ترامب في مستهل زيارته لبريطانيا: البريطانيون “يحبونني كثيرا” رغم الاحتجاجات

استهل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، زيارته لبريطانيا بالقول إنه لا يعترض على أي احتجاجات أثناء هذه الزيارة.
وعبر عن اعتقاده بأن البريطانيين “يحبونه”.
وأقامت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، مأدبة عشاء على شرف الرئيس ترامب في قصر بلينهايم،في اليوم الأول لزيارته للبلاد.
ومن المتوقع أن تتركز النقاشات خلال المأدبة التي دُعي إليها 150 شخصية، بينهم وزراء ورجال أعمال بارزون، على التجارة بين البلدين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتأتي زيارة ترامب لبريطانيا بعد أيام من وصفه لها بأنها تعيش في حالة “اضطراب”.
وكانت الطائرة الرئاسية التي نقلت ترامب وزوجته ميلانيا حطت في مطار ستانستيد قرب العاصمة البريطانية ظهر الخميس، لتقلهما طائرة مروحية إلى مقر اقامتهما في السفارة الأمريكية في لندن.
وقد فرضت إجراءات أمنية مشددة لمواجهة عدد من مظاهرات الاحتجاج المتوقعة على الزيارة، بيد أن ترامب قال إنه يعتقد إن البريطانيين “يحبونه كثيرا”.
وكان ترامب وصف بريطانيا في حديث بقمة حلف شمال الأطلسي قبل وصوله إليها بأنها “بقعة جاذبة جميلة الآن”.
وشدد ترامب، الذي سيلتقي بملكة بريطانيا خلال زيارته التي ستستمر ليومين، على القول “أعتقد أنهم يحبونني كثيرا في بريطانيا، واعتقد أنهم يوافقونني في موضوع الهجرة… “.
وأضاف “يمكنك أن ترى ما يجري في العالم مع الهجرة … وأعتقد أن ذلك السبب وراء البريكسيت” في إشارة إلى استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأكمل “بريكسيت هو بريكسيت” والشعب البريطاني “صوت للانفصال، لذا أتخيل أن هذا ما سيفعلونه -ولكن ربما يتخذون مسارا مختلفا- لا أدري إن كان ذلك ما صوتوا له”.
وقد تعرض ترامب مؤخرا إلى انتقادات شديدة بشأن سياسته للهجرة، التي تسببت في فصل عوائل المهاجرين عن أطفالهم.
وتتزامن زيارة ترامب مع نشر ماي لكتاب أبيض يحدد برنامج عمل لعلاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب في وقت سابق هذا الأسبوع إن الأمر “يرجع إلى الشعب” بشأن بقاء ماي من منصبها إثر استقالة اثنين من وزرائها احتجاجا على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه “احب دائما” بوريس جونسون الذي استقال من منصبه كوزير للخارجية.
وكان ترامب حضر قمة الناتو، حيث قال إن الدول الأعضاء في الحلف اتفقت على زيادة الانفاق على الشؤون الدفاعية .
وقالت ماي إن زيارة ترامب لبريطانيا ستمثل فرصة لتعزيز الصلات التجارية وتقوية التعاون الأمني.
بيد أنها حضت ترامب أيضا على عدم إهمال “سلوك روسيا الضار” عند لقائه مع فلاديمير بوتين في هلسنكي الأسبوع المقبل.
وكان ترامب تندر في وقت سابق هذا الأسبوع بالقول إن لقاءه مع الرئيس الروسي “قد يكون الجزء الأسهل” في رحلته الأوروبية.
وقال دوانينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء البريطانية) إن ماي وترامب سيناقشان قضايا رئيسة أخرى كالبريكسيت والشرق الأوسط، إلى جانب الصلات التجارية والأمنية.
وكانت ماي قالت قبيل زيارة ترامب، إنه عند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “لن يكون ثمة تحالف أكثر أهمية في السنوات التي تعقب ذلك”.
وشدد داوننغ ستريت على أن ماي رحبت بقرار ترامب بالاجتماع مع الزعيم الروسي في العاصمة الفنلندية الاثنين.
لكنه أوضح أنه يتوقع أن يثير ترامب قضايا مثل الهجوم بعامل الأعصاب في سولزبري على العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته.
وكانت البارونة مارثا لين – فوكس، امرأة الأعمال الرائدة والمعروفة بنشاطاتها الخيرية، الشخصية الوحيدة التي رفضت علنا قبول الدعوة لحضور مأدبة العشاء على شرف الرئيس الضيف في قصر بلينهايم، وهو منزل أسلاف السير ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني الشهير الراحل.
وسيحضر ماي وترامب الجمعة تمرينا عسكريا في مجال مكافحة الإرهاب تنفذه قوات خاصة بريطانية وأمريكية مشتركة في قاعدة عسكرية.
ثم يسافر الزعيمان إلى تشكرز (المنزل الريفي لرئيسة الوزراء في بكنغهامشير) لإجراء محادثات رفقة وزير الخارجية البريطاني.
يسافر بعدها الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى إلى وندسور بعد ظهر الجمعة للقاء الملكة، قبل أن ينتقلا إلى اسكتلندا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجع ترامب للغولف في ترنبري. وقد عد هذا الجزء من الزيارة نشاطا خاصا غير رسمي.
وقد حذرت رابطة الشرطة البريطانية من أن هذه الزيارة ستضع “ضغطا” ملموسا على قوات الشرطة في البلاد.
كما اشتكت من أن 300 من عناصر الشرطة ممن يعملون خلال فترة الزيارة سيضطرون للمبيت في أسرة مؤقتة في قاعة ألعاب رياضية، لا تتوفر على ماء دافئ أو مستلزمات الحصول على وجبات طعام ساخنة.
وقد أثارت النائبة العمالية، لويز هيغ، تلك القضية في مجلس العموم، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 100 شرطية يشتركن في أربعة حمامات و300 رجل شرطة يشتركون في 5 حمامات فقط.
ومن المتوقع خروج عشرات الآلاف من المحتجين في لندن ضد زيارة الرئيس ترامب يومي الخميس والجمعة، وفي غلاسكو يوم الجمعة.
وقد طلب من قوات الشرطة في عموم بريطانيا ارسال عناصر منها لمساعدة شرطة العاصمة البريطانية.
ومن المتوقع أيضا خروج مظاهرات صغيرة في عدد من المدن البريطانية ومن بينها، دَيفون وأدنبرة وبلفاست ومانشستر وليدز وليفربول.
وفي غضون ذلك، منح عمدة لندن، صديق خان، الأذن بإطلاق بالون يصور ترامب في صورة طفل رضيع فوق ويستمنستر لمدة ساعتين في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الأمريكي.
وقالت الشرطة الاسكتلندية إنه لن يسمح للبالون بالتحليق فوق منتجع ترامب للغولف في ترنبري.
وقال رئيس شبكة نيوزماكس الإعلامية وصديق ترامب، كريستوفر رادي، لبي بي سي راديو 4 إن الرئيس الأمريكي “سيُصدم” بحجم الاحتجاجات.
وقالت شايستا عزيز، عضوة المجلس المحلي في أوكسفورد، وإحدى منظمي حملة مظاهرة “معا ضد ترامب” في لندن إن المظاهرة جاءت لتقول “بوضوح شديد إننا نرفض سياسات تلك الإدارة”.
بي بي سي