السودان… زيف التاريخ ومسخ الواقع (الاخيرة)

فى ختام مقالاتنا حول المسكوت عنه فى التاريخ السودانى والذى نؤكد انعكاس اثاره على الصعيد الاجتماعى والسياسى والاقتصادى من خلال السلوك اليومى بين السودانيين من خلال استعلاء المجموعات العربية الاسلامية التى ظلت تمثل على الدوام فى دور الكمبرادور (المتعاونين مع المستعمر) على المجموعات السودانية الاخرى ( المضطهدة من قبل السلطة المركزية) كنتاج طبيعى موروث منذ فترات سيادة المستعمرين على السودان والتى تمت وراثتها بعد ماسمى بأستقلال السودان واكثر مايمكن ان يفضح ذلك هو ما ساد من استرقاق فى فترة المهدية والذى قاد فيما بعد الى اكتساب رأس مال اجتماعى ومادى يتمظهر فى وضوح فى الثراء الفاحش الذى يتمتع به ال البيتين الكبيرين ( آل المهدى و آل الميرغنى) وهما المكون الرئيسى لبدايات العمل السياسى فى السودان حيث من المعلوم سيطرة البيتين على طائفتى الانصار والختمية و من خلفهما حزبى الامة والاتحادى ( بكل خشوم البيوت) و الذان ظلا يسيطران على دفة الحكم فى السودان الى قيام انقلاب الجبهة الاسلامية والذى كان بعلم السيد الصادق المهدى حيث اننا نجد أن الامر لا يتعدى أن يكون بمثابة تبديل الادوار داخل التيار السائد والمسيطر فكم يقول المثل البلدى ( مافى فرق بين الورل وشوربة الورل) فالقيادة السياسية للجبهة الاسلامية فى ذلك الحين والتى كان على رأسها حسن عبد الله الترابى لا تعدو أن تكون سوى الوجه الاخر للعملة بل ان اواصر العلاقة تمتد الى اكثر من ذلك حيث تجمع الترابى علاقة مصاهرة بالسيد الصادق المهدى من خلال زيجته لوصال المهدى و كذلك سلسلة التزاوج السياسى الممتدة بين حاكمى السودان من ابناء المركز مما كرس نظام القرابة فى حكم السودان بعد ان تأسس رأس مال اقتصادى اساسه الرق حيث كان الرقيق سلعة استراتيجية بالنسبة للمهدية كما كان بالنسبة للتركية، فهو مورد استراتيجي للجند، ولليد العاملة في الإنتاج والخدمات وقد وصف سلاطين باشا سوق النخاسة بأمدرمان بقوله: “في أم درمان هناك منزل بني بالطوب واللبن يقع شرقي بيت المال، وعلى مسافة قصيرة منه ومطل على ميدان، يعرف باسم سوق الرقيق. وبذريعة رغبتي في شراء أو استبدال بعض العبيد، كنت كثيرا ما استأذن الخليفة لزيارة السوق ووجدت فرصة كافية لمراقبة سلوك وأسلوب العمل والعاملين فيه. وهنا يتجمع تجار الرقيق المحترفين لعرض ما لديهم، حيث يقف حول حوائط المنزل عدد من النساء والفتيات المعروضات أو يجلسن. وتتراوح أعمارهن من العجوز المتهالكة من العاملات شبه العراة، إلى السريات الفاتنات اللاتي يرتدين الملابس البهية. ولما كان ينظر لهذه التجارة كعمل طبيعي مشروع، فإن المعروض للبيع من الرقيق يتم تفحصه جيداً من الرأس وحتى القدم وبدون أي قيود على عملية الفحص وكأنهن من الحيوانات. يفتح الفم للتأكد من سلامة الأسنان، كما يعرى الجزء العلوي من الجسم والظهر لتفحص الأذرع بعناية. ثم يطلب منهم المشي عدة مرات ذهاباً وإيابا حتى تكون فكرة عن حركاتهم وطريقة مشيتهم. ثم توجه لهم عدة أسئلة لمعرفة مدى تمكنهم من اللغة العربية. وخلاصة الأمر، فإن عليهم الخضوع لأي اختبارات يرغب المشتري الواعد في توجيهها. أما السريات والخليلات فيختلفن في أسعارهن. وهن