وَأدُ الأجنّةِ … قتلُ الحَواملِ … وجماعُ الحَميرِ…!!!

وقضية أخرى من السلسلة الجهنمية للواجبات المنزلية التى تتطلب مواجهتها ومعالجتها إجتماعياً وقانونياً ودينياً .
إنها جرائم القتل التى ترتكب فى حق المراهقات اللاتى يدفعهن جموح الشهوة لممارسة الجنس ، فيدفعن أرواحهن وأرواح أجنتهن ثمناً لغسل العار ، ونجاة شركاءهن فى الجريمة فى بعض الحالات ، إنه الفشل فى منع وقوع الزنا ، والإخفاق فى حسن التصرف بعد وقوعه ، وهو التحدى نفسه الذى فشل فيه رجال الدين فشلا ذريعاً فى كل الأديان وفى كل الأزمان ، بل منهم من تورط فيه بنفسه قديماً وحديثاً ، رغم التعاليم التى يروج لها ، والنصوص التى بين أيديهم ، وقلة فعالية هؤلاء الرجال هى دفعت ببعض المجتمعات السودانية ، فى فترات سابقة ، إلى إتخاذ إجراءات وتدابير أخرى ، ذلك بتجهيز أنثى حمار لكل مراهق ذكر ، وحثه على ممارسة الفاحشة بها عند الحاجة مع التحذير المغلظ من الإقتراب من أى فتاة أو إمرأة فى القرية . وبالمقابل على نفس الخلفية تظهر ختان البنات للحد من شهوتهن الجنسية …
إنها إجتهادات ومعالجات !! كيفما ينظرإليها إلا أنها كانت تهدف إلى عمل ما يلزم لتغطية فشل الشيوخ ، ولتفادى اللجوء إلى قتل الفتيات لاحقاً …!!!
هذه العادات والإجراءات كانت متبعة حتى الثمانينيات من القرن الماضى ، وأظنه تأريخ قريب ، ولا نعرف عنها أخبار فى الوقت الحالى ، لكن إلى اليوم نرى هواجس عار الحمل السفاح تقف صامدة ، وترسل برسائل عنيفة بين الحين والآخر لتؤكد على وجودها ، رغم إدعاءات التطور والحداثة والثقافة التى يحاول السودانيين إحاطة أنفسهم بها ، ما يعز عليهم رؤية حقيقة الإعوجاجات والإلتواءات البائنة على أعناقهم ، والفاضحة فى سلوكهم ..!!
خبر حديث ، الخرطوم ، أسامة ع. 22/2/2013 (وجد طفل وليد لا يتعدى عمره أيام في هذه الدنيا الفانية تعد بأصابع اليد الواحدة ملقياً بين الأشجار تتجاذبها أنياب الكلاب الضالة ، التي بقرت بطنه وأكلت أحشاءه وبجانبه كرتونة وضعت فيها أغراض ومستلزمات لهذا الوليد ، مثل البشكير والرضّاعة والحفاضات وملاءة ، هُرعت الشرطة والمباحث الجنائية إلى موقع الحادث وقامت بالإجراءات القانونية ، وتحول مسرح الجريمة إلى بكاء ونحيب من الرجال والنساء لا تسمع فيه إلا اللعنات والدعاء على من فعلوا هذا)..!! وقس عليها مئات الحالات !!
قتل مراهقة بواسطة والدها وشقيقها فى منطقة (…) وإلقاء جثتها فى (…).
إختفاء فتاة فى ظروف غامضة إثر مشادة بينها وأشقائها …!!. إنتحار فتاة بعد تناولها الصبغة ( …؟؟؟ ).
خرجت فتاة عمرها كذا من بيت ذويها ، أوصافها كالأتى …. (…؟؟؟)
منقول .. (إحصائيات دور الأطفال مجهولى الهوية ، تشير إلى إستقبال (2-3) طفل يومياً ، وعدد حالات الإستلام بين العامين (2007-2010) وصلت لعدد (2824) طفلاً بلغت الوفيات بينهم (1499) حالة وفاة ، وذكر المصدر أن سجلات الشرطة تؤكد أن هذا العدد لا يمثل سوى (50%) من عدد الأطفال الذين يبلغ عنهم . ناهيكم من يتم التصرف فى أمرهم بعيدا عن الأعين ..).
