وذا اصلا عملها فالعقاب متوقع ولامش كده -ولا دايرهم يخلوك ويعتبروك بطل حاجه غريبه
استاذ الطيب زين العابدين لك التحية وانت تشرح تلك الجثة الهامده بسبب سياسة نظام الانقاذ ولكن الذي احب ان اقوله ودون شك ان الانقاذيين مثلهم مثل شريف علي واعوانه في الصومال لايبالون ولا يصدقون ان الخطر قد اقترب علينا وهم في غمرتهم وسكرهم يتبادلون التهم مع غيرهم ويلبسون الامور غموض السياسة وهي اوضح ما يكون لكل عاقل يريد ان يناءي ببلده عن الخراب والدمار ولكن سوف ياتي يوم لاينفع فيه الندم مثلما حصل للصوماليين وخاصة جناح شريف علي الذي ادعي تطبيق المشروع الاسلامي بكل ما اوتي من قوه ولكن فشل زريع اصاب مشروعه وهو نفس السناريو الان يجري في السودان علي يد الكيزان وهم ليست حريصين كما يدعون علي الاسلام او الشريعة التي يباهون بها وانما حرصهم علي كراسيهم وسلطانهم الذي يجلب لهم المال والرفاه .
فلابد من ان يسقط نظام الانقاذ قبل فوات الاوان وقبل الندم ان يحل علي كل السودانيين وعندها يكون الهلاك ويكون الدمار وتكون الصوملة او الرواندية .
فلذلك يجب ان لا نحلم بان تعود الانقاذ الي عقلها وهي لم تعد طيلة ثلاثة وعشرون عاما من المماحكات والمراوغات السياسية والكل يشهد علي ذلك . فلنا الله من هولاء القوم ولك يا وطن الف سلام .
تسلم يا دكتور وهذا هو الدواء الذي يراه الأطباء ولكن هل من مجيب ،،،، لقد أسمعت إن ناديت حياً،، ومالا أكثر العبر وما اقل المعتبرين