لا يعطين أي أهمية لعملية بيعهن ويعتبرنه أمرا طبيعيا ولا يتوهمن بأن يعاملن بطريقة مختلفة عما سبق ذكره. ويمكن للمرء أن يرى أحيانا، من التعابير التي تبدو على المرأة أو الفتاة تأثرها بهذا الفحص والتمعن الدقيق في جسمها. وربما جاء ذلك لكونها كانت مع سيدها السابق تعامل معاملة الخادمة أكثر من العبدة أو ربما ينظر إليها كواحدة من الأسرة، وإن جلبها لهذه الحالة التعسة إنما كان لسبب قوي خارج عن إرادة سيدها أو بسبب سلوك كريه غير إنساني من قبل سيدها السابق. وعند فراغ المشتري المتوقع من تفحصه لها وإمعان النظر يتحول إلى البائع ويسأله بكم اشتراها وإن كان لديه واحدة أفضل منها معروضة للبيع. وربما يشتكي من أن وجهها ليس بذلك الجمال أو أن جسمها غير متناسق أو أنها تجهل العربية… وهكذا، بغرض تخفيض سعرها لأقل ما يمكن. من الناحية الأخرى نجد أن البائع يبذل كل جهده لإظهار حسن خصالها وجاذبيتها… إلخ. هذا ومن بين الخصال الكثيرة غير المرغوب فيها، والتي ترغم البائع على تخفيض سعره، الشخير، وسوءالطبع والسرقة وغيرها. وعندما يتم الاتفاق على سعر البيع تكتب ورقة المبايعة وتوقع. ثم تدفع القيمة فتصبح الأمة بعدها من أملاك السيد الجديد. يتم الدفع بالعملة الجديدة المحلية وتكون الأسعار عموما كما يلى:
العبد كبير السن من العمال 50-80 ريال.
إمرأة متوسطة السن 80-120 ريال.
البنات من سن الثامنة حتى الحادية عشرة، وحسب جمالها 110-160 ريال.
السرية، وحسب جمالها 180-700 ريال.
وقد كانت النساء من الرقيق تفصل حسب الاتى:
الأمة، الخادم أو الفرخة، هو الإسم الذي يطلق على المرأة المملوكة. وهناك درجات لعلاقة الرجل بالمرأة المملوكة له حسب الأعراف وأحكام الشريعة تتمثل فى :
الجارية: هي المرأة المملوكة التي يستمتع بها مالكها على قاعدة “ما ملكت أيمانكم.”
الخليلة:
السرية: هي التي يتزوجها مالكها دون أن يعتقها.
أم الولد: هي الأمة التي تنجب ولدا من مالكها.
المعتقة: هي الأمة التي يعتقها مالكها ويتزوجها.
ولنضع فى الاعتبار أن كل هولاء الذين يمارس عليهم الاسترقاق من القبائل غير العربية وغير المسلمة اى الجنوبيين عموما والنوبة والانقسنا …الخ وهكذا تأسست الضيعات الضخمة والمزارع الكبيرة التى يعمل فيها هولاء الرقيق دون مقابل لانتاجهم اليدوى حيث تباع تلك المحاصيل وتدخل اموالها جيوب السادة وهذا يفسر لماذا ظل ال المهدى والميرغنى واعوانهم من الاسر العربية تمتلك تلك الارصدة الضخمة من الاموال دون ان ان تجد لهم مهن او اعمال واضحة يمارسونها فقد ظلوا يستفيدو من هذه الامتيازات الى يومنا هذا حيث تتكرس السلطة والثروة فى مكان واحد مهما تبدلت الحكومات و ما المناصب التى يشغلها ابناء البيتين فى حكومة الجبهة الاسلامية كمستشارين للدكتاتور البشير الا اكبر دليل على مانكتب و قد ظلوا يكرسون لهذه الوضعية بوعى و تخطيط بائن حيث رفضوا سياسات الانجليز القاضية بمنع الرق فى السودان عام 1899م حيث بعثوا مذكرة لمدير المخابرات البريطانية نصها :
مذكرة من السادة: على الميرغنى، الشريف يوسف الهندي، عبد الرحمن المهدي
6 مارس 1925م
إلى مدير المخابرات، الخرطوم.
نرى من واجبنا أن نشير إليكم برأينا في موضوع الرق في السودان، بأمل أن توليه الحكومة عنايتها.
