فتحي شيلا… الرسالة الأخيرة !!

” خروج شيلا بتلك الطريقة من الحزب الاتحادي أعطي صورة سيئة جداً للحزب و تلك الخطوة في رأي زي المثل السوداني ? شلع الزريبة ? عندما تشلع الزريبة يخرج منها الحيوان والانسان.” القائل القيادي الاتحادي الحاج مضوي والمناسبة الإستقالة التي تقدم بها من الحزب الاتحادي القيادي فتحي شيلا ونشرت في صحف الخرطوم الصادرة أمس ، وكان القيادي فتحي شيلا قد قدم إستقالة من الحزب عبر رسالة نشرت الصحف وأثارت الخطوة ردود أفعال كبيرة وتباينت القراءات والمواقف والتحليلات هل هي استقالة أم تجميد؟ وماهي خلفيات الرسالة التي تخطت كل أجهزة الحزب ونشرت في الصحف ،تفرض أسئلة عديدة متشابكة ومتقاطعة نفسها بإلحاح طاغ وتبحث عن الأسباب الحقيقية لتلك الخطوة ومحاولة قراءة إتجاهات مابعد الاستقالة أو التجميد ،هل كتب شيلا بتلك الخطوة السطر الأخيرة في مسيرة إمتدت 40 حولاً في الحزب الاتحادي وهل صحيح أن شيلا بات قريباً من المؤتمر الوطني؟.
وقال شيلا ملخصاً أسباب (خروجه) في البيان الذي نشر مؤخراً ” بكل الاحترام والتقدير أتقدم باعتذاري لجماهير الحركة الاتحادية إن نلت أو جرحت مشاعرهم بإعلان اعتذاري عن مواصلة المسير.. والسؤال الذي يثور هنا لماذا صمت شيلا لأكثر من 40 عاماً علي تلك الأوضاع التي وصفها بأنها تفتقد للمؤسسية؟ يرد شيلا : انتظارنا الطويل لم يكن ناتجاً عن عدم قدرة أو عدم إدراك وإنما كان فرصة واسعة للتفكير بعمق وكانت هناك مبررات حقيقية للصمت في الفترة الماضية..دعونا في المساحة التالية نترك الأسباب التي دفعت شيلا للخروج أو الاعتذار ولو لحين نحاول قراءة مستقبل شيلا السياسي في ظل أسئلة كثيرة تحاصره وأخبار كثيفة هنا وهناك عن خطوة متوقعة في القريب العاجل… هل صحيح مايشاع عن إنضمامه إلي المؤتمر الوطني ومامدي صحة مايقال عن وجود تحركات وترتيبات يقوم بها القيادي السابق بالحزب الاتحادي وعضو الحركة الشعبية الحالي محمد المعتصم حاكم تمهد الطريق أمام إنضمامه للحركة الشعبية؟.. نقلت هذا السؤال لمحمد المعتصم حا كم رد بسرعة : ” ياريت لو أقدم علي هذه الخطوة أي حزب يرحب بأمثال شيلا”.
وتناقلت مجالس الاتحاديين أنباء تتحدث عن انتقال شيلا إلي المؤتمر الوطني في القريب العاجل ، يقول القيادي الاتحادي النعمان حسن منذ فترة طويلة كنا نعلم بالخلاف بين شيلا وقيادة المرجعيات ونعلم أنه كان مع الأتجاه الباحث عن المؤسسية وأتمني أن لا تصدق الإشاعات التي تتحدث عن نية شيلا في الانضمام إلي المؤتمر الوطني… وقال قيادي اتحادي فضل حجب اسمه : عودة شيلا إلي الاتحادي شبه مستحيلة بعد المظالم والمرارات التي تعرض لها والمسافة بينه وبين المؤتمر الوطني أقرب بكثير من المسافة التي بينه وبين الحزب الاتحادي…ومنذ فترة ليست بالقصيرة كان قطاع واسع من الأهل بدنقلا والمهجر يطالب شيلا بالرحيل عن ديار الاتحاديين والانتقال إلي أي حزب آخر وقال الأستاذ حاتم حسن محجوب ممثل رابطة أبناء دنقلا بمنطقة مكة بالمملكة العربية السعودية عبر رسالة مطولة قصدت بريد فتحي شيلا ووصلت إلي عدد من الصحف والمواقع في الشبكة العنكبوتية ” الأستاذ شيلا هذه الرسالة والتي نعتبرها الفاصلة تحمل كل أشواق أهلك في دنقلا الصامدة والصابرة والتي تنتظر الكثير من الجهد والتنمية في مجالاتها المختلفة وتتوق هذه الجماهير أن تضع كل خبراتك وبصماتك تحت تصرف حكومة الوحدة الوطننية وتخدم وطنك وأهلك من أي المواقع التي ترحب بالفرسان والرجال الشرفاء وتمضي ولم نسمع سيادتكم رأياً والصبر ينفذ…الخ “.. ولم توضح الرسالة كيف يضع شيلا خبرته تحت تصرف حكومة الوحدة الوطنية وهل كانت الرسالة تقصد المؤتمر الوطني وحاولت التدثر بثوب حكومة الوحدة الوطنية؟ ورساله أخري من دنقلا ربما أضاءت بعض جوانب الموقف وتقول الرسالة: ” إبننا شيلا ليس أمامك إلا طريقان ، أحدهما هو انصياعك لقرار اهلك – أصحاب القرار ? والانخراط في العمل العام وخاصة أن الانتخابات علي الأبواب ويرضي عنك من وهبوك هذه الثقة والأخر أن تكتب بذات الحبر الذي أعلنت به استقالتك من الحزب الاتحادي رفضك لهذه الرسالة ?عقوك ? لعشيرتك الأقربين وساعتها حتماً يختلف الخطاب والعقاب “. . سألت شيلا عبرالهاتف هل صحيح أنك سوف تعلن قريباً جداً إنضمامك إلي المؤتمر الوطني رد قائلاً : ” أنا مع خيار أهلي صبرت كثيراً علي مظالم ومرارات لا أول لها ولا أخر” ثم صمت عن الكلام ورفض إضافة أي شروحات أو تفسيرات لحديثه.
