تليُّف الكبد .. جوبا والخرطوم .. (ما فيش حدّي أحسن من حد) !!

(*) كغيري من (الأدبيين) الذين إتخذوا من المساق الأدبي درباً لولوج الجامعات ، هروبا من (اللوغريثمات) الرياضية والكتل والأوزان الذرية لعناصر ما أنزل الله بها من سلطان ، بحيث أن العناصر التي كانت (أربعة) في عهد جابر بن حيّان ، وجدناها في عهدنا – لسوء الحظ – أكثر من 105 ، وربما زاد العدد الآن ، وبخاصة وأنه مرّ على جلوسنا لإمتحانات الشهادة الثانوية (السودانية) أكثر من 17 سنة …!! أقولُ ، كغيري ممن كره القوانين الفيزيائية والروابط الكيميائية ، لم أسمع بمرض ” إلتهاب الكبد الوبائي ” أو أعرف عنه معلومة علمية دقيقة ، إلا في العام 2010م قبيل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في (سودان ما قبل الإنفصال) .. وكانت المناسبة في غاية الحزن بالنسبة لي ، إذ نعى الناعي إلينا أستاذنا الجميل الفضيل الفقيد عز الدين خضر في شهر يناير – فيما أظن – متأثرا بإصابته بهذا المرض الفتاك المعديّ .. والمرحوم عز الدين خضر ممن أكنّ لهم كل الإحترام ، حيث تتلمذتُ على يديه وتعلّمتُ فنيّات التقديم التلفزيوني بمركز التدريب التلفزيوني بأم درمان ( مركز أثير) الآن . فله الرحمة بقدرما قدّم لبلاده وعوّضه الله في شبابه جنات عرضها السموات والأرض .
(*) ولمّا كان الزمان جميلاً بعض الشيئ ، وأموال البترول تدخل إلى خزينة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بمليارات الدولارات ( وبالموسيقى كمان) ..!! فقد أقدمت وزارة الإعلام والإتصالات في ذلك الوقت على القيام ببرنامج تطعيم الإعلاميين والصحفيين الحكوميين ، وكان من نعم الله علينا في ذلك الوقت أن كنا ضمن المشمولين برعاية الحكومة ، فتلقينا الترياق بفرح كبير ، إنتصاراً للحياة .. وخوف أن نموت كـ(عز الدين) ..!! في وقت لم يدر بخلدنا أن معظم الإعلاميين السودانيين الشرفاء لا يجدون فتات هذا النعيم الذي هبط علينا فجأة من السماء ، وأن النظام السوداني لا يريد لهم (صحة وعافية) في الأساس ، بل يتمنى النظام لو أن قيامتهم قامت ذات يوم ، فيصبح الناس صباحا ليجدوا سوداناً خاوياً على عروشه من أي صحفي معارض لسياسات المؤتمر الوطني ..!! ..
هذا كان في السودان قديما ، ولا أوّد أن أقلّب المواجع على (أم رأسي) بذكريات تصيبني بالغثيان ..
(*) وفي جوبا الأسبوع الماضي ، يتجدّد حديث ” إلتهاب الكبد الوبائي ” مرة أخرى ..!! حيث تفيد الأنباء أن البلاد يحدّق بها خطر الإصابة بهذا المرض بعد أن ظهرت حالات عديدة منه في مختلف أرجاء القطر ، وحذّرت وزارة الصحة ( طبعا أول مرة أعرف إنو في وزارة صحة في جنوب السودان ) .. حذّرت المواطنين من خطر المرض وضرورة مراجعة المستشفيات والمراكز الصحية لتلقي تطعيم ( مدفوع القيمة ) ضد هذا الداء العضال ..هذا حديث وزارة الصحة ..!!
إن (إلتهاب الكبد الوبائي) ليس مرضا خطيرا فحسب ، بل تخطّت مرحلة الخطورة التي هي أخفّ قدرا ، إلى كونه صار من الأمراض الكارثية القاتلة التي تفتك بالجنس البشري دونما إمهال او إعطاء فرص التشافي ، والأسوأ أنه ينتقل بطرق عدة : الملامسة .. التنفس (النسبة الأكبر في الإنتقال) ..المعاشرة الزوجية ..الجلوس في مكان واحد ، ولو كان متّسعا وذات تهوية سليمة .
(*) تذكرتُ وأنا أستمع إلى حديث إلتهاب الكبد الوبائي بعد أقلّ من شهر على فضيحة المجاعة التي ضربت بعض ولايات جنوب السودان ، تذكرتُ ما رشح إلي مسامعي من أن أحد الأطباء الإختصاصين في السودان أكّد وجود حالات الإصابة بالعمى بين المواطنين بصورة ملفتة ، وأن إنفصال جنوب السودان لم يسهم في تقليل نسبة الإصابة بهذا المرض ..!! ما جعلني أتشكك كثيرا في نسبتنا (كجنوبيين ) إلى النسبة العامة لسكان السودان قبل إنفصالنا .. بل وتذكّرت أيضا حديث (هيئة الحج والعمرة في السودان) في الموسم الفائت ( موسم الحج طبعا) من أن إنفصال جنوب السودان أدى إلى تقليص فرص حجيج السودان بأمر من إدارة شئون الحج في المملكة العربية السعودية . ما جعلني أتهادى وأسير متبخترا في ذلك الوقت لكون المسلمين بجنوب السودان يشكّلون كل هذا العدد الكبير والمهم .. ( ويا غازي صلاح الدين الكلام دا كيف يا ود عمي .. )..!!
(*) إدارة (الطب الوقائي) بجنوب السودان مطلوب منها الآن أن تخرج كل ما في (كنانتها) وتعلن (الإستنفار والجهاد) ضد هذا المرض ، بل وفتح المعسكرات لجميع الكوادر الطبية ووضعهم تحت حالة التأهب والإستعداد لمجابهة خطر الأعداء ( من أمراض لا نعرف من أين أتت )..!! .. ولكي لا يجد أمثال الطيب مصطفى فرصته في دمغنا بكل سوء ، أكثر من الذي يسوّد به صفحات جريدته العرجاء ، فإنني أوّد أن أطمئن الإنفصاليين السودانيين الحاقدين على كل ما هو (زنجى) ، بأن إلتهاب الكبد الوبائي جاءنا محمولا على أجنحة (ريح الشمال) .. ومع أول نسيمات شتوية باردة تصلنا في جنوب السودان من حيث يقطن الطيب مصطفى ..!!