لقد تابعنا سياسات الحكومة تجاه هذه الطبقة منذ إعادة الفتح. وطبيعي أننا لا نستطيع أن ننتقد أمرا توحد كل العالم المتمدن لإلغائه، وهو واحد من أهم الأمور التي يعنى به القانون الدولي.
على أن ما يهمنا في الأمر هو؛ أن الرق في السودان اليوم لا يمت بصلة لما هو متعارف عليه بشكل عام. فالأرقاء الذين يعملون في زراعة الأرض، شركاء في واقع الأمر لملاك الأرض ولهم من الامتيازات والحقوق ما يجعلهم طبقة قائمة بذاتها، ولا يمكن تصنيفهم كأرقاء بالمعنى العام المتعارف. وأهل السودان الذين ما يزال لهم أرقاء في الوقت الحاضر، إنما يعاملونهم كما لو كانوا أفراد من العائلة، بسبب احتياجهم المتعاظم لعملهم. ولو كان لطرف أن يتظلم الآن، فهم الملاك الذين أصبحوا تحت رحمة أرقائهم.
وكما تعلمون تمام العلم، فإن العمل في الظرف الراهن هو أهم قضية في السودان، ويتطلب علاجها الاهتمام الأكبر. فالحكومة والشركات والأفراد المهتمون بالزراعة يحتاجون لكل يد عاملة يمكن الحصول عليها لتسهم في نجاح المشاريع.
ولابد أن الحكومة وموظفيها، قد لاحظوا خلال السنوات الماضية، أن أغلبية الأرقاء الذين اعتقوا، أصبحوا لا يصلحون لأي عمل، إذ جنح النساء منهم نحو الدعارة، وأدمن الرجال الخمر والكسل.
لهذه الأسباب نحث الحكومة أن تنظر باهتمام في الحكمة من إصدار أوراق الحرية دون تمييز، لأشخاص يعتبرون أن هذه الأوراق تمنحهم حرية من أي مسئولية للعمل، والتخلي عن أداء الالتزامات التي تقيدهم.
وبما أن هؤلاء الأرقاء ليسوا عبيدا بالمعنى الذي يفهمه القانون الدولي، فلم تعد هناك حوجة لإعطائهم أوراق الحرية؛ إلا إذا كانت هناك حوجة لإعطائها لملاك الأرض الذين يعملون لهم. وإنه لمن مصلحة كل الأطراف المعنية، الحكومة وملاك الأرض والأرقاء، أن يبقى الأرقاء للعمل في الزراعة. أما إذا استمرت سياسة تشجيع الأرقاء على ترك العمل في الزراعة والتسول في المدن، فلن ينتج عن ذلك سوى الشر.
نتمنى أن تأخذ الحكومة هذا الأمر بعين الاعتبار، وأن تصدر أوامرها لكل موظفيها في مواقع السلطة، بأن لا يصدروا أي أوراق حرية، إلا إذا برهن الأرقاء سوء المعاملة.
فهكذا يرى السادة شيوخ الدين الجلابة ان حرية الانسان ليست حق طبيعى مالم يعامل معاملة الانعام و هولاء هم قادة المجتمع الاسلامى عروبى فى السودان وهم بالتالى يمثلون السلوك الطبيعى للمنتمين اليهم عرقيا وثقافيا وهذا هو اساس المعاملات بين السودانيين وهذا هو مايفسر لماذا كل الوظائف السيادية والقيادية وكبار ملاك رؤس الاموال هم من هذه الانتماءات والتى ظلت على الدوام محمية بالعنف المادى و المعنوى مقابل وجود الاخرين فى المهن ذات الطبيعة اليدوية والتى لاتدر من المال مايكفى رمق الحياة وعلى ذلك المنوال كان التعليم والتوظيف و الاعلام وحتى على مستوى المزاج ظلت الاغنية المغناة باللغة العربية وخصوصا اغانى اولاد امدرمان هى الاغنية السودانية كأنما غناء المحي ساو البجة او الفور اولنوبة او الانقسنا او الزغاوة او المساليت …الخ ليس بالغناء السودانى وكذا اقيمت العلاقات الخارجية للدولة السودانية فالدول العربية ولو كانت فى قارة اسيا هى دول شقشقة اما ان كانت اوغندا او اريتريا او افريقيا الاوسطى فهى دول افريقية فقط لم تصل لان تصف بالشقيقة و يوضح ذلك فى الاعلام الرسمى و عليه فأن التاريخ الرسمى فى الدولة السودلنية لابد أن تعاد كتابته و تذكر فيه الوقائع الحقيقية وذلك حتى نستطيع ان نحلل ذلك الواقع و نعيش به حاضرنا ونستشرف به مستقبلنا فالحروب والفشل الذريع للسودانيين يأتى السبب الرئيسى فى المقام الاول فى راى شخصى الضعيف من عدم معرفة السودانيين لانفسهم وبالتالى ظلت كل سياسات الحكومات المركزية تنطلق من مفهوم احادى كرس للعنصرية والتخلف و الدمار لن نخرج منه الا بوعىينا بذاتنا واول ذلك هو معرفة التاريخ واعادة صياغته ليعكس الواقع الحقيقى للسوذان وهذا مقصدنا من هذه المقالات و سنكون شاكرين بتعليقاتكم من اجل المعرفة و المسير نحو ثلة الضوء لواقع ومستقبل افضل لوطن يمكن ان يسع الجميع .
