انجليز يا ربي؟

عندما دخل الانجليز السودان اتبعوا سياسة ابتدعوها في الهند وفي نيجيريا تقوم على قاعدة (اعط النخبة تكسب العامة) وجرسها بالانجليزية اجمل بالطبع لأنها نابعة من فكرة انجليزية وهذه السياسة تفترض أن الناس كلهم ليسوا متساوين فهناك قادة أي صفوة قوم وهناك من يتبع لهم فبدلا من أن ترهق نفسك في محاولة كسب رضاء كل الناس ابحث عن صفوة القوم هؤلاء واغدق عليهم وقربهم اليك لا بل اشركهم معك في الحكم أي اعطهم سلطة تحت سلطتك وعندها تلقائيا سوف يجبرون العامة ليكونوا تابعين لك وقننوا هذه النظرية في قانون الإدارة الأهلية 1927 فتيسر لهم حكم السودان وإذا أردنا مصطلحا حديثا لهذه السياسة يمكن تسميتها سياسة الترضيات وبلاش حكاية رشوة سياسية دي.
مع تطور الحياة في السودان ظهرت النخب الحديثة من تجار وكبار رجالات الخدمة العامة وهؤلاء مع الصفوة التقيليدية بشقيها القبلي والديني اصبحوا ما يمكن أن يسموا بمفاتيح المجتمع ولكن سطوة التقليديين على تابعيهم أكبر من تلك الحديثة لأن الناس في المجتمعات الحديثة لديهم استقلالية في آرائهم. الأحزاب السودانية الكبيرة سارت على درب الانجليز واكتفت بتقريب الصفوة التقليدية حيث مفاتيح الدوائر فكان كسبها للانتخابات البرلمانية عاديا.
الأحزاب الحديثة من يسار إلى يمين وإن وجدت لنفسها مكانا وسط القوى الحديثة إلا أنها لم تتمكن من مفاتيح المجتمعات خارج المدن فاعتمدت على اتحادات الطلاب ونقابات العمال وما استتبع ذلك من وسائل تعبير كالتظاهر والإضرابات والعرائض والذي منه وهنا يذكر الترابي أنه عندما ترشح في الدائرة 67 المسيد ضد حاج مضوي محمد مرشح الاتحادي في انتخابات 1968 كل شيوخ القرى والطرق الصوفية وقفت ضده إلا شيخ واحد وهو (جدنا الشيخ أحمد ود بابكر رحمه الله رحمة واسعة) ويبدو أن هذا الأمر قد أوحى للترابي بفكرة طبقت فيما بعد.
حركة الإخوان بعد أن غادرت كرسي الجماعة المعارضة وأمسكت بتلابيب الدولة فيما اصطلح عليه باسم الإنقاذ سارت على ذات النهج الانجليزي واتجهت مباشرة إلى القطاع التقليدي قبلي (مؤتمر القطاع الأهلي) وديني (مؤتمر الذكر والذاكرين) وفيما بعد نزلت في الطائفتين بتقيل يقول للحاكم العام الخواجة انت شن بتعرف وهاك يا إغداق على النخبة (الترضيات) ولكن الإنقاذ لم تراع متغيرا مهما وهو أن الصفوة او النخبة الحديثة عددها صار كبيرا وكذا طموحاتها وأصبحت معارضة للقيادات التقيلدية ومن ذات المجتمعات فحل النميري للإدارة الأهلية مهما كانت نتائجة إلا أنه أضعفها وحرك قوى أخرى لملء الفراغ ثم أصبح حمل السلاح مصدرا لإنتاج نخب وصفوات جديدة فتعاملت معها الإنقاذ بذات طريقة الرشاوي السياسية والمادية وهكذا تعمقت أزمة الحكم في البلاد.
إن ما أنفقته الإنقاذ لإرضاء النخب لو أنفقته في مشاريع التنمية والخدمات العامة لكانت قد أرضت جموعا كبيرة من المواطنين ولكانت كسبت دعما سياسيا أكبر ولكانت أضعفت تلك القيادات الطائفية والقبلية والدينية ولكانت زادت دفقة الوعي ولكانت حققت شراكة سياسية لا بأس بها ولكانت…. ولكانت…. ولكانت… ولكنها لم تفعل وكانت…. وكانت…. وكانت… ويبقى السؤال الأهم لماذا لم تفعل وسارت على خطى الانجليز؟ ببساطة لأن سياسة التمكين بدأت بالإنقاذيين أنفسهم.