آ آ آ ه ، نستغفر الله العظيم ونتوب اليه …..
هذه ما تعرف عالمياً بجرائم الشرف ، وتتورط فيها المجتمعات الشرقية ، وعلى وجه الخصوص سوريا ، لبنان ، الأردن ، فلسطين ، باكستان ، أفغانستان ، مصر ، تركيا ، اليمن . والتصنيف مدعم بالأرقام ، ومعد بواسطة جهة متخصصة تتبع للأمم المتحدة .. ولم يرد فيه إسم السودان .. ولا إسم دولة أخرى فى غاية الأهمية (..) ..
والملاحظ أن هذه البلدان ترسم جزءاً كبيراً من خارطة الدول الإسلامية .. والإسلام لم يدع إلى التعامل مع هذه القضية وعقوبته على غير المحصنة (الجلد 100 جلدة مع التغريب سنة ، لا غير ) ، إذن علام يستند المسلمين فى قتلهم للفتاة والجنين والختان الفرعونى وغض الطرف عن فعل الفاحشة بالحيوانات ؟؟
حاولوا ، وإجتهدوا ، وإستنتجوا بأنفسكم مصدر هذا الداء ، كيلا نضل بكم عن مقاصد هذا المقال …
تعد الزنا من الجرائم الكبرى فى المجتمعات السودانية بمختلف أديانها بمن فيهم الجنوبيون عندما كانوا جزءاً من السودان ، وباقى القبائل أو أكثرها علاوة على حرصها على المظهر العام ، تحافظ على شرف البنت من أجل إنجاح صفقة الزواج ، التى تعنى المال والإحتفال ورفعة شأن الأسرة ، والإفتخار ، ونيل النسب مع عائلات أخرى ..
ولكنها تنقسم قسمين رئيسيين فيما يتعلق بالتعامل فى قضية الزنا ، فالأكثر تأثراً بالعروبة هى التى تنتشر عندها هذه العادة ، مما ينتهى بنا إلى محصلة أجنبية منشأ هذه الجريمة !!، وبقراءتها مع خارطة الأمم المتحدة الخاصة بجرائم الشرف ، سيتأكد لنا أن السودان ما زال بعيد عن مركز الثقل الحقيقى لهذه القضية..
أما القبائل الأقل تأثرا بالعروبة ، فما زالت تتعامل مع الموضوع بسجيتها ، وعلى ضوء التقاليد والسوابق والخلفيات التاريخية ، وذلك بفرض غرامات والإلزام برعاية الأم الحامل حتى الوضوع ، ومن ثم التفاوض على إتمام الزواج ، أو سداد المهر كاملاً مع التخلى التام عن الطفل والأم .. ويمكن إعادة تزويج الفتاة لشخص آخر بمهر أقل ، ورغماً من أن هذه المواقف تجلب السخرية والإزدراء ، إلا أنها تقف على الجانب الصحيح فى معادلة قواعد سلوك ومعالجات ما بعد الزنا..
طفل العلاقة المحرمة الذى يعد إما محتقر أو لقيط ، ومنبوذ فى الحالتين لدى القبائل التى ترتكب جرائم الشرف ، يجد لنفسه موطئ قدم بين أفراد قبيلة أخرى دون أى مضايقة أو معايرة ، مع حالات حرج محدودة ، عندما يُسأل أو يطرح الأسئلة بنفسه عن أباه الحقيقى ، وفى الغالب يجعلوه يعرف حقيقة الأمر ..
إن الثقة التى تتمتع بها القبائل التى لا تتحرج من إستيعاب الطفل الناتج عن العلاقة الجنسية المحرمة ، تدفع بالذين يقعون فى هذه الورطة إلى اللجوء إليها ولو بطريقة غير مباشرة ، مما يجعل من هذه المواقف إعترافات غير منطوقة بسلامة معالجات من يتم اللجوء إليهم ، ومحاكمة بليغة للتقاليد الإجرامية ، واللا إنسانية . فالكثير من الحالات وجدت بإتباع نفس السيناريو التى وردت فى الخبر فى صدر المقال ، كرتونة ( فيها طفل حديث ولادة ، بأغراضه من بشكير ، ملاية ، رضاعة ، حفاضات ) موضوعة فى مكان ما فى الشارع ، على أمل أن يجده شخص فيأخذه إلى قسم الشرطة ، ومن ثم دار الأيتام ، أو يوضع أمام منزل أسرة جنوبية أو غرب سودانية ، فى ثقة واضحة فى ترحيبهم به .