إستيفن شانج
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأخ إستيفن
    لك التحية ولكل شعب جنوب السودان
    خلينا في الأول نزيل التهاب الكبد الوبائي المعشش في عقول البعض في الشمال والجنوب أمثال الطيب مصطفى وربعه وبعد داك القضاء على التهاب الكبد الويائي الفي الكبد حل هين.
    أنتم اخترتم الانفصال بمحض إرادتكم وهذا حقكم ولا جدال في ذلك ولكن بعد الانفصال إتركونا نحن نفكر ونقرر في شأن دولتنا وعلينا أيضا ترككم للتفكير في شأن دولتكم الوليدة وعلينا طي صفحة الماضي بكل آلامه وآماله المشتركة…….هذا هو الطريق الوحيد للسير قدما من أجل مصلحة شعبنا في الشمال والجنوب

  2. ياخوي تليف الكبد والكبد الوبائ اضل في الجنوب ويصاب به اهل الجنوب اكثر من الشمال واحتمال من ذكرتهم من اصيبوا بهذا المرض احتمال كبير اصابتهم العدوى من الجنوبيين لعدة اسباب واظنك انت عارفة هي شنو ًً????????
    كما اتمنى ان تلقي رسالتنا هذ طريق لنشر

  3. الاخ استيفن
    من حقك الفرح بالإنفصال فهذا حقك كجنوبي وأنا ذكرت ذلك في تعليقي الأول… وأنا كشمالي قد أقبل أو قد أرفض مسألة الانفصال ولكن رأي لا يؤخر أو يقدم في ذلك… ولكن أراك عدت لمسألة التهديد بالحرب وهذا ما يجعلك لا تختلف عن من ذكرتهم انت من أمثال نافع وعبدالرحيم وغيرهم… أكرر لك: شعبنا في الشمال والجنوب عانى بما فيه الكفاية من الحرب وهو بحق في حاجة للسلامة.. أنت انفصلتم أو نلتم استقلالكم أو حريتكم، خذها كما تشاء، ولكنكم لم تذهبوا بعيدا عنا وكذلك نحن لم نذهب بعيدا عنكم.. وعلينا التفكير بإيجابية: إذا لم نحقق الوحدة والتعايش في سلام كشعب واحد علينا البحث عن ذلك كشعبين في دوليتين يجمعهما الجوار الذي لا مفر منه والإنسانية التي أيضا لا مفر منها… هذه هي رسالتي لك…

  4. اريد ان اوضح بعض المعلومات عن مرض الالتهاب الكبدي الوبائي : هناك عده انواع من الالتهاب الكبدي و اكثرها شيوعا هو النوع A و الذي ينتقل عن طريق تناول الطعام او الشراب الملوث بفيروس المرض و هو سريع العدوي و لكنه لا ينتقل عن طريق الهواء , لهذا النوع لقاح فعال لكن لا بد من اخذه قبل فترة كافيا كي يقي من الاصابة بالمرض , الوقاية الاساسية من هذا النوع تكون بتامين مياه شرب نقية و حماية الطعام من التلوث , المرض فيروسي و ليس له علاج نوعي خاس و العلاج يكون بالتزام الراحة التامة و تناول طعام خفيف و فاكهة حتي و سوائل حتي يشفي المريض تلقائيافي فترة من 3 الي 4اسابيع , و اذا شفي المريض من المرض تتكون لديه مناعة دائمة و ليس للمرض تأثير علي الكبد علي المدي البعيد بعد الشفاء, الانواع الاخري من المرض هي الالتهاب من النوع A ,C ,و انواع اخري , النوع B له لقاح و هو يعطي الآن للاطفال في سن الطفولة ( 3- 4 جرعات) , هذا النوع لا يظهر في شكل وباء و ينتقل عن طريق نقل الدم , الاتصال هالجنسي او قد ينتقل من الام الي جنينها, هذا النوع له تأثير علي المدي البعيد و قد يؤدي الي تليف و سرطان الكبد.

  5. انت تعال واضرب ضار علي ضار ومن لف لفهم وستجدناشاكرين لك اما الشعب المغلوب علي امره ليس مكلفا بتبليغ رسائلك لابو ريالة وابو العفين… الخارجك يخرجنا وبلاش تهديد ووعيد وكانك ماشالله ترفل في ثياب الدمغراطية والحرية ورغد العيش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..