الفوارس والكوارث

الفوارس والكوارث ..

شعر/ هاشم صديق

ياتو ورقاً
إتمضا
وكان دوانا
من الأذى ؟!
………
ياتو ظلماً
إتنسى
بس عشان
مكاً ضحك
أوعشان
سيداً عفا؟!

ياتو خُطباً
في إضينّا
جمّلت في عيونا
شينة؟!
وياتو تلفاز
ياتو رادي
ياتو راوي
ياتو زينة
لبّست عريانّا توب
وبدّلت طعم ( السخينة) ؟!
وياتو حلماً في عصورنا
ما صبح باللّت عجينة؟!
وياتو مركب في بحرنا
طاش صوابها
وهدهدت أعصابا مينا؟!
وياتو راجلاً بالبشارة
جانا من أقصا المدينة
و (بالبشاورة)
كان مسح
سبورة الرحلة الحزينة
وكان غرس
في الليل بشارات الرتينة
وشفانا
من جوع أو حفا؟!

ياتو مسرح إبتدا
وأسيادنا ماكانوا الفوارس
ونحنا كومبارس الحوادث؟!
وياتوا والي في المنابر
ما خطب فينا
ونَهَر
مليون شهر
ونحنا قاعدين في البنابر
قدامو زي شفع مدارس؟!
وياتو دستور
ماصبح في راسنا قمبور
وياتو إعلان
أو بيان
ما إنغرس في حلوقنا أحزان ؟!
وياتوا لحماً للعضام
يوماً رجع
وياتو آذان
ياعسس (مالطة) انسمع ؟!
وياتوا صفا إنقسم
وعاد يتمم وانجمع؟!
ويا رتبة وياتو قبة
ما بقت في اللفة كُبة
وياتو صوتاً
من وجع دمدم هتف
ما انقطع حبلو ونزف
وبالأوامر والكوامر إتنفا ؟!

أحلام بتنقح
طول دبابيس الليالي
ولما فجر
الدنيا يصبح
وما انجبر
يا دنيا خاتر.
لسه لافانا المواجع
والصفافير والمواتر .
سيداً مرق.
سيداً رجع.
مكّاً دخل.
مكاً طلع.
شيخاً لَبد.
شيخاً نَبَل.
سيفا ضحك
كشَّر كتل.
ورقاً جبل
ورقاً سَهَل.
صدقاً أفل
كضباً لمع.
صنماً وقف
صنماً وقع.
كفاً عَصَر
كفاً قلع.
———
والأماني
لسه في حال (الصواني)
لقمة طاعمة وبي كرامة
حبة إحساس بي السلامة
رجعه لي قيف الشهامة
مرقة من عصر القيامة.
فرحة (ما تصبح ندامة)
لاها قصراً أو دواير
لاها بستان أو مناظر
لاها (مول)
في ( وادي شنقول)
وكبري طاير في ( القماير)
لاها أموال في الخفا.