وبهذه المناسبة ، فإن بعض الجنوبيون عند هجرتهم العكسية إلى أرضهم قد أقدموا على بيع ما أمكن من ممتلكاتهم ، ونزعوا أطفالهم نزعاً من المدارس ، ومنهم من أقدم على نبش مقابر أقربائهم لأعادة دفنهم فى موطنهم ، ومع ذلك لم يترددوا فى أخذ من تبنوهم من اللقطاء السودانيين ليبنوا معهم حياة جديدة ، تبدأ من تحت الصفر !!!
فى رواية أثق بها ، ذكر أحدهم أنه وجد أمرأة فى جوبا لديها أثنى عشر طفلا وطفلة بينهم أكثر من توأم (كلهم أبنائها) ، وواحد بملامح مختلفة عن الباقين ، وعندما سئلت عنه ، ردت بمنتهى البرود ” لقيناو فى كرتوم ” !!
إن زيارة واحدة لإحدى دور الأيتام المنتشرة فى السودان (دُوراليُتم المفتعلُ) ، سيتأكد له بشاعة الجرم الذى يرتكب فى حق من لا ذنب له ، (لا تقنطوا منهم ، نحثكم على تكرار زيارتهم ، ودعمهم معنوياً أيها السادة والسيدات) فرغم الإجتهاد الكبير ممن كرسوا أنفسهم لتقديم الرعاية المطلوبة ، إلا أن ثمة كآبه تحيط بحال هؤلاء المكروبين جراء غياب الأمومة الحقيقية وإنعدام جو الإسرة ، فالطفل مهما صغر يحتاج إلى من يتحدث إليه ويلاعبه ، وإلى سماع صوت من أباه . وكتب أحدهم يوما مقالاً أكد فيه أن الأطفال هرعوا إليه عندما زار داراً لهم ، فأمسكوه من قدمه ، وكل منهم عبر عن حقيقة محنته ( أبى .. أبى .. خذنى معك يا أبى ، خذنى إلى المنزل يا أبى …. !!! ).
لست ممن يجيدون التوسل ،،،، !!
لكن أتوسل أليكم إن كان ذلك سينقذ روحاً آدمية ،،،، أتوسل إليكم ألا تقتلوا جنيناً نفخ فيه روح من الله !
أتوسل أليكم ألا تقتلوا حاملاً ، فلستم مخلدون فى الدنيا بل عابرون ،،، مجرد عابرون ..
فالدنيا كانت لغيركم .. والآن لكم ولغيركم .. وغدا لغيركم فحسب !! لكم زمن ، ولغيركم زمن ،، وإياكم الإعتقاد أن سلالاتكم لم تمر يوماً بأصلاب الزناة ، إياكم .. وإدعاء الملائكية ..!!
فلا أراكم الله مكروها فى بناتكم ، لكن أن حدث فاتركوا الأنانية ، وأخرجوا من ذواتكم ، وتخلوا عن التبرج الزائف الذى يعلوا وجوهكم ، طبقوا القانون ، وتقبلوا تحمل المسئولية بجرأة ، وإتيحوا الفرصة لبنتكم كى تعيش ، أتركوها تعيش ، ولها الخالق الرازق ، فإن تضيق عليها داركم ، فأ ر ض ا لله و ا سعة …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. …للاسف دايمًا يقفز الحل الوحيد وهو تنظيم عملية الزنا الذى كان هنا فى الماضى القريب , لتقليل انتاج مجهولى الوالدين,لان الدين فى الصدور تتقاذفه ضرورات الحياة الاقتصادية وفشلت الدولة فى تطبيقه فى نفسها ناهيك عن شعبها ,ويجب ان يكون العلاج بصورة علمية ومرتبة وتطبيق او استحضار تجارب الدول فى هذه المشكلة الانسانية القديمة مع التنقيح ,اذالم نستطع ابتكار او وجود حل جذرى.

