اللقاء الثاني!

عثمان ميرغني
قبل حوالي شهرين استخدمت تنقية التواصل المُباشر بالفيديو عبر تطبيق ?الفيسبوك? لعقد اجتماع أثيري مفتوح على أركان الدنيا الأربعة.. ساعة كاملة من الحوار الصريح مع أكثر من مائة ألف شاهدوا اللقاء حيّاً على الهواء أو مسجلاً.. ولفت نظري التجاوب الكبير ليس في ما طرحته فحسب، بل في اللهفة والتشوق للبحث عن خيارات وطنية للأزمة التي يزداد إحمرار أُفق شمسها.

وعدت المُتواصلين عبر الوسائط أن نستمر في تجسيد الفكرة لنجعل لها ساقين تسير بهما نحو الواقع.. وكنت أتوقّع أن تكون المخاطبة الأثيرية الثانية في أقل زمن ممكن في غضون أسبوعين أو أكثر قليلاً.. لكن لحُسن الحظ، شاء الله أن يمتد الوعد لفترة أطول لمزيدٍ من التجويد وإحكام الفكرة الوطنية التي أتمنى أن تكون مخرجاً مما نحن فيه من أزمات.

ولمُواصلة الخطاب المباشر وجدت الأفضل أن نلتقي في العاشرة من مساء يوم السبت القادم 14 يوليو 2018 على الهواء مُباشرةً عبر ?الفيسبوك لايف?.. هذه المرة لا لننثر الأفكار بل لننفِّذها.. ونبدأ المسير بخطوة مباركة معززة بالثقة في النجاح.

ولاسترجاع الذاكرة قليلاً، كُنت اقترحت أن ندشن مشروعاً وطنياً جامعاً، لا يقوم على أية عقيدة سياسية ولا فكرية ولا حزبية، مشروع يتحرّى أن يؤسس للسودانيين منصة انطلاق واحدة نحو المُستقبل.. تجمع الأصوات بلا تمييز أو إقصاء وتمزج الأفكار كما تمتزج الألوان في الطبيعة لتعطي اللون الأبيض.

الفكرة سهلة التنفيذ وعملية إلى أقصى حدٍّ، تستلهم نظاماً متراكباً من دوائر محورية تتسع في المحيط الخارجي وتضيق في الاتجاه نحو البؤرة المركزية الفاعلة.

سيكون سهلاً لكل سوداني داخل وخارج السودان أن يجد نفسه شريكاً أصيلاً في ماكينة كبيرة تتحرّك بقوة دفع هائلة هي نتاج التفاعل النووي الكبير.. ودون حاجة لـ(لطم الخدود أو شق الجيوب أو دعوى الجاهلية).. قوة هادرة لتحقيق الأجندة الوطنية المُتّفق عليها.

هذه الفكرة أهم ما فيها أنّها غير قابلة لأيّة تهمة (ضد القانون).. نظيفة وسليمة ومُعافاة من المسامير الخارقة للأحذية أو المُمزِّقة للملابس.. وفي نفس الوقت غير قابلة للمُقاومة.. لأنّها ذاتية الانطلاق والدفع.. مثل الصاروخ المُنطلق للفضاء، يُحلِّق بمراحل لكل منها وقودها وخصائصها.

اخترت أن أذكِّركم بهذا اللقاء الأثيري المُهم، حتى تتوفر لنا أفضل مساحة واستعداد لمرحلة لا يُساورني شَكٌ في أنّها تخدم وطننا كما نحب.

لا تنسوا نلتقي العاشرة مساء السبت القادم 14 يوليو 2018 إن شاء الله.

وربنا يكفينا شر العوارض.. ما ظهر منها وما بطن!!
التيار