أخبار السودان

?عيد بلا احتفاء? لماذا صارت ?الإنقاذ? بعد 29 عاماً ذكرى يتجاوزها صناعها، ويحتفي بسلبياتها من يعارضونها؟

الخرطوم: الزين عثمان

في سنوات حكمهم الأولى كان الإنقاذيون يبحثون عن مبررات لانقلابهم على الديمقراطية الثالثة باستدعاء مقولة الراحل الشريف زين العابدين الهندي في الجمعية التأسيسية (الديمقراطية دي لو شالا كلب ما بنقول ليهو جر)، بالطبع كانت السنوات الأولى للانقلاب الذي أطلق عليه منفذوه ثورة الإنقاذ الوطني مسرحاً كبيراً للاحتفاء. في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات كانت الرايات تحتل أماكنها كان الغناء سيد الموقف أهل الإنقاذ يغنون مشروعهم (وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح وحياتنا أنشودة صيغت على لحن الكفاح). في الثلاثين من يونيو كانت جماهير كرة القدم تتجه نحو الاستاد فثمة مباراة بين فريقي القمة السوداني ودرع للثورة يتم التنافس عليه بين الهلال والمريخ. كان الثلاثون من يونيو يوما للعيد.
أمس بدت الخرطوم هادئة وغابت كل مشاهد الاحتفالات التي اعتادها الناس، ليس ذلك فحسب، بل حتى من صنعوا الإنقاذ تواروا خلف صمتهم، فلا ذكر للتاريخ من قريب أو بعيد، بدت ذاكرة الإنقاذ حاضرة عند معارضيها أكثر من حضورها لدى أهلها الذين أتوا بها. الحديث حول تغيير مجرى التاريخ وتغيير وجه السودان الذي كان يحضر في خطابات الاحتفاء تم استبداله بحديث آخر ذي صيغة معارضة حين اعتبر الكثيرون أن الثلاثين من يونيو هو ميقات الشر الأعظم، بالطبع لم يفتقد هؤلاء ما يدعمون به رؤيتهم حول تجربة الإنقاذ التي تدخل عامها الثلاثين، التغييرات في جغرافية البلاد والتراجع القيمي والحروب التي لم تضع أوزارها إلا لتشتعل من جديد، التراجع في قيمة العملة السودانية والأزمة الاقتصادية، كلها عوامل تدعم الاتجاه في توصيف أن سلبيات الإنقاذ أكثر من مكاسبها، ليس ذلك فحسب، بل إن البعض في سياق السخرية يخاطب الإنقاذيين قائلاً (رجعونا محل أنقذتونا)؟.
لكن يظل السؤال الحاضر لماذا لم يعد الإنقاذيون يحتفلون بميلاد ثورتهم في الثلاثين من يونيو؟ الإجابة تبدو حاضرة في ذات المشهد الوطني الذي تمارس المعارضة السخرية عليه الآن وهو ما يشير في نهاية المطاف لفشل المشروع السياسي المطروح في ذلك الوقت هنا يؤكد الكثيرون أن نوايا الإنقاذيين لم تكن تريد أن تذهب بالسودان إلى الواقع الحالي لكن نتائج التجربة أدت لما أدت إليه، وهو ما جعل البعض يغادر السفينة في عشريتها الأولى قبل أن يعود إليها لاحقاً، قالوا ساعتها إن الثورة انحرفت عن مسارها وإن الممارسات الشخصية هزمت المشروع الكبير لبناء سودان مختلف ومغاير، سودان يملك زمام أمره. يقول أحدهم إن الإنقاذ التي كانت في مطلع تسعينيات القرن الماضي لم يعد لها وجود الآن وبالتالي لا مبرر للاحتفاء بالفشل.
وفي سياق الإجابة نفسها ثمة من يبرر لعدم الاحتفاء بذاكرة الإنقاذ الأولى منطلقا من التحولات الكبيرة في المشهد السياسي، فلم تعد الظروف الراهنة تسمح بالاحتفال بذاكرة الانقلاب ولم تعد الإنقاذ نفسها هي الإنقاذ، التحولات هنا تتعلق بالتغيير في مسألة الشرعية الدستورية، فما كان مفروضاً بشرعية القوة في التسعينيات تحول لشرعية الاتفاقيات عقب نيفاشا وأصبح بشرعية الصناديق منذ العام 2010 وتجددت ذات الشرعية في العام 2015 دون إهمال موقف الآخرين عقب ابتدار عملية الحوار الوطني، فلم تعد الإنقاذ هي مشروع الحركة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي بل تحولت لمشروع يحمل ألوية الدفاع عنه كثيرون ممن يطلق عليهم البعض (الانتهازيين) وينكر عليهم موقفهم المواجه لها في الراهن، حيث يصفون الإنقاذ بقدح النبي الذي أطعم وطعم منه كل الانتهازيين؛ من أقصى اليمين لأعلى الحركات المسلحة وجماعات أخرى، فمعظم المكونات السياسية كانت جزءا من مشروع الإنقاذ في وقت من الأوقات الكل تذوق من وليمة أعشاب نهر الإنقاذ والبعض ما يزال يفعل.
في ذاكرة الثلاثين من يونيو ثمة من يبرر لغياب ملامح الاحتفال بوضع استفهام، ما الذي تبقى من الإنقاذ، السؤال هنا قد يشمل الشخوص مثلما يشمل المشروع تماماً، وقد لا يبدو الأمر مفارقاً حين تستدعي إنقاذ التسعينيات التي تحمل سيفها مواجهة قوى البغي ويغني اتباعها بإبانة الصوت (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)، وواقع اليوم الذي يحتفي فيه الجميع بقرار من وزارة الخزانة الأمريكية قضى بفك الحظر عن التحويلات المالية من الخرطوم التي تنتظر بدورها قرار الفرح الأكبر حين تغادر قائمة الدول التي ترعى الإرهاب بحسب الأوراق الأمريكية. فيما يبدو المشهد في قمة تجلياته عند الشعب الذي تحكمه الإنقاذ منذ تسعة وعشرين عاماً، فلا أحد يعبأ بما يجري بل إنه لا أحد بإمكانه أن يتذكر أنه في مثل هذا اليوم قبل تسعة وعشرين عاماً حدث انقلاب هدفه الرئيسي هو الوقوف أمام تراجع السودان اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً والوقوف أمام تراجع قيمة العملة الوطنية، فكل ما تم الانقلاب عليه في ذلك الوقت يحدث الآن ولا جديد.
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الحكومة مفلسة حق الموية ما عندها علشان تحتفل خليك من تجيب كراسي وصيوانات ومكرفونات وباى نفس حيرقص البشير ويتهزهز .. من وين تجيب قروش والجيوب بلعت كل شىء وخلت الخزينة مصفرررررررة..