  2. ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ( 33 ) )

    يقول تعالى ناهيا عن قتل النفس بغير حق شرعي كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة ”

    وفي السنن لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم ” .

    وقوله : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) أي سلطة على القاتل فإنه بالخيار فيه إن شاء قتله قودا وإن شاء عفا عنه على الدية وإن شاء عفا عنه مجانا كما ثبتت السنة بذلك وقد أخذ الإمام الحبر ابن عباس من عموم هذه الآية الكريمة ولاية معاوية السلطنة وأنه سيملك لأنه كان ولي عثمان وقد قتل عثمان مظلوما رضي الله عنه وكان معاوية يطالب عليا رضي الله عنه أن يسلمه قتلته حتى يقتص منهم لأنه أموي وكان علي رضي الله عنه يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة وأبى أن يبايع عليا هو وأهل الشام ثم مع المطاولة تمكن معاوية وصار الأمر إليه كما تفاءل ابن عباس واستنبط من هذه الآية الكريمة وهذا من الأمر العجب وقد روى ذلك الطبراني في معجمه حيث قال

    حدثنا يحيى بن عبد الباقي حدثنا أبو عمير بن النحاس حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن زهدم الجرمي قال كنا في سمر ابن عباس فقال إني محدثكم حديثا ليس بسر ولا علانية إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان يعني عثمان قلت لعلي : اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج فعصاني وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية وذلك أن الله تعالى يقول ) ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ) الآية ، وليحملنكم قريش على سنة فارس والروم وليقيمن عليكم النصارى واليهود والمجوس فمن أخذ منكم يومئذ بما يعرف نجا ومن ترك وأنتم تاركون كنتم كقرن من القرون هلك فيمن هلك .

  3. فى فترات سابقة ، إلى إتخاذ إجراءات وتدابير أخرى ، ذلك بتجهيز أنثى حمار لكل مراهق ذكر ، وحثه على ممارسة الفاحشة بها عند الحاجة
    أعوذ بالله
    دا كلام شنو دا يضاجع حمارة ياخي ما يبيعوا الحمارة ويتموا عليها ويزوجوهوا عديل ولو برطل بلح وفركة وربع رطل زيت

  4. يا عميل الكيزان , بالله , بكم شارينك الكيزان ؟؟؟ , بالله عليك قيم نفسك بمواضيع ثرة , وشوف ليك كلام موضوعي , وخليك من الفارغات ,
    قيم نفسك , تحدث عن انجازات الجبهة الثورية , والسودان الجديد , وما ادراك ما السودان الجديد , والإسراع بالمحكمة الجنائية الدولية , والحقوق البشرية الأساسية وهي_
    الاعتراف بحق الحياة
    حق حرية التعبير
    حق حرية العقيدة والاعتقاد
    حق حرية الرأي
    حقوق الملكية الفكرية والشخصية
    حق الانتخاب
    الاعتراف بالتنوع العرقي والثقافي والديني

  5. شكرا لك وانت تطرق موضوع انساني ومعقد

    من الواضح اننا السودانيين دايما ما نفاجأ بالمشاكل ( زي موية الخريف)

    ونفزع من طرحها ..ونضخم امكانية الحلول

    ( الواحد يكون ماشي في الواطة وعارف إنه مريض ويحتاج لعلاج

    لكن ما يمشي للدكتور عشان ما يسمعها منه صارخة:-انت مريض ومحتاج علاج -قبل ما تستفحل الحالة )

    ألسبب ليس مادي -وان قد يكون – ولكن في الأساس نفسي وجيني ( في كروموسوماتنا).

    يعني …الله سبحانه وتعالى وضع لهذا الكون سنن ، قوانين معادلات ثابتة – لا تبديل لها –

    الغرب يجتهد في فك هذه الشفرات .. ونحن نكتفي بالاندهاش.

    .إليك مثلا هذه المعادلة :

    مزايدة دينية + شيخ يزيين الأعمال + حرمان = البحث عن السلطة (س)

    (س) + عساكر + كذب = انقلاب (ص)

    (ص) + حروب + هوس + فساد = حصار (ق)

    (ق) + فقر + هجرة + عجز +تسلط +فشل = تفكك المجتمع (و)

    (و) + عدم زواج + سقوط الشعارات= طفل في كرتونة تحت الشجرة

    المعادلة دي موجودة منذ الأزل …. وحدنا الذين تفاجأنا

  6. والله مقال ممتاز جدا والمشكلة في البنجي من الكرتونة يتم بيعة من الملاجاء وهناك مشكلة اخلاقية كبيرة عند اهل الاسلام السياسي قبل الحمل واسبابة وبعدة هناك مسئول كبير كان محافظ بيبيع الاطفال عديل كدة لما تنكر صحفي شاب سوداني بانة مشتري او (يرقب في تبني طفل) تم تقديم لستة اطفال درجة اولي بسعر محدد واخرين بسعر وتم فضح ذلك المسئول في مجلس تشريعي الخرطوم لاكن ماذا فعل بني كوز اشتقل فقة السترة وتم ستر الموضوع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..