لأجل سلامة الشباب : مطالب بعودة الحياة لدور العرض السينمائي

الخرطوم
هي إحدى الفنون المؤثرة التي لها اسهامها المقدر على شرائح عريضة في المجتمعات، ويتباين اثر السينما إيجاباً وسلبا على مشاهدها، وبذا يمكن أن تكون ذات حدين، أحدهما للتثقيف والتحريض وتربية الروح نحو مدارك أعلى، وثانيهما قد تكون مدمرة وبخاصة للصغار والشباب، أولئك الذين لم يكتمل بناء وعيهم بعد ولا زالوا في طور تشكيل شخصياتهم الخاصة.
ومن هنا فإن السينما وسيلة هامة للاستثمار الفكري باتجاه بناء اجتماعي هادف، الغاية منها خلق هوية ثقافية يمكنها مواجهة الغزو الثقافي الوافد، والصراع الفكري المتمثل في سلوك الشباب وأخلاقياتهم من جهة أخرى. كل هذا بالضرورة يستدعي تسخير السينما في الاتجاه الذي يقود إلى خلق جيل مدرك لوجوده ولدوره في بناء هذا الوجود والسعي إلى تطوير المجتمع الذي يعيش فيه.
والسينما في السودان ظلت تتجسد في دور العرض وكانت مؤسسة الدول للسينما الذراع الرسمي ومع اعلاء شعار المشروع الحضاري تراجع عدد دور السينما حتى لم يعد يتجاوز أصابع اليد الواحدة ومع ظهور الفضائيات التي لا تتورع عن بث الافلام المثيرة، طالب عدد كبير من التربويين بضرورة عودة الحياة لدور العرض السينمائي خاصة في ظل الواقع الاجتماعي والاقتصادي الراهن .
المهندس عبدالناصر يري ضرورة عودة الروح لمؤسسة الدولة للسينما لتقوم بواجبها القديم في انتقاء الافلام وتوزيعها مرة أخرى، ويرى عبدالناصر ان دور السينما أكثر أمانا على الشباب العاطل والمحبط خاصة في الامسيات، مؤكدا ان وجودهم في الشارع وهم في هذه السن المبكرة يشكل خطراً على مستقبلهم وربما دفعهم إلى إدمان الخمور أو المخدرات، كما ان بعضهم ربما فكر في أمور لها اثرها الاجتماعي الخطير.
ويري تجاني عبدالقادر ان عودة الحياة لدور السينما امر له فوائد عدة بدءا من خلق وظائف جديدة، فإنها كذلك تحفظ الشباب وتجعله بعيداً عن يد عصابات المخدرات.
ويضيف تجاني بأن اخطر ساعات اليوم هي تلك التي تبدأ من السابعة وتمتد حتى العاشرة، وربما اتجه الشباب لتعاطي الكحول أو المخدرات في تلك الساعات خاصة انه محبط بسبب عدم الحصول على الوظائف. كما ان الشباب في سن العشرين يمتلئون طاقة، ولما كانوا يفتقدون للعمل الذي يستهلكون فيه تلك الطاقة، فإنهم سيتجهون وجهات أخرى لتفريغ تلك الشحنات، وعليه فالمطلوب عدم تركهم امام الفراغ القاتل والمميت.
ويري محمود الحاج والذي كان يعمل بإحدى دور السينما ببورتسودان انهم في احدى المرات قرروا وقف العرض لعدم توفر الوقود لمولد السينما، وعندما وضعوا الملصقات الخاصة بالاعتذار اتصل بهم مدير شرطة المدينة معلنا فتح مخزن الوقود بشرطة بورتسودان ومنح مولد السينما كفايته، وعندما سئل مديرالشرطة في ذلك الوقت عن السبب الذي اضطره لفتح مستودع الوقود لمولد سينما بورتسودان، أجاب كمندان البوليس بأن تشغيل السينما يعني استتباب الامن خلال ساعات العرض وذلك وفقا لإحصاءات الشرطة.
(الصحافة) التقت عدداً من الشباب وسألتهم عن عودة الحياة لقطاع السينما، يقول حمدان بخيت (40) سنة ويعمل بإحدى الورش انه يأمل بعودة السينما حتى يتمكن هو واصدقاؤه من ممارسة هوايتهم في مشاهدة الافلام خاصة افلام الغرب الامريكي. وأشار حمدان إلى انه يحب السينما، وبعد توقف دور العرض اضطر لمعاقرة الخمر مع أصدقائه بالعمل، مشيرا إلى ان عودة السينما تعني تخليه عن تعاطي الخمر.
ومن جانبه قال ابراهيم الصديق إن على الحكومة ايقاف القنوات الفضائية والتي تعرض من الافلام ما يمكن ايقافه في دور السينما بواسطة الرقيب، والذي هو مؤسسة الدولة للسينما، وطالب ابراهيم بالعودة غير المشروطة لدور العرض خاصة ان المتلقي بات يفرق بين الضار والمفيد.

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..