    بعدين حيقولوا شنو الكضب وكملوا عديل والازمات حاااااادة ولو رفعت طوب الارض في السودان تلقاهو يعانى ..

    احتفال مين .. كان ينصبوا خيمة كبيررررررررة للعزاء في موت الانقاذ ودفن الصدق والامانة وخيانة الوطن معاها .. عزاء لكل افراد الشعب في ما آل اليهم حالهم فقر جوع عطش مرض ….. الخ

    اى احتفال يا عمر وجماعتك ؟!!!! الله يرحم من قتل ومن ظلم في عهدكم .. والله ميزانه عااااادل وليكم يوم ..

    مواطنة موووووجعة من حالك يا بلد

  2. في كل ٣٠ يوليو سنلعن الترابي والحركه الاسلاميه والاسلام السياسي واتباعه

    اللهم إن الترابي وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم
    اللهم إن الترابي وجماعته خدعونا بإسم دينك فأحشرهم مع المنافقين

  3. الحكومة مفلسة حق الموية ما عندها علشان تحتفل خليك من تجيب كراسي وصيوانات ومكرفونات وباى نفس حيرقص البشير ويتهزهز .. من وين تجيب قروش والجيوب بلعت كل شىء وخلت الخزينة مصفرررررررة..

    بعدين حيقولوا شنو الكضب وكملوا عديل والازمات حاااااادة ولو رفعت طوب الارض في السودان تلقاهو يعانى ..

    احتفال مين .. كان ينصبوا خيمة كبيررررررررة للعزاء في موت الانقاذ ودفن الصدق والامانة وخيانة الوطن معاها .. عزاء لكل افراد الشعب في ما آل اليهم حالهم فقر جوع عطش مرض ….. الخ

    اى احتفال يا عمر وجماعتك ؟!!!! الله يرحم من قتل ومن ظلم في عهدكم .. والله ميزانه عااااادل وليكم يوم ..

    مواطنة موووووجعة من حالك يا بلد

  4. في كل ٣٠ يوليو سنلعن الترابي والحركه الاسلاميه والاسلام السياسي واتباعه

    اللهم إن الترابي وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم
    اللهم إن الترابي وجماعته خدعونا بإسم دينك فأحشرهم مع المنافقين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..