أعفونا من كُتر (التحالف)
والتخالف
والشراكة
والشياكة
والمواثيق
والتواثيق
والورق.
كم مرة أذنّا الفجُر
قبال نفيق شفقو إنسرق.
كم مرة بشّرتو الخشوم
أكلت عديل
مُر الصفقْ.
كم مرة جربنا البيان
كم مرة جبناكم عيان
نشف البلد قلبو إنحرق.
————-
الشعب وين يا مؤمنين
ودستوروا في حَلة إنسلق؟!
و (القسمة) في ثروة منو
والشعب بي جوعو إنشرق.
و(النِسبة) في سلطة منو
و(سكرنا زاد)
( بالنسبة)
في الدم إنطلق .
—————–
إنتو الفوارس والمكوك
الداير يبيع تدوهوا
(في جاهكم يلوك)
واللسه ماسك في الجَمُر
يا ريتو بس يلقى النبق
والجوع يقطّع في الحشا
ألفين سنة.
———-
أدونا بس حق الصَبُر
خلونا من غش الكلام
وعد الرخا وليلة القَدُر
خلونا من كضب البشاير
في القصايد والجرايد.
أدونا بس حق الفطور
أعفونا من حق (العوايد)
و(النفايات)
والدوا.
وكفاية
(فك عكس الهوا).
يا مؤمنين
الشعب وين؟
تاكلوا الثمر
والشعب تدوهوا النوا ؟!
خلونا من حشد المواكب
بي أجاويد الجرايد
والإذاعة
والإشاعة
وبي مناشير الوظيفة.
كم مرة دقيتو النحاس
في لمبة طقت
وطرشقت
أو (زرّة) جاتكم
حتى لو كانت خفيفة
أو ( نِبلة) ناشت
باب جنابكم
وعطسة قَدّت للرهيفة
أو هاجسة مرقت
من عقول عسس الخليفة.
———-
خلونا نمرق من هدومنا
ونغلي نهتف للكرامة
والشهامة
والحساب الفي الكتاب
وللرغيفة وللحليفة.
ما في جُحرا تاني بلسع
ومافي عُذرا للفوارس
تاني بشفع
ومافي ومضاً
في عقولنا الصاحية
نلقاهو إنطفا
وما في رجعات
تاني للشوك والحفا.

ورونا كيف
ننسى الكوارث يا فوارس
الإنكسار
الإنشطار
الإنحسار
الذلة لي ناساً كرام.
موت العروض
دَكْ الفروض
بلع الحرام.
ورونا كيف
بس لينا يوم
(بعتوا الترام)؟!
ورونا كيف
لَمَعت وشوش
كِبْرت كروش
وأنحنا ناس
ربط الحزام.
……..
كَسَر الخراب
مِرْق البلد
حتى النفوس
صبحت حطام .
أدونا بس
فَرْق العُمر
سووا المعاش
حبة لحم فوق العضام
أو ضحكة من جوه القلب
أو لمبة في جوف الضلام .
ولو أصلو موت
أدونا موت
حق الكُرام .
—————–
خلونا
من جنس التخاريف
في الثقافة
ومهرجانات السخافة
أدونا بس حبة (كنافة).
………….
ياتو حرفاً يوم هتف
بي غبنو
أو صادم وقف
أشر على حق (إتلهف)
أو على خطف الشرف
أو غنّى للناس والشمس
وإتحدى للظلمة وعزف
وما اتخنق صوتو ونزف ؟
—————
حرية وين يا مؤمنين؟
صوتنا وين يا موحدين ؟
الشعب وين في السلطة
يا اُمة محمد ويا يسوع
القسمة في المال والحُكُم
ولاّ المظالم والدموع ؟!
…………
يا شراكة
يا تحالف
يا تخالف
يا شياكة.
يا قُباب
يا رهاب
يا خطابة
يا شيوخ
يا شلوخ
يا مهابة
إنتو الفوارس في المسارح
ونحنا كومبارس الغلابة.
إنتو أبطال القصص
ونحن التلاميذ في الحصص.
إنتو الأكابر في المنابر
ونحن حراس المقابر.

بتصدقوا؟
أو تضحكوا؟
قسماً عديل
يا نبقى نحن السادة
والحق والقيادة
وإنتو خُدامنا وزيادة
نطلع نكون
نحن المنابر والإمامة
أو تقوم بينّا القيامة.
الشعب ما ضحكة وقمامة
والصنّة ما بر السلامة.
—————
يا ناس كفاية
من خراب نُبل الضماير
والهواجس في البشاير
ومن طلاسم جاية باكر
ومن تعاويذ الولادة
ومن كضب يوم السماية
ومن تهاليل البداية
ومن عويل خط النهاية
ومن صراع كل الديوك
للكراسي وللولاية.
———–
يا (مبيور)
يا (جلابة)
أنحنا الشعب
سدُرْنَا ولَّع
وكركب تَبْ
حتفاوضونا
ولا نولِّع
ونبدا حرابة
نخش الغابة ؟

ياتو ورقاً إتمضا
وكان دوانا من الأذى
وياتو ظلما إتنسى
بس عشان مكاً ضِحك
أو عشان سيداً عفا ؟!

الاحداث

تعليق واحد

  1. ملحمة ثورة أكتوبر 1964 في السودان التي أطاحت بالحكم الديكتاتوري الباطش ..

    لما الليل الظالم طول
    وفجر النور عن عينا إتحول
    قلنا نعيد الماضي الأول
    ماضي جدودنا الهزموا الباغي
    وهدوا قلاع الظلم الطاغي
    وف ليلة وكنا حشود بتصارع
    عهد الظلم الشب حواجز شب موانع
    جانا هتاف من عند الشارع
    قسما قسما لن ننهار
    طريق الثورة هدى الأحرار
    والشارع ثار
    غضب الأمة اتمدد نار
    والكل ياوطنى حشود ثوار
    وهزمنا الليل
    النور في الآخر ..طل الدار
    وهزمنا الليل والعزة
    والعزة اخضرت بالأحرار
    وكان القرشي شهيدنا الأول
    وما تراجعنا
    حلفنا نقاوم ليلنا وسرنا
    وما اتراجعنا
    نذرنا الروح
    مسكنا دربنا
    وما تراجعنا
    للشمس النايرة قطعنا بحور
    حلفنا نموت أو نلقى النور
    وما تراجعنا
    وهزمنا الليل
    ياساحة القصر
    ياحقل النار
    ياساحة بتحضر روح نصار
    سقينا ورودك دم ثوار
    شتلنا فضاك هتاف أحرار
    خطينا ترابك أحرف نايرة
    بتحكى سطور أيامنا الثايرة
    الرصاص لن يفنينا
    أزلنا موانع
    كسرنا حواجز
    وصفنا واحد
    عامل وطالب
    وصانع وزارع
    الرصاص لن يفنينا
    يا اكتوبر نحنا العشنا ثوانى زمان
    فى قيود ومظالم وليل وهوان
    كان فى نفوسنا غضب بركان
    وكنا بنقسم بالأوطان
    نسطر اسمك ياسودان
    لما يطل فى فجرنا ظالم
    نحمى شعار الثورة نقاوم
    نحمى شعار الثورة الاكبر
    ورسمو النادر وزاهى واخضر
    نحمى شعار الثورة نقاوم
    ولسة بنقسم يا كتوبر
    ونبقى صفوف صفوف
    تمتد وتهدر
    لما يعود الفجر الحالم
    يا اكتوبر

  2. هاشم صديق اللة يديك العافية..انا اعرف جيدا انت من الرجال القبضو وما يزالون يقتضون على جمر عزة وكرامة الوطن الدى فى طريقة الى ضياع..نقول حسبنا اللة فى كل زول كتب نقطة وكل زول قال حرف باعد بة بين ابتاء الوطن الواحد(السودان الدى كنا نفخر جميعا بالنتماء الية)لا حولة ولا قوة الا باللة …

  3. يا (مبيور)
    يا (جلابة)
    أنحنا الشعب
    سدُرْنَا ولَّع
    وكركب تَبْ
    حتفاوضونا
    ولا نولِّع
    ونبدا حرابة

    الحروف ولا المدافع
    اليس الملحمة ( اكتوبر) ببعيد
    فعلت ما لم تفعله الحكاوى

    عندما يكتب تنصاع الكلمة
    وعندما يثور تتقد الثورة
    وعندما يراهن هو الابلج

    علمنا الصبر
    وعلمنا الصدق
    يتسلل في دواخلنا كهمسة صيف
    يبث في ثباتنا الروح
    كم انت راع يا هاشم
    من الصعاب المجاراة

    متعك الله بالصحة والعافية
    ودمت لعزة
    وللنيل
    وللجروف
    وللنخيل
    والتبلدي
    والدليب
    واللوز
    تسلم يارجل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..