السوداني
ياخى حرام عليك تشبة العفن ديل بالخواجات على اقل تقدير الانجليز ماسرقوا المزاعيين ولا الرضوهم وقربوهم سرقوا~ وشكرا
لاخ د. البونى
وكان اخرهاارضاء ابنا السيدين
انها كسبت رضاء الصفويين ولكن جففت ضرعها من رضاء الغبش الذين يكسبوها لباس العافيه ..
كل هذا الذى سردتهوفى فذلكه تاريخية صحيح وينم عن عدم وجود رؤيا واضحه واستراتيجية انقاذية لحكم الوطن .. وقد انتهت صلاحية المثل الذى يقول ( جوع كلبك يتبعك ) ..انه زمن الحكومات التى تخطط وتنفذ وتتابع وتحاسب .. وفى نفس الوقت تُسأل وتحاسب( بضم التاء ) ..
ولكن دعنى اقول ما اضاع الوقت الا تلك النخب الصفوية التبربربه .. والتى تتخذ من فقه التبربر قاعدة لها .. وقد كسبتها الانقاذ لجانبها لتكون منارة اعلامها ومئذنة صوتها .. ولكن انه فقه قصير المدى حيث لا يرتكز ولا تسنده قاعدة شعبية من ضرع الغبش .
ان سياسة الترضيات والرشاوى السياسية جففت ضرع الوطن وأكلت من سنامه وافقرته وزادت من ازماته واغرقته فى لجة الفقر والجهل والمرض والتخلف .. ومزقته وغزمته واججت نيران حروبه ,,
واخيرا ( اعط العامه ينقاد لك النخبة )
لانها وبصراحة كدا استعانت بامثالكم ليعطوها الراى ..شفت كيف متين تبقى صحفى ويكون عنك راى قوى
جميل …الآن بدات تلعب السهل الممتنع .؟؟..
الانجليز كانو مستعمرين وعمروا البلد، بطريقة خذ وهات ..؟..فماذا فعلت الانقاذ..؟.. اخذت كل شيئ ودمرت كل منتج واضحى كل السودان يعمل (سخرة ) لدى الانقاذ حتى اصحاب الدرداقات .
ابسط مثال :الانجليز المستعمرين كانو يشيدون المراحيض داخل المدن واطرافها وحتى في الاقاليم ليرتادها الناس ولدى الانقاذ اصبحت الدجاجة التي تبيض ذهباً…؟! من يملك مرحاض في مكان مكتظ فقد فاز فوزا عظيما. دمرت كل المنتجين ووسائلهم .
يا دكتور سلام والله ظلمت الانجليز ظلم الحسن والحسين والله كان قلت الكلام وعمنا الحضيرى (محمداحمد جرجور) الله يرحمه كان حى كان لبد ليك فى العزازه وكسرك …يااأخى ديل ابليس ارحم منهم …وكمان ارجو ان لاتظلم الدايرة 67 فقد كان وعيها سابقا لزمانه لذا (الدكتور شالو الخور) وإلا ماكان اتنعمت وقريت وكان البلد بركت من قبل 1970!!!!
مثال مقذذ للكاتب الذى يتدثر بضبابية المواقف بى إستقلال سئ للعقول التى أضحت تميز بين الفث والثمين والذى ينفع الناس من الذاهب جفا لا محاله
تجربة الاسلامين هى الاسوا على مر تاريخها منذ النشأه فى جميع المجتمعات التى سمحت لها بمؤطى قدم لنصرة دينها كما إعتقدت وخاب رجاؤها فهى ضعيفة الاستقطاب حتى فى المدن ناهيك عن التمدد فى الريف وبقاعها لسبب بسيط فساد منهجها ومنسوبيها والمشروع الحضارى مثالا
كلام سليم مية المية .
رجعونا محل انقزتونا يا تجار الدين