الشاذلي تيرا
[email][email protected][/email]
أجزيت و أوفيت يا تيرا فرغم أني لم أحظي بالأطلاع علي ما مضي من حلقات هذا الموضوع إلا أنه و كما قيل فالأمور خواتمها فالحقائق لابد أن تجلي فلا نرجو أحداً لينوب عنا في توضيح الحقائف و بتشخيص الداء يسهل الدواء فالحاضر يستمد جزوته من ماضيه فللننظر للإضطرابات التي تعج في هذا الوطن و لجذورهاالتاريخية سنجد أن ورائها نفس العقليةو بأسلوب حديث حدث الألفية. فقد ذكر كاتب المقال نماذح لهذه الوصمة في تاريخنا و أيعادها في التطور الثقاقي الغنائي لكن الأهم من كل ذلك أن هذه المفاهيم تتجذر حتي في أناشيدنا الوطنية مثل:إلي العرب تنسب الفطن- و مجد العرب – أنا بن الشمال سكنته قلبي و إلي بن الجنوب ضميت ضلوعي – و رمزية الشرف البازخ لا يخفي علي أحد – و تكاد لاتجد نشيد وطني إلا و أصابتك غصة في معني الوطنية فيها.
أعتقد أنه حان الوقت لأن نفتح ملف الرق والاسترقاق في السودان بكل صراحة حتى نلجم أمثال هذا الكاتب من الذين أدمنوا تكرار الكتابات الانتقائية.
موضوع الرق في السودان جزء من التاريخ العام للرق في أفريقيا.
كتابات العديدين من الأوروبيين الذين عملوا في السودان (غردون ، صموئيل بيكر ، شالي لونغ الأمريكي ) أكدت جميعها أن الرق والاسترقاق كان جزءا من ثقافة القبائل الأفريقية ، ويقصدون هنا قبائل جنوب السودان ويوغندا والكونغو ودول منطقة البحيرات عموما ، أما شالي بيه لونغ الأمريكي والذي عمل مع الخديوي إسماعيل باشا الذي حكم مصر من 1863م إلى 1879م فقد قال أنه حين حضر للسودان أكتشف أن أكبر تاجر رقيق في أفريقيا هو : شيخ القبيلة الأفريقية.
بعضهم قدر أن 70% من سكان يوغندا خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر كانوا من الرقيق ( أفارقة في أفارقة) ، ولا يوجد أوروبي عمل في جنوب السودان في تلك الفترة إلا وحكى عن كيف أن شيوخ القبائل الأفريقية الجنوبية كانوا يهدون لهم الأولاد والبنات الصغيرات مجانا، أما غردون فقد قال ما هو أغرب من ذلك ، قال غردون أنه حضر مشهدا قام فيه الأب والأم الجنوبيين ببيع طفلهم الصغير ولم يكونوا متألمين بل أن الصغير كان نفسه يبدو سعيدا بهذه الصفقة ( مستعدون لإحضار أسماء الكتب والنصوص وأرقام الصفحات).