وقالت مصادر اتحادية رفيعة ل (صوت الأمة) أن هناك جهود كبيرة مبذولة لإثناء شيلا عن موقفه وإجتمع وفد من هيئة الختمية بفتحي شيلا وبحث معه إمكانية العودة ووضع شيلا شروط كثيرة قبل العودة وطالب بجراحة مؤلمة في جسد الحزب ، ويقول القيادي الاتحادي علي السيد سوف نفعل الحزب بالقدر الذي يرضي شيلا ولكنه لن يعود عبر مبادرة الختمية ولن يجرب المجرب ويضيف السيد من قبل قامت هيئة الختمية بذات المبادرة ولم تحقق أي نجاحات تذكر ولم تأت بجديد وفي كل مرة يقولون سوف نعمل كذا وكذا ولذلك أي مبادرة تأتي منهم غير مفيدة وإذا لم يتم تصحيح المسار (سوف نخطو نفس خطوة شيلا).
يقول القيادي الاتحادي المعروف الحاج مضوي لا أعرف تحديداً الوجهة الجديدة لشيلا والخطوة القادمة لمابعد الاستقالة ولكنه موقفه الأخير واستقالته بتلك الطريقة ونشر الاستقالة في الصحف هذا حدث غير طبيعي أعتقد هناك أسباب قوية دفعته إلي هذه الخطوة . ” ندرك غياب المؤسسية في حزبنا وضبابية بعض المواقف ” والحديث لنائب رئيس الحزب الاتحادي علي محمود حسنين ويضيف ولكن الحل ليس في خروج أمثال فتحي شيلا وليس من المصلحة خروج أمثاله.
في ظل المعطيات الماثلة تظل قراءاة اتجاهات مستقبل شيلا السياسي بحاجة إلي معلومات أكثر وتحليل أعمق وتظل الأسئلة قائمة هل يعود شيلا إلي الحزب الاتحادي ويستجيب الحزب العريق لبعض شروطه أم يمضي في اتجاه الرسالة الفاصلة لبعض أهله ويعتزل الحزب العريق ويلتحف ثوب حكومة الوحدة الوطنية كماقالت الرسالة التي حاولت إخفاء لون وموقف الذين يقفون خلفها أم يختار شيلا الطريق الثالث ويعتزل العمل السياسي ويتجاهل تحذير الرسالة التي تقول :” كم يكون جميلاً أن يستجيب ابن السودان لآمال وأشواق الجماهير التي ترفض بشدة أن يعتزل شيلا العمل وهو مازال قادراً علي العطاء”.
** نشرالتقرير في صحيفة صوت الأمة بتاريخ 1- 6- 2008
** نفض عنه الغبار وعلق عليه .. المحرر السياسي
رحل الأستاذ فتح الرحمن ابراهيم شيلا عن الدنيا في يوم18 فبراير الماضي بعد مسيرة طويلة وحافلة بالبذل والعطاء في العمل السياسي ، الراحل من مواليد دنقلا عمل معلماً في مدارس الولاية الشمالية والخرطوم وعمل في نقابة المعلمين قضي أكثر من 40 عاماً في صفوف الحركة الاتحادية قبل أن ينتقل إلي المؤتمر الوطني.
تقلد عدة مناصب في الحزب الاتحادي وفي التجمع الوطني الديموقراطي وكانت له علاقات مميزة بمعظم أحزاب التجمع وكان ممثل الحزب في التجمع. عاد إلي البلاد بعد غياب طويل في يوم 14 -11- -2001م مع السيد أحمد الميرغني.
** نقلاً عن صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ان تختلف مع حزبك شيئ وان تنضم لسلطه فاشيه شيئ اخر لاتيل المواقف والقناعات كما تبدل الثياب
    لكنها الشخصيه السودانيه الهشه والانتهازيه والانهزاميه في اغلب الاحيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..