الدكتور هانيبال أبو سن

لا أخشى شيئاً إذا قلت انني من المعجبين بشخصية الدكتور هانيبال ليكتر التي مثلها انتوني هوبكنز في أفلام الرعب والإثارة ، أضفت شخصية الممثل انتوني هوبكنز المزيد من التشويق والشعور بالخوف ، وهانيبال كما جاء في الرواية أو الفلم كان جراحاً ماهراً ، لكن العالم الباطني لهذا الطبيب وطفولة ممزقة جعلته يستخدم الطب في تنفيذ الجرائم وتصفية حساباته مع غرمائه ، كان الدكتور هانيبال يملك حججاً قوية وردود وتبريرات لكل ما أقترفه من جرائم ، فهو يمكن أن يقتل عازف لأنه لم ترق له الموسيقى ، أو أن يقتل صاحب مطعم لأنه قدم له الحساء في أنية من البلاستيك ، الدكتور هانيبال كان ثورة في الذوق العام ، لكن هذا لا يمنع أن يكون الدكتور هانيبال جراحاً وقديراً في عمله ، ولو استغل الدكتور هانيبال الفرصة وأستقر في السودان ، ولو تهيئت له الفرصة وعمل في مستشفى الزيتونة ربما تكون صورة الدكتور هانيبال قد تغيرت للأبد ، فسعة علمه ومهارته تكفران عن جرائمه ، سوف يجد أنه يعيش في مجتمع لا يابه للسادية والتلذذ بعذابات الأخرين ، ربما كنا نراه في برنامج حديث الأطباء وهو يبرر جرائمه بصورة مهذبة ، ولماذا لا يكون الدكتور هانيبال محقاً عندما قتل موسيقياً لأنه لم يتقن اللحن ، نحتاج للدكتور هانيبال لينقذنا من ما يحدث في ساحتنا الموسيقية من غثاء وفوضى، وهناك فرصة عمل له بمستشفى الشرطة بعد أن دشنت الإنقاذ مشروعها الحضاري الثاني ، بدأ هذا المستشفى عقوبة القطع من خلاف ، وعدم وجود التأمين الطبي لا يمنع إجراء هذه العملية ، فهي بالمجان وتتكفل الدولة بتوفير المخدر والجراح والشاش والمضادات الحيوية لحين خروج المعطوب من غرفة العملية ، وهناك منظمة إسلامية وخيرية تقدم له أطراف صناعية بسعر التكلفة لكن لا شأن لها بعائلته وأطفاله ، سألت أحدهم لماذا أسعار الكلى البشرية في جمهورية الصين الشعبية رخيصة ؟؟ قال لي أن الصين طبقت مشروعاً حضارياً وهو أنها تبيع كلى المحكوم عليهم بالإعدام وهم كثر ، هذا الترتيب خلق وفرة في سوق الكلى وبذلك تكون الحكومة الصينية قد اصطادت عصفورين بحجر واحد ، فهي تنظف البلد من المجرمين ، وفي نفس الوقت أنها توفر قطع غيار بشرية بسعر التكلفة لكافة المرضى. وليس من المستبعد أن يشهد السودان بسبب الظروف الحالية طفرة في هذا المجال ، وقد قرأنا عن قصة من هذا القبيل لكن وسائل الإعلام دفنت الخبر عندما علمت انها سوف تدخل عش الدبابير لو تقصت عن الواقعة.
نعود لمستشفى الزيتونة ، هذا المستشفى الذي وجد شهر منقطعة النظير ، ليس السبب لأنه مالكه هو وزير الصحة وصاحب أكبر إستثمار في مجال الطب ودراسته ، بل السبب أن الجنرال صلاح قوش عندما تدهورت صحته في السجن كان رافضاً الذهاب إليه والتعالج فيه ، فهذا المستشفى أشبه بغرف الإعدام السريعة ويملك فيه الأطباء مهارة عالية في تبرير الأخطاء ، بل بعضهم يكتب في الصحف ويشرح الوضع الصحي للمريض مع أنه بهذا يعتدي على خصوصية المريض وأخلاق مهنة الطب ، فلا احد منا يريد أن يعرف الناس وضعه الصحي في صحيفتي الإنتباهة أو السوداني واللتان وجدتا في بؤس الناس ومعاناتهم ما يسد الفراغ الذي خلفته الحركة الشعبية ، فهذه هي الصحف المحببة لأطباء الزيتونة ، فكلما يسقط مريض على أياديهم نجدهم يهرعون لصحيفة الإنتباهة ويسردون تبريرات طبية تحتاج لجمهور على درجة عالية من الثقافة حتى يعرف موضوعيتها .
قصة المريضة أو الحاجة زينة من القصص المحزنة في شأن الطب السوداني ، الحاجة زينة أحسبها عند الله شهيدة ولها الرحمة والمغفرة والثواب على صبرها الذي لم أرى له مثيلاً ، لكن هذا لا يمنع من القول أن الحاجة زينة مات مقتولة بسبب تراكم الاخطاء الطبية ، أنه الجشع والغرور ، فهناك من البشر من يقول : أنا أحي وأميت ، لن أخوض كثيراً في تفاصيل هذه التراجيديا بل يكفي ما عانته عائلتها من حزن وشقاء ، الحاجة زينة ليست مثل السيد رئيس الجمهورية والذي كلما ابتلاه الله بعارض مرضي يطير للخارج ويتعالج في احسن مستشفيات المملكة العربية السعودية ، لن تدس هيئة علماء السودان أنفها في هذا الموضوع ، فهذا قضاء وقدر والغلطة على المرحوم كما يقول بوليس الحركة .
سارة عيسى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وينك يا سروره ليك شوق واشتهينا طلتك وهمزاتك وصفعاتك *** بقينا نشكو نجوانا للرب القدير العادل يوم لا ينفع حرس وصولجان بعد استشهاد الزينة في ساحة الزيتونة ثاني لا عطر بعد عروس

  2. الاخت ساره لك الود .. نعم للتأنى لا للتسرع . لا معرفة لدى للدكتور ابو سن الا من خلال القنوات
    الفضائيه .. والرجل مشهود له بالشطاره والطيبه والمعامله الحسنه ويعرفه المرضى اكثر واتمنى ان
    يكون ماقيل عنه كذب وتضليل وكم كنت اتمنى ان لا يكون طبيبا بزيتونة حميده حتى يبتعد من الشبهات
    ولكن شاء الله وفعل .. المهم نتمنى من الدكتور كمال ابوسن ان ينفى لنا هذا اللغط واشنانة السمعة
    من بعض الاقلام ..

  3. وقطعة الأرض التي عليها مستشفي الزيتونة الآن ,كانت في الأصل حانة أو إنداية.. تبرعت بها صاحبتها وتدعي بت بيلة للأوقاف لتكون مسجداً, كما أوصت. كيف بقدرة مامون حميدة أن يتم تحويلها لمستشفى إستثماري خاص ؟

  4. رحم الله الحاجة الزينة ونقول للبشير شيل شيلتك فهى احدى رعاياك وقد ماتت مقتولة والله سائلك عنها يوم اقيامة ام تظن ان الحكم امر هين؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..