العديد من الأوروبيين ( وأمثال الكاتب معجبين بالأوروبيين إلى حد الثمالة ويعتبرون كل ما قالوه معتمدا ) قالوا أن الرق في السودان الشمالي هو مؤسسة مختلفة عن ما عهدوه في أمريكا حيث يعامل الرقيق معاملة شاقة وسيئة في حقول القطن ، وأنهم وجدوا أن الرقيق في السودان معظمه متخصص في الأعمال المنزلية ويعامل معاملة جيدة وأن الكثيرين منهم يرفضون العودة لأهاليهم إذا سنحت لهم الفرصة لما لاقوه من تحسن في مستواهم الحضاري ورغد في العيش ، وأن بعضهم مع مرور الزمن يصير مدير الأعمال الفعلي لسيده ومشرفا على تجارته وزراعته خاصة إذا كان أبناء السيد أطفالا صغارا ( تحضرني هنا قصة صديقي من أم درمان وقد حكى لي كيف أن خادمهم الجنوبي الذي أحضروه معهم من الجنوب طفلا صغيرا وصار بالنسبة لهم كالأخ الكبير قد قام ذات يوم بضرب أخيه الكبير أمام والدهم تأديبا له لأنه رفض الانصياع لتعليمات والدهم ، وأن والدهم كان موافقا وسعيدا بأن يقوم الخادم الجنوبي بتأديب إبنه ، إلى هذه الدرجة تصل كيمياء العلاقة ، ولكنها كيمياء لا يفهما البجم)
أما ما ورد في مذكرة السيدين ( إذا كانت صحيحة ) فكله عين العقل والصواب ، فما ورد فيها من توصيات كانت سياسية غردون والتي لم يطبقها للأسف الشديد في حكمداريته الثانية (1878م – 1880م) برغم علمه أنها ما يجب أن يكون ، فقد قال غردون أن سياسة تحرير الرقيق دون مقدمات تمهيدية أدت لتكوين طبقة عاجزة عن أية عمل ، وأن بعضهم عاد لبيوت أسيادهم طالبين إيوائهم من جديد ( ولدينا أسماء المصادر وأرقام الصفحات)
كان هذا في الوقت الذي كان فيه المستوطنين الأوروبيين في شرق أفريقيا وزامبيا وزمبابوي وموزمبيق وأنجولا والكونغو وغيرها من الدول الأفريقية (الشقيقة) يذيقون الأفارقة مر العذاب ويبيدونهم بالآلاف بمدافع المكسيم ويستولون على أراضيهم ، وإلا فقل لي يا كاتب المقال أيها الهمام : لماذا كل هذا الهيجان البريطاني ضد روبرت موجابي في زمبابوي ؟ الإجابة بكل بساطة لأنه يريد تحرير الـ 90% من الأرض الزراعية في بلده من سيطرة المزارعين البيض الذين استولوا عليها من أهلهم المتابيلي والمشو ، وبعقود تمليك لمدة 999 سنة بقوانين المستعمر ، أوروبا أعطت دول أفريقيا حرية زائفة فيها علم وسلام جمهوري وحرس شرف وبعد كل ذبك تضمن استمرار الرق والاسترقاق محميا بالقوانين التي صاغها وفرضها المستعمر ، وأنت وأمثالك هنا وبعد كل ذلك التاريخ ما زال لديكم استعداد لأن تلوكوا في السودان القصص الممجوجة وتغنوا وتسبحوا بحمد من كان ولا يزال سيدكم الحقيقي : الرجل الأوروبي الأبيض .
قرفتونا الله يقرفكم ، وإن عدتم عدنا
حصة تاريخ:
السيد الشاذلي,, غير اسمك اولاً عشان تتخلص من الرواسب العربية التي تمقتها.
بالنسبة للرق وموقف المهدية من الرقيق: راجع منشورات المهدية لابي سليم, راجع علاقات الرق في السودان لنقد. من الممكن ان نستخلص الآتي:
1- دعا الامام عليه السلام انصاره واحبابه في منشوراته التي تشبه التعميمات للزهد في الدنيا والزهد في ما بأيدي الناس, وفي بعض هذه الرسائل لكبار قادة المهدية(دقنة كمثال) نراه يأمر قادته بأطلاق الرقيق.
2- بيت الرقيق الذي تحدث عنه سلاطين( والذي اصبح مرجعا لكثير من المحبطين) كان لجمع الرقيق الهامل, الذي كان يمتهن البغاء والسرقة.
بالنسبة للعبارة المكررة بصورة مرضية عن اعوان المستعمر والتي يلوكها ما يسمون انفسهم بأبناء الهامش, اليك البيان:
– تم تكوين الاورطة السودانية من قبل ما يسمى بجيش فتح السودان من الرقيق( طبعا ديل ما جعليين ولا شوايقة ولا أبناء المركز العربي) من الرقيق الذين اسروا بعد توشكا( نصر على قول توشكي وهي ليست صحيحة).
– من الاحياء الموجودة بالعديد من المدن السودانية نلاحظ الاسماء التالية ( الكارا, الديم, الرديف) وهي احياء الرقيق الذين سرحوا من الاورطة السودانية بعد احتلال السودان.
– راجع الصور الموجودة بصور الراكوبة عن الوحدات التي شاركت في احتلال السودان ستجد ابناء الهامش كما يحلو لك, ازياء الشرطة والجيش والفرق الموسيقية في القوات النظامية كلهم ابناء الهامش.
بالنسبة للكاتب الامدرماني اعتقد ان الرد علي مثل ما كتب الكاتب يجب ان يكون بالمنطق لا بالجام الكاتب لانه بمثل هذا الالجام فقدجري تغييب غالب مواطني هذه البلاد عن التاريخ الحقيقي لبلادنا كما تم فرض تاريخ بشكل انتقائي علي مواطنينا من خلال اجهزة التثقيف المختلفة و اعتقد ان المؤرخ العظيم شييكة هو مواطن سوداني حكي تاريخنا بوجهة نظره الخاصة و وعتقد انه يحق لاي سوداني اخر نفس الحق في ان يكتب التاريخ من المصادر التي امكنه الحصول عليها كما وان من حقنا كسودانيين ان نقرا و نترك امر تققيم ما نقرا للعقل و المنطق ولا يجوز لاحد مهما ان يحجر علينا حق الكتابة في تاريخنا لنفسه او لفئة معينة فقط من المواطنين و حقيقة ان تاريخنا قد جري تزويره هذه الحقيقة نعلمها منذ ان كنا صغارا و لن يستطيع احد مهما بلغ من قوة منع اجلاء الحقائق التاريخية و ذلك لكي نعيد لهذه البلاد معني الوطنية و معني البطولة و لكي يظل السودان بلدا قويا مستقلا و بالنسبة لمثل هذه الردود الفورية التي لا تخلو من التهديد و الوعيد و الطعن و السباب و اسقاط للاخر بمجرد ابداء راي مخالف مما يتردد كثيرا في تعليقات القراء هي حجة علي اصحابها و ان اراد الكاتب الامدرماني فسوف ازوده بالعشرات من المراجع المحلية و الاجنبية عن تاريخ السودان و مصر الشقيقة التي ارتبط تاريخنا حلوه و مره بتاريخها ليري بنفسه كيف افلح الجواسيس و العملاء في تشويه تاريخنا مما كان له انعكاس و اثر سلبي علي حاضر بلادنا بل و مستقبلها وبحوزتي كتب عديدة مثلا لتشرشل و هولت و ثيوبولد و اوروالدر و جسي و سلاطين و نعوم شقير و شبيكة و ابراهيم فوزي و وعدد كبير من الكتب المصرية عن تاريخ مصر -بجب علينا احترام حق الاخر في ابداء رايه كما ويجب علينا ان نحترم كل مكونات شعبنا وان لا نحاسب بعضنا بتاريخ رواه بعضهم علينا ونحن في الواقع ابرياء من مراراته و ان ناخذ منه الجوانب المشرقة و نتجاوز بوعينا الجوانب المظلمة منه مدركين ان اهم عامل في قوتنا و عزتنا و كرامتنا ان نتوحد في العمل من اجل مصالح بلادنالا في الفرقة و التمييز و ازدراء الاخر لان ذلك هو من اهم اسبالب الصراع الضعف اما عن الانتقائية فكل ما روي عن تاريخنا و ما تكررو يتكرر نشره يتم بصورة انتقائية و كل من يحاول البحث في امر ذلك التاريخ يستهدف بشكل انتقائي و من حقنا ان نكتب بل من واجبنا ان تعمل علي تصحيح تاريخنا بما يعود علي وطننا بالامن و السلام و التطور