أخبار السودان

ذكرى الانقلاب..!!

عثمان ميرغني

مرتْ أمس الذكرى الـ(29) للانقلاب العسكري الذي أتى بسلطة الإنقاذ إلى سدة الحكم في فجر الثلاثين من يونيو 1989.. ليتصدر العهود السياسية في السودان من زاوية عدد سنوات الحكم.. وبعد كل هذه السنوات تبدو الإنقاذ وكأني بها في سنة أولى حكم، لم تستفدْ أو تستوعب حصاد التجربة الطويلة الأليمة..

ورغم أنَّ الفكر السياسي وشرعية الانقلاب بُنيت على معايير أخلاقية محضة، إلا أنَّ حصاد التجربة الطويلة في الحكم أثبت عكس ذلك تماماً. فقد ظل الحكم في السودان يعاني إداناتٍ دولية تكاد تنحصر في القيم الأخلاقية ذاتها التي أسند شرعيته إليها..

وبأكثر مما أرهقت الإنقاذ نفسها بشعارات ضد بعض القوى الكبرى في المجتمع الدولي، عادت تبذل المطايا والحنايا لنيل رضا القوى ذاتها لغفران الماضي وتطبيع العلاقات.. فقد بادرتْ الإنقاذ العالم بسياسة (الكراهية بالهوية) فبذلت شعاراتٍ معادية لقوى دولية ثم إقليمية عربية وأفريقية.. لا لسبب سوى أنها (كراهية بالهوية).. حتى وجدت نفسها في عزلة محكمة.. وبعد رحلة طويلة مريرة في معاداة المجتمع الدولي عادت تشتري رضاه بأكثر مما دفعت في معاداته..

وتكبدتْ في سياق ذلك خسائر مادية هائلة خصماً من مستقبل الأجيال السودانية، فكثير من الاقتصاديين يرى أنَّ خسائر البلاد من المقاطعة الأمريكية وحدها عدة تريليونات من الدولارات..

الآن بعد (29) عاماً لا يبدو في أفق الإنقاذ تباشير مراجعة أو استدراك أو حتى ندم على ما فات.. فطالما أن كرسي الحكم يبدو مستقراً بلا منافسة أو معارضة قوية.. فليس في ضمير الإنقاذ ما يستوجب نقد الذات واستلهام الحكمة من عبر التاريخ.. ومثل هذا الوضع يصبح عصياً تقويمه أو رجاء استقامته.. أو على رأي من قال:

Too deformed to be reformed

الطريق لتصحيح الوضع لا يمكن أن يمر بالطريق ذاته الذي أفضى إليه.. فالمطلوب ترسيخ القيم والمفاهيم التي أهدرها الحكم في سنوات عمره الطويل.. العدل، الصدق، النزاهة، الشفافية، الحرية.. إلى آخر القائمة المعروفة.. لكن افتراض أنَّ الدكتاتورية تعالج بدكتاتورية.. والإقصاء يعالج بالإقصاء والظلم يعالج بظلم مساوٍ في القوة ومضاد في الاتجاه.. لا يحقق في النهاية إلا استمرار الوطن مأزوماً والشعب مقهوراً بفقره وعوز قدراته.. ويتبادل الظالم والمظلوم المواقع ليظل الظلم هو القدر السائد..

صحيح الحُكم معتد بقوته وظلمه، وقادر وراغب في استخدام القوة المفرطة في مقابل أي دعوة إصلاحية مهما تدثرت بالنُبل والطهر الوطني.. لكن الأصح أن أقدار الشعوب رهن عزمها وإرادتها.. ومهما طال ليل القهر والظلم فلابد من فجر الحق والحرية..

وهنالك آية قرآنية نرددها كثيراً ونغفل عن معانيها (لا حول ولا قوة إلا بالله ).. الحول والقوة في هذه الدنيا لله وحده.. مهما بان غير ذلك.. ومهما ظن البعض احتكار الحول والقوة.

التيار

تعليق واحد

  1. في كل ٣٠ يوليو نلعن الترابي والاخوان المسلمين علي انقلابهم المشؤم وحكمهم الفاشل
    اللهم إن الترابي وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم
    اللهم إن الترابي وجماعتهم كذبوا علينا بإسم دينك فأحشرهم مع المنافقين

  2. الطيب زين العابدين احد الذين رفضوا قيام انقلاب يونيو 1989 وضراوة مقارعته معارضته للانقاذ لا تقارن ومع ذلك فهو لا يمكن ان يعتد به لانه لا زال يؤمن بال (حاكمية لله ) فهل كنت يافعا لا تفهم ما حدث يا عثمان ميرغني ؟

  3. غايتو ياهندسه الليلة كلمتهم عديييييل كدا وفي تقديري
    دا اكتر من المسموح بيهو ل زول في وضعك أنت.

  4. البشير منشداً في ذكرى انقلابه المشؤوم:
    ذكراك ما ذكراك
    غير العذاب ألوان
    لو أستطيع أنساك
    أو أعرف السلوان

  5. في كل ٣٠ يوليو نلعن الترابي والاخوان المسلمين علي انقلابهم المشؤم وحكمهم الفاشل
    اللهم إن الترابي وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم
    اللهم إن الترابي وجماعتهم كذبوا علينا بإسم دينك فأحشرهم مع المنافقين

  6. الطيب زين العابدين احد الذين رفضوا قيام انقلاب يونيو 1989 وضراوة مقارعته معارضته للانقاذ لا تقارن ومع ذلك فهو لا يمكن ان يعتد به لانه لا زال يؤمن بال (حاكمية لله ) فهل كنت يافعا لا تفهم ما حدث يا عثمان ميرغني ؟

  7. غايتو ياهندسه الليلة كلمتهم عديييييل كدا وفي تقديري
    دا اكتر من المسموح بيهو ل زول في وضعك أنت.

  8. البشير منشداً في ذكرى انقلابه المشؤوم:
    ذكراك ما ذكراك
    غير العذاب ألوان
    لو أستطيع أنساك
    أو أعرف